--الردود على الشبهات

هل جاء المسيح لاجل خطايا البشر .. كتاب مسيح النبوات وليس مسيح الأساطير

هل جاء المسيح لاجل خطايا البشر .. كتاب مسيح النبوات وليس مسيح الأساطير

 

1 – نبوات اشعياء النبي عن آلام المسيح كالعبد المتألم:

تنبأ اشعياء النبي كما بينّا في الفصول السابقة بنبوات تفصيلية عن لاهوت المسيح وميلاده من نسل داود ومن عذراء وعن مكان كرازته وعن أعماله وأسلوب تعليمه 00 الخ وهنا، في نهاية الإصحاح الثاني والخمسين وكل الإصحاح الثالث والخمسين، يقدم لنا نبوات تفصيلية دقيقة جدا عن آلام المسيح وصلبه عن خطايا البشرية لدرجة أننا نكاد نراه واقفاً مثل القديس يوحنا والعذراء مريم عند الصليب، بل وسائرا مع المسيح منذ محاكمته وحتى صلبه ودفنه.

بل ومعايناً لقيامته، وهو ينظر بالروح القدس، في رؤيا نبوية إعلانية عن، كل ما حدث للرب يسوع المسيح أثناء محاكمته وصلبه وموته ودفنه لدرجة أنه يصف ما حدث وكأنه شاهد عيان، شاهد بعينه، شهد بعيني النبوّة، وسمع بأذنيه، ما أوحى له به الروح القدس والذي كشف له المغزى اللاهوتي والكفاري لما رآه فراح يشرح لنا بالروح القدس مغزى ما شاهده من تقديم المسيح لنفسه كذبيحة أثم وكحمل الله الذي يرفع خطية العالم أو الحمل المذبوح كفارة عن خطايا العالم كله. سجل الأحداث، وكأنه شاهد عيان، وشرحها وكشف عن مغزاها الفدائي. وفيما يلي نصوص مما رآه اشعياء ودونه بالروح القدس:

أولاً: إصحاح 52:

(1) ” هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا. ” هُوَذا عَبْدي يُوَفَّق يَتَعالى ويَرتَفِعُ ويَتَسامى جِدّاً = ها عبدي ينتَصِرُ. يتعالَى ويرتفِعُ ويتسامَى جدُا “.

(2) كما اندهش منك كثيرون. كان منظره كذا مفسدا أكثر من الرجل وصورته أكثر من

بني آدم “. أي، كثيرٌ مِنَ النَّاسِ دُهِشوا مِنهُ، كيفَ تَشوَّهَ مَنظَرُهُ كإنسانٍ وهَيئَتُهُ كبَني البشَرِ = كما أَنَّ كَثيرينَ ذُعِروا في شأنِكَ هكذا لم يَعُدْ مَنظَرُه مَنظَرَ إِنْسان وصورتُه صورَةَ بَني آدَم.

(3) هكذا ينضح أمما كثيرين. من اجله يسد ملوك أفواههم لأنهم قد أبصروا ما لم يخبروا به وما لم يسمعوه فهموه. ” والآنَ تَعجبُ مِنهُ أُمَمٌ كثيرةٌ ويَسُدُّ المُلوكُ أفواهَهُم في حضرَتِهِ، لأنَّهُم يَرَونَ غيرَ ما أُخبِروا بهِ ويُشاهِدونَ غَيرَ ما سَمِعوهُ = هكذا تَنتَفِضُ أُمَمٌ كَثيرة وأَمامَه يَسُدُّ المُلوكُ أَفْواهَهم لِأَنَّهم رَأَوا ما لم يُخبَروا بِه وعايَنوا ما لم يَسمَعوا بِه ” (إش13:52-15).

ثانياً إصحاح 53:

(1) ” من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. ” مَنْ صَدَّقَ ما سَمِعْنا بهِ؟ ولمَنْ تَجلَّت ذِراعُ الرّبِّ؟ مَنِ الَّذي آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا ولِمَن كُشِفَت ذِراعُ الرَّبّ؟ “.

 

(2) نبت قدامه كفرخ (نَما كنَبتَةٍ أمامَهُ) وكعرق من ارض يابسة (قاحِلَةٍ) لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. “ فإِنَّه نَبَتَ كفَرْعٍ أَمامَه وكأَصلٍ مِن أَرضٍ قاحِلَة لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه ولا مَنظَرَ فنَشتَهِيَه = نَما كنَبتَةٍ أمامَهُ، وكعِرْقٍ في أرضٍ قاحِلَةٍ. لا شَكلَ لَه فنَنظُرَ إلَيهِ، ولا بَهاءَ ولا جمالَ فنَشتَهيَهُ “.

 

(3) محتقر ومخذول (منبوذ) من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر (محتجبة) عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. ” مُزدَرًى ومَتْروكٌ مِنَ النَّاس رَجُلُ أَوجاعٍ وعارِفٌ بِالأَلَم ومِثلُ مَن يُستَرُ الوَجهُ عنه مُزدَرًى فلَم نَعبَأْ بِه = مُحتَقَرٌ مَنبوذٌ مِنَ النَّاسِ، ومُوجعٌ مُتَمرِّسٌ بالحزنِ. ومِثلُ مَنْ تُحجبُ عَنهُ الوُجوهُ نَبَذْناهُ وما اَعتَبَرناهُ “.

(4) لكن أحزاننا (عاهاتنا) حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. ” لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصاباً مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً = حمل عاهاتنا وتحمل أوجاعنا، حسبناه مصابا مضروبا من الله ومنكوبا “.

 

(5) وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره (بجلدته) شفينا. ” طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ

 

سَلامِنا وبجُرحِه شُفينا = وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل خطايانا. سلامنا أعده لنا، وبجراحه شفينا.“.

 

(6) كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه أثم جميعنا. ” كُلُّنا ضَلَلْنا كالغَنَم كُلُّ واحِدٍ مالَ إِلى طَريقِه فأَلقى الرَّبُّ علَيه إِثمَ كُلِّنا = كلنا كالغنم ضللنا، مال كل واحد إلى طريقه، فألقى عليه الرب إثمنا جميعا “.

