هل يمكننا استعادة النص الأصلي للعهد الجديد؟
تلخيص وتعليق على كتاب عبيدان بول شاه وديفيد آلان بلاك[1]
ترجمة وتعليق: آرثر دانيال

الفصل الأول: النقاش الحالي حول النص الأصلي للعهد الجديد:[2]
يبدأ الفصل بالإشارة إلى التغير الجوهري الذي طرأ على تعريف النص الأصلي للعهد الجديد. فبعدما كان البحث التقليدي يهدف إلى الوصول إلى نص واحد “نص المؤلف” هو نص الكُتّاب الأصلي، تحول الآن إلى البحث في عدة أنواع من النصوص عبر مراحل تاريخية مختلفة مثل:
- النص السابق لنص المؤلف (pre-authorial)
- نص المؤلف (authorial)
- النص القانوني (canonical)
- النص التفسيري أو النص ما بعد القانوني (postcanonical/interpretive).
وقد أطلق إلدون إيب (Epp) هذا التصنيف في مقاله حول “تعدد المعاني لمصطلح النص الأصلي”،[3] معتبرًا أن أي دراسة لتكوين أو تعديل نصي على أي مستوى تدخل ضمن نطاق النقد النصي.[4]
في هذا السياق ظهر منهج Coherence-Based Genealogical Methodالذي أوجد تصنيفات جديدة:
- نص المؤلف (Authorial text): النص الذي كتبه المؤلف نفسه.
- النص الأُولَيِّ (Ausgangstext): نص افتراضي أعيد بناؤه كما كان قبل بداية نسخه.
- نص النموذج الأقدم (Archetypal text): أول مخطوطة بدأ منها التقليد النصي للمخطوطات المتبقية.
يُعتقد أن النص الأُولَيِّ لا يوجد في أي مخطوطة فعلية، بل يُعاد تكوينه من شواهد متفرقة. ووفقًا لـ Wachtel وMink، فإن النص الابتدائي يهدف إلى استعادة النص الذي سبق نص النموذج الأول ويفترض أن يكون أقرب لنص المؤلف، لكنه يبقى افتراضيًا حتى يُثبت عكس ذلك.
نتائج هذا التحول:
- النقد النصي الحديث لم يعد يهدف إلى استعادة النص الأصلي بالمفهوم التقليدي، بل يهتم بدراسة كيف ظهرت القراءات المختلفة.
- بعض النقاد يلومون المطبعة أو الإصلاح البروتستانتي لنشر فكرة أن هناك نصًا أصليًا بلا أخطاء (نص معصوم في مخطوطاته الأصلية)
- يزعمون أن فكرة النص الأصلي الخالي من الخطأ لا أساس تاريخي لها قبل العصور الحديثة.
أثر ذلك على الإيمان المسيحي: يحذر الكاتب من أن هذه التحولات لها تبعات خطيرة:
- غياب نص معياري مستقر قد يؤدي إلى إعادة تكوين النص حسب الهوى.
- يؤدي ذلك إلى زعزعة اللاهوت المسيحي وإضعاف الممارسات الدينية المبنية على نص مقدس مستقر.
الرد على اعتراضات بارت إيرمان:
- الادعاء الأول “نحن لا نملك الأصول”
- صحيح أننا لا نملك المخطوطات الأصلية (autographs)، لكنها لم تكن الهدف بحد ذاته، بل الكلمات التي احتوتها.
- فقدان الوثائق لا يعني ضياع النص، بوجود نسخ متعددة يمكننا إعادة بناء النص الأصلي بدقة.[5]
- الادعاء الثاني “لدينا نُسخ مليئة بالأخطاء”
- نعم، هناك أخطاء، لكنها في الغالب غير مقصودة (مثل أخطاء البصر والسمع).
- النسبة الكبرى من النص (حوالي 94%) مستقر بشكل كبير، والخلافات في 6% فقط وغالبًا غير مؤثرة على المعنى أو العقيدة.
- الادعاء الثالث “أغلب النسخ تعود لقرون بعد الأصل”
- صحيح، هناك فجوة زمنية، لكن النصوص أظهرت استقرار نصي واضح، في الواقع، حسب كلام مايكل هولمز، نص العهد الجديد مستقر بشكل عام (على المستوى الكبير)[6].
- شواهد مثل المخطوطات البردية أثبتت دقة النقل بنسبة تفوق 90% بحسب الدراسات.
- الادعاء الرابع “هناك آلاف الاختلافات بين النسخ”
- في الحقيقة معظم هذه الاختلافات شكلية (إملائية، نحوية)، ولا تؤثر على المعنى، والاختلافات التي تؤثر على المعني أو الترجمة قليلة جدا.
عن عصمة الكتاب المقدس:
- عصمة النص لا تعتمد على وجود النسخ الأصلية بل على إلهام النص ذاته.
- العصمة هي امتداد لمفهوم الوحي الإلهي (كل الكتاب موحى به من الله – 2 تيموثاوس 3:16).
- الله أوحى بالكلمات، واستخدم شخصيات الكتّاب دون إلغاء بشريتهم لضمان خلو النص من الخطأ.
الدليل على أن الكُتاب كانوا يعلمون أنهم يكتبون كلام الله المقدس:
- نصوص مثل 1 تسالونيكي 2:13، 1 كورنثوس 14:37، و2 بطرس 3:15-16 تؤكد إدراكهم أنهم يكتبون كلام الله.
- بولس يساوي في 1 تيموثاوس 5:18 بين نص من التوراة (تثنية) وكلام المسيح (لوقا)، معتبرًا كليهما “كتابا مقدسا”.
