أبحاث

برهان المعلومات الحيوية – تحدي الـ DNA جـ1

برهان المعلومات الحيوية - تحدي الـ DNA جـ1

برهان المعلومات الحيوية – تحدي الـ DNA جـ1

برهان المعلومات الحيوية - تحدي الـ DNA جـ1
برهان المعلومات الحيوية – تحدي الـ DNA جـ1

برهان المعلومات الحيوية – تحدي الـ DNA جـ1

 وأصل الحياة

يحتوي الـ DNA البشري على معلومات أكثر تنظيماً من دائرة المعارف البريطانية. وإذا كان ممكناً للنص الكامل لدائرة المعارف أن يصل إلى نظام شفرة الكمبيوتر من الفضاء الخارجي، فإن معظم الناس سوف يعتبرون ذلك أنه برهان على وجود ذكاء أرضي فائق. ولكن عندما يُرى في الطبيعة فيفسرونه على أنه من صنع قوى عشوائية.

جورج سم جونسون[1]

قال أينشتين: “إن الله لا يلعب النرد (الطاولة)” وقد كان محقاً في ذلك. إن الله يلعب اسكرابيل (لعبة تشكيل الكلمات).

فيليب جولد [2]

في عام 1953، عندما أخبر تشنج فرانسيز زوجته أودل أنه وأحد زملائه اكتشفا سر الحياة – التركيبة الكيميائية للحامض النووي DNA، حيث توجد التعليمات لبناء البروتينات بشفرة معينة – لم تصدقه. وبعد عدة سنوات اعترفت لزوجها قائلة: “كنت دائماً تعود للمنزل وتقول أشياء كهذه، ولهذا فكان أمراً طبيعياً ألا أفكر فيها”[3].

هذه المرة، لم يكن مبالغاً. فقد حاز هو وجيمس دي. واتسون على جائزة نوبل لاكتشافهما الحلزون المزدوج الشهير الآن بالحامض الريبوسي النووي الناقص الأوكسجين، والذي هو مخزن “اللغة الحياة”.

ولأكثر من 50 عاماً. بينما كان العلماء يدرسون الستة أقدام من الحامض النووي DNA الذي يلف بإحكام داخل كل خلية في أجسادنا والتي يبلغ عددها ماية تريليون خلية، تعجبوا من كيفية إمدادها للمعلومات الوراثية اللازمة لخلق كل البروتين الذي يبني أجسادنا. وفي الحقيقة فإن كل واحدة من 30,000 جين المطمورة في 32 زوج من الكروموسومات تستطيع إنتاج حوالي 20,500 أنواع مختلفة من البروتينات[4].

إن القدرة المذهلة للـDNA    الميكروسكوبي لإيواء هذا الجيل من المعلومات، والذي يرمز إليه بأربعة حروف من الرموز الكيميائية “يفوق بكثير أي نظام آخر معروف”، هكذا قال عالم الجينات مايكل دينتون.

وفي الحقيقة، قال إن المعلومات اللازمة لبناء البروتين لكل أنواع الكائنات الحية التي وجدت – وقد قدر عددها بألف مليون – “يمكن وضعها في ملعقة شاي وسيظل هناك مكان لكل المعلومات الموجودة في كل الكتب التي كُتبت”[5].

إن الـ DNA هو بمثابة مخزن المعلومات لعمليات تصنيع دقيقة والذي فيه ترتبط معاً الأحماض الأمينية بالروابط الصحيحة والتتابع الصحيح لكي تنتج الأنواع الصحيحة من البروتينات والتي تلف بالطريقة الصحيحة لكي تبني الأنظمة البيولوجية. والفيلم الوثائقي “فتح أسرار الحياة” الذي عرض في العديد من المحطات التلفزيونية PBS، يصف هذه العملية الضخمة بهذه الطريقة:

