سؤال وجواب

هل خلق الله الأشجار في اليوم الثالث أم السابع؟

 344- هل خلق الله الأشجار في اليوم الثالث "وقال الله لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبذر بذرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا فيه كجنسه.. وكان مساء وكان صباح يومًا ثالثًا" (تك 1: 11 - 13) أم أنه خلق الأشجار في اليوم السابع " كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض. ولا كان إنسان لعمل الأرض" (تك 2: 5)؟

 344- هل خلق الله الأشجار في اليوم الثالث “وقال الله لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبذر بذرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا فيه كجنسه.. وكان مساء وكان صباح يومًا ثالثًا” (تك 1: 11 – 13) أم أنه خلق الأشجار في اليوم السابع ” كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض. ولا كان إنسان لعمل الأرض” (تك 2: 5)؟

يقول د. سيد القمني ” من البيّن في هذه القصة التوراتية بشأن التكوين، أن هناك روايتين أصليتين تم دمجهما في قصة واحدة، وتشير إلى ذلك دلائل شاهدة.. في مشهد يقوم من لُقّب بـ(الله) أو يهوه بإنبات النبات في الأرض، ويضع فيها حيواناتها ودباباتها، بينما في مشهد آخر نجد برية بلا عشب يقوم الرب الإله فيها بخلق آدم، ثم فجأة يضعه في مكان أرضي يُسمى الجنة ليزرعها ويُفلّحها ويعملها ويحفظها، وفيه نباتات مختلفة، أهمها شجرتين شجرة المعرفة وشجرة الحياة”(1).

ويرى دكتور ” موريس بوكاي ” أن الانتقاد الوحيد الذي يمكن أن يوجه لقصة الخلق التوراتية هو ظهور النباتات والإنسان في آن واحد، فيقول ” زرع الله بستانًا في نفس الوقت الذي خلق فيه الإنسان” (تك 2: 8) وهكذا يظهر عالم النبات في نفس وقت ظهور الإنسان على الأرض، وهذا علميًا خطأ: فقد ظهر الإنسان على الأرض حين كانت الأرض منذ زمن بعيد حاملة للنباتات، وإن كنا لا نستطيع أن نقول كم من مئات ملايين السنين قد مرت بين الحدثين. ذلك هو الانتقاد الوحيد الذي يمكن توجيهه إلى النص اليهوي للخلق، فيما أنه لا يحدد في الزمن لحظة خلق الإنسان بالنسبة إلى تشكيل العالم وتشكل الأرض.. فإنه يفلت من انتقاد خطير كان يوجه لهذا الأخير”(2).

ج:

1- في الإصحاح الأول ذكر موسى النبي خلق الإنسان (تك 1: 1 – تك 2: 3) كجزء من قصة الخلق ككل، ولأن الهدف من الكتاب المقدَّس هو وضع أُسس لعلاقة الإنسان مع الله، لذلك بدأ من تك 2: 4 يقص بتفصيل أكثر قصة الإنسان آدم الأول، وكيف عاش في جنة عدن ليعملها ويحفظها، ووصية الرب له بأن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، وتسمية آدم للحيوانات والطيور، وخلقة حواء من ضلع آدم لتكن معينًا نظيرًا له، فعندما أعاد موسى النبي خبر إنبات الأشجار كان يقصد ذكر شجرتي الحياة ومعرفة الخير والشر ” وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر” (تك 2: 9) كما أوضح مسئولية الإنسان تجاه هذه النباتات ” وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها” (تك 2: 15) وواضح من الإصحاح الأول، بل والثاني أن الله خلق النباتات قبل خلق الإنسان، ولذلك قال الوحي الإلهي ” ووضع (الله) هناك (أي في جنة عدن التي سبق وأعدها الله) آدم الذي جبله” (تك 2: 8).