دور الكنيسة المبكرة:
- الكنيسة نظرت مبكرًا للأسفار كنصوص مقدسة وتعاملت معها باحترام شديد.
- واجهت الكنيسة محاولات التحريف من الهراطقة أمثال مرقيون وفالنتينوس.
- نشأت محاولات للحفاظ على النص من خلال القراءة العلنية والاقتباس المكثف في كتابات الآباء.
في الختام:
- التقليد النصي للعهد الجديد مستقر بدرجة كبيرة ولا توجد عقيدة مهددة بسبب الاختلافات.
- النقد النصي خادم للعصمة لأنه يساعد في استعادة كلمات الله بدقة.
- الهدف هو الاقتراب قدر المستطاع من النص الذي كتبه الرسل بإلهام الروح القدس.

الفصل الثاني: الانتقائية العقلانية والنص الأصلي للعهد الجديد:[7]
يبدأ الكاتب بيتر جاري بتأكيد أن نص العهد الجديد هو من أكثر نصوص العصور القديمة موثوقية من حيث التوثيق، إذ وصل إلينا عبر: (1) آلاف المخطوطات اليونانية، و(2) مئات الترجمات القديمة (كاللاتينية، السريانية، القبطية)، و(3) اقتباسات آباء الكنيسة المبكرين.
لكنه يوضح أن هذه الشواهد رغم كثرتها لا تتفق دائمًا، مما يفرض الحاجة إلى منهج علمي نقدي لحسم الاختلافات واستعادة النص الأصلي.
ما هي الانتقائية العقلانية؟
- الانتقائية العقلانية (Reasoned Eclecticism) هي المنهج المهيمن في نقد نصوص العهد الجديد منذ عدة قرون.
- تُدرَّس في الكليات والمعاهد اللاهوتية، وتستخدمها اللجان المشرفة على ترجمات الكتاب المقدس وتقوم على:
- الأدلة الداخلية: تحليل أسلوب المؤلف، تراكيب لغوية، المفردات، والاحتمالات العقلية لوقوع الناسخ في خطأ معين.
- الأدلة الخارجية: دراسة شواهد المخطوطات، من حيث تاريخها، جودتها، أصلها الجغرافي، وعلاقاتها المتبادلة.
والهدف الأساسي هو استنتاج القراءة الأصلية التي تفسّر كيف نشأت القراءات الأخرى.
المناهج المنافسة:
- أولوية النص البيزنطي (Byzantine Priority):
- يعلي من شأن النص البيزنطي لأنه الأكثر عددًا في الشواهد.
- يفترض أن الأغلبية تعكس نصًا أقدم وأكثر دقة بسبب أمانة النسّاخ.
- يرفض فكرة أن الأغلبية يمكن أن تكون مخطئة في مقابل الأقلية.
مثال: في 1 يوحنا 23:2 النص البيزنطي يحذف الشطر الثاني (من يعترف بالابن، يكون له الآب أيضًا) رغم وضوح كونه محذوفًا نتيجة السهو، وقد اختار انصار النص البيزنطي القراءة الأقصر لكون أغلب المخطوطات تدعمها فقط وليس لأي سبب آخر.
الانتقائية الشاملة (Thoroughgoing Eclecticism):
- لا تفضل أي مخطوطة أو عائلة نصية وتعتبرهم متساوون في القيمة.
- تركّز على الأدلة الداخلية وحدها: أسلوب الكاتب، احتمالات النساخ، تركيب الجملة. ولا تعتمد على الأدلة الخارجية تقريبا.
- تعتبر أن معرفة علاقات المخطوطات غير يقينية فلا يُعوّل عليها.
خطرها: الاعتماد المفرط على الحكم الذاتي للنقاد حول أسلوب المؤلف، كما أن النتائج تثبت خطئها، على سبيل المثال: وفقًا للدراسات فإن المخطوطة الفاتيكانية قرائتها صحيحة بنسبة 74%، بينما مخطوطة كـ 044 صحيحة بنسبة 54% وهذه الإحصائية وفقًا للمعاير الداخلية فقط، مما يدحض اعداء أنصار منهج الانتقائية الشمولية أنه لا توجد مخطوطة أفضل من أخرى.
مزايا الانتقائية العقلانية:
- تعتمد على معلومات راسخة بدلاً من الافتراضات أو الجهل بعلاقات المخطوطات. فهي تعتمد على ما نعرفه وليس على ما نجهله،
- على عكس منهج أولية النص البيزنطي فإنه قائم على عدم وجود شهود مبكرين بيزنطيين (هم يقولون أن المخطوطات المبكرة كانت بيزنطية لكن اندثرت والمخطوطات السكندرية القديمة حاليا هي مجرد تلاعب ولا تمثل النص الأصلي أو النص الأقدم).
- وأيضًا على عكس الانتقائية الشمولية التي هي قائمة على عدم معرفتنا بالعلاقات بين المخطوطات، فكلا المنهجين قائم على ما ما نجهله (من وجه نظرهم)[8] أما الانتقائية العقلانية فهي قائمة على الأدلة المتاحة.
- تعترف بأن بعض المخطوطات أفضل من غيرها لكنها لا تقدس أي شاهد.
- توازن بين الأدلة الخارجية والداخلية بدلاً من إهمال أحدها.
- لا تفترض أبدًا أن الأغلبية دائمًا صحيحة (كما في النص البيزنطي) ، ولا ترفض الشواهد القوية (كما في الانتقائية الشاملة).