في عملية تُسمى بالنسخ، تبدأ الأدلة الجزيئية بحل او فك قسم من الحامض النووي DNA لعرض التعليمات الجينية الضرورية لتجميع جزيء معين من البروتين. وآلة أخرى تصور أن تنسخ هذه التعليمات لتكون جزيء يعرف بالرسول RNA. وعندما تكتمل عملية النسخ يحمل RNA المعلومات الجينية خارج نواة الخلية. ويتوجه الرسول RNA لمصنع الجزيئات المكون من جزأين ويدعى ribosome والذي بداخله يبنى خط تجميع الجزيئات مسلسلة متتابعة معينة من الأحماض الأمينية. وترسل هذه الأحماض الأمينية من أجزاء أخرى من الخلية وترتبط في شكل سلاسل طولها مئات الوحدات. ويقرر ترتيبها التتابعي نوع البروتين المصنع. وعندما تنتهي هذه السلسلة، تُنقل من ribosome لآلة تشبه البرميل والتي تساعد على لفها في شكل محدد مهم لتأدية عملها. وبعدها تندمج السلسلة في البروتين تنطلق وترعاها آلة جزيء أخرى للمكان الذي تحتاجها[6].

إن هذا الأسلوب “المرعب للذهن” والذي قاد أستاذ الأحياء دين كينون ليك يُنكر النتائج التي توصل إليها في كتابه عن الأصل الكيميائي للحياة ويستنتج بدلاً من ذلك بأنه لا شيء ينقصه عنصر الذكاء يستطيع أن يخلق هذا الجهاز المعقد للخلية”. وهذا المجال الجديد لجزيئات الجينات حيث يمكننا أن نرى أعظم دليل قوي على الأرض”. هكذا قال[7].

ويبدو أن هذا يطابق ما أعلنه العلماء أنهم أخيراً وضعوا خريطة لثلاثة بلايين شفرة للجينوم البشري – إنه موضوع شغل 75,490 صفحة في مجلة النيويورك تايمز وهذا ما تزخر به المراجع الإلهية. وقال الرئيس كلينيون “إن العلماء يتعلمون اللغة التي خلق الله بها الحياة”. وقال عالم الجينات فرانسيس أي. كولينز، رئيس مشروع الجينات البشرية، إن الحامض النووي DNA” هو كتاب تعليماتنا وهو معروف مُسبقاً لدى الله وحده”[8].

هل مثل هذا السجود العام للخالق هو مجرد تقليد اجتماعي مهذب يُقصد به احناء الرأس في أدب في بلد كان يسوده الإلحاد؟ هل كمية المعلومات الكبيرة الموجودة في الحامض النووي DNA تبرر النتيجة التي توصلوا إليها من أن مصمم ماهر وذكي غرس المواد الجينية وتعليمات بنائها للبروتين؟ هل هناك أية عمليات طبيعية تفسر ظهور المعلومات البيولوجية في الخلايا الأولية؟

أنا أعلم أين أذهب لكي أحصل على الإجابات. واحد من الخبراء القادرة في قضايا أصل الحياة والذي كتب باستفاضة عن مدلولات المعلومات في الحمض النووي DNA، يسكن في ولاية واشنطن. قد ناقشنا معاً التداخل بين العلم والإيمان في الفصل الرابع من هذا الكتاب، والآن لقد حان الوقت لكي أجلس معه مرة أخرى، وفي هذه المرة في معهد الاكتشافات في وسط مدينة سياتل.

المقابلة السابعة: ستيفن سي. مير – دكتوراه

منذ مناقشتنا الأخيرة انتقل الفيلسوف والعالم ستيفن مير وزوجته وثلاثة أولاد إلى ضواحي سياتل حتى يتمكن من التركيز على دوره كمدير لأحد المعاهد العلمية والثقافية[9]. وقد حصل مير على الدكتوراه من جامعة كمبريدج، حيث حلل قضايا علمية ومنهجية في أصل الحياة البيولوجية. ولكي يحصل على درجة الماجستير من كمبريدج أيضاً، درس تاريخ الجزيئات الحيوية ونظرية التطور.

كتب عن الـ DNA ومشكلة الحياة المعلومات الحيوية Debating Design، نشرته جامعة كامبردج؛ Darwinism, Design, and Public Education نشر بمطبعة جامعة ولاية ميتشجان؛ Science and Evidence for Design in the UniverseSigns of Intel Ligence؛ Mere Creation. وينهي مؤخراً كتاب اسمه DNA by Design: The Signature in the Cell الذي يتوسع أكثر، بتحليله للمعلومات الحيوية.

