الردود على الشبهات

إله العهد القديم، هل هو إله يعجز عن حماية ارواح أنبيائه من السحرة؟ شبهة والرد عليها

إله العهد القديم، هل هو إله يعجز عن حماية ارواح أنبيائه من السحرة؟ شبهة والرد عليها

إله العهد القديم، هل هو إله يعجز عن حماية ارواح أنبيائه من السحرة؟ شبهة والرد عليها
إله العهد القديم، هل هو إله يعجز عن حماية ارواح أنبيائه من السحرة؟ شبهة والرد عليها

يسأل عدد كبير من الناس قائلين : نجد صعوبة كبيرة في فهم قصة تحضير العرّافة لروح صموئيل .

فهل فعلا حضّرت العرّافة روح صموئيل ؟

وهل يقدر الساحر بقوة السحر أن يحضر روحّا من الابدية ؟

وكيف يقول صموئيل لشاول “وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي” ( 1صم 28 : 19 ) ونحن نعرف من الكتاب المقدس ان مصير شاول يختلف تماما عن مصير صموئيل ؟

للاجابة علي هذا السؤال أقول :

لكن نفهم هذا الموقف فهمّا صحيحا علينا ان نلقي نظرة علي حـــــياة شاول قبل أن يصل الي هذا الموقف المتدني  .

لقد بدأ شاول أفضل ما تكون البداية لكنه انتهي أسوأ ما تكون  النهاية ، وبالرغم من أنه كان يمتلك كل إمكانيات النجاح لكنه فشل ، ولو  كان استفاد من الإمكانيات التي بين يديه لكان قد جعل إسرائيل علي راس الممالك ، وكان هو أعظم ملوك إسرائيل .

من هو شاول ؟

شاول اسم عبري (שָׁאוּל) يعني :  ” مسئول من الله ” أو ” سائل من الله ” وهو أول ملوك بني اسرائيل (1)

أعطاه الله العديد من المميزات التي كان يمكن أن تجعل منه أعظم ملوك الارض ، لكنه للأسف لم يحسن استغلالها ، ففشل فشلا ذريعا .

ومن بين هذه الامتيازات :

1/ الوجاهة والصحة الجسدية

وبلا شك هي أحد اهم عوامل النجاح ، فقد كان يتمتع بصحة جيدة تجعله قادرا علي العمل والعطاء بقوة والتحرك في كل مكان ، كذلك كان يتمتع بمنظر حسن يعطيه القبول عند كل من يتعاملون معه ، فنقرأ عنه “1وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنْيَامِينَ اسْمُهُ قَيْسُ بْنُ أَبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أَفِيحَ، ابْنُ رَجُل بَنْيَامِينِيٍّ جَبَّارَ بَأْسٍ. 2وَكَانَ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ شَاوُلُ، شَابٌّ وَحَسَنٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحْسَنَ مِنْهُ. مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ كَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ. ” ( 1صم 9 :1-2 )

 

2 / الرغبة الشعبية والجماهيرية الكبيرة

    بعد أن مسحه صموئيل ملكا كان كل الشعب يهتف له ” ليحي الملك ! ” فالكل يريده  ونقرأ الشعب يهتف له ” ليحي الملك !” فالكل يريده . ونقرأ  : ” 24فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَرَأَيْتُمُ الَّذِي اخْتَارَهُ الرَّبُّ، أَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الشَّعْبِ؟” (1 صم 10 : 24 ، راجع 1 صم 11 : 11- 15 ) .

اليست الشعبية والجماهيرية من أهم عوامل النجاح .

3 / أعطاه الله قلبا  آخر :

9وَكَانَ عِنْدَمَا أَدَارَ كَتِفَهُ لِكَيْ يَذْهَبَ مِنْ عِنْدِ صَمُوئِيلَ أَنَّ اللهَ أَعْطَاهُ قَلْبًا آخَرَ، وَأَتَتْ جَمِيعُ هذِهِ الآيَاتِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. ” ( 1صم 10:9 )

4/ حل عليه الروح القدس :

حل عليه الروح القدس في مناسبتين

 ” 10وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى هُنَاكَ إِلَى جِبْعَةَ، إِذَا بِزُمْرَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَقِيَتْهُ، فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ فَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ. ” ( 1 صم 10 : 10 ) . راجع ( 1 صم 11 : 6 )

5/ كان بجواره اثنين من أعظم الشخصيات :

صموئيل وداود وكانت النتيجة انه طهّر البلاد من العرافة ، فنقرأ ” وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ نَفَى أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. ” ( 1صم 28 : 3 )  . وغالبا كان شاول قد نفي كل من يعمل بالسحر  والشعوذة من البلاد بإرشاد صموئيل النبي .