الاعتراض الشائع: “نص فرانكشتاين (Frankenstein)”أي نص هجين مركب غير موجود في مخطوطة بعينها: [9]
ينتقد البعض (مثل روبنسون، وهو من أنصار النص البيزنطي) أن الانتقائية العقلانية تنتج نصًا مركبًا لا يوجد في أي مخطوطة واحدة، يدّعي هؤلاء أن ذلك يهدم سلطة النص لأنه تركيب حديث.
الرد:
- هذا الاتهام متناقض مع اتهام آخر (من انصار النص البيزنطي) يقول إن الانتقائية تقدس وتعتمد على مخطوطات بعينها مثل B و א (الفاتيكان والسينائي)، فكيف يكون المنهج يقدس مخطوطة بيعنها وفي نفس الوقت هو نص هجين؟
- الهدف هو استعادة ما كتبه المؤلفون، لا إعادة إنتاج مخطوطة تاريخية بعينها فكون النص المُعاد بناءه نص مركب هذا يثبت أن المنهج مترابط ومتناسق داخليًا، فهو ينطلق من مبدأ أن كل المخطوطات أصابها فساد اثناء علمية النقل ويجب على الناقد ألا يفضل مخطوطة بعينها أو مجموعة مخطوطات أو عائلة نصية بل يتعامل في البداية مع الكل بشكل محايد ومع النتائج نحدد أي المخطوطات أو العائلات النصية أفضل من غيرها لمساعدتنا في تقييم بعض الخلافات موضع النزاع الشديد، والنتائج النهائية تثبت أن هناك بعض المخطوطات أفضل (مثل السينائية والفاتيكانية وأغلب البرديات) وهناك عائلات نصية أفضل من غيرها (مثل النص السكندري).
الخلاصة: الانتقائية العقلانية هي:
- ليست عبودية للمخطوطات القديمة، وليست وثوقية عمياء بالأغلبية، ولا تجاهلاً للشواهد الخارجية.
- تعتمد على مقاربة متوازنة تحليلية، تقارن القراءات وتنتقي ما يُفسر تطور بقية القراءات.
- لا تدعي الوصول إلى اليقين المطلق، لكنها تعتبر أفضل أداة حالية لاستعادة نص المؤلف.
في النهاية، يدعو الكاتب للابتعاد عن الإفراط في الثقة أو الإفراط في الشك، ويرى أن الانتقائية العقلانية أفضل السبل العلمية لاستعادة كلمات الوحي الأصلية بدقة.

الفصل الثالث: منظور أولوية البيزنطي للنص في تحديد أصالة النص الأصلي (الأوتوغراف):[10]
يركّز روبنسون في البداية على أن النقد النصي للكتاب المقدس ليس نشاطًا علميًا مجردًا، بل هو ممارسة روحية تتعامل مع “كلمة الله”، ومن ثم فإن ضبط النص بدقة أمر بالغ الأهمية للاهوت المسيحي.
يحدّد روبنسون ثلاث مدارس رئيسية في النقد النصي: الانتقائية العقلانية (Reasoned Eclecticism)، والانتقائية الشاملة (Thoroughgoing Eclecticism)، وأولوية النص البيزنطي (Byzantine Priority).
ويقول إن نسبة الاتفاق بين النص البيزنطي والنص النقدي هي 94%، مما يعزز الثقة في أن النص الأصلي ما يزال قائمًا بدرجة عالية أيا كان المنهج الذي تتبعه.
ما هي أولوية النص البيزنطي؟
يرفض روبينسون تعريف أولوية النص البيزنطي بأنه مجرد تفضيل للقراءة الأغلبية في المخطوطات البيزنطية، بدلًا من ذلك، يطرح أن النص البيزنطي هو النص الأصلي الأسبق زمنًا، وأن بقية النصوص (النص السكندري والنص الغربي) تمثل انحرافات عنه، سواء بشكل واعٍ (مراجعة) أو عن طريق عملية تطور غير موجهة.
ويقول إن المدارس النقدية الأخرى تفترض أن النص البيزنطي هو نتاج متأخر، بينما يرى هو أن النص البيزنطي نشأ قبل القرن الرابع، ويوجد العديد من القراءات البيزنطية (سواء كانت بيزنطية خالصة أو مشتركة مع عائلة أخرى) الموجودة في البرديات القديمة.
ينتقد روبنسون فكرة أن النص البيزنطي هو نتاج عملية تطور بطيئة وغير مركزية، مشيرًا إلى أن:
- لا يوجد تفسير مقنع لكيفية تحقيق وحدة نصية كبيرة كهذه عبر قرون ومناطق متباعدة بدون إدارة مركزية، فكيف يمكن أن يكون النص البيزنطي نصا مستقرا نوعا ما وفي نفس الوقت هو نتاج تنقيح متباعد؟
- حتى المشاريع الرسمية مثل نسخة جيروم (الفولجاتا) لم تنجح في تحقيق هذا المستوى من التوحيد، رغم أن الفولجاتا كانت تحظى بدعم كنسي إلا أن عندم الاتساق يظهر في مخطوطاتها على عكس النص البيزنطي.
- لذلك فإن فكرة أن النص البيزنطي هو “النص الموحد عبر الزمن دون تدخل رسمي” تتحدى المنطق التاريخي.