اجتمعنا معاً في يوم غير عادي من أيام الصيف، وتناولنا طعام الغذاء في إحدى المطاعم الآسيوية، ثم ذهبنا إلى مكتبه بمعهد Discovery Institute. وجهزنا أنفسنا للمناقشة.

لقد كان واضحاً بأن مير يحب الأخذ والعطاء في المقابلات. ولو أن مير نموذجياً أكثر أستاذية من مشاكس، وهو لا يبتعد أبداً عن الأسئلة الصعبة أو حتى النقاش المحتد وبشكل بلاغي مع الدارونيين المتحمسين.

في الواقع، لقد استعرت تسجيل لشريط فيديو لمناظرة بين مير وعالم إنسانيات ملحد، وكان موضوع المناظرة شرعية نظريات التصميم الذكي، وأتذكر تصرف مير الحاذق حيث كان يتقدم بقوة لتفكيك قضية الأستاذ، ثم يرتد في الوقت ذاته. لربما مرجع ذلك لسنوات عمره الأولى حين كان يتدرب على الملاكمة، حيث تعلم كيفية التغلب على الخوف من تلقي لكم من خصمه ليركز على نقاط ضعف خصمه.

وبالنسبة لي، كان كل هدفي في هذه المقابلة البحث عن إجابات مباشرة عن قضية أربكت العلماء الذين يبحثون عن أصل الحياة طوال الخمسة عقود الأخيرة. بالرغم من أن أكثر الدارونيين يعترفون بأنهم صدموا من الاستفسار عن كيف وُجدت الحياة والـ DNA[10]، ولم يقبلوا استنتاجات مير في هذا الموضوع. ولم يهمني هذا الأمر، وكان مقياس سهلاً: ما هو أقصى معنى يمكننا الحصول عليه من منظور علمي بحت؟

مناقشة حلة الـ DNA والتصميم

بدأت المناقشة مع مير بقراءة اقتباس قرأته أثناء بحثي وسجلته في ملاحظاتي. قلت له: “طبقاً لما قال بريند أولاف كيبيرس، مؤلف كتاب “معلومات عن أصل الحياة” يقول: “إن المشكلة في موضوع أصل الحياة تساوي مشكلة أصل الملومات البيولوجية”[11]. هل توافق على هذا القول؟”

أجاب مير: “نعم بكل تأكيد. فعندما أسأل تلاميذي ماذا يحتاجون حتى يجعلوا أجهزة الكمبيوتر تؤدي وظيفة جديدة، فأجابوا: “عليك أن تدخل فيه شفرة جديدة”. وهو نفس المبدأ فيما يخص الكائنات الحية”.

“إذا أردت لأي كائن حي أن يكتسب وظيفة أو تركيبة جديدة، عليك أن تمده بمعلومات في مكان ما في الخلية. إنك تحتاج إلى تعليمات عن كيفية بناء المكونات الهامة للخلية وهي في معظمها بروتينات. ونحن نعلم أن الحامض النووي هو المخزن للشفرة الرقمية التي تحوي على التعليمات التي تبلغ آلة الخلية بكيفية بناء البروتينات. وأدرك كيبيرس بأن هذه عقبة هامة في تفسير كيف بدأت الحياة: من أين تأتي هذه المعلومات الجينية؟”

“تخيل أنك تعمل حساء من وصفة معينة. يمكن أن تكون لديك كل المكونات، ولكن إن لم تعرف الكميات المناسبة، أو ما هو الشيء الذي يجب أن تضيفه، أو مدى الوقت الذي تأخذه لطهيها، فلا يمكنك أن تحصل على حساء جيد”.

“حسناً، كثير من الناس يتحدثون عن “الحساء الذي يسبق الكائن الحي – المواد الكيميائية التي وجدت على الأرض في بدايتها الأولى قبل وجود الحياة. حتى وإن كانت لديك المواد الكيميائية الصحيحة لخلق خلية حية، فسوف تحتاج إلى معلومات عن كيفية تنظيمها بطريقة محددة لكي تقوم بوظائف بيولوجية. ومنذ الخمسينات والستينات أدرك البيولوجيون (علماء الأحياء) أن الوظائف الهامة للخلية يؤديها البروتين الذي هو نتاج تجميع التعليمات المخزونة في الحامض النووي DNA.