ويري القديس يوحنا ذهبي الفم أن ما وصل إليه شاول من إنحطاط وإنهيار حتي التجأ الي صاحبة جان جاء كثمرة لانفصاله عن داود فيقول : ” إلي أن أنفصل عن داود لم يسقط شاول في حرب ما ، فكان كلاهما في أمان ومجد ” (4)

بالرغم من كل هذه الامتيازات سقط شاول في سلسلة خطايا أذكر منها اثنين فقط وهما :

1/ الحماقة والتسرع والقيام بدور ليس من حقه

إذ لم يتمهل حتي يحضر صموئيل وقام هو وقدّم المحرقة وذبائح السلامة علي مذبح الرب وهذا ليس دوره ، فهو ليس كاهناً ولا رئيس كهنة ، لذل قال له صموئيل : «قَدِ انْحَمَقْتَ! لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّةَ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا، لأَنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَبَّتَ مَمْلَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 14وَأَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتُكَ لاَ تَقُومُ. قَدِ انْتَخَبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِهِ، وَأَمَرَهُ الرَّبُّ أَنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ. لأَنَّكَ لَمْ تَحْفَظْ مَا أَمَرَكَ بِهِ الرَّبُّ» ( 1صم 13 :8 ـ 14 )

2/ عدم طاعة الرب

لقد طلب الرب منه بوضوح أن يحرّم عماليق وكل ماله من أغنام وأبقار ( 1صم 15 : 3 ) لكننا نقرأ :

” 9 وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضَوْا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. ” (1صم 15 : 9)  .

ولكنه عفا عن اّجاج ، ومن طمعه عفا عن خيار الغنم والبقر .

وهنا قال الرب لصموئيل ” «نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». ( 1صم 15 : 11 )

وقال صموئيل لشاول  : ” لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ، فَرَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ” … ” يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ الْيَوْمَ وَيُعْطِيهَا لِصَاحِبِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. “

(1 صم 15 :10 ـ20 ) .

 

 نتائج الخطية

1 / صموئيل يقرر الابتعاد عنه

لقد يئس صموئيل منه لدرجة أننا نقرأ : ” 35وَلَمْ يَعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ، لأَنَّ صَمُوئِيلَ نَاحَ عَلَى شَاوُلَ. وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. ” ( 1 صم 15 : 35 )

وهي ترد في ترجمة ( ك ح ) ” وامتنع صموئيل عن رؤية شاول الي يوم وفاته ، مع أنّ قلبه تمزّق اسي عليه ، أمّا الرب فقد أسف لانّه اقام شاول ملكا علي إسرائيل “

ثم قال الرب لصموئيل : ” حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا ” .

( 1صم:16 ـ1 )

2/  روح الله يفارقه ويبغته روح ردئ

فنقرأ :” وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ” (1صم 16 ـ 15)

ويجب أن لا ننزعج عندما نقرأ هذه الكلمات ، فما قال القديس جيروم (5)  : إن هذا لا يعني أن الروح الردئ مصدره الرب ، أو أن ما حل بشاول كان من عند الرب ، فالرسول يعقوب يقول : “13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا…17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ ” (يع 1 : 13 ، 15 )

إنما شاول رفض روح الله فهيأ نفسه مسكنًا للروح الردئ ، لقد تركه الرب لذاته كما يقول الرسول بولس :

24لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. …28وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. “

( رو 24: 1 ، 28 )

لاحظ تكرار أسلمهم الله ، فحين يصر الإنسان علي رفض الله والاستسلام للشر يتركه الله  .أي يسلمه لشهوة قلبه ، وهذا التسليم بسماح إالهي . المهم هو أن شاول أصيب بمرض شديد لا نستطيع أن نعرف هذا المرض ولا أعراضه بالضبط لكنه بلا شك كما يقول د . القيس منيس عبد النور ( 1)  : ” كان مرضًا قاسيًا جعل شاول ورجاله الكبار ينشغلون ويفكرون في العلاج ، ولابد أنهم جربا كل أطباء المملكة ولكن علاجهم لم ينفع “