 

(7) ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ” عُومِلَ بِقَسوَةٍ فتَواضَع ولم يَفتَحْ فاهُ كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ = ظلم وهو خاضع وما فتح فمه. كان كنعجة تساق إلى الذبح، وكخروف صامت أمام الذين يجزونه لم يفتح فمه “.

 

(8) من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفي جيله من كان يظن انه قطع من ارض الأحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي ” بالإِكْراهِ وبِالقَضَاء أُخِذَ فمَن يُفَكِّرُ في مَصيرِه؟ قدِ آنقَطَعَ مِن أَرضِ الأَحْياء وبِسَبَبِ مَعصِيَةِ شَعْبي ضُرِبَ حتَّى المَوت = بالظلم أخذ وحكم عليه، ولا أحد في جيله اعترف به. إنقطع من أرض الأحياء وضرب لأجل معصية شعبه “.

 

(9) وجعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. ” فجُعِلَ قَبرُه مع الأَشْرار وضَريحُه مع الأَغنِياء = وضع مع الأشرار قبره ومع الأغنياء لحده “.

 

  على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش. ” مع أَنَّه لم يَصنَع عُنفاً ولم يوجَدْ في فمِه مَكْر = مع أنه لم يمارس العنف ولا كان في فمه غش “.

 

(10) أما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن (بالأوجاع). أن جعل نفسه ذبيحة أثم يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح ” لكنَّ الرّبَّ رضيَ أنْ يَسحَقهُ بالأوجاعِ ويُصِعدَهُ ذبيحةَ إثْمِ، فيَرى نَسلاً وتَطولُ أيّامُهُ، وتَنجحُ مشيئةُ الرّبِّ على يَدِهِ = والرب رضي أن يسحق ذاك الذي أمرضه فإذا قرب نفسه ذبيحة إثم يرى ذرية وتطول أيامه ورضي الرب ينجح بيده “.

 

(11) من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها ” بِسَبَبِ عَناءَ نَفْسِه يَرى النُّور ويَشبَعُ بعِلمِه يُبَرِّرُ عَبْديَ البارُّ الكَثيرين وهو يَحتَمِلُ

 

آثامَهم = يرى ثمرة تعبه ويكون راضيا، وبوداعته يبرر عبدي الصديق كثيرين من الناس ويحمل خطاياهم “.

 

(12) لذلك اقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين ” فلِذلك أَجعَلُ لَه نَصيباً بَينَ العُظَماء وغَنيمةً مع الأَعِزَّاء لِأَنَّه أَسلَمَ نَفْسَه لِلمَوت وأُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكَثيربن وشَفَعَ في مَعاصيهم = لذلك أعطيه نصيبا مع العظماء وغنيمة مع الجبابرة. بذل للموت نفسه وأحصي مع العصاة، وهو الذي شفع فيهم وحمل خطايا كثيرين ” (إش53).

 

  وكما هو واضح من تفصيلات هذه النبوة التي أعطاها الروح القدس في شكل رويا نبوية أو نبوّة رؤيوية عن محاكمة وجلد وصلب وموت ودفن الرب يسوع المسيح، وكما أكد العهد الجديد، كما سنرى حالاً، فقد أكد الغالبية العظمى من علماء اليهود قبل الميلاد وبعد الميلاد أنها نبوة عما سيحدث للمسيح المنتظر وفادي إسرائيل وقد لخص القمص روفائيل البرموسى في كتابه ” أما إسرائيل فلا يعرف “(7) خلاصة رأي علماء اليهود كالآتي ” كل الرابيين ما عدا راشي (الذي رأى أن العبد المتألم هو شعب إسرائيل) – يرون أن هذه المقاطع من سفر اشعياء تصف آلام المسيا كشخص فردي “. ويضيف أنه جاء في ترجوم يوناثان الذي يعود للقرن الأول ” هوذا عبدي المسيا يعقل  00″، كما أن الرابي دون أتسحاق (حوالي 1500م) يقرر و ” يقول بدون تحفظ، أن غالبية الرابيين في مدراشيهم يقرون أن النبوّة تشير إلى المسيا “. وقال الرابي سيمون ابن يوخّيا من القرن الثاني الميلادي [ في جنة عدن يوجد مكان يسمى ” مكان أبناء الأوجاع والآلام “. في هذا المكان سيدخل المسيا ويجمع كل الآلام والأوجاع والتأديبات التي لشعب إسرائيل، وكلها ستوضع عليه، وبالتالي يأخذها لنفسه عوضا عن شعب إسرائيل. لا يستطيع أحد أن يخلص إسرائيل من تأديباته لعصيانهم الناموس. إلا هو، المسيا. وهذا هو الذي كتب عنه ” لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ” ]. وينقل عن تلمود بابل، أن المتألم ” هو [ ” المسيا ” ما هو اسمه ؟ 000 أنه عبد يهوه المتألم “. كما قيل عنه ” لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها “]. ومسجل في كتاب الجلجاليم [ ” هوذا المسيا الملك يعقل يتعالى ويرتقي ويتسامى جداً ” ويقول علماؤنا الرابيون: سيكون أعلى من إبراهيم ويتسامى فوق آدم ” ]. أما مدراش كوهين حينما يشرح اشعياء 5:53، يضع الكلمات التالية على فم إيليا النبي، حيث يقول إيليا للمسيا [ أنت أبر من أن تتألم وتجرح. كيف كلي القدرة يعاقب هكذا من أجل خطايا إسرائيل، ويكتب عنك ” مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا “. إلى أن يحين الوقت حيث تأتي نهاية الأمم ]. ويقول رابي يافيث ابن عالي ” بالنسبة لرأي فأنا أنحاز إلى رأبي بنيامين النهاوندي في تفسيره لهذا الإصحاح كونه يشير إلى المسيا. فالنبي اشعياء يريد أن يفهمنا شيئين: في المرحلة الأولى إن المسيا هو الوحيد الذي سيصل إلى أعلى درجة من الكرامة والمجد، لكن بعد محن طويلة ومريرة، ثانياً: هذه المحن ستوضع عليه كعلامة، لدرجة لو وجد نفسه تحت نير هذه المحن وظل مطيعا وتقيا في تصرفاته وأفعاله، يُعرف أنه هو المختار 000 والتعبير ” عبدي ” يعود إلى المسيا “. وفي كتاب ” Bereshith Rabbah ” يقول مؤلفه رابي موشى هادرشان، أن القدوس أعطى فرصة للمسيا أن يخلص النفوس، ولكن بضربات وتأديبات عديدة، يقول [000 على الفور قبل المسيا تأديبات وضربات المحبة، كما هو مكتوب ” ظُلم أم هو فتذلل ولم يفتح فاه ” 000 عندما أخطأ شعب إسرائيل، طلب المسيا لهم الرحمة والمغفرة، كما هو مكتوب ” وبحبره شفينا ” وقوله ” وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين ” ].

