سؤال وجواب

عندما عاقب الله الإنسان قائلًا “بعرق وجهك تأكل خبزًا” (تك 3: 19) هل كان الإنسان البدائي يعرف الخبز؟ وهل كل البلدان تأكل الخبز؟ وهل الأغنياء الذين لا يعملون ولا يتعبون يأكلون خبزهم بعرق جبينهم؟

 381- عندما عاقب الله الإنسان قائلًا “بعرق وجهك تأكل خبزًا” (تك 3: 19) هل كان الإنسان البدائي يعرف الخبز؟ وهل كل البلدان تأكل الخبز؟ وهل الأغنياء الذين لا يعملون ولا يتعبون يأكلون خبزهم بعرق جبينهم؟

يقول ” ليوتاكسل”.. ” وثمة ملاحظة أخرى تبرز أمامنا بصورة تلقائية، وهي تلك المتعلقة بالخبز وعرق الجبين، فعلى الراجح أن الأزمنة البدائية لم تعرف الخبز.. لكن الكنسيّين يؤكدون أن التوراة لم تُكتب لليهود فقط، بل هي قانون لسكان الأرض كلها، بيد أن الخبز لا يؤكل إلاَّ في البلدان التي يزرع فيها القمح، فالأسكيمو لا يعرفون الدقيق، ويعيش كثير من البشر في مناطق من الهند وأمريكا وأفريقيا الوسطى والجنوبية على الثمار ولحوم الطرائد التي يصيدون.

قد يقول قائل أن يهوه استخدم كلمة خبز بالمعنى المجازي، قاصدًا في حقيقة الأمر صنوف الطعام كلها.. فإن هذا لا ينسحب على الأغنياء الذين ينعمون بالملايين التي ورثوها، ورجال الدين المكتنزون؟ هل تتصبب جباههم عرقًا إلاَّ من كثرة الدهن؟”(1).

ج:

من الطبيعي أن المقصود ” بعرق وجهك تأكل خبزًا” (تك 3: 19) هو تعب الإنسان في حصوله على طعامه أي كان، فالإنسان البدائي كان عليه أن يحرث الأرض ويزرعها ويرويها ويحرسها وينقيها من الأشواك والحسك والآفات، فالحقيقة أن الإنسان البدائي كان يتعب من أجل الطعام أكثر من الإنسان العصري.. وبعد أن كان الطعام متوفر للإنسان بدون تعب ولا مشقة قبل السقوط، إذ وُجِد في جنة مثمرة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. 

تغير الحال بسبب العصيان، وأصبح لزامًا على الإنسان أن يشقى ويتعب لكيما يجد قوته، وهو يصارع ضد أرض تنبت شوكًا وحسدًا، وضد وحوش تسعى لالتهامه، وضد طبيعة انعكست عليها آثار الخطية، فصارت تثور عليه.. إذًا المقصود هو المعنى العام. وإن كانت ليست كل بلدان العالم تأكل خبزًا، لكن كل سكان العالم يشقون ويكدون ويكدحون من أجل لقمة العيش وتحسين مستواهم، وإن كان الأغنياء الكسالى الذين لا يعملون لا يأكلون خبزًا بعرق جبينهم، فهم يمثلون الاستثناء وليس القاعدة العامة، بل لينظر الناقد إلى نسبة الأغنياء في العالم، ونسبة الذين يعيشون في مستوى خط الفقر أو تحت مستواه، ويقارن بين هذه وتلك ليدرك الاستثناء من القاعدة العريضة.

_____

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 36، 37.

عندما عاقب الله الإنسان قائلًا “بعرق وجهك تأكل خبزًا” (تك 3: 19) هل كان الإنسان البدائي يعرف الخبز؟ وهل كل البلدان تأكل الخبز؟ وهل الأغنياء الذين لا يعملون ولا يتعبون يأكلون خبزهم بعرق جبينهم؟