أبحاث

الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس

الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس

الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس

 

الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس - دفاعيات
الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس – دفاعيات

 

الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس – دفاعيات

إنهم يستخدمون ما يطلق عليه ’معايير الصحة والأصالة‘. ورغم أنه توجد العديد من تلك المعايير، إلا أننا سوف نناقش بالتحديد أربعة من أهمها.

معيار الإختلاف (التباين)

أول هذه المعايير هي معيار التباين والإختلاف. يقول هذا المعيار اساسا، إنه إذا وجد قول ينسب إلى يسوع ولكنه يختلف عن تعاليم اليهودية في أيامه، وعما علمته الكنيسة الأولى فيما بعد، فلا بد أن يكون ذلك صحيحاً. والسبب في هذا يسهل فهمه: فإن كان مثل هذا القول لا يمكن أن يكون قد وجد في اليهودية قبل يسوع، فهنالك إذا سببا وجيه للتفكير في انه يرجع حقيقة له وليس لشخص قبله.

وإن كانت الكنيسة الأولى لم تتبنى هذا القول، فعندئذ يكون من الواضح أنهم لم يخترعوا هذا القول ويضعوه على لسان يسوع. تذكر ’مدرسة يسوع‘ ما يلي على أنه حقيقة، فتقول ’’إننا نعرف أن البشيؤين كثيراً ما نسبوا كلمات مسيحية ليسوع – فجعلوه يتحدث كمسيحي.‘‘ 1 ما إذا كان هذا الجزم غير الممحص له ما يبرره أم لا، فهذا هو ما لن نتناوله هنا، إذ أننا نود أن نشير ببساطة إلى أن قول يسوع أشياء تفرد بها هو معيار مهم.

   لكن عادة ما يقتصر تطبيق هذا المعيار على إختلاف يسوع عن اليهودية أكثر منه عن المسيحية. فمثلاً، تشير ’’مدرسة يسوع‘‘ إلى أن ما جاء في (مرقس 7:15) ’’ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه. لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الإنسان.‘‘ لايد بالتأكيد أن يكون صحيحاً وأصيلاً لأنه يعتبر’’ضد تقاليد وتعاليم ديانته تماماً‘‘2، ولكن هذا المبدأ قد علّمه المسيحيون الأوائل (مثلاً في (1تيمو 4:4) ’’ لأن كل خليقة الله جيدة ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة.‘‘ وهكذا فإنه يقتصر فقط على يسوع.

  على أن هنالك مشكلة رئيسية تختص بمعيار الإختلاف، وهي أنه إذا تم مراعاته بصرامة وجمود، فإن يسوع الذي يتبقى لدينا سيكون يسوع غريباً – شخصاً ليس لديه أي شيء مشترك مع اليهودية في عصره، وليس لديه أي تاثير على أتباعه! وكما يعلق داريل بوك: ’’إذا تأكد كلا جانبي التباين، بحيث يختلف يسوع عن كل من اليهودية والكنيسة الأولى، فسيصبح يسوع عندها شخصاً غريباً وشاذاً، منفصلاً تماماً عم تراثه الثقافي ومنعزلاً فكرياً عن الحركة التي كان مسئولاً عن تأسيسها. بل إن المرء ليتعجب كيف استطعنا أن نتعامل معه كشخصية حقيقية.‘‘3

المشكلة الثانية المتعلقة بهذا المعيار هي أن العلماء كثيراً ما يستخدمونه لكي يقدموا تقييماً سلبياً لمسألة ما إذا كان يسوع قد قال شيئاً على الإطلاق. ولكن في ضوء ضعفه الأصلي الأول، فإن هذا المعيار في الحقيقة يمكن شرعياً استخدامه فقط لتقديم تقييم ايجابي، أي أنه يجب الا يستخدم لإنكار أن يسوع قد قال شيئاً ما (حيث أن ما قاله يمكن حقاً أن يشبه اليهودية في عصره، أو الكنيسة الأولى). هذا الأمر حقيقي بالنسبة لجميع معايير الأصالة تقريباً: قلا يجب أن تستخدم هذه المعايير لإنكار ما يمكن أن يكون يسوع قد قاله، ةلكن فقط لتأكيده.

لكن للأسف، فإن علم النقد يطبق على هذه المعايير بطرق لم تصمم لأجلها. فإذا حاولنا أن نطبق هذا المعيار على عمل ’’مدرسة يسوع‘‘، فالمرء يتساءل عما يمكن أن يتبقى من عملهم – إذ إن ما يقولونه هم قد قاله كثيرون غيرهم، قبلهم وبعدهم.