 

  كما أكد العهد أن جميع هذه النبوّات قد تمت في الرب يسوع المسيح، ” حمل الله الذي يرفع خطية العالم ” (يو29:1)، فقد طبق الرب يسوع نص النبوّة كاملاً على نفسه قائلاً: “ لأني أقول لكم انه ينبغي أن يتم فيّ أيضا هذا المكتوب وأحصي مع أثمة. لأن ما هو من جهتي له انقضاء ” (اش53 :11؛لو37:22). وقول الكتاب ” لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل هو اخذ أسقامنا وحمل أمراضنا ” (مت17:8)، وأيضاً فتم الكتاب القائل وأحصي مع أثمة (مر28:15). وقال القديس يوحنا بالروح ليتم قول اشعياء النبي الذي قاله يا رب من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا. لأن اشعياء قال أيضا. قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. قال اشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه (يو38:12-41).

 

  كما طبقها عليه تلاميذه في كرازتهم ” وأما فصل الكتاب الذي كان يقرأه (الخصي الحبشي) فكان هذا. مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. في تواضعه انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به لان حياته تنتزع من الأرض. فأجاب الخصي فيلبس وقال اطلب إليك. عن من يقول النبي هذا. عن نفسه أم عن واحد آخر. ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع ” (أع32:8و33). وكذلك القديس بولس بالروح ” لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل لان اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا ” (رو16:10). وقال القديس بطرس بالروح الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم. لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأسقفها (1بط22:2-25).  وقال القديس بولس بالروح إذ الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رو22:3-24).

 

وطبق كل من القديس بطرس والقديس بولس قوله: “ على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش أما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن (بالأوجاع). أن جعل نفسه ذبيحة أثم يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح “، حرفيا على الرب يسوع المسيح ، حيث قال القديس بطرس عنه “ الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأسقفها ” (1بط22:2-25)، وفال القديس بولس “ لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه ” (2كو21:5).

 

أما من حيث كونه يقسم غنيمة فالآية تصرح بأن ذلك يتم بعد موته وتم ذلك فعلاً للمسيح بمعنى روحي أكمل وأعظم لأن بعد موته وصعوده حالاً ابتدأ الناس من كافة الأمم

 

والشعوب يؤمنون به ويحبونه كفاديهم وإلههم وليست غنيمة كهذه.

 

2 – نبوات داود واشعياء وزكريا وغيرهم عن آلام وصلب وموت المسيح:

  ونسير الآن مع كل من نبوات داود النبي والملك واشعياء النبي خطوة خطوة لنرى كيف تمت حرفيا في شخص المسيح وكيف طبقت بالروح القدس:

1– شهود زور يشهدون عليه:

النبوّة

التحقيق

” شهود زور يقومون، وعما لم أعلم يسألونني. يجازونني عن الخير شرا ثكلا لنفسي ” (مز35 :11و12).

 

” وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه، فلم يجدوا. ومع أنه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا. ولكن أخيراً تقدم شاهدا زور وقالا: هذا قال إني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه ” (مت26 :59-61).

يتنبأ داود النبي هنا عن فشل رؤساء الكهنة وأعضاء مجلس السنهدرين في إثبات أي تهمة أو إدانة على الرب يسوع المسيح فيلجئون لشهود الزور الذين أتوا بهم ومع ذلك لم يفيدوهم بشيء!! بل ويتنبأ داود أيضاً بالروح في نبوته عن هؤلاء يجازون المسيح عما فعل من خير بالشر فقد كان يجول ” يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس ” (أع10 :38).

2 – صمته أمام متهميه:

النبوّة

” ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ” (اش53 :7).

 

 

التحقيق

” وبينما كان رؤساء الكهنة يشتكون عليه لم يجب بشيء ” (مت27: 12).

  كان الرب يسوع المسيح طوال محاكمته، سواء أمام رؤساء الكهنة أو بيلاطس، صامتاً: ” فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب بشيء. ماذا يشهد به هذان عليك ” (مت26 :62)، ” وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء ” (مت27 :12). ” أما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء ” (مر14 :61)، ” فسأله بيلاطس أيضاً قائلا أما تجيب بشيء. انظر كم يشهدون عليك ” (مر15 :4)، ” فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس ” (مر15 :5)، ” وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء ” (لو23 :9). وقد أكد الرب يسوع المسيح أن صمته راجع لأن كل ما عمله وعلمه كان علانية ومعروف للجميع: ” أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية. أنا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء ” (يو18 :20).

3 – مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل آثامنا:

النبوّة

التحقيق

” وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره (بجلدته) شفينا ” (اش53 :5).  

” الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم ” (1بط2 :24).