قلت له: “دعنا إذاً نتحدث عن الحامض النووي DNA. وقد كتبت شيئاً عن تصميم الحامض النووي. ماذا تقصد بذلك؟”

قال: “أقصد أن أصل المعلومات في الحامض النووي – الذي هو ضروري لكي تبدأ الحياة – يمكن تفسيره بطريقة أفضل بسبب ذكي أفضل من الأسباب الطبيعية التي يصرح بها العلماء ليفسروا الظواهر البيولوجية”.

سألته: “عندما تتحدث عن المعلومات في الحامض النووي فماذا تقصد؟”

قال: “نحن نعلم من خبرتنا أننا يمكن أن ننقل المعلومات باستخدام ستة وعشرون حرفاً للحروف الأبجدية أو 22 أو 30 أو حتى حرفين مثل صفر أو ما يستخدم الشفرة الثنائية في جهاز الكمبيوتر وإحدى الاكتشافات غير العادية في القرن العشرين هو ذلك الحامض النووي DNA الذي يخزن المعلومات – التعليمات المفصلة لتجميع البروتينات – في صورة شفرة رقمية ذات أربعة صفات”.

“والصفات هي مواد كيميائية تسمى adenine وguanine وCytosine وthymine. ويرمز إليهم العلماء بالحروف A, G, C, T وهذا أمر مناسب لأنهم يعملوا مثل الحروف الأبجدية في النص الجيني. وترتيب هذه الأربعة “أسس” بحسب تسميتهم، سوف يعطي تعليمات للخلية لكي تبنى سياقاً مختلفاً من الأحماض الأمينية، وهي التي تبني البروتينات. والترتيبات المختلفة للصفات تعطي سياقاً وتسلسلاً مختلفاً للأحماض الأمينية”.

وهنا أصر مير أن يريني وسيلة توضيحية يستخدمها غالباً مع طلبته بالكلية. وإذ وصل إلى درج المكتب بعض الفقاعات البلاستيكية من النوع الذي يلعب به الأطفال. وقال بنوع من الهزل: “إنه مكتوب على هذه العلبة أنها علبة تناسب الأطفال ما بين سنتين وأربع سنوات، إنها كيمياء متقدمة”.

وأمسك بيده بعض الفقاعات ذات اللون البرتقالي والأخضر والأزرق والأحمر ولها أشكال مختلفة. وقال وهو يضع هذه الفقاعات بجوار بعضها على خط واحد: “هذه تمثل تركيبة البروتين. وأساساً، فإن هذا البروتين هو صف منظم من الأحماض الأمينية. وبسبب القوة بين الأحماض الأمينية يطوي في أشكال ذات ثلاثة أبعاد وهي غريبة الشكل وتشبه أسنان المفتاح، ولها مفتاح يناسب الجزيئات الأخرى في الخلية. وغالباً ما تُحفر هذه البروتينات التفاعلات، أو قد تكون جزيئات تركيبة أو روابط أو أجزاء من آلات الجزيئات التي كتب عنها مايكل بيه. وهذه الأشكال المحددة ذات الثلاثة أبعاد والتي تسمح للبروتينات أن تؤدي عملاً مشتقة مباشرة من تسلسل الأحماض الأمينية ذات البعد الواحد”.

ثم قام مير بجذب بعض الفقاعات البلاستيكية وأعاد ترتيبها وقال: “إذا غيرت أماكن فقاعة (خرزة) حمراء وأخرى زرقاء، فأنا بذلك أعمل تركيبة مختلفة للتفاعلات القوية وسيتكون بروتين بطريقة مختلفة تماماً. ولهذا فإن تسلسل الأحماض الأمينية هو ضروري حتى نحصل على سلسلة طويلة لتتشكل بطريقة مناسبة مكونة بروتين يؤدي وظيفته. والتتابع الخاطئ لا يعطي القدرة للأحماض الأمينية أن تؤدي وظيفتها”.

“وبالطبع فإن البروتينات هي مفتاح الجزيئات العاملة في الخلية، ولا يمكن وجود حياة بدونها. من أين أتت تلك البروتينات؟ حسناً، إن هذا السؤال يفرض قضية أعمق، ما هو مصدر التعليمات المجمعة في الحامض النووي DNA المسؤولة عن الأحماض الأمينية ذات البعد الواحد والتي تخلق الأشكال ذات الأبعاد الثلاثة للبروتينات؟ وإن الصفات العاملة في البروتينات مشتقة من المعلومات المخزونة في جزيء الحامض النووي”.