المشكلة الثالثة هي ان ’’مدرسة يسوع‘‘ وغيرهم كثيراً ما طبقوا هذا المعيار في غير الإطار المناسب له،اذ انه حتى عندما يجتاز قول ما اكثر اختبارات التباين صلابة، فإن أصالته رغم ذلك يمكن رفضها. فمثلاً، يبدو أن يسوع هو الشخص الوحيد في اليهودية القديمة الذي قام بوضع كلمة’’آمين‘‘(أو الحق) في بداية عباراته هو الخاصة. ففي اليهودية، كانت كلمة ’’آمين‘‘ تستخدم فقط لتأكيد مشيئة الله او للاتفاق مع العبارات التي تختص بشخص الله.4

 

لكن في الاناجيل، استخدم يسوع كلمة ’’آمين‘‘ (الحق) في بداية عبارات قالها هو شخصياً —  كما لو أنه يقول إن ما هو مزمع أن يعلنه هو مشيئته وكلمته. وفي الخامس والعشرين مرة التي تكررت فيها كلمة (الحق) في إنجيل يوحنا، كانت دائما تقال مزدوجة (مثل، ’’الحق الحق، أقول لكم…‘‘). كما أن استخدام هذه الكلمة في الأناجيل المتشابهة وفي إنجيل يوحنا يختلف عن أي استخدام لها في اليهودية أو المسيحية الأولى. وبطريقة مشابهة تقريباً، كان استخدام يسوع كلمة ’’الحق‘‘ يشير إلى عبارة مقدسة عن ’’تاريخ ملكوت الله المرتبط بشخصه‘‘.

وهكذا فإن لدينا في كلمة ’’آمين‘‘ أو كلمة ’’الحق‘‘، التي تسبق جملة ’’أقول لكم‘‘التي قالها يسوع، التعليل اللاهوتي لشخص المسيح وعمله كله في ايجاز تام‘‘.‘‘5 وهذه العبارات يتفرد بها يسوع، كما أن لها محتوى متماسك ومتسق – وهو محتوى يخاطب ما يعتقده في نفسه عن علاقته بملكوت الله.

لكن قبل ان نناقش ما تفعله ’’مدرسة يسوع‘‘ بتلك الاقوال المتفردة ليسوع، يجب أن نقول كلمة ما عن ’’خرزاتهم الملونة‘‘. فقد قامت ’’مدرسة يسوع‘‘ بعمل اعلانات دولية لاستخدام هذه الخرزات، وفي الاغلب لأن جمهور العامة استطاع أن يستوعب الفكرة بسهولة، فيقوم كل عضو من ’’مدرسة يسوع‘‘ بالتصويت عن طريق إلقاء خرزة في صندوق. وكل خرزة سواء كانت حمراء أو وردية أو رمادية أو سوداء كان لها معنى من المعاني التالية:

الحمراء: لقد قال هذا يسوع بالتأكيد أو شيء مشابه له تماماً.

الوردية: ربما قال يسوع شيئاً كهذا.

الرمادية: لم يقل يسوع هذا، ولكن الأفكار المحتواة في هذا القول هي قريبة من أفكاره.

السوداء: لم يقل يسوع هذا القول؛ فهو يمثل نظرة أو محتوى تعليم لاحق مختلف.6

فكيف تتعامل ’’مدرسة يسوع‘‘ مع هذا القول المتفرد؟ من ضمن الخمس والسبعين ’’آمين‘‘ (الحق) التي قالها يسوع في بداية عباراته، هناك اربعة مرات فقط اعتبرت أنها من المحتمل أن تنسب إلى يسوع بصورة ما (وجميعها تأخذ اللون الرمادي). بالإضافة إلى ذلك، يوجد عشرون قولاً باللون ’’الرمادي‘‘. أما البقية (واحد وخمسون) فهي سوداء.7 فما الذي جعل ’’مدرسة يسوع‘‘ يرفضون معظم أقوال يسوع التي سبقتها كلمة ’’الحق‘‘؟ لابد أن هناك معياراً آخر تفَوق على معيار الاختلاف، وسوف ننظر إلى مثال آخر لكي نرى ما هو هذا المعيار.

بحسب الاناجيل الاربعة، كان ’’إبن الانسان‘‘ تعبير يسوع المفضَل عن نفسه. ولكن الأمر غير المعتاد بشأن هذا التعبير هو أنه غير موجود تقريباَ ولا في الأدب اليهودي القديم ولا في تقاليد المسيحية الأولى – فيما عدا أن يسوع نطق به. ومن هذا يستنتج العالم الأنكليزي سي غف دي مول ما يلي:

     إن أبسط تفسير للاتساق الكامل الذي يقتصر فيه المفرد المعَرف على الأقوال المسيحية هو أن نفترض أن يسوع كان يشير إلى دانيال 7، الذي يتحدث عن ’’إبن الانسان (الذي تعرفوه من تلك الرؤية).‘‘… فإن نسب التعبير ليسوع نفسه ليس معناه إنكاره أن بعض مرات ورود عبارة ’’إبن الانسان‘‘ في الأناجيل ربما أضيفت إلى الأقوال الأصلية؛ ولكني لا يوجد سبب يمنع من وجود أصل رباني لكل من النوعين الرئيسين للاقوال.8

   على الأقل، يجادل مول من معيار التباين على أصالة اقوال مثل ’’إبن الانسان‘‘ في الأناجيل.