يوضح روبنسون أن أولوية النص البيزنطي لا تعني دائمًا اختيار القراءة الأغلبية، بل تعني أن هذا الشكل النصي كان موجودًا منذ البداية (النص البيزنطي). النصوص الأخرى بما في ذلك الإسكندرية تمثل انحرافات لاحقة أو مراجعات محلية. هذا التفسير يضع النص البيزنطي كـ “المعيار المرجعي” التاريخي وليس كمجرد نتاج أغلبية عددية.
يناقش أيضا التنوع داخل المخطوطات البيزنطية نفسها، مشيرًا إلى أن هذا لا ينفي وجود إجماع نصي واسع، يوضح أن النص البيزنطي يتكوّن من تيارات متعددة مثل Kx وKr وKc لكنها تحافظ على بنية أساسية مشتركة. فقط عندما يكون هناك انقسام حاد داخل هذه التيارات يُلجأ إلى معايير أخرى لاتخاذ القرار (وها يدل أن النص البيزنطي ليس نصا مسيطرا عليه من الكنيسة، ورغم ذلك هو مستقر)
مشاكل الانتقائية:
- لا توجد قاعدة موضوعية لاختيار القراءات: يُنتقد المنهج الانتقائي لأنه يعتمد على تقديرات الباحث الذاتية في اختيار القراءة الأصلية. فبدلًا من الالتزام بسلسلة مخطوطات معينة أو تقليد نصي واضح، يتم الجمع بين قراءات من مصادر متعددة وفق ما يراه المحرر “أفضل”، ما يفتح الباب أمام التحيّز والتقدير الشخصي.
- إنتاج نص “Frankenstein” غير موجود في أي مخطوطة: أحد أخطر الانتقادات التي يوجهها روبنسون هو أن المنهج الانتقائي يؤلف نصوصًا هجينة (Hybrid Texts) لا توجد كاملة في أي مخطوطة تاريخية واحدة، بل يتم انتقاؤها من مصادر مختلفة. هذا يؤدي إلى ما يسميه البعض بـ”نص فرانكنشتاين”، أي نص مركّب لم يوجد يومًا ما في التداول المسيحي التاريخي. “النتيجة هي نص مركّب ليس له وجود فعلي عبر التاريخ الكنسي ولا في أي مخطوطة موجودة.”
- الاعتماد المفرط على النصوص المبكرة النادرة: ينتقد أيضًا الاعتماد الزائد على عدد محدود من المخطوطات المبكرة (مثل السينائية والفاتيكانية والبرديات) على حساب آلاف المخطوطات البيزنطية المتأخرة، مما يعطي وزنًا غير متوازن لشهود نصيين أقل عددًا وأقل تمثيلًا للاستمرار التاريخي.
ما الذي يقدمه أولية النص البيزنطي في المقابل؟
- استقرار النص البيزنطي على مدى قرون: منذ القرن الرابع الميلادي، حافظت المخطوطات البيزنطية على نص ثابت وموثوق عبر الإمبراطورية البيزنطية. أن نسبة التوافق الداخلي بين آلاف المخطوطات البيزنطية مذهلة (حوالي 94–95%).
- تمثيل حقيقي لنص الكنيسة: النص البيزنطي هو النص الذي استخدمته الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الشرقية لأكثر من ألف عام. هذا يجعله النص الذي عاش في العبادة، والتعليم، والوعظ، وليس مجرد افتراض نقدي.
- وجود هيكل نصي متماسك: رغم وجود فروق طفيفة داخل التيارات البيزنطية Kx، Kr، Kc، فإنها تشترك في بنية أساسية واضحة ومتماسكة. يشير روبنسون إلى أن هذا يثبت أن النص لم يتطور عبر العشوائية، بل عبر تقليد محفوظ ومنضبط.
- يتسق مع النقل الطبيعي :(Normal Transmission) بخلاف المنهج الانتقائي الذي يفترض أن النص الأصلي فُقد ويجب “إعادة إنشائه” وهو عبارة عن قراءات متناثرة هنا وهناك، يرى روبنسون أن النص البيزنطي ينقل النص بشكل طبيعي ومتماسك منذ الجيل الرسولي. المخطوطات القليلة والمنعزلة (مثل المخطوطات السكندرية) هي نتاج “انحراف محلي”، وليست النص السائد الأصلي.[11]
في النهاية يختم روبينسن بصلاة اقتبسها من ويستكوت:
“أيها الرب المبارك، الذي بعنايتك الكاملة كُتبت كل الأسفار المقدسة وحُفظت لأجل تعليمنا، امنحنا نعمة أن ندرسها كل يوم بصبر ومحبة. قوي نفوسنا بملء تعليمها الإلهي. أبعد عنّا كل كبرياء وعدم توقير. قدنا في أعماق حكمتك السماوية، وبمراحمك العظيمة، قُدنا بكلمتك إلى الحياة الأبدية، بواسطة يسوع المسيح مخلّصنا. آمين.”[12]

الفصل الرابع: حل ستورز لمشكلة النص الأصلي كما يتضح في أفسس 1:1، متى 22:5، ويوحنا 13:3:[13]
منهج ستورز:
يعرض ديفيد آلان بلاك دفاعًا عن منهج ستورز (Harry Sturz) في نقد النصوص، الذي يعتبر محاولة توفيقية بين المدارس المختلفة، خصوصًا بين: منهج الأغلبية (Byzantine Priority) والانتقائية العقلانية (Reasoned Eclecticism)
ويرى بلاك أن منهج ستورز هو الحل الأنسب لمشكلة تحديد النص الأصلي للعهد الجديد.
ما هو منهج ستورتز؟
- يسعى منهج ستورز إلى احترام جميع التيارات النصية المعروفة (الإسكندرية، الغربية، البيزنطية) بحيث يعتبرهم كلهم تيارات نصية نشأت في القرن الثاني.