مكتبة الحياة

انبهرت كثيراً بالعملية التي وصفها مير فقلت له مستخدماً تشبيهاً كنت قد سمعته مرات عديدة من قبل “إن ما قلته هو أن الحامض النووي يشبه الرسم البياني لكيفية بناء البروتينات”.

تردد مير وقال: “في الواقع أنا لا أحب تشبيه الرسم البياني. ومن المحتمل أن يكون هناك مصادر أخرى للمعلومات في الخلية والكائنات الحية. ورغم أهمية السائل المنوي فهو لا يبني كل شيء. إنه يبني بروتين الجزيئات ولكنها مجرد وحدات بديلة لتركيبات ضخمة حتى أنها منظمة بحسب معلومات معينة”.

سألته: “ما هو التشبيه الأفضل من ذلك؟”

قال: “إن الحامض النووي يشبه المكتبة إلى حد كبير. والكائن الحي يسمح بدخول المعلومات التي يحتاجها من الحامض النووي حتى يمكنه بناء بعض مكوناته الأساسية. وتشبيه المكتبة أفضل لأنه يتبه الترتيب الأبجدي. ففي الحامض النووي توجد خطوط طويلة من A, C, G, T المرتبة بدقة لكي تخلق تركيبة البروتين وتشكيله. ولكي تبني بروتيناً واحداً فأنت بحاجة إلى ما بين 1200 – 2000 حرف أو أساس، والتي هي عبارة عن قدر كبير من المعلومات”.

قلت له: “هذا يثير سؤالاً للمرة الثانية عن أصل هذه المعلومات”.

فقال: “إنه ليس مجرد سؤال يثار. إن هذه القضية تسببت في انهيار كل التفسيرات الطبيعية عن أصل الحياة، لأنه السؤال المحرج والأساسي. وإن لم تتمكن من توضيح من أين جاءت تلك المعلومات، فأنت بذلك لم تفسر الحياة لأن المعلومات هي التي تجعل الجزيئات تؤدي وظيفتها بطريقة فعلية”.

سألته: “بماذا يخبرك وجود المعلومات؟”

قال: “أعتقد أن وجود المعلومات في الخلية يُفسر بطريقة أفضل بواسطة نشاط قوة ذكية. قال بيل جيتس “إن الحامض النووي يشبه برنامج حاسوب (السوفت وير) وهو أكثر تعقيداً من أي شيء قمنا باختراعه حتى الآن”. وهذا أمر مثير للغاية لأننا نعلم أنه في شركة ميكروسوفت يستخدم حيس مبرمجين أذكياء لإنتاج البرمجيات. وقد قال هنري كواسلير صاحب نظرية المعلومات في عام 1960 “إن خلق معلومات جديدة مرتبط بحكم العادة بالنشاط الواعي”[12].

قلت له: “ولكننا نتحدث عن شيء – أصل المعلومات والحياة – حدث منذ فترة طويلة. كيف يمكن للعلماء أن يُعيدوا بناء ما حدث في الماضي البعيد؟”

قال مير: “باستخدام مبدأ علمي للتفكير يسمى uniformitarian. وهذه هي الفكرة بأن معلوماتنا الحالية عن العلاقات بين السبب والأثر يجب أن تقود إعادة بنائنا لما تسبب في إثارة شيء في الماضي”.

قلت له: “مثلاً، دعنا نقول إنك وجدت نوعاً معيناً من علامات التموج محفوظة منذ عصور قديمة في طبقات رسوبية. ودعنا نقول أيضاً أنك رأيت نفس هذا النوع من التموج مكوناً في قاع بحيرات تبخر ماؤها. يمكنك عندئذ أن تستنتج مستخدماً منطق uniformitarian أن علامات التموج في الطبقات الرسوبية نتجت عن عمليات مشابهة”.