وهنا فكر رجال شاول في العلاج بالموسيقي – وقد كان هذا معروفاٌ في القديم ، فيقول سنيكا : ” إن فيثاغورس كان يهدئ متاعب عقله بالقيثارة ” وقال أليشع النبي مرة “15وَالآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ ” ( 2 مل 3 : 15 ) ،  فقال رجاله : ” 16فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا عَبِيدَهُ قُدَّامَهُ أَنْ يُفَتِّشُوا عَلَى رَجُل يُحْسِنُ الضَّرْبَ بِالْعُودِ. وَيَكُونُ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، أَنَّهُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فَتَطِيبُ ” ( (1صم 16:16 )

ووافق شاول علي اقتراح رجاله وقال : ” انْظُرُوا لِي رَجُلاً يُحْسِنُ الضَّرْبَ وَأْتُوا بِهِ إِلَيَّ».18فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ رَأَيْتُ ابْنًا لِيَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ الضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ، وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَالرَّبُّ مَعَهُ ” فوافق شاول علي هذا الكلام وارسل رسلاٌُالي يسّي يقول  :” أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ ” وكان داود سبب شفاء لشاول فنقرأ : “وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ، فَكَانَ يَرْتَاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ. “( 1 صم 16 :23 )

3 / الغيرة المرة من داود ومحاولة قتله

لقد بدأت الغيرة والكراهية تدب في قلب شاول الملك تجاه داود بعد أن قتل داود جليات الجبار وخرجت النساء من جميع مدن إسرائيل لاستقبال شاول وداود وهن يغنين : ” ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُدُ رِبْوَاتِهِ ” . لقد حسبن جليات بربوات (( والربوة عشرة  الاف )) وبدلاُ من أن يفرح شاول لأن داود قتل جليات وأزال العار عن إسرائيل ، اغتاظ جداٌُُ  وغضب جداٌ من داود وقال : ” أَعْطَيْنَ دَاوُدَ رِبْوَاتٍ وَأَمَّا أَنَا فَأَعْطَيْنَنِي الأُلُوفَ! وَبَعْدُ فَقَطْ تَبْقَى لَهُ الْمَمْلَكَةُ». 9فَكَانَ شَاوُلُ يُعَايِنُ دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا. ” ( 1 صم 18: 6 – 10 )

ويرد عدد 9 في ترجمة كتاب الحياة : ” وشرع شاول منذ ذلك اليوم فصاعداٌ يراقب داود بعين ممتلئة بالغيرة ” . وترد في الترجمة اليسوعية :” واخذ شاول يلحظ داود بعين الشر من ذلك اليوم فصاعداُ” وترد في ترجمة بين السطور (7)  :” وأخذ شاول يضمر الشر لداود منذ ذلك اليوم ” .

وبالرغم من أن داود لم يسئ إالي شاول ولم يظلمه إلا أن قلب شاول امتلأ حقدٌا ومرارة تجاه داود ففكر في قتله ، والشئ الغريب هو أن شاول أشرع الرمح تجاه داود ليقتله بينما كان داود يعزف له ليهدأ ويستريح ، إنها صورة لمريض يمسك بالسكين ليقتل بها الطبيب الذي يعطيه حقنة مهدئة .

وكان داود يضرب بيده كما فى يوم فيتوم.

وكان الرمح بيد شاول

فَأَشْرَعَ شَاوُلُ الرُّمْحَ وَقَالَ: «أَضْرِبُ دَاوُدَ حَتَّى إِلَى الْحَائِطِ». فَتَحَوَّلَ دَاوُدُ مِنْ أَمَامِهِ مَرَّتَيْنِ.”

( 1صم  18 : 11 )  .قد حاول شاول مرتين أن يقتله لكن يد الرب كانت أقوي وأقرب من رمح شاول ، والاعجب عندما نقأ العدد التالي لهذه الحادثة  ” 12وَكَانَ شَاوُلُ يَخَافُ دَاوُدَ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَقَدْ فَارَقَ شَاوُلَ ” ( 1 صم 18 : 12 )

إن مشاعر الكراهية تدفع الإنسان لينتقم ويدبّر الاٌخر وقد يعد العدة لذلك ، ولكنها تجعله في نفس الوقت فاقد الاتزان ومرتبك وخائف ، فمّن كان علي كرسي العرش ؟  ومُن صاحب السلطان ؟ ومُن في يده الرمح ؟ ولكن مُن الخائف ؟ ومُن يخاف مٍن مُن ؟  ، صحيح شاول في يده الرمح ولكن داود في يد الرب ، ألم يكن أخاّب من إيليا ؟ الم يكن هيرودس يخاف من المعمدان ؟  ألم يكن فيلكس جالسًا علي كرسي القضاء وبولس يقف أمامه للمحاكمة ولكن عندما كلمه بولس عن البر والتعفف والدينونة ارتب فيلكس !