كانت جراحاته جراحات شديدة وقاسية، فقد جرح في جميع أجزاء جسده من أثار الجلد، فقد جُلد على الطريقة الرومانية التي كانت تستخدم سوط من ثلاثة أفرع تنقع في الزيت ليلا حتى تؤلم آلاما مبرحة وبكل سير ثلاث قطع رصاص أو عظم من عظم الخراف، فكل كل سوط كان يتسبب في عمل تسعة جروح قطعية في جسده غير الآلام المبرحة للثلاثة أفرع، وإذا كان قد جلد خمسين جلدة فستكون قد تركت في جسده 450 جرح قطعي، ولو كان قد جلد مئة جلدة فستكون قد تركت 900 جرح قطعي في جسده!! إضافة إلى آلام أشواك إكليل الشوك التي انغرست في رأسه، وضربه بالقبة على رأسه،

 

واللطمات التي لطموه بها على وجهه، والمسامير التي سمرت في قدميه ويديه، والحربة التي طعن بها في جنبه.

4 – ضربه والبصق على وجهه:

النبوّة

التحقيق

” بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين. وجهي لم استر عن العار والبصق ” (اش50 :6).

” حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه، آخرون لطموه ” (مت26: 67)، ” والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه ” (لو22: 63).

وهنا يتنبأ اشعياء عن لطمه والبصق على وجهه وكأنه كان يشاهد ذلك كشاهد عيان.

5 – السخرية منه:

النبوّة

التحقيق

” كل الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتَّكل على الرب فلينجه. لينقذه لأنه سرَّ به ” (مز22: 7 و8)، ” وأنا صرت عاراً عندهم. ينظرون إليَّ وينغضون رؤوسهم ” (مز109 :24 و25).

” وضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود ” (مت27: 29)، ” وكذلك رؤساء الكهنة أيضا وهم يستهزئون مع الكتبة ” (مت27: 41).

وهنا يصف داود ما حدث من استهزاء وسخرية وتندر على الرب يسوع المسيح قبل حدوثه بحوالي ألف سنة وكأنه كان أحد الذين يتابعون ويشاهدون ما حدث عن قرب، بل وكأنه كان يقف في قلب المحكمة وعند قدمي يسوع تحت الصليب.

6 – ثقبوا يديه ورجليه:

لم يُعرف الصلب في أيام داود النبي إنما عُرف بعده بحوالي 700 سنة، ومع ذلك تبنأ أن المسيح ستثقب يديده ورجليه!! وهذه الثقوب لا تحدث إلا بتسمير اليدين والرجلين على

 

الصليب! أي أنه تنبأ عن صلب دون أن يعرف شيء عن حقيقة الصلب.

النبوّة

التحقيق

” ثقبوا يديّ ورجليَّ ” (مز22 :16)،

” ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه ” (لو32: 33)، ” فقال لهم أن لم أبصر في يديه اثر المسامير واضع أصبعي في اثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن ” (يو20 :25).

صُلب الرب يسوع المسيح بالطريقة الرومانية، وهي التعليق على الصليب بثقب اليدين والقدمين. ونظراً لأن بعض الترجمات الحديثة ترجمة الآية ” ربطوا يدي ورجلي “، اعتمادا على النص الماسوري الحديث والذي يرجع لحوالي سنة 100م والذي يبدو أن ناسخيه أرادوا أن يجردوا المدافعين المسيحيين من نص يؤكد صلب المسيح بتسمير يديه وجليه، وذلك باستخدام الكلمة العبرية (yrIªa]K’÷) kaari والتي تنتهي بحرف ياء Yod وتعني أسد. وكانت الترجمات المسيحية تعتمد على الترجمة اليونانية السبعينية والتي ترجع لما قبل الميلاد والتي استخدمت كلمة ” w;ruxan = ثقبوا “، والتي ترجمت عن نص عبري أقدم يستخدم كلمة כארו kaaru والتي تنتهي نهايتها بحرف واو Vav وتعني ” ثقبوا “. إلا أن الاكتشافات الحديثة لمخطوطات قمران أثبتت صحة النص الأصلي ” ثقبوا يدي ورجلي “، حيث وجد نص الكلمة ” כארו = ثقبوا ” في مخطوطة ترجع لما بين 50 ق م 60م، وهي أقدم من النص الماسوري الموجود في أقدم مخطوطة كاملة وهي مخطوطة ليننجراد (بطرسبرج)، والتي ترجع للقرن العاشر الميلادي، بحوالي 1000 سنة، وهي مترجمة هكذا في الترجمة اللاتينية الفولجاتا، مما يدل على أصالة النص ” ثقبوا يدي ورجلي “.

 

7 – صلبه بين لصين:

النبوّة

” سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة ” (اش53 :12).

 

 

التحقيق

” حينئذ صُلب معه لصان، واحد عن اليمين والآخر عن اليسار ” (مت27: 38). 

يقول أحد العلماء ويدعى بلينتسلر: ” لم يكن قانون العقوبات اليهودي يعرف الصلْب، ولكنهم كانوا يعلِّقون عابد الوثن والمجدف على شجرة بعد موته بالرجم، كملعون من الله، كما تقول (تثنية21: 23) ” لأن المعلق ملعون من الله “. وقد طبق اليهود هذه الآية على المصلوب. وإذا كان الصلب يعتبر في أعين العالم الوثني أحقر وأحطّ وسيلة للقصاص، فإن اليهود – فوق كل ذلك – كانوا يعتبرون المصلوب ملعوناً من الله “[1].

 

وتقول الموسوعة الأمريكية: ” يجب دراسة تاريخ الصلْب كعقوبة جنائية كجزء من نظام القضاء الروماني 000 فالعبرانيون مثلاً لم يعرفوا الصلْب إلا تحت الحكم الروماني. وقبل أن تصبح فلسطين مقاطعة رومانية، كانوا يجرون الإعدام بالرجم “[2].

 

و ” في عام 63 ق.م. غزت قوات بومبي العاصمة اليهودية. فأصبحت فلسطين مقاطعة رومانية، إلا أن حكماً يهودياً ملكياً صورياً بقى هناك “[3].