- لا يعطي أولوية مطلقة لأي تيار نصي بمفرده.
- يرفض الإقصاء المسبق للنص البيزنطي من الدراسة العلمية.
- يرى أن النص البيزنطي يحتوي على قراءات أصيلة مبكرة لا يجب تجاهلها.
مبادئ المنهج:
- كل شاهد نصي (بيزنطي أو غيره) يجب تقييمه بناءً على أدلته الخاصة وليس بناءً على افتراضات نظرية حول قيمته (غالبا ما يتم اعتبار المخطوط ذات قيمة أقل بمجرد معرفة أنه بيزنطي، والعكس، غالبا ما يعتبر الشاهد ذات قيمة عالية بمجرد معرفة أنه سكندري).
- التيارات النصية تمثل تقاليد مختلفة لكنها جميعها تتصل بالنص الأصلي في نقاط معينة.
- المطلوب ليس اختيار تيار واحد، بل إعادة بناء الصورة الكاملة من جميع التيارات مجتمعة.
الفرق بين منهج ستورز والمناهج الأخرى
- لا يفرض تفضيلًا مسبقًا (كما في البيزنطي أو الانتقائية العقلانية). لا تقل “الإسكندري أقدم إذن هو الأفضل”، ولا تقل “البيزنطي أغلب إذن هو الأفضل”، بل اعتبر أن كل تقليد نصي يمثل فرعًا له جذور تعود إلى النص الأصلي بدرجة ما.
- لا يُقصي أي تقليد نصي، ويطالب بإعادة تقييم قيمة النص البيزنطي خصوصًا.
- يهدف إلى إعادة بناء نص متوازن يعكس التنوع التاريخي للنقل.
أمثلة تطبيقية:
-
أفسس 1:1:
(بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أَفَسُسَ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ)
تضيف أغلب المخطوطات عبارة “في أفسس” بينمها تحذف أقدم المخطوطات نفس العبارة (مثل السينائية، الفاتيكانية والبردية 46)
- الأدلة الخارجية: توجد العبارة في أغلب المخطوطات مما يعني أنها كانت منتشرة، بالإضافة لوجودها في النص الغربي مما يعني أن الحذف هو من أفضل مخطوطات النص اسكندري (وليس كلها)، مما يعني أن القراءة الأطول هي الموزعة جغرافيا.
- الأدلة الداخلية: ليست حاسمة من وجهة نظر الكاتب، لكنه يجد مبررا لماذا يمكن لناسخ أن يحذف هذه العبارة (باعتبار أنها كانت اصلية وتم حذفها في وقت لاحق): وهي أن القُراء حاولوا أن يجعلوا لرسائل بولس طابع عام، واجهت الكنيسة الأولى مشكلة مع خصوصية رسائل بولس (أي انها أُرسلت حصرا لأفسس)، ويوجد عدة أمثلة مثلا في رومية 1:7، ورومية 1:15 حيث حذفت بعض المخطوطات عبارة “في رومية”.
لذا القراءة الأفضل هي القراءة الأطول “في أفسس” مع فتح باب للنقاش.
-
متى 22:5:
(وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ)
تحذف المخطوطات القدمية كلمة “باطلًا” (مثل البردية 64 والسينائية والفاتيكانية) بينما تضيف أغلب المخطوطات هذه العبارة.
يقول ميتزجر: “رغم أن القراءة التي تحتوي على εἰκῇ (باطلا/بلا سبب) منتشرة منذ القرن الثاني، إلا أن من الأرجح أنها أُضيفت من قبل النُساخ لتخفيف صرامة كلام يسوع، لا أنها حُذفت لأنها غير ضرورية.”[14]
وهذا يعارض رأي الكاتب كما سأوضح.
- الأدلة الخارجية: كما في المثال السابق، القراءة الأطول موزعة جغرافيا بشكل كبير فيهي مدعومة بأغلب المخطوطات والعائلات النصية: النص البيزنطي والغربي والقيصري وبعض مخطوطات النص السكندري، بينما القراءة الأقصر (حذف “باطلا”) هي حصريا للتقليد السكندري.
- الأدلة الداخلية: مرة أخرى مثل المثال السابق يراها الكاتب غير واضحة، لكنه يجد مبرر لماذا يمكن للناسخ أن يحذف هذه الكملة: يمكن تفسير مسألة وجود كلمة “بلا سبب” (εἰκῇ) في متى 5:22 بطريقتين متقابلتين. فمن جهة، يُعرف يسوع بأسلوب تعليمي قاطع ومباشر، وكثيرًا ما يستخدم صياغات مطلقة في تعاليمه. ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا يستخدم شروطًا توضيحية أو قيودًا ضمنية. في نفس الإصحاح (متى 5:11)، نلاحظ أن التطويب لا يُمنح لأي شتيمة، بل تلك التي تُقال “كذبًا” ضد التلاميذ. أي أن يسوع هنا يميز بين أنواع مختلفة من الاضطهاد، ويؤكد أن ليست كل الإهانات أو المعاناة تُعتبر بركة، بل فقط تلك المبنية على افتراء.
هذا التوجه ليس غريبًا عن باقي أسفار العهد الجديد، فبطرس في رسالته الأولى (3:17–4:15) يُقر بأن المسيحيين قد يعانون أحيانًا بسبب أخطاءهم، وليس فقط بسبب تمسكهم بالحق. انطلاقًا من ذلك، من غير المستبعد أن يكون يسوع في متى 5:22 قد استخدم بالفعل تقييدًا لعبارته بوجود “سبب” للغضب، كما هو الحال مع استخدامه لعبارة “إلا لعلة الزنا” في متى 5:32 كاستثناء لعدم الطلاق.