“لذا دعنا نعود إلى الحامض النووي. حتى أبسط خلية ندرسها اليوم أو نجد دليلاً عنها في سجل حفريات، تحتاج إلى معلومات مخزنة في الحامض النووي أو حامل معلومات آخر. ونحن من خبرتنا أن المعلومات مرتبطة بفعل العادة بالنشاط الواعي. وباستخدامنا لمنطق uniformitarian يمكننا أن نعيد بناء السبب لتلك المعلومات القديمة في الخلية الأولى كمنتج للذكاء”.

قلت لـ مير: “رغم كل ذلك فهناك تحذير”.

فسأل: “أي تحذير هذا؟”

قلت له: “كل هذا صحيح – إذا لم تتمكن من إيجاد تفسير أفضل”.

قال: “نعم بالطبع. يجب أن تستبعد الأسباب الأخرى لنفس الأثر. فالعلماء المشغولون بالبحث عن أصل الحياة نظروا إلى إمكانيات أخرى لفترات طويلة، وبصراحة لم يتوصلوا لشيء”.

وقبل أن نستمر في مناقشاتنا، كنت بحاجة لأن أرضي نفسي بأن السيناريوهات الأخرى الممكنة ينقصها نظرية التصميم الذكي.

الحساء المفقـود

في العام 1871 كتب تشارلز داروين خطاباً قال فيه إنه من الممكن أن تكون الحياة قد نشأت عندما “تكوّن كيميائياً بروتين مركب” في بقعة دافئة صغيرة بكل أنواع الأمونيا والأملاح الفوسفورية والضوء والحرارة والكهرباء… إلخ[13] ومنذ بضعة سنوات لخص أحد العلماء النظرية الأساسية بالطريقة الآتية:

من المفترض أن تكون المرحلة الأولى في الطريق إلى الحياة تكون قد نشأت بعمليات كيميائية حساسة وبحتة ظهرت على سطح الأرض المبكرة، وبها كل المركبات العضوية الأساسية والضرورية لتكوين خلية حية. ومن المفترض أن تكون قد تراكمت في المحيطات البدائية مكونة مرق الحساء المغذي والذي يسمى “الحساء الحيوي (خاص بالكائنات الحية)” وفي بعض البيئات المعينة والمتخصصة تجمعت هذه المركبات العضوية وكونت جزيئات ضخمة وبروتينات وأحماض نووية. وأخيراً على ملايين السنين ظهر تجمع لهذه الجزيئات الضخمة التي تجمعت بخاصية التكاثر الذاتي. ثم بعد ذلك هو مدفوعة بالاصطفاء الطبيعي وهي أكثر كفاءة وتعقيداً وأنظمة التكاثر الذاتي للجزيئات تطورت إلى أن ظهر أخيراً أبسط نظام للخلية[14].

قلت له: “إنني أسمع علماء يتحدثون بكثرة عن هذا “الحساء الحيوي”. كم عدد الأدلة التي تقول إنه موجود فعلاً؟”

أجاب: “إنه موضوع شيق للغاية. والإجابة أنه لا يوجد أي دليل على هذا”.

سألته: “ماذا تقصد؟”

قال: “إذا كان هذا الحساء الحيوي موجوداً لكان غنياً بالأحماض الأمينية. ولكان يوجد الكثير من النتروجين، لأن الأحماض الأمينية نتروجينية. ولهذا فعندما نفحص الطبقات الأولى للأرض، سنجد رواسب ضخمة لمعادن غنية بالنيتروجين”.

سألته: “وماذا وجد العلماء؟”

قال: “هذه الرواسب لم يحدد مكانها. وقد كتب جيم بروكس في عام 1985 “إن محتويات المواد العضوية الأولية منخفضة نسبياً وهي فقط 0,015٪ وقال في كتابه “أصول الحياة” مما تقدم يمكننا أن نتأكد من عدم وجود كميات مادية من “الحساء الأولي” على الأرض عندما تكونت أقدم طبقات الدهر القديم، ولو كان مثل هذا الحساء موجوداً لكان ذلك لفترة محدودة من الزمن”[15].

سألته: “ألا تعتقد بأن هذا أمر مدهش، لأن العلماء يتحدثون بطريقة روتينية عن “الحساء الحيوي” كما لو كان موجوداً فعلاً؟”

فأجاب: “نعم إنه لأمر مدهش، وقد علق دينتون على هذا الأمر