4/ الالتجاء إلي السحرة  :

ثم نقرأ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ جَمَعُوا جُيُوشَهُمْ لِكَيْ يُحَارِبُوا إِسْرَائِيلَ … 5وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ جِدًّا. “( 1صم 28: 5 ) لقد كان شاول في منتهي الضعف والسر الحقيقي في خوفه هو ترك الله له ، فمن معه الله لا يخاف من أي قوة في الوجود  فماذا يفعل وصموئيل قد مات ؟ لعل ماحدث من ضيق كان فرصة جديدة يقدمها له الرب لكي يرجع إليه بتوبة صادقة كما حدث من منسي الملك لكنه للأسف أساء استخدام الفرصة وذهب  إلي صاحبة جان وهو يعرف أن الرب يكره هذا ، لقد قال الرب لشعبه ” 31لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابعَ، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. ” ( لا 19: 31 )

” وَإِذَا كَانَ فِي رَجُل أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ “

(لا 20 :27)

” مَتَى دَخَلْتَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لاَ تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. 10لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ،11وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. 12لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ ” ( تث 18: 9-12 )

وبعد أن كان قد نفي اصحاب الجان والتوابع ها هو يبحث عنهم أمام عبيده ويقول لهم : “«فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ» وكانت عين دور تبعد عن جلبوع حيث يقيم 10 أميال ، وتنكر ملك إسرائيل وذهب إلي امرأة صاحبة جان فأهان الله إذ أقام هذه المرأة الكاذبة مكان الله ، وهكذا انحرف شاول من ضعف الي أخر حتي هذا الشر العظيم وقال لها : ” اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ، كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكًا لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هذَا الأَمْرِ» كيف يحلف لها بالله أنه سيحميها والناموس يطلب رجم الساحرات ( لا 20 : 27 )

وكيف يحلف بالرب وهاهو يطلب من الجان ؟! إنه يشبه الحرامي الذي يذهب ليسرق ويقول :

” يارب استر ” َ    1فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ».

فهل فعًلا حضّرت العرّافة روح صموئيل ؟

أقول بكل يقين لا يمكن للعرافة أن تحضّر روح صموئيل للأسباب الآتية :

1/ كان الرب قد رفض أن يتكلم ويعلن لشاول عن مشيئته بكل الطرق المعروفة في ذلك الوقت فهل يستطيع إنسان مهما كانت قوته أن يتحدي الله ويعرف مشيئته ؟

لقد كان الرب يتمني أن يأتي شاول إليه  تائبًا ونادمًا يطلب معرفة مشيئته ، وما يؤكد ه ما نقرأه في سفر الاخبار :”  13فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ، 14وَلَمْ يَسْأَلْ  (דָרַשׁ) مِنَ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ وَحَوَّلَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ يَسَّى. ” ( 1 اخ 10 :13-14 )  والفعل العبري ( يسأل ) هنا هو (דָרַשׁ) ( دارش )

ويعني البحث الجاد والتفتيش بحماس وجدية ، فلم يطلب شاول الرب بكل قلبه ولم يسأل ويفتش عن مشيئته بحماس وجدية (8)

أما ما نقرأ عنه في صموئيل ” 6فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ، فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ.” (1صم 28: 6 )  فالفعل العبر ( سأل ) هو (וַיִּשְׁאַל)  ( شال ) ويعني السؤال العابر ، ولقد سأل سؤالاً عابرًا لراحة ضميره ، وقد رفض الرب أن يجيبه ، وكيف يجيب الرب رجلا قتل كهنة الرب ورئيس الكهنة ويطارد الرجل الذي كان يحارب بأسم الرب ؟ فهل يستطيع إنسان مهما كان جبروته أن يلوي ذراع الرب يعرف مشيئته ؟  كلا

2/  لا يمكن لأي إانسان علي الأرض مهام كانت القوة الشيطانية التي يمتلكها أن يكون له سلطان علي الارواح التي في السماء ، فهل من المعقول أن يكون للشيطان سلطان علي الارواح التي في الفردوس ويستطيع ان يزعجها في أي وقت يشاء أن يجعلها تفعل ما لا تريد أن تفعله ؟ أن يستحضرها في اي ظرف أو مكان كما يريد ؟ !