فماذا تفعل ’’مدرسة يسوع‘‘ في مثل هذه الأقوال؟ يشير بوك إلى أنها ’’تستثنى من كونها أصلية، إلا عندما تصف البشر على انهم ابن الإنسان، وهو استخدام يعترض عليه في اليهودية من خلال استخدامه في المزامير وفي سفر حزقيال! لكن السبب في استثناء لقب ’’مدرسة يسوع‘‘  هو حقيقة أنه يعبر عن نظرة متفوقة لاهوتية ليسوع على أنه المسيح.‘‘9

     أما بخصوص التطبيق غير الملائم ’’مدرسة يسوع‘‘ لهذا المعيار، فيلاحظ بوك الآتي:

إن ما يكشف عنه مثال ’’إبن الانسان‘‘ ربما يكون معياراَ خفياَ (مقياساَ للاهوت المسيح) في تقييم الحلقة الدراسة للاقوال، أي أنه إن كان هناك رأي ينادي بأن يسوع هو أكثر من مجرد حكيم وراو للأمثال، يكون غير أصيل وغير صحيح. ولكن وجهة النظر هذه تستحق الانتباه. فإنه، من ناحية أخرى، إذا كانت معايير النقد لا يتم تطبيقها بصورة ملائمة بواسطة علماء مدرسة يسوع، فإنه بالتأكيد يمكن تبرير الادعاء بالتحيز.

ومن ناحية أخرى، إن كان يسوع مجرد حكيم وراو للامثال، فلماذا إذاَ كل هذه الجلبة بشأنه؟ من أين إذاَ قد أتت كل هذه العداوة الشديدة التي تحيط به؟ وكيف يمكن لهذه الأمثال أن تفسر الرفض الذي تعرض له، وكيف يمكن إعطاء اقل قدر من الأصالة لموضوعات تختص بالحكم والأمثال فحسب؟10

    يثير بوك هنا العديد من النقاط المهمة. فليس فقط أن ’’مدرسة يسوع‘‘ متناقضة في تطبيق مبادئها الشخصية بسب تحيزها الشديد ضد رؤيتها ليسوع على أنه أكثر من مجرد إنسان، ولكن هذا التحيز ايضاَ يتركهم مع يسوع يعتبر موته كمجرم سراَ ضخماَ. فجميع المؤرخين يعرفون أن نتيجة النتيجد لابد وأن يكون لها سبب كاف. ولكن لا يكون لدى ’’مدرسة يسوع‘‘ التي قامت بإعادة إختراع وتوليف شخصية يسوع، سبب كاف لنتيجة الصلب.

    يمكننا هنا إضافة شيئاَ آخر ايضاَ، سنناقشه بصورة أكثر شمولية في بقية هذا الكتاب. ففي القرن الأول الميلادي، كانت حالة اليهود المؤمنين بعقيدة التوحيد قوية للغاية. ولكن الأناجيل تقدم يسوع على أنه اكثر من مجرد نبي، وأكثر من مجرد حكيم، وأكثر من مجرد راو أمثال. فإن أفعاله وكلماته تظهره على أنه يكاج يدَعي الألوهية.

وبالتأكيد فإن اليهودية في عصر يسوع كانت ستعارض هذا الأمر – وقد عارضته بالفعل! ولكن هل قبل المسيحيون الأوائل هذا الإدعاء بسهولة؟ ومن حيث أن المسيحين الاوائل كانو في الأصل يهوداَ، فقد كانت لديهم هم ايضاَ نفس المشاكل المتعلقة في هذه الفكرة، مثل بقية الناس في ثقافتهم اليهودية. فإلى الحد المتعلق بأن الأناجيل قد تأصلت في التربة الفلسطينية، يكشف معيار التباين أن يسوع هو أكثر من مجرد إنسان. ولكن إذا كان المرء ببساطة غير منفتح لهذا الإحتمال، عند ذلك فقط سيتم رفض هذا المعيار – وبالتالي، رفض لاهوت يسوع.

معيار البراهين المتعددة

المعيار الثاني هو معيار البراهين المتعددة. يقول هذا المعيار ’’عندما يبدو إن قولاَ ما يأتي من مصادر متعددة (م، ل، ك، مرقس) أو في صيغ متعددة (مثلاَ، في إطار معجزة، أو مثل، أو رؤية)‘‘، فإنه بذلك يكون متعدد البراهين.11 ولكي نتذكر ما قلناه في بداية هذا الفصل، فإن، ’’م، ل، ك، مرقس‘‘ تشير إلى المصادر الأربعة التي استخدمها متى ولوقا. فحرف ’’م‘‘ يشير ببساطة إلى المادة التي تفرد بها متى، فحرف ’’ل‘‘ يشير ببساطة إلى المادة التي تفرد بها لوقا، و’’مرقس‘‘ هو إنجيل مرقس، أما ’’ك‘‘ فإنه يشير إلى المادة المشتركة بين لوقا ومتى، التي ربما قد كتبت أو كانت مصدراَ شفهياَ أو مزيجاَ من الاثنين معاَ.