 

  كما نزع الرومان من يد اليهود سلطة الحكم على أحد بالموت نهائياً سنة 7م، وعندما قال لهم بيلاطس عن المسيح ” خذوه انتم واحكموا عليه حسب ناموسكم. فقال له اليهود لا يجوز لنا أن نقتل أحداً ” (يو18 :31)، ولو كان في أمكانهم تنفيذ حكم الموت لما صلبوه بل لكانوا قد رجموه مثلما حاولوا ذلك أكثر من مرة ” رفعوا حجارة ليرجموه ” (يو8 :59)، ” فتناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه ” (يو10 :31)، وكما رجموا استيفانوس الذي ” أخرجوه خارج المدينة ورجموه ” (أع7 :58)، عندما كان الوالي الروماني غائبا في روما. ومن هنا نرى أن نبوّة اشعياء 53 ومزمور 22 عن الصْلب لم تكن تتحقق في ظل نظام الحكم اليهودي، الذي لم يعرف الصلْب إلا بعد هذه النبوّات بمئات السنين.

 

8 – صلاته لأجل صالبيه:

النبوّة

التحقيق

” وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين ” (اش53 :12).

 

” يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ” (لو23: 34)، ” المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا ” (رو8 :34).

  لقد غفر الرب يسوع المسيح لصالبيه وشفع لهم لأنهم كانوا مجرد أداة لتطبيق الحكم الذي نطق به الحاكم والذي دُفع إليه دفعاً من الكهنة والكتبة والفريسيين. كما أنه حمل خطايا الكثيرين، الذين يؤمنون به، وسيظل يشفع لدى الآب في المؤمنين إلى يوم الدين ” من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا ” (رو8 :34)، ” يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا ” (1يو2 :1و2).

 

9 – رفضه من شعبه:

النبوّة

التحقيق

” محتقر ومخذول (منبوذ) من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر (محتجبة) عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به ” (اش53: 3)، ” صرت أجنبيا عند أخوتي وغريبا عند بني أمي ” (مز69 :8).ً

” لأن إخوته أيضاً لم يكونوا يؤمنون به ” (يو7: 5)، ” ألعل أحداً من الرؤساء أو من الفريسيين آمن به؟ ” (يو7: 48).

يقول ” جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ” (يو1: 11)، فقد رفضه في البداية معظم اليهود وتركه عدد كبير من تلاميذه من غير الأثنى عشر والرسل السبعين. ومما يؤكد أن هذا النص هو نبوّة عن المسيح وليس عن إسرائيل كما زعم اليهود بعد استخدام المسيحيين له كنبوّة عن المسيح، فقد فسروه عن المسيح قبل الميلاد. ولا يستقيم هذا التفسير اليهودي

مع إشارة اشعياء المعتادة للشعب اليهودي بضمائر الجمع للمتكلم (” نحن ” و ” نا ” الفاعلين)، بينما يشير دائماً للمسيح بضمير المفرد الغائب كما هو الحال هنا (” هو ” وهاء الملكية والمفعول للمفرد الغائب)[4].

 

10 – أبغضوه بلا سبب:

النبوّة

التحقيق

” أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب ” (مز69: 4).

” لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها احد غيري لم تكن لهم خطية. وأما الآن فقد رأوا وابغضوني أنا وأبي. ولكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم إنهم أبغضوني بلا سبب ” (يو15: 24و25).

 

 11 – وقوف تلاميذه وأحبائه بعيداً عنه:

النبوّة

التحقيق

” أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي، وأقاربي وقفوا بعيداً ” (مز38: 11).

” وكان جميع معارفه، ونساء كن قد تبعنه من الجليل، واقفين من بعيد ينظرون ذلك ” (لو23 :49).

12 – الناس يهزون رؤوسهم:

النبوّة

التحقيق

” وأنا صرت عاراً عندهم. ينظرون إليَّ وينغضون رؤوسهم ” (مز109: 25).

” وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم ” (مت27:39).

 

وهزّ الرأس علامة على أنه لا رجاء للمتألم في النجاة، وأن ناظريه يسخرون منه ” (أيو16: 4؛ مز44: 14)[5].

 

13 – اقتسام الجنود لثيابه واقتراعهم على القميص:

النبوّة

التحقيق

” يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون ” (مز22: 18).

” ثم إن العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسماً وأخذوا القميص أيضاً. وكان القميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق. فقال بعضهم لبعض: لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون ” (يو19: 23 و24).

تبدو العبارة الواردة في نبوّة العهد القديم في مزمور 22 متناقضة مع ذاتها حتى نأتي إلى حادثة الصلْب في العهد الجديد. لقد اقتسم العسكر ثياب يسوع فيما بينهم، ولكن قميصه أخذه واحد منهم بعد إلقاء القرعة عليه.

 

14 – عطشه على الصليب وإعطاؤه خلاً:

النبوّة

التحقيق

” ويجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلاً ” (مز69: 21).

” أعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب ” (مت27 :34)، ” وكان إناء موضوعا مملوّاً خلاً. فملأوا اسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه ” (يو19: 28و29).  

يقول أحد المفسرين: ” إن قسوة الآلام التي مرَّ بها المسيح جعلت أعداءه الذين تسببوا في هذه الآلام يرِّقون له، ويخففون من آلامه، وبدلاً من أن يعطوه شراباً مسكراً، أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة. لقد قدم الخل للمخلِّص مرتين وهو على الصليب -المرة الأولى كان ممزوجاً بمرارة (مت27: 34)، أو بمر (مر15: 23)، ولكنه لما ذاق لم يرد أن يشرب لأنه لم يشأ أن يتحمل الآلام وهو مخدر من تأثير المر. إن تقديم الخل والمر. للمجرمين كان من قبيل الرحمة، أما تقديمه للمسيح البار حامل خطايا العالم فكان إهانة. أما المرة الثانية التي قدموا فيها للمسيح خلاً، فكانت عندما صرخ قائلاً ” أنا عطشان “، ولكي يتم الكتاب قدموا له خلاً ليشرب[6].

 

15 – صرخته وتركه وحده:

النبوّة

التحقيق

” إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ” (مز22: 1).

” نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً 00 إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ” (مت27: 46).