بالتالي، هناك احتمال أن أحد النُساخ قد حذف كلمة εἰκῇ من النص، ظنًا منه أن وجودها قد يُفسر بشكل متساهل مع الغضب، فيجعل النص أقل صرامة، مما يتناقض مع أسلوب يسوع المعتاد. وفي هذه الحالة، يكون النص الأصلي قد احتوى على كلمة “بلا سبب”، وأن الحذف جاء في محاولة “لتشديد” العبارة بدلًا من “تليينها”، وهو عكس ما يفترضه بعض النقاد. هذا يُبرز احتمالًا معقولًا أن القراءة الأقصر ليست الأصلية، بل هي نتيجة تدخل تحريري من ناسخ أراد أن يُظهر تعليم يسوع بأقصى درجات الصرامة، حتى على حساب الدقة النصية.
لذا فإن القراءة الأطول (باطلا) هي غالبا القراءة الأصلية.
-
يوحنا 13:3:
(وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ)
تحذف المخطوطات المبكرة عبارة “الذي هو في السماء” (مثل السينائية والفاتيكانية البردية 66 و75) بينما تضيف أغلب نفس العبارة.
- الأدلة الخارجية: القراءة الأطول موزعة جغرافيا فهي مدعومة من النص الغربي والبيزنطي والقيصري وبعض المخطوطات والآباء الإسكندريين، بينما لا تحظى القراءة الأقصر إلا بدعم من المخطوطات السكندرية الرئيسية.
- الأدلة الداخلية: الحجة الداخلية لقراءة “الذي هو في السماء” في يوحنا 3:13 تتضمن عدة عناصر مترابطة. أولًا، القراءة الأطول تُعد أصعب من حيث المعنى، لأنها تُظهر يسوع كمن هو في السماء وعلى الأرض في آنٍ واحد، وهذا يفسر لماذا قد يشعر بعض النسّاخ بالحاجة لحذفها أو تعديلها لتجنب الالتباس. ثانيًا، يوحنا يُعرف بأسلوبه الذي يستخدم تراكيب مشابهة، مثل “الذي هو في…”، مما يجعل العبارة منسجمة لغويًا مع نمط الإنجيل. ثالثًا، لاهوت يوحنا يدعم هذا النوع من التصريحات، فالمسيح عنده هو الكلمة الأزلي الذي تجسّد، دون أن يفقد علاقته بالله أو وجوده الإلهي، ما يجعل العبارة “الذي هو في السماء” تعبيرًا طبيعيًا عن هذه العقيدة. وأخيرًا، حذف العبارة يمكن تفسيره بسهولة على أنه نتيجة لمحاولة تلطيف أو توضيح قول صعب، في حين يصعب تفسير إضافتها لو لم تكن أصلية. لهذه الأسباب، تُعتبر القراءة الأطول أكثر انسجامًا مع أسلوب يوحنا وتعليمه.
لذا فالقراءة الأطول “الذي هو في السماء” هي القراءة الأصلية.
خلاصة المنهج:
- لا يمكن اعتبار أي مخطوطة يونانية فردية مطابقة للنص الأصلي.
- لا يمكن اعتبار أي مجموعة مخطوطات أو نوع نصي معين ممثلًا للنص الأصلي (سواء كان سكندري أو بيزنطي).
- لا يمكن اعتبار أي طبعة مطبوعة من العهد الجديد اليوناني مطابقة للنص الأصلي.
- لا يمكن اعتبار أي ترجمة إنجليزية وحدها ممثلة للنص الأصلي.
- عند تساوي العوامل الأخرى، فإن القراءات المدعومة من معظم الأنواع النصية تكون على الأرجح أقرب إلى الأصل.
- الأدلة الداخلية لها دور مهم، لكن أقل من الأدلة الخارجية.
- المنهج “ستورزي” (Sturzian) مثل “الانتقائية الصارمة” يرفض تفضيل أي نوع نصي دون مبرر، لكنه يميز نفسه بجعل الدليل الخارجي أساسًا حاسمًا، بينما يُعتبر الدليل الداخلي مجرد تأكيد داعم.
- يشبه المنهج “ستورزي” الانتقائية المعقولة (reasoned eclecticism) في أنه يستخدم كلا الدليلين الداخلي والخارجي، لكنه يفضل الدليل الخارجي.
- يقدّر هذا المنهج النص البيزنطي، مثل منهج أولوية النص البيزنطي، لكنه لا يمنحه الأولوية المطلقة كما يفعل أصحاب هذا الرأي.
- المنهج المقترح يجمع بين الحذر في التعامل مع الأدلة وتقدير لتعددها، ويرفض الاعتماد على مصدر واحد، سواء كان مخطوطة أو طبعة أو ترجمة.