  وكما فعلنا بالنسبة لمعيار التباين والاختلاف، فإن التطبيق الصارم لهذا المعيار سيقدم لنا مفهوماَ مشَوهاَ عن يسوع، إذ يقبل فقط تلك الأقوال التي رددها يسوع في سياقات مختلفة وبطرق مختلفة، ولكنه سيترك الكثير من الأقوال التي نطق بها يسوع في مواقف متفردة أو قالها مرة واحدة فقط. لكن، مثل معيار التباين، يعتبر هذا معياراَ محدوداَ في أنه يجب استخدامه فقط للتوكيد الايجابي لما قاله يسوع.

إذ إنه لو كان أحد أقوال يسوع قد تم تسجيله مرة واحدة، فهل هذا يعني أنه لم يقله حقاَ؟ في هذه الحالة لو أننا طبقنا مثل هذا المعيار على معظم الشخصيات التاريخية القديمة الأخرى، سيكون علينا أن نلقي بمعظم ما نعرفه عن التاريخ القديم في سلة المهملات! وكما يشير بوك: ’’هذا المعيار مفيد فيما يحويه، إلا أنه على الإنسان أن يحذر لئلا يفترض أن الفشل في البرهنة على قول يأتي من مصادر متعددة يكون سبباَ كافياَ لرفضه.‘‘12

     لكن للأسف تستخدم ’’مدرسة يسوع‘‘ وآخرون غيرهم هذا المعيار بكل من الطريقة الأيجابية والسلبية. ومع ذلك، فإن كنا سنطبق هذا المعيار على الكتابات المنسوبة إلى روبرت فانك – التي تعتبر أكثر كثيراَ من كلمات يسوع في الاناجيل – فكيف ستنجح في الاختبار؟ فالبعض من كتبه كانت على طليعة التعليم الالكتابي، بينما وصفت كتب أخرى له بأنها استفزازية على أقل تقدير. وما قاله في تلك الكتب لم يتردد في اعمال أخرى له.

كان كثيراَ ما يتعامل مع موضوع واحد في الكتاب الواحد، ويتجاهل الموضوع تماماَ في كتبه التالية. فهل هذا يعني أنه لم يكتب بالفعل تلك الكتب أو لم يقل ما قاله؟

    بالغضافة إلى ذلك، فإنه مثل معيار التباين، يتم تطبيق معيار البراهين المتعددة بصورة متناقضة بواسطة  ’’مدرسة يسوع‘‘. فكَر مثلاَ في تعبير ’’قد أتيت‘‘، أو ’’إن ابن الإنسان قد أتى‘‘، وهو واحد من التعبيرات المفضلة ليسوع التي كان يقدم بها لإرساليته. يرد هذا التعبير في العديد من المصادر، بل إنه في الحقيقة موجود في الاربعة المصادر المتشابهة – م، مرقس، ك، ل (انظر متى  5 :17؛ 11 :19 (م)؛ مرقس  2 :17؛ 10 :45 (مرقس)؛ متى 10 :34-35/ لوقا 12: 49-51 (س)؛ ولوقا 19: 10 (ل).

13 فكونه يتكلم عن إرساليته (التي يتضمنها تعبير ’’قد اتيت‘‘) فإن هذا يظهر بوضوح أنه أكثر من مجرد حكيم، او شاعر، أو فيلسوف قروي. ويدخل ضمن هذا الخليط من الأقوال ايضاَ (مرقس 10: 45) ’’لأن ابن الأنسان ايضاَ لم يأت ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.‘‘ وقد لاحظ داريل بوك، وهو واحد من أفضل العلماء في إنجيل لوقا في عصرنا الحاضر، مما يدعو للسخرية في قوله:

    تعتبر ’’مدرسة يسوع‘‘ أن الكثير من هذه الأقوال المشهورة ’’من صنع مرقس‘‘. فلماذا يرفضون هذا القول؟ إن القول الأصلي بحسب رأيهم، لم يكن عن الخدمة، وليس عن الفداء. وهكذا فإن مفهوم الخدمة يخص يسوع، ولكن فكرة الفداء ليست من عنده. وهم يجادلون على أن نسخة إنجيل لوقا المختصرة تشير إلى أن مرقس قد صنع تغييراً وقدم صورة أكثر لاهوتية لما كان في الأصل مجرد مثل، رغم أن إنجيل مرقس، في هذه الحالة، يرى الجميع أنه أول الأناجيل! 14

    ثم يختم بوك بالإشارة إلى التناقض في أساليب ’’مدرسة يسوع‘‘، قائلاً:

  مرة أخرى، فإن المعيار الحقيقي الذي يطبّق على هذا القول ليس معيار البراهين المتعدد، ولكنه معيار مقياس ألوهية المسيح الخفية للمدرسة، التي تطبق حتى عندما يسير برهان المصدر في إتجاه معاكس. في الحقيقة، يمكن للمرء أن يفترض أن لاهوت المسيح هو الموضوع الحقيقي للجدل حول الكثير من الأقوال، أكثر منه هو التاريخ أو التطبيق الموضوعي لمعايير مجردة.