كان هدف الرب يسوع المسيح من هذه الصرخة هو إعلانه أنه تحمل الآلام كإنسان وتحويل أنظار الناس إلى المزمور الثاني والعشرين الذي يتنبأ عن آلامه وصلبه بكل دقة وتفصيل.

 

16 – يستودع ر وحه في يدي الآب:

النبوّة

التحقيق

” في يدك أستودع روحي ” (مز31: 5).

 

” ونادى يسوع بصوت عظيم وقال: يا أبتاه في يديك أستودع روحي ” (لو23: 46).

17- إحصاء عظامه وعدم كسر واحدة منها:

النبوّة

التحقيق

” أحصي كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون فيَّ ” (مز22: 17)، ” يحفظ جميع عظامه. واحد منها لا ينكسر ” (مز34 :20).

 

” وكان الشعب واقفين ينظرون ” (لو23: 35)، ” وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات 000 لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه ” (يو19 :33و36).

18- انكسار قلبه:

النبوّة

التحقيق

” صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي ” (مز22: 14).

«لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة. وللوقت خرج دم وماء»  (يوحنا 19: 34).

خروج الدم والماء من جنبه المطعون دليل على انفجار قلبه.

 

19 – طعن جنبه بحربة:

النبوّة

التحقيق

” وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إليّ (To me) الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره ” (زك12 :10).

” لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء 000 يقول كتاب آخر سينظرون إلى الذي طعنوه ” (يو19 :33-37)، ” هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض ” (رؤ1 :7).

يقول هامش الترجمة العربية الجديدة: ” يعلن الرب أنه أصيب بموت أصاب أحد

مرسليه. وتطبق هذه العبارة على موت المسيح في (يو19 :37؛رؤ1 :7).

 

20 – حدوث ظلمة على الأرض وقت صلبه:

النبوّة

التحقيق

” ويكون في ذلك اليوم، يقول السيد الرب، إني أغيِّب الشمس في الظهر، واقتم الأرض في يوم نور ” (عا8 9).

” ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض إلى الساعة التاسعة ” (مت27: 45).

كانت الساعة السادسة عند اليهود تساوي الساعة الثانية عشرة بتوقيتنا الحالي، حيث كان يبدأ اليوم عند اليهود بغروب الشمس وينتهي بغروبها أيضا.

 

21 – دفنه في قبر غني:

النبوّة

التحقيق

” وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته ” (اش53: 9).

” فأخذ يوسف الجسد ولفَّه بكتَّان نقي، ووضعه في قبره الجديد ” (مت27: 60).

نبوات قيامة المسيح

وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الآب

22 – قيامته من الأموات:

النبوّة

” جعلت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا أتزعزع. لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي. جسدي أيضا يسكن مطمئنا. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، لن تدع تقيك يرى فساداً ” (مز16: 8-10).

تنبأ داود النبي عن قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات وقد شرح الرب يسوع ذلك، من ضمن ما شرح لهم من نبوات العهد القديم عنه، وقد وقف القديس بطرس يواجه

التحقيق

” فإذ كان (داود) نبيا وعلم أن الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا ” (أع2 :30و31).

” لأن داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد وانضمّ إلى آبائه ورأى فسادا. وأما الذي أقامه الله فلم ير فسادا ” (أع13 : 36و37).  

عشرات الآلاف من اليهود في عيد الحصاد، وبعد خمسين يوماً من قيامة الرب يسوع المسيح وشيوع ذلك وانتشاره بين اليهود، وقال لهم متحديا بقوة الروح القدس: ” أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم أيضاً تعلمون. هذا أخذتموه مسلّما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه. لأن داود يقول فيه كنت أرى الرب أمامي في كل حين انه عن يميني لكي لا أتزعزع. لذلك سرّ قلبي وتهلل لساني حتى جسدي أيضا سيسكن على رجاء. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا. عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك. أيها الرجال الأخوة يسوغ أن يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فإذ كان نبيا وعلم أن الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا. فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك ” (أع2 :23-32).

  وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الكلام المؤيد بالنبوّة والروح القدس كما يقول الكتاب: ” فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضمّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات ” (أع2 :41و42).

  كما أكد القديس بولس نفس النبوّة مع ذكر نبوّة مزمور 2 ” أني اخبر من جهة قضاء

 

 

الرب. قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك ” (مز2 :7)، واشعياء 55 ” اسمعوا فتحيا أنفسكم واقطع لكم عهدا أبديا مراحم داود الصادقة ” (اش55 :3)، في مجمع اليهود في إنطاكية بيسيدية أن نبوّة داود هذه هي عن قيامة المسيح من الأموات ” أن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك. انه أقامه من الأموات غير عتيد أن يعود أيضا إلى فساد فهكذا قال أني سأعطيكم مراحم داود الصادقة. ولذلك قال أيضا في مزمور آخر لن تدع قدوسك يرى فسادا. لأن داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد وانضمّ إلى آبائه ورأى فسادا. وأما الذي أقامه الله فلم ير فسادا ” (أع13 :33-37).

وبعد عظة القديس بولس يقول الكتاب: ” تبع كثيرون من اليهود والدخلاء المتعبدين بولس وبرنابا اللذين كانا يكلمانهم ويقنعانهم أن يثبتوا في نعمة الله ” (أع13 :43). فقد اقتنع جميع هؤلاء أن ما ذكره الرسل من نبوات هي حقيقة مؤكدة عرفوا الكثير منها عن طريق التقليد ومعلمي الناموس.

 

23 – قيامته وحياته الأبدية:

النبوّة

التحقيق

” يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح ” (اش53 :10). وترجمت هذه العبارة: ” يرى ثمرَةَ تَعبِهِ ويكونُ راضيًا ” وأيضاً: ” بِسَبَبِ عَناءَ نَفْسِه يَرى النُّور ” وفي الإنجليزية:” After the suffering of his soul, he will see the light of life and be satisfied “

” فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى عليّ قائلا لي لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتا وها أنا حيّ إلى ابد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ” (رؤ1 :17و18).