ملحق الخلافات النصية المذكورة في الفصل الأخير
أفسس 1:1
|
א2 A B2 D F G K L P (Ψ* illegible) Ψc 075 0150 0278 33 81 88 104 181 256 263 326 330 365 424* 436 451 459 614 629 630 1175 1241 1319 1573 1852 1877 1881 1912 1962 1984 1985 2127 2200 2464 2492 2495 Byz Lect itar itb itc itd itdem itdiv ite itf itg ito itr itx itz vg syrp syrh copsa copbo goth arm eth geo slav Ambrosiaster Victorinus-Rome PsIgnatius Chrysostom Pelagius Theodorelat Cyril Ps-Jerome Theodoret Cassiodorus John-Damascus ς |
τοῖς ἁγίοις τοῖς οὖσιν ἐν Ἐφέσῳ καὶ πιστοῖς
إلى القديسين الذين في افسس والمؤمنين |
|
p46 א* B* 6 424c 1739 Marcionaccording to Tertullian Marcionaccording to Epiphanius Origenvid (Ephraem) mssaccording to Basil |
إلى القديسين والمؤمنين |
متى 22:5
|
p64 א* B Ω 372 1292 1424mg 2174vid 2737 itaur vg ethms Gospel of the Nazarenes Ptolemy Justin Tertullianvid Origen Theodore-Heraclea Chromatius Jerome Theodoreaccording to Apollinaris Augustine3/4 Cassian Ps-Athanasius mssaccording to Apollinaris Greek mssaccording to Augustine |
ὅτι πᾶς ὁ ὀργιζόμενος τῷ ἀδελφῷ αὑτοῦ ἔνοχος
إن كل من يغضب على أخيه يكون مستوجب الحكم
|
|
א2 D E K L W Δ Θ Π Σ 0233 f1 f13 28 33 157 180 205 565 579 597 700 892 1006 1010 1071 1079 1195 1216 1230 1241 1242 1243 1342 1365 1424 1505 1546 1646 Byz Lect ita itb itc itd itf itff1 itg1 ith itk itl itq vgms syrc syrs syrp syrh syrpa copsa copmae copbo goth arm ethTH geo slav Diatessaron Irenaeus Cyprian Eusebius Hilary Lucifer Basil Apostolic Constitutions Ps-Justin Chrysostom Augustine1/4 Cyril Speculum Theodoret mssaccording to Origen mssaccording to Apollinaris mssaccording to Jerome ς |
ὅτι πᾶς ὁ ὀργιζόμενος τῷ ἀδελφῷ αὑτοῦ εἰκῆ ἔνοχος
إن كل من يغضب على أخيه باطلا (بلا سبب) يكون مستوجب الحكم
|
يوحنا 13:3
|
p66 p75 א B L T Wsupp 083 086 0113 33 1010 1241 copsa copbo(pt) copach2 copfay geo2 Diatessaron Origenlat(2/4) Adamantius Eusebius Gregory-Nazianzus Apollinaris GregoryNyssa Didymus Epiphanius3/4 Jerome1/3 Cyril14/16 (Cyril1/16 θεοῦ) Theodoret1/4 |
εἰ μὴ ὁ ἐκ τοῦ οὐρανοῦ καταβάς, ὁ υἱὸς τοῦ ἀνθρώπου.
إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان |
|
(A* omit ὢν) Ac E G H K N Δ Θ Π Ψ 050 (063 l751(1/2) θεοῦ for ἀνθρώπου) f1 f13 28 157 180 205 565 579 597 700 892 1006 1009 1071 1079 1195 1216 1230 1242 1243 1253 1292 1342 1344 1365 1424 1505 1546 1646 2148 2174 Byz Lect ita itaur itb itc itf itff2 itj itl itq itr1 (ite syrc syrpal vg syrp syrh copbo(pt) arm eth geo1 slav Hippolytus Hippolytus Novatian Origenlat(2/4) Origenlat Eustathius Jacob-Nisibis Zeno ὃς ἦν) Ambrosiaster Aphraates Hilary Lucifer Basil Amphilochius Ambrose Epiphanius1/4 Chrysostom Chromatius Jerome2/3 Augustine Nonnus Paul-Emesa Cyril1/16 Ps-Dionysius Hesychius Theodoret3/4 John-Damascus ς |
εἰ μὴ ὁ ἐκ τοῦ οὐρανοῦ καταβάς, ὁ υἱὸς τοῦ ἀνθρώπου ἀνθρώπου ὁ ὢν ἐν τῷ οὐρανῷ
إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء |
[1] Black, D. A., & Shah, A. P. (Eds.). (2023). Can we recover the original text of the New Testament? Wipf and Stock Publishers.
[2] Abidan Paul Shah, “The Current Debate Over the Original Text of the New Testament,” in Can We Recover the Original Text of the New Testament?, ed. D. A. Black and Abidan Paul Shah (Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers, 2023), chap. 1.
[3] Eldon J. Epp, “The Multivalence of the Term ‘Original Text’ in New Testament Textual Criticism,” Harvard Theological Review 92, no. 3 (1999): 245–281.
[4] في رأي الشخصي: الاحتمال الأول لـ “النص الأصلي” الذي هو النص السابق لنص المؤلف (pre-authorial) لا يمكن للنقد النصي أن يتعامل معه أصلا، المقصود بمصطلح “النص السابق لنص المؤلف” هو المصادر التي أعتمد عليها الكتاب لتكوين نصهم، على سبيل المثال في متي ولوقا سيكون هذا النص هو المصدر “Q”، ومثل هذه النصوص لا يمكن للنقد النصي أن يتعامل معها، في الحقيقة هذا اختصاص النقد الأعلى وليس الأدنى. الاحتمال الثاني: نص المؤلف، وهو النص الذي كتبه المؤلف بخط يده، وهذا أيضًا لا يمكن استعادته أو إعادة تكوينه، وهذا لسبب منطقي جدا وهو أن اسفار العهد الجديد كانت تمر بعد تأليفها بعملية تحريرية غالبا على يد تلميذهم، ونحن نعلم أن انجيل يوحنا وأعمال لوقا وأغلب رسائل بولس مرت بهذه العملية، فكيف نعيد نص المؤلف وهو لم ينشر أصلا؟ أو بمعنى أخر كيف يمكننا أن نعيد بناء نص المؤلف ولم تتبق لنا أي مخطوطة له.