وبنوع من الطريق الملتوي، فإن القول عندهم يتم قبوله لأنه يعكس نوعاً معيناً من لاهوت المسيح المقيد المصوغ بحسب انطباع لم يتم خلقه بواسطة التطبيق المتسق للمعايير، ولكن بواسطة لاهوت مسبق مقيد ومحدود. وقد تم تأييد هذا اللاهوت المحدود لأن يسوع كان من وجهة نظرهم مجرد حكيم  وراو للأمثال، على أساس الأقوال المقبولة منهم.15

معيار الاتساق

   المعيار الثالث هو معيار التساق والاتفاق. ويناقش هذا المعيار أن كل ما يكتشفه العلماء عن يسوع في الأناجيل، يجب أن يكون متفقاً أو متسقاً مع بقية الصور التي رسمها العلماء ليسوع الحقيقي او التاريخي. وبالطبع، فإنهم بقدر ما قد رسموا صورة غير دقيقة عن يسوع الحقيقي، فإن هذا المعيار لن يكون صحيحاً.

والآن تقوم ’’مدرسة يسوع‘‘ بتأكيد 18% فقط من كلمات يسوع على أنها صحيحة وأصيلة وأنها تنسب إلى يسوع سواء شفهياً أم من ناحية المفهوم. 16  وحيث أن تلك البيانات الأساسية قليلة للغاية، فإن يسوع في نظرهم شديد الصغر كذلك. إن تناقضهم في تطبيق المعيارين الآخرين قد أعطاهم صورة منحرفة عن يسوع. وهكذا فإن معيار الاتساق لا يصبح صحيحاً وملائماً إلا إذا تم تطبيق المعيارين الأولين بطريقة سليمة.

معيار الحرج

   المعيار الرابع هو معيار الحرج، وهو يتعلق بالأمور الموجودة في الأناجيل، التي يمكن رؤيتها على أنها كانت محرجة بالنسبة للمسيحيين الأوائل، أو للتلاميذ، أو حتى ليسوع. فالسبب الوحيد الذي لأجله تم وضع مثل هذه الأمور المربكة والمحرجة في الأناجيل هو أنها قد قيلت بالفعل. فمن الصعب تصّور أن المسيحيين الأوائل قد اختلقوا أموراً محرجة لهم عندما كانت لديهم بالفعل مشاكل كافية من الأضطهادات! ورغم أن هذا المعيار شديد الأهمية، إلا أنه مثل بقية المعايير، لم تستخدمه ’’مدرسة يسوع‘‘ بصورة سليمة.

  فمثلاً، يعلن يسوع في (مرقس 13: 32)، ’’وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.‘‘ فقد إعتادت الكنيسة الأولى أن تنظر إلى يسوع على أنه أكثر من مجرد إنسان – بل إله في هيكل إنسان. ولذلك فإن هذه العبارة تسبب لهم بالتأكيد نوعاً من الحرج. 17 فحيث أن يسوع قد عرّف نفسه على أنه ’’الابن‘‘ فإن هذا يتفق تماماً مع بقية ما وصف به نفسه.

ولكن ’’مدرسة يسوع‘‘ تنظر إلى هذا القول على أنه غير أصيل، فلماذا؟ كانت ’’مدرسة يسوع‘‘ على اتفاق عام على أن يسوع لم يتنبأ بنبوءات مرتبة زمنياً عن نهاية العالم على الإطلاق.‘‘ 18، وهنا نرى بوضوح معياراً ضد النظرة المتسامية ليسوع. لكن إن كانت ’’مدرسة يسوع‘‘ هي ضد رؤية يسوع على أنه أكثر من مجرد إنسان كافتراض مسبق، ألا يعابر ذلك انحيازاً لا مبرر له في تقييهم لشخصية يسوع الحقيقية؟ فكيف يمكنهم أن يقوموا بأمانة واستقامة بتقييم البيانات، إن كان من غير الممكن بالنسبة ليسوع أن يتنبأ بالمستقبل؟

   هنالك ايضاً نواحٍ أخرى لمعيار الحرج في الأناجيل، مثال على ذلك، يوجد الكثير من العبارات السلبية في غنجيل مرقس عن أبطال المسيحية الأوائل – الرسل – تصلح لهذا المعيار. فمثلاً توبيخات يسوع المتكررة للتلاميذ لعدم إيمانهم، ولعدم فهمهم الواضح لكلامه، ولصراعاتهم على مركز القيادة، تشير جميعها إلى الأصالة.