تنبأ اشعياء النبي ص 53 بقوله بالروح: ” يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح ” (اش53 :11). وترجمت هذه العبارة: ” يرى ثمرَةَ تَعبِهِ ويكونُ راضيًا “، وأيضاً: ” بِسَبَبِ عَناءَ نَفْسِه يَرى النُّور “، وفي الإنجليزية: ” After the suffering of his soul, he will see the light of life and be satisfied “. وهي نبوة واضحة عن

قهره للموت بعد تقديم ذاته فدية وكفارة عن حياة العالم كله، كقول القديس يوحنا في الرؤيا: ” فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى عليّ قائلا لي لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتا وها أنا حيّ إلى ابد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ” (رؤ1 :17و18).

 

24 – صعوده إلى السماء:

النبوّة

التحقيق

” صعدت إلى العلاء. سبيت سبيا. قبلت عطايا بين الناس وأيضا المتمردين للسكن أيها الرب الإله ” (مز68 :18).

” ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم ” (أع1: 9)، ” لذلك يقول. إذ صعد إلى العلاء سبى سبيا وأعطى الناس عطايا ” (أف4 :8).

  وهنا يتنبأ الكتاب عن صعوده إلى السماء كقول الكتاب: ” ارتفع وهم ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم ” (أع1: 9). وقد فسر القديس بولس هذه النبوّة بكل دقة: ” لذلك يقول. إذ صعد إلى العلاء سبى سبيا وأعطى الناس عطايا. وأما انه صعد فما هو إلا انه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى. الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السموات لكي يملأ الكل. وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلّمين ” (أف4 :8-11).

 

25 – المسيح يقهر الموت:

النبوّة

” يبلع الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الأرض لان الرب قد تكلم ويقال في ذلك اليوم هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلّصنا. هذا هو الرب انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه ” (اش25 :8و9).

  يعلن الوحي الإلهي في نبوّة اشعياء أن الله سيخلص شعبه ويبلع الموت إلى الأبد، ويقول  الكتاب: ” الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة

 

 

التحقيق

” وإنما أظهرت الآن بظهور مخلّصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ” (2تي1 :10).

” والحي وكنت ميتا وها أنا حيّ إلى ابد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ” (رؤ1 : 18).

التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية وإنما أظهرت الآن بظهور مخلّصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ” (2تي1 :9و10).

 

26 – انتصارنا بالمسيح على الموت:

النبوّة

التحقيق

” من يد الهاوية افديهم من الموت أخلصهم. أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية ” (هو13 :14).

” أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية. أما شوكة الموت فهي الخطية. وقوة الخطية هي الناموس. ولكن شكرا للّه الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح ” (1كو15 :55و56).

وهنا يتنبأ هوشع النبي عن فداء المسيح للبشرية وانتصاره على الموت: ” أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية “. ويؤكد القديس بولس هذا الكلام ويطبقه على قيامتنا في المسيح ” ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة. أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية “.

 

27– المسيح سيسحق الشيطان:

النبوّة

” واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق راسك وأنت تسحقين عقبه ” (تك3 :15).

 

التحقيق

” من يفعل الخطية فهو من إبليس لان إبليس من البدء يخطئ. لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس ” (1يو3 :8).

  الشيطان أسقط الإنسان في الخطية وبالخطية صار الموت: ” من اجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع ” (رو5 :12). وكان الخلاص بنسل المرأة الذي يسحق رأس الحية: ” فانه إذ الموت بإنسان بإنسان أيضا قيامة الأموات ” (1كو15 :21)، ” لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس ” (1يو3 :8). والمسيح قد سحق الشيطان بموته على الصليب وقيامته منتصراً على الموت ” وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا(رو16 :20).

28 – حتمية موت المسيح وقيامته لمصالحة الله مع الناس:

النبوّة

التحقيق

” لأنه ليس هو (الله) إنسانا مثلي فأجاوبه فنأتي جميعا إلى المحاكمة. ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا. ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه ” (أي9 :29-34).

” قريب هو الذي يبررني. من يخاصمني. لنتواقف. من هو صاحب دعوى معي. ليتقدم إليّ ” (اش50 :8).

” لأنه أن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة. مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا صانعا سلاما ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به ” (أف2 :14-16)

  تمنى أيوب أن يجد الفادي المصالح الذي يصالحه مع الله لأنه رأى أن خطاياه كانت فاصله بينه وبين الله: ” أنا مستذنب فلماذا اتعب عبثا. ولو اغتسلت في الثلج ونظفت يدي

 

بالاشنان فانك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي. لأنه ليس هو إنسانا مثلي فأجاوبه فنأتي جميعا إلى المحاكمة. ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا. ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه ” (أي9 :29-34). ولكن اشعياء كان واثقا في وجوده ” قريب هو الذي يبررني. من يخاصمني. لنتواقف. من هو صاحب دعوى معي. ليتقدم إليّ ” (اش50 :8). وحقق الرب يسوع المسيح ما عجز عنه، بل وتمناه البشر: ” لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ” (1تي2 :5و6)، ” ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة ” (2كو5 :18)،

29 – المسيح يتسلم سيادة الكون من الآب:

النبوّة

التحقيق

” كنُت أرى في رُؤى الليل وإذا مع سحُُب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقرّبوهُ قدامهُ فأُعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبّد لهُ كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانهُ سلطان أبدي ما لن يزول وملكوتهُ ما لا ينقرض” (دا13:7، 14).

” وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوّة وآتياً على سحاب السماء ” (مت63:26، 64).

” ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن إنسان له على رأسه إكليل من ذهب وفي يده منجل حاد ” (ؤر14 :14).

  رأى دانيال النبي المشهد الثالث في رؤياه مشهد المسيح كابن الإنسان ليتسلم السيادة والسلطان على الكون فقال بالروح: ” كنُت أرى في رُؤى الليل وإذا مع سحُُب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقرّبوهُ قدامهُ فأُعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبّد لهُ كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانهُ سلطان أبدي ما لن يزول وملكوتهُ ما لا ينقرض” (دا13:7، 14).