وهل يعقل أن يسمح الرب للجان أن يصطحب روح صموئيل بأمر عرافة ويخرجها من الفرودس ؟

لاحظ ما قاله صموئيل لشاول : ” لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ ” كيف يمكن لجان أن يقلق إلانسان وهو في الابدية (9)  ويقلق إالانسان في الأبدية ؟ إذا كان من الممكن أن يصل الجان إالي الأرواح في الأبدية ويزعجها ويقلقا فلن تكون أبدية ويصبح الله في منتهي الضعف لدرجة أنه غير قادر علي حماية الأرواح  التي وصلت له ؟ !

يقول العلامة ترتليانوس : ” حاشا لنا أن نظن أن نفس أي قديس –  بالأكثر نفس نبي – تستدعي من مكان راحتها في الفردوس بواسطة شيطان . (10)

3/  واضح أن العرافة لم تحضر روح صموئيل بل كذبت علي شاول وخدعته وهذا يتضح من الاتي :

أ – كان شاول معروفًا للجميع بصفته الملك إلي جانب أنه كان أطول شخص في الشعب كما نقرأ :“فَكَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ.” ( 1صم 10 :23ـ24  ) لذلك تظاهرها بعدم معرفتها له كان مجرد تمثيلية .

ب –  عندما ندرس القصة بتدقيق نجد أن شاول لم ير شيئًا ن لاحظ الحوار الذي دار بين شاول والعرافة فقال لها الملك <<ماذا رايت؟>> فقالت المرآة لشاول

” رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ ( 1 صم 28 : 13-14 ) .

ج – تقول لشاول : ” رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ ” ويقول (Adam Clarke)(11) أن الكلمة العبرية المترجمة ( ألهة ) هي بالمفرد ( אֱלֹהִים)  ( إلوهيم )  أي الله ، ولذلك قال لها شاول : ” مَا هِيَ صُورَتُهُ ” وربما استخدمت العرافة هذه الكلمة علي سبيل الاجلال والتعظيم لصموئيل ولكي تعطي جوًا من الرهبة علي الموقف ، وفي هذا الكلام مغالطة كبيرة ، فلم يكن صموئيل في باطن الأرض بل في السماء .

د –  قالت العرافة عن صموئيل ” رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ ” ومن يدرس كلمة الله يعرف أنه ليس في الأرواح شيوخًا يلبسون جببًا (12)  فمن يموت شيخًا لن يصعد السماء شيخًا، ومن يموت معوقا لن يقضي أبديته كذلك .

هـ – لم تذكر العرافة شيئًا جديدًا لشاول فما ذكرته عن تمزق المملكة وأن داود سيرثها كان صموئيل قد سبق وأعلنه ،وكان كل الشعب يعرفه عنه  ( اصم 13 : 13-14 ، 15 : 28 ، 35 ) .

و – عندما قالت لشاول علي لسان صموئيل : ” وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي ” فهي عبارة عامةوليست نبوة ، مثلما يقول لك العراف اليوم : ” أمامك طريق مسدود أو هناك بعض المشاكل تنغص حياتك ،أو يوجد خبر قادم لحياتك قريبًا ” فالامر الطبيعي أن الكل سيرحل من هذا العالم وكلمة ” غدا ” تعبر عن المستقبل بصفة عامة وليس زمن محدد ، وإلي جانب أن بعض العلماء يقولون : ”  لقد أخطأت في تحديد ميعاد موته “

ز – قال صموئيل لشاول : ” وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي ” (ع 19 )  وهذا غير صحيح فمصير شاول معروف للجميع فكيف يقول له صموئيل ” تَكُونُونَ مَعِي ” ، لذلك يقول القديس هيبوليتس:”  إن شاول لم ير صموئيل إنما كان ذلك خداعًا ) (13)   ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا فعلت العرافة كل هذه التمثيلية ؟ لقد فعلت كل هذا انتقامًا منه لما فعله مع اصحاب الجان والتوابع فكما نقرأ في ” وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ نَفَى أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ.” لذك عندما رأته وجدتها فرصة للانتقام وقررت في داخلها ألا تتركه إلا بعد أن ينهار تمامًا وقد حدث ، فنقرأ ”20فَأَسْرَعَ شَاوُلُ وَسَقَطَ عَلَى طُولِهِ إِلَى الأَرْضِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ كَلاَمِ صَمُوئِيلَ، وَأَيْضًا لَمْ تَكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا النَّهَارَ كُلَّهُ وَاللَّيْلَ. ثُمَّ جَاءَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى شَاوُلَ وَرَأَتْ أَنَّهُ مُرْتَاعٌ جِدًّا،” ( 1 صم 28 : 20-21 ).

بعد ان تأكدنا من أنه لم يكن هناك أي ظهور لأي شخص ، فالسؤال الاّن  ماذا عن الصوت الذي كان يكلم شاول ؟

هناك رأيان في هذه القصة وهما :

أولاً : الذي كان يتكلم شيطان وادعّي انه صموئيل ، وأصحاب هذا الرأي يدللون علي ذلك بالاتي :- إن الشيطان يستطيع أن ” يعير شكله إلي ملاك نور ” 2 كو 11:14 ، 2 تس 4:2)  حيث نفهم  من كلمة الله انه سيظهر نفسه علي أنه الله نفسه ( مت 24 : 24 ) الكلمات التي قالها لشاول ليست فيها أي دعوة للتوبة والتصالح مع الله ، بل لوضع شاول في حالة يأس خطيرة بلا أي رجاء .

ثانيا : كما أن شاول لم ير أي شخص كذلك لم يسمع أي صوت وكانت العرافة هي التي تنقل الحديثلشاول ،  وما فعلته هو نوع من الخداع تعودت عليه بالخبرة فبعد أن تتحدث مع الشخص وتعرف نفسيته تستطيع ان تقول له بعض الجمل المناسبة  ، فالنبوات التي نطقت بها لا تحتاج لذكاء فهي تعرف قوة جيش الفلسطنيين وضعف جيش شاول وأنها معركة خاسرة وأن الفلسطينيين لن يهدأوا الاّ لو تخلصوا من شاول  .

عزيزي القارئ

لقد كانت نهاية شاول نهاؤة مأساوية فقد قتل في الحرب أمام الفلسطينيين ، فنقرأ : ”6فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعًا. ” ( 1 ص 31 :6)

والاصعب هو لما جاء الفلسطينيون إلي أرض المعركة لسلب الثياب الثمينة والأسلحة وكل ذي قيمة كان مع القتلي وجدوا شاول وبنيه ساقطين في جبل جلبوع فقطعوا راس شاول ونزعوا سلاحه وبعثوا رسًلا الي كل بلادهم يبشرون بموته  ، وسمّروا جسده وأجساد بنيه علي سور بيت شان وهي مدينة بيسان الحالية وتبعد حوالي خمسة أميال غربي نهر الأردن وهذه هي نهاية الشر والبعد عن الرب وطلب الجان والسحر والشعوذة لذلك يسجل الوحي هذه الكلمات الغالية : ”13فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ، 14وَلَمْ يَسْأَلْ مِنَ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ وَحَوَّلَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ يَسَّى. ” ( 1 اخ 10 : 13 )

المراجع

1/ قاموس الكتاب المقدس ص 412

2/ اصل الكلمة الذين يتكلمون من بطونهم ويتظاهرون بجان حال فيهم وهو الذي يخبرهم بالامور الخفية والمستقبل

3/ أي توابع الجان يتبعونه حيثما يذهب كعبيد لسيدهم وهو يكشف لهم امورأ لا يدركها أو ينظرها البشر ويقدم لهم إمكانيات فوق طاقات البشر قبل إستدعاء ارواح الموتي

4/الأب تادرس يعقوب ملطي ، صموئيل الاول ص 195

5/  الاب تادرس يعقوب ملطي صموئيل الاول ص 116

6/ د القس منيس عبد النور ، داود صاحب المزامير ص 25

7/ العهد القديم العبري ، ترجمة بين السطور ، الأبوان بولس الفغالي ، وأنطوان عوكر ، الجامعة الأنطونية  2007

8 Karl feyerabend . pocket Hebrew dictionary .

Hebrew- English  to the old testament  p 322

9 / القس صموئيل يوسف ، المدخل للعهد القديم ص 234

10 القمص تادرس يعقوب ملطي ، صموئيل الاول ص 196

11/ Adam Clarke. adam Clarke;s commentary on the biblep 461

12 / د القس منيس عبد النور ، شبهات وهمية  148

13 / القمص تادرس يعقوب ملطي ، صموئيل الاول ، ص 194