فمن الصعب أن تقرأ غنجيل مرقس دون ان تأخذ إنطباعاً سلبياً عن الرسل، ومع أن هذا يعتبر أول الأناجيل التي كتبت بحسب راي معظم العلماء، حيث ان شهود العيان مازالوا على قيد الحياة في ذلك الوقت، بما فيهم بعض الرسل أنفسهم. إلا أن العبارات السلبية هي إشارات قوية على أن تلك الأقوال كانت حقيقية. ’’إن حقيقة حفظ وبقاء المواد المربكة والمهينة ووصولها إلى مرقس تروي الكثير عن المصداقية العامة للمصادر التي استخدمها.‘‘19

    هناك شرح آخر لمعيار الحرج وهو الشهود الأوائل على قيامة يسوع. فالأناجيل الأربعة كلها تقول إن النسوة كنّ أول من ذهبن إلى القبر، وأول من علمن أن يسوع حي (مت 28: 1-10؛ مر16: 1-8؛ لو 24: 1-11؛ يو 20: 1-14). لكن لماذا يسبب هذا حرجاً؟ لأن النساء في المجتمع اليهودي لم تعتبرن شهوداً يعتد بمصداقيتهن. 20 فلا عجب إذاً إن كان رد فعل التلاميذ هو ما جاء في (إنجيل لوقا 24: 11): ’’فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن.‘‘

     ولكن معيار الحرج، اتفقت عليه ’’مدرسة يسوع‘‘ تماماً في أمر معمودية يسوع كما جائت في إنجيل يوحنا على أنها حقيقة اصيلة (خاصة وأن معمودية يوحنا كانت معمودية التوبة).21 فلماذا إذاً قد رفضوا القول المكتوب في إنجيل (مرقس 13: 32) أو الشهادة بأن يسوع قد قام من الأموات؟

   كما أشار بوك، أن ’’مدرسة يسوع‘‘ كانت متناقضة في استخدامها لمعاييرها الشخصية، وذلك بسبب خطة خفية. لكن ما يثير السخرية أن جماعة ’’مدرسة يسوع‘‘ قد حذرت القراء من ’’إغراء أن يختلقوا شخصية ليسوع تشبههم تماماً، أو على حسب ذوقهم الشخصي، لحشد الحقائق لتأكيد اقتناعات مسبقة لديهم.‘‘22 لكنهم لخّصوا جميع المعايير في قانون عام واحد وهو: ’’احذر من أن تجد شخصية ليسوع تتفق تماماً مع مزاجك الشخصي.‘‘23، ونحن نتفق معهم في ذلك.

اعتبارات أخرى

أحد الأشياء المفقودة في جميع هذه المعايير هي تلاقيها واتفاقها مع أجزاء اخرى في العهد الجديد. فبقية العهد الجديد مثلاً، تعطى قيمة كبيرة لحفظ التعليم، وللحفاظ على الحقائق الأساسية عن يسوع سليمة وصحيحة.

   ففي غلاطية 2 مثلاً، يعبّر بولس عن اهتمامه بطهارة ونقاء إنجيله. كان بولس يبشر بالإنجيل الذي عرفه لمدة أربعة عشر عاماً، ثم جاء إلى أورشليم لكي يتأكد من أن إنجيله كان هو بالضبط نفس إنجيل بقية الرسل – الذين عرفوا يسوع في الجسد.

فيقول، ’’وعرضت عليهم الغنجيل الذي اكرز به بين الامم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً.‘‘(ع 2). ثم يقول إن ’’هؤلاء المعتبرين لم يشيروا عليّ بشيء ‘‘(ع 6). وهنا نرى في رسالة لا خلاف عليها من الرسول بولس، أن الإنجيل الذي كان الرسول بولس يبشر به على مدى سنوات كان هو نفس الإنجيل الذي بشّر به بقية الرسل.

  وفي غلاطية1، يقول بولس إنه بعد حوالي ثلاث سنوات من إيمانه، سمعت الكنيسة في أورشليم أنه كان يبشر ’’بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه‘‘ (ع 23). الأمر المهم هنا هو الاستمرارية والتواصل بين إنجيل الرسل قبل تجديد بولس وبين إنجيل بولس بعد ذلك بقليل. فلا توجد اية إشارة للتواطؤ، أو أي شعور بأن الإنجيل قد تغير عبر السنين. فمنذ البداية، كانت الأخبار السارة عن يسوع المسيح دائماً لها نفس العناصر الأساسية.

ولذلك تحدث فجوة كبيرة في استخدام العلماء لمعايير الأصالة عندما يفشلون في التفكير في التأكيد المستقل من بولس بأن الإنجيل ظل كما هو منذ البداية. ورغم أن هذا التأكيد لم يتعامل مع أية أمور محددة في حياة يسوع، 24 أو عن اسباب موته، أو الاعتقلد بقيامته، إلا أن لقب ’’المسيح‘‘، وما يتضمنه من قيامه بالمعجزات، هو كله جزء من هذا التأكيد المستقل. وهكذا فإن التقليل من منزلة يسوع وجعله مجرد حكيم، كما يريد بعض المشككين أن يفعلوا، لا يقوم بالتعامل مع البيانات التاريخية بصورة سليمة.