 

  وهنا نرى هذا الكائن السمائي الذي رآه دانيال النبي في شكل ابن إنسان ” مثل ابن إنسان ” له عدة صفات لا يمكن أن تكون لإنسان أو ملاك أو أي كائن مخلوق، إنما هي

 

خاصة بالله وحده! فقد أُعطي ” سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له جميع الشعوب والأمم والألسنة “. إذاً فهو صاحب السلطان على كل الخليقة وملك الملكوت الذي له المجد وحده إلى الأبد، والمعبود من جميع الخليقة ” لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة “. والكتاب المقدس يؤكد أنه لا سجود ولا عبادة إلا لله وحده ” الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف ” (تث13:6؛20:10) و” للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ” (مت10:4).

  فمن هو هذا الكائن السمائي الذي رآه دانيال النبي ” مثل ابن إنسان ” الآتي على سحُب السماء؟ والإجابة هي أنه الرب يسوع المسيح نفسه الآتي على السحاب، وهذا ما أكده الرب يسوع المسيح  نفسه عندما سأله رئيس الكهنة قائلا ” استحلفك بالله الحيّ أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ قال له يسوع أنت قلت ” أنا هو (مر62:14) “. وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوّة وآتياً على سحاب السماء ” (مت63:26، 64). كما أن جميع الأوصاف التي وُصف بها هذا الكائن السمائي الآتي مثل ابن الإنسان هي أوصاف الرب يسوع المسيح  نفسه:

 

(1) فقد أعطي سلطاناُ ومجداً وملكوتاً: والرب يسوع المسيح يقول عن نفسه ” كل شيء قد دُفع إليّ من أبي ” (مت27:11)، وأيضاً ” دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض ” (مت18:28)، ” الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده ” (يو35:3)، أو كما يقول عنه الكتاب بالروح ” وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضا واخضع كل شيء تحت قدميه ” ( أف20:1-22).

 

(2) لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة: والرب يسوع المسيح يقول أنه الرب المعبود: ” حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ” (مت20:18)، ” ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات ” (مت7:21)، ” كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة “(مت22:7)، ” ولماذا تدعونني يا رب يا رب وانتم لا تفعلون ما اقوله ” (لو46:6)، كما يقول الرسول بالروح ” لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض

 

(في9:2-10).

(3) ” سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض “: بيّنا أعلاه كيف أن الرب يسوع المسيح له السلطان في السماء وعلى الأرض وأن هذا السلطان هو سلطان أبدي لا بداية له ولا نهاية. فهو ملك الملكوت الذي قال عن ملكوته هذا ” مملكتي ليست من هذا العالم ” (يو36:18)، فهو ليس مجرد ملك أرضي بل، كما قال الكتاب ” ملك الملوك ورب الأرباب ” (رؤ16:19)، ” الذي تجثو له كل ركبة في السماء وعلى الأرض ومن تحت الأرض “. ولذا قال الملاك للعذراء عندما بشرها بالحبل به ” هذا يكون عظيماً وابن العليّ يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية ” (لو32:1-33).  وكان اليهود وقت تجسد المسيح يعرفون من النبوات أن ملكوته أبدي، وأن كانوا قد فهموه بطريقة أرضية، فقالوا له ” سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد ” (يو34:12)، ويقول عنه الكتاب أيضا أن ملكوته ” لا يتزعزع ” (عب12:28).

 

  لقد كانت رؤيا دانيال عبارة عن نبوة تفصيلية عن المسيح كالآتي على سحاب السماء لكي تتعبد له جميع الشعوب والأمم والألسنة، فهو ملك الملوك ورب الأرباب الذي تسجد له كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض.

30 – صعود المسيح ونزوله من السماء:

 

النبوّة

التحقيق

” من صعد إلى السموات ونزل. من جمع الريح في حفنتيه. من صرّ المياه في ثوب. من ثبت جميع أطراف الأرض. ما اسمه وما اسم ابنه أن عرفت ” (أم30 :4).

” وليس احد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء ” (يو3 :13).

” لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني ” (يو6 :38).

 

31 – قيامة المسيح كالملك المتوج ابن الله:

النبوّة

التحقيق

” أني اخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك ” (مز2 :7).

 

” أن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك ” (أع13 :33).

  تقول النبوّة كاملة: ” أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي أني اخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك. تحطمهم بقضيب من حديد. مثل أناء خزّاف تكسّرهم فالآن يا أيها الملوك تعقلوا. تأدبوا يا قضاة الأرض. اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة. قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه ” (مز2 :6-11). وقد تم تطبيقها حرفيا في عدة مواضع على الرب يسوع المسيح:

 

(1) كالابن؛ في قيامة المسيح: ” أن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك ” (أع13 :33)، وفي المقارنة بينه وبين الملائكة: ” لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك. وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا ” (عب1 :5)، وفي كونه الكاهن الأعظم: ” كذلك المسيح أيضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك ” (عب5 :5).

(29 والذي سيرعى جميع الأمم بعصا من حديد: ” فولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد. واختطف ولدها إلى الله والى عرشه ” (رؤ12 :5)، ” ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء ” (رؤ19 :15).

32 – سمو المسيح ورفعته بعد تقديمه الفداء:

 

 

النبوّة

التحقيق

هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا ” (اش52 :13).

” لذلك رفعه الله أيضاًَ وأعطاه اسما فوق كل اسم ” (في2 :9).

  وهذه النبوّة قيلت في سياق تقديم المسيح لنفسه كفدية وتحمله لكل آثام البشرية، لذا يقول الكتاب: ” لذلك رفعه الله أيضاًَ وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب ” (في2 :9-11).

هل جاء المسيح لاجل خطايا البشر .. كتاب مسيح النبوات وليس مسيح الأساطير

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !