أبحاث

تطابق إنجيل يهوذا مع فكر جماعة السيزيان والفكر الغنوسي بصفة عامة – القمص عبد المسيح بسيط

تطابق إنجيل يهوذا مع فكر جماعة السيزيان والفكر الغنوسي بصفة عامة – القمص عبد المسيح بسيط

تطابق إنجيل يهوذا مع فكر جماعة السيزيان والفكر الغنوسي بصفة عامة - القمص عبد المسيح بسيط
تطابق إنجيل يهوذا مع فكر جماعة السيزيان والفكر الغنوسي بصفة عامة – القمص عبد المسيح بسيط

تطابق إنجيل يهوذا مع فكر جماعة السيزيان والفكر الغنوسي بصفة عامة – القمص عبد المسيح بسيط

بعد قراءة ما بيناه أعلاه وعند النظرة الأولى لما جاء في إنجيل يهوذا المنحول يتضح لنا على الفور فكره الأسطوري الخرافي الذي يعبر عن فكر هذه الجماعات الغنوسية الهرطوقية، حيث يقول:

(أ) في تعليم يسوع ليهوذا عن الكون والروح والمولود الذاتي:

قال يسوع: ” [تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط، لأنه يوجد عالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده جيل من الملائكة قط [ الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي “.

الذي لم تره عين ملاك قط.

ولم يدركه فكر قلب قط.

ولم يدع بأي اسم قط.

” وظهرت سحابة منيرة هناك، فقال: ” ليأت ملاك إلى الوجود في حضوري “.

” وانبثق من السحابة ملاك عظيم، الروح الإلهي المنير المولود الذاتي. وبسببه، جاء إلى الوجود أربع ملائكة أخري من سحابة أخرى. وصاروا حاضرين للمولود الذاتي الملائكي. فقال المولود الذاتي: ليأت [… ] إلى الوجود [… ]، وجاء إلى الوجود [… ]. و [خلق] هو المنير الأول ليحكم عليه. وقال ” ليأت ملائكة إلى الوجود لتخدم[ه]، وجاء إلى الوجود ربوات لا تعد. وقال هو ليأت أيون منير إلى الوجود، وجاء (الأيون المنير) إلى الوجود. وخلق المنير الثاني ليحكم عليه، ليقدم خدمة مع ربوات الملائكة غير المحصاة. وهكذا خلق بقية الأيونات المنيرة. وجعلهم يحكمون عليهم. وخلق لهم ربوات من الملائكة بلا عدد لتساعدهم.

(ب) آداماس والمنيرون:

” وكان آداماس في السحابة المنيرة الأولى التي لم يرها ملاك قط بين كل أولئك الذين يدعون ” إله “. هو [… ] الذي [… ] الصورة [… ] وعلى صورة [هذا] الملاك. وعمل [الجيل] الغير فاسد لشيث يظهر [… ] الأثنا عشر [… ] الأربعة وعشرون [… ]. وعمل اثنان وسبعون منيراً يظهرون في الجيل غير الفاسد بحسب إرادة الروح. والاثنان وسبعون منيراً أنفسهم عملوا ثلاثمائة وستون منيراً ظهروا في الجيل الغير الفاسد، بحسب إرادة الروح، وأن عددهم يجب أن يكون خمسة لكل منهم.

ويشكل الأثنا عشر أيوناً والداً للأثنى عشر منيراً، مع ست سموات لكل أيون، لدرجة أنه يوجد اثنان وسبعون سماء لأثنين وسبعين منيراً، ولكل منها سبع طبقات من الجلد [بأجمالي] ثلاثمائة وستين [جلد … ]. وهناك أعطيت سلطة وجمهور [عظيم] من الملائكة [بلا عدد] للمجد والتوقير، [وبعد ذلك أيضاً] أرواح عذراء، لمجد [وتوقير] كل الأيونات والسموات وجلدها.

(ج) العالم والفوضى والعالم السفلي:

“وجموع هؤلاء الفانين تدعى العالم – هذا هو الهلاك الروحي – بواسطة الآب والاثنين والسبعين منيراً الذين مع المولود الذاتي وأيوناته الاثنين والسبعين. وفيه ظهر الإنسان الأول بقواته غير الفاسدة. والأيون الذي ظهر مع جيله، الأيون الذي فيه سحابة المعرفة والملاك، يدعي إيل [… ] أيون [… ] بعد ذلك[… ] قال: ” ليأت اثنا عشر ملاكاً إلى الوجود ليحكموا على الفوضى [والعالم السفلي] “. وأنظر: ” من السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو ” نبرو – Nebro” الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون ” يالدابوث – Yaldabaoth” وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس (Skalas)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة – وأيضاً سكالاس (Skalas) – ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكاً في السموات, وكل واحد منهم تسلم نصيباً في السموات.

(د) الحكام والملائكة:

” وتكلم الأثنا عشر حاكماً مع الاثني عشر ملاكاً:دع كل منكم [… ] ودعهم [… ] جيل [سطر واحد مفقود … ] ملائكة “.

الأول هو شيث, الذي يدعى المسيح. 

و[الثاني] هو هارماثوث Harmathoth, الذي هو [… ].

و[الثالث] هو جليلا Galila.

والرابع هو يوبيل Yobel.

والخامس هو آدونايوس Adonaios.

وهؤلاء الخمسة هم الذين يحكمون على العالم الأسفل، وأول الكل على الفوضى.

(ر) خلق البشرية:

وبعدها قال سكالاس (Skalas) لملائكته: لنخلق كائناً بشرياً على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي ” Zoe- الحياة “. لأنه بهذا الاسم تبحث كل الأجيال عن الإنسان, وكل منهم يدعو المرأة بهذه الأسماء, والآن لم يأمر [… ] سكالاس (Skalas) … وقال [الحاكم] لآدم: ” سوف تعيش طويلاً مع أطفالك “.

وهنا يستخدم الكاتب الغنوسي للإنجيل المنحول معظم الأفكار التي وردت في الأسطورة الغنوسية بشكل عام، وأسطورة جماعة السيزيان بشكل خاص، ونلحظ هنا بصورة واضحة الحديث عن باربيلو Barbelo الذي يمثل في الفكر الغنوسي الانبثاق الأول من الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وغير المرئي في روايات الخلق، خاصة الخاصة بجماعة الشيثيين، السيزيان Sethians. هذا الباربيلو يوصف بالإله المخنث أو المزدوج الجنس والإنسان الأول، ويوصف في كتاب ” يوحنا الأبوكريفي ” الغنوسي بقوله: ” هذا هو الفكر الأول، صورته، صارت رحم كل شيء، لأنها هي التي تسبقهم جميعاً، الأم – الأب، الرجل الأول (أنثروبوس – Anthropos – الإنسان)، الروح القدس، المذكر الثلاثي، القوي الثلاثي، ذو الاسم الثلاثي المخنث، والأيون الأبدي بين غير المرئيين، والأول الذي أتي “.

كما يتكلم الكتاب عن الأيونات والتي هي سلسلة لا تحصى من الانبثاقات المختلفة التي انبثقت من الإله غير المدرك أو الروح العظيم أو الأيون الكامل أو بيثوس Bythos، العمق، والبرو أرشي، أي الموجود قبل البدء.

ويصور آدم أو آداماس كمخلوق ليس من الله بل عن طريق الملائكة، وخاصة سكالاس وعن بقية الملائكة التي خلقت العالم ويذكر أسماء ” نبرو – Nebro” الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون ” يالدابوث – Yaldabaoth”، وسكالاس (Skalas)، الشرير الخالق الذي خلق آدم والبشرية: ” وبعدها قال سكالاس (Skalas) لملائكته: لنخلق كائناً بشرياً على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي ” Zoe- الحياة “. ويعني اسم ” سكالاس ” الأحمق ” وهو اسم غنوسي كما يقول العالم الألماني كالوس سكلنج Klaus Schilling ” والشيطان مدعو أيضاً Saclas (أحمق) مصطلح يوجد غالباً في الأدب الغنوسي للديميورج (الصانع)، إله العهد القديم “.

تطابق إنجيل يهوذا مع فكر جماعة السيزيان والفكر الغنوسي بصفة عامة – القمص عبد المسيح بسيط