وبغض النظر عن حقيقة أن تلك النظرة المتدنية ليسوع لا يمكنها أن تفسر سبب موته على صليب كمجرم، فإننا عندما ننكر أن يسوع أطلق عليه المسيا بواسطة تلاميذه أو أنه قد أجرى المعجزات، فهذا معناه أننا نتجاهل المعلومات المؤكدة المتوفرة لدينا.

ملخص

   برهنّا في هذا الجزء على أن الفترة ما بين قيامة يسوع وكتابة الأناجيل يمكن أن توصف بأي شيء إلا بأنها كانت سباتاً. فقد انتشر الإنجيل وتكررت الروايات عن حياة يسوع وتعاليمه مئات بل آلاف المرات بواسطة شهود عيان من اهل الثقة. كما لاحظنا أيضاً ان الثقافة اليهودية في القرن الأول الميلادي كانت ثقافة حفظ وتلقين. وهذا الأمر، بالإضافة إلى شهادة شهود العيان وتأكيد الذاكرة في الجماعة وليس فقط في مجرد الافراد، يبرعن بقوة على أن التعليم الشفهي الذي يقف وراء الأناجيل المكتوبة كان مصدر معلومات ثابت ويعتمد عليه.

كما لاحظنا أيضاً أن تقدم تقييماً إيجابياً لا سلبياً، ةإلا لكان يسوع الذي يتم تصويره غريباً لم يتعلّم شيئاً من ثقافته كما لم يؤثر في أتباعه.

   وبعد أن قمنا بنقد مختلف المحاولات النقدية لإعادة اختلاق حياة يسوع، يتحدث سكوت ماكنايت عن السبب والنتيجة التاريخية فيقول: ’’إن خلافي الاساسي مع أي منها هو أنه لو كان يسوع مثل ما يحاولون اختلاقه لما صلب، ولما أشعل الجذوة التي أشعلها، ولما كان فد أوصى بالتبعية التي طلبها، ولما أوجد حركة لا تزال تهز العالم.‘‘25

   باختصار، فإنه من الصعب أن نتجنب النتيجة التي توصّل إليها جيمس دي جي دن بشأن التعليم الشفهي: ’’إن ما نواجهه اليوم في الاناجيل ليس هو الطبقة العليا (الطبقة الأخيرة) لسلسلة من الطبقات التي لا يمكن اختراقها، ولكنه التعليم الحي للمحفل المسيحي الذي يأخذنا بسرعة مدهشة إلى قلب الذكريات الأولى عن يسوع.‘‘26

 

1- كتاب روبرت دبليو فانك، وروي دبليو هوفر، وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع”،

The Five Gospels: The Search for the Authentic Words of Jesus

(New York: Macmillan, 1993، 29)

2- نفس المرجع، 31.

3- داريل إل بوك، The Words of Jesus in the Gospels: Live, Jive, or

Memores?

في كتابه: Jesus Under Fire

Modern Scholarship Reinvents the Historical Jesus، مايكل جي ويلكينز

وجي بر مورلاند (Grand Rapids: Zondervan,1995)، 91.

4- كذلك هنريك سكلير،#، في كتابTheologica; Dictionary of the New Testament تحرير، جيرهارد كيتل، ترجمة جيوفري دبليو بروميلي (Grand Rapids: Eerdmans, 1964) 335: 1، رغم أن سكلير قد قسمه إلى ثلاثة أقسام.

5- نفس المرجع، 338.

6- كتاب فانك وهوفر وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع”، The Five Gospels، 36. يتم استخدام ثلاثة تعريفات مختلفة في كتاب The Five Gospels، 36-37. فكانت جماعة “الدارسين لشخصية يسوع” تدلي بصوتها في إطار أقسام غير واضحة وغير منظمة إلى الحد الذي كانت فيه التعريفات تعني أشياء مختلفة. التعريفات الثلاثة للون الرمادي هي كالآتي: (1) “إنني لم أدرج هذا العنصر في البيانات الأساسية، ولكني يمكن أن أستفيد ببعض المحتوى في تحديد من كان يسوع”؛ (2) “إن يسوع لم يقل هذا، ولكن الأفكار المتضمنة فيه هي قريبة من أفكاره”؛ (3)”حسناً، ربما”. يبدو أن هذه ثلاثة تعريفات مختلفة للون “الرمادي”.

7- بخصوص نظام التصويت، تشير جماعة “الدارسين لشخصية يسوع” إلى أن “التصويت على اللون الأسود بالتحديد كان يمكن بسهولة أن يحبط نسبة متوسطة. ومع ذلك فإن هذا العيب يبدو متفقاً مع التشكك المنهجي الذي كان هو مبدأ عمل لجماعة “الدارسين لشخصية يسوع”: فعندما يكون هناك شك كاف، تخلّ عن الأمر كله” (كتاب فانك وهوفر وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع” ،The Five Gospels ، 37).

بالإضافة إلى العيب المعترف به هنا، يمكن أن نشير إلى أن واحداً على الأقل من جماعة “الدارسين لشخصية يسوع”، روبرت رايس، لم يكن يؤمن حتى بأن يسوع كان موجوداً على الإطلاق! وعلى الرغم من أنه لم يرد ذكره في قائمة العلماء الذين قاموا بالعمل في كتاب The Five Gospels في مجال أقوال وكلمات يسوع، إلا أن اسمه ذكر في مجلد لاحق، وهو:The  Act of Jesus

The Search for the Authentic Deeds of Jesus بقلم روبرت دبليو فانك وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع(1998 ، San Francisco: HarperSanFrancisci)، 540. إن المعاير، ونظام الألوان، والمنطق، مشابهة تماماً لذلك الموجود في المجلد الأول، فيما عدا اختلاف ملحوظ واحد: وهو أنه بدلاً من تعبير “هذا العيب”، يكتب “هذه السمة” (كتاب فانك وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع”، Acts of Jesus، 37). فهل هذا يعني أنه ليس عيباً أن يكون هناك عضواً تمتلئ جيوبه فقط بالخرزات السوداء؟

8- سي إف دي مول، The Son of Man: Some of the Facts ,New Testament Studies, 41 (1995): 278.

9- of Jesus in the Gospels، 91.

10- نفس المرجع.

11- نفس المرجع، 92. يميّز البعض المصادر المتعددة من الصياغات المتعددة، فيتعاملون مع كل منها على أنها مقياس منفصل (كذلك روبرت إتش ستين، “معايير الأصالة”، في Gospel Perspectives: Studies of History and Tradition in the Four Gospels أر تي فرانس وديفيد وينهام (Sheffield, England: JSOT 1980، 229: 1-33).

12- بوك، Words of Jesus in the Gospels، 92.

13- انظر النقاش في كتاب سكوت ماكنايت، ?Who Is Jisus

An Introduction to Jesus Studies في   66  Jesus Under Fire  (انطر المقالة كلها على الصفحات 51-72)

14- كتاب بوك Words of Jesus in the Gospels، 92.

15- نفس المرجع، 92-93.

16- كتاب فانك وهوفر وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع” ،The Five Gospels

17- كدليل على هذا، يمكن للمرء أن يلجأ إلى العديد من التعليقات على هذا النص في كتابات آباء الكنيسة. فقد جاهدوا لكي يفهموا كيف يمكن للشخص الذي هو “إله – إنسان”، أن تكون له معرفة محدودة بالمستقبل.

18- كتاب فانك وهوفر وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع” ،The Five Gospels 114.

19- كتاب إي سي بي كرانفيلد، The Gospel According to Saint Mark 1959)، Cambridge: Canbridge University Press)، 17.

20- تقول جوزيفاس في (219# 15، 8 ،4 Antiquites) أن النساء كنّ غير مؤهلات بسبب طبيعتهن الفكرية “الباطلة والمندفعة”. فيقال في 9-6، 1 mKet؛ سفر التثنية 190؛ 21a ,4, 6  ySot أن شهادة مائة امرأة لم تكن تساوي أكثر من شهادة رجل واحد. وكتاب تاليلان، Jewish Women in Greco-Roman Palestine:

An Inquiry into Image and Status (1995 Tubinge: Mohr)، 163-166  يلخص بحثها بخصوص هذا الأمر: “يمكننا أن نستنتج أن القانون المحدد الذي كان يعتبر النساء غير مؤهلات كشاهدات تمت صياغته كمبدأ halakhic عام، تماماً كما في الأمور الأخرى مثل العقوبات، إلا أن العديد من الاستثناءات نشأت من التقليد و الممارسة الفعلية.

فأثناء المحاكمات العادية في المحكمة، لم تكن تطلب شهادة النساء، وكانت في الحقيقة يتم تجنبها كلما أمكن لأنه “لم يكن هناك رجل يريد من زوجته أن تقلل من شأن نفسها في المحكمة” (bKet. 74b)، ولكن الشهادة التي لم يكن من الممكن الحصول عليها إلا بشهادة النساء، كان يتم قبلها على أية حال”. (نفس المرجع، 165).

21- تضع جماعة “الدارسين لشخصية يسوع” “Jesus Seminar” التصريحات الخاصة بمعمودية يسوع بأحرف حمراء في كتاب The Acts of Jesus.

22- كتاب فانك وهوفر وجماعة “الدارسين لشخصية يسوع”،The Five Gospels 5.

23- نفس المرجع.

24- لكن انظر كتاب بول بارنيت The Birth of Chrisitianity: The First Twenty Years (Grand Rapids: Eerdmans, 2005)، 57. فهو يشير إلى التداخلات بين شخصية بولس وشخصية يسوع.

25- كتاب ماكنايت ?Who Is Jisus 61.

26- كتاب جيمس دي جي دن Jesus Remembered (Grand Rapids: Eerdmans, 2003) ،  254.

الأسس العلمية لتحديد أقوال الرب يسوع في الكتاب المقدس – دفاعيات