والاحتمال الأقرب هو أننا نعيد بناء “النص القانوني” أو النص المُحرر edited text وهو التعريف الصحيح لـ “النص الأصلي” وهو يمكن الوصول إليه.
[5] التقليد النصي للعهد الجديد غني جدًا بحيث يجعلنا شبه متأكدين أننا نعيد صياغة النص الأصلي بدقة، نمتلك مخطوطات يونانية قديمة جدا تقليدها النص يعود لمنتصف القرن الثاني، مخطوطات موزعة جغرافيا بشكل كبير بالإضافة إلى الكم الهائل من الترجمات والاقتباسات الآبائية، كل هذا يجعلنا متأكدين من أن الصياغة الأصلية للعهد الجديد حُفظت هنا أو هناك، ودور الناقد هو الترجيح بينهم.
[6] “First, it is evident that we are dealing with a situation that involves a mixture of both fluidity and stability; a key issue is the relationship between the two. On the one hand, there is evidence of variation (sometimes substantial) in the process of scribal transmission; on the other hand, there are also evident factors favoring the stability of the textual transmission. Second, with the possible exception of the gospel of Luke and of Acts (where the differences between the “Alexandrian” and “Western” textual traditions are considerably greater than they are elsewhere in the New Testament), there is little if any evidence of any major disruption to the text. Third, apart from the endings of Mark and of Romans,68 variation during the time period in view affects a verse or less of the text.69 nearly all In short, we appear to be dealing with a situation characterized by macro-level stability and micro-level fluidity.”
Michael W. Holmes, “The Text of the New Testament in the Second Century: Witnesses and Tendencies,” in The Early Text of the New Testament, ed. Charles E. Hill and Michael J. Kruger (Oxford: Oxford University Press, 2012), 57-58.
[7] Peter J. Gurry, “Reasoned Eclecticism and the Original Text,” in Can We Recover the Original Text of the New Testament?, ed. D. A. Black and Abidan Paul Shah (Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers, 2023), chap. 2.
[8] أي أنه من وجهة نطر أولية النص البيزنطي، كان هناك مخطوطات بيزنطية مبكرة لكن اندثرت، وهذا الزعم لا يقبله باقي المناهج. ووجهة نظر الانتقائية الشمولية فإننا لا يمكننا أن نعرف العلاقات بين المخطوطات، وهذا الزعم ترفضه باقي المناهج.
[9] في الحقيقة هذا الادعاء عارٍ من الصحة، وفقا لبيانات Editio Critica Maior القائمة على CBGM: تتفق المخطوطة الفاتيكانية مع النص الأولي بنسبة 96% في الرسائل الكاثوليكية، وبنسبة 96.5% في أعمال الرسل، وبنسبة 96.8% في مرقس. كما يتفق نص الأغلبية مع النص الأولي في أعمال الرسل بنسبة 91.5%، وفي مرقس بنسبة 88.7%، وفي سفر الرؤيا بنسبة 99.2%. نسب الاتفاق العالي تدحض ادعاءات المشككين وأصحاب فكرة “النص الهجين”.
http://intf.uni-muenster.de/cbgm2/Comp4.html
[10] Maurice A. Robinson, “A Byzantine-Priority Perspective Regarding the Recognition of Autograph Originality,” in Can We Recover the Original Text of the New Testament?, ed. D. A. Black and Abidan Paul Shah (Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers, 2023), chap. 3.
[11] في وجهة نظري هذه الادعاءات خاطئة ولو بشكل جزئي، نعم يوجد قراءات بيزنطية مبكرة تعود للقرن الثاني والثالث، ونعم رسخ منهج ويستكوت وهورت فكرة “احتقار النص البيزنطي” وأننا يجب أن نعيد النظر في أهمية النص البيزنطي وفي ادعاءات ويستكوت وهورت، لكن كل هذا لا يثبت أن النص البيزنطي هو النص الأصلي، في الحقيقة لا يوجد أي بردية نصها بيزنطي ولا يوجد أي مخطوطة نصها بيزنطي في الأناجيل قبل القرن الخامس، ولا يوجد مخطوطة نصها بيزنطي خارج الأناجيل نصها بيزنطي قبل القرن التاسع. لا يمكن في الحقيقة اثبات أن النص البيزنطي (ككتلة واحدة) قديم، وإن اكتشفت بردية تعود للقرن الثاني نصها بيزنطي، فهذا لا يثبت صحة منهج نص الأغلبية، بل هذا يدعم نظرية ستورز (سيتم مناقشتها في الفصل القادم).
[12] Brooke Foss Westcott, “Devout Reverence,” in Some Lessons of the Revised Version of the New Testament (London: Hodder and Stoughton, 1897), 420.
[13] David Alan Black, “A Sturzian Solution to the Problem of ‘Original Text’ as Illustrated by Eph 1:1, Matt 5:22, and John 1:18,” in Can We Recover the Original Text of the New Testament?, ed. D. A. Black and Abidan Paul Shah (Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers, 2023), chap. 4.
[14] Bruce M. Metzger, A Textual Commentary on the Greek New Testament, 2nd ed. (Stuttgart: Deutsche Bibelgesellschaft, 1994), 11.