2- الله لم يخلق شيئًا في اليوم السابع، لأنه كان قد انتهى من أعمال الخلق في اليوم السادس، واستراح في اليوم السابع (تك 2: 2، 3) والذين يتوهمون أن الله خلق النباتات في اليوم السابع بعد خلقة الإنسان في اليوم السادس يتغافلون كيف كان من الممكن أن يعيش الإنسان والحيوان بدون أكسجين..؟! لقد رتب الله أن يخلق النباتات أولًا، وجعل تنفسها عكس تنفس الإنسان والحيوان، فالنباتات تأخذ ثاني أكسيد الكربون لتحتفظ بالكربون وتطرد الأكسجين أوكسيد الحياة للإنسان (والحيوان أيضًا) الذي يحصل عليه ويطرد ثاني أكسيد الكربون الذي تحتاجه النباتات، وهكذا تستمر دورة الحياة.

3- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر ” النص واضح أن الأشجار خُلقت في اليوم الثالث (تك 1: 11 – 13) أما النص ” كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض..” (تك 2: 5) فلا يتكلم عن اليوم السابع، إنما يتكلم عن اليوم الأول {يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات} (تك 2: 4)”(3).

4- يقول الأستاذ الدكتور يوسف رياض ” لقد خلق الله الأرض للإنسان، لذا أخذ الله في إعداد هذه الأرض، وكان ذلك على عدة مراحل:

أ – انفصالها عن الجسم المشتعل لتبدأ في البرودة تدريجيًا.

ب – ظهور اليابسة وتجمع المياه في مكان واحد.

جـ- انقشاع الأبخرة حتى يتسنى للضوء -دعامة الحياة- بالدخول إليها.

د – بعد ذلك كان للنباتات أن تظهر، وخُلقت النباتات تدريجيًا أولًا العشب، ثم بعد ذلك النباتات ذات البذور، وأخيرًا الأشجار.

أما ما جاء في (تك 2: 4 – 5) فيتحدث عن اليوم الأول، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالحديث عن مبادئ السموات والأرض حين خُلقت، أي في البدء عندما كانت الأرض عبارة عن كمية من الأبخرة الملتهبة، فبديهي لم توجد أي نباتات ولم تكن الأرض مجهزة حينذاك للزراعة، فالماء الذي كان ينزل ليغلف الأرض كان ماءًا ساخنًا جدًا، فهو بخلاف المطر العادي الذي سقط بعد ذلك، فمن أين أتى المعترض بقوله بأن النباتات خُلقت في اليوم السابع”(4).

5- يقول الأستاذ توفيق فرج نخلة ” متى خلق الله الأشجار ..؟ بدأت الحياة النباتية في اليوم الثالث (تك 1: 13 – 15) على ثلاث درجات، عشب، بقول، أشجار، وكانت لوازم النباتات قد توفرت وهي التربة والهواء والماء والنور، ولكن في (تك 2: 5) لم يكن القصد من إعادة نبأ خلق النباتات نبأ الخلق الأصلي (تك 1: 12) ولكن كان القصد ذكرْ ما مضى من أعمال الخلق” (السنن القويم في تفسير تك 2: 5)(5).

6- وتعليقًا على ما جاء في الإصحاح الثاني (تك 2: 5 – 6) يقول ” تشارلز ماكنتوش”.. ” يحدثنا روح الله عن المملكة النباتية وظروفها قبل ظهور آدم في المشهد. وواضح أن ما نقرؤه هو وصف لنباتات وأعشاب هي نتاج اليوم الثالث، يوم أنبتتها الأرض وأخرجتها كاملة النمو، وليس نتاج البذر كما في يومنا، وإنما قصد الروح القدس أن يقدم لنا هذا الوصف.. فقد كان من الأهمية بمكان أن يعرف الإنسان أن الرب الإله لم يعمل فقط الأرض والسموات.. بل أنه كذلك عمل كل شجر البرية قبل أن تكون على الأرض، وكذلك كل عشب البرية قبل أن تنبت”(6).

_____

(1) قصة الخلق أو منابع سفر التكوين ص 193، 194.

(2) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 46.

(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(6) شرح سفر التكوين ص 58، 59.

 344- هل خلق الله الأشجار في اليوم الثالث “وقال الله لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبذر بذرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا فيه كجنسه.. وكان مساء وكان صباح يومًا ثالثًا” (تك 1: 11 – 13) أم أنه خلق الأشجار في اليوم السابع ” كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض. ولا كان إنسان لعمل الأرض” (تك 2: 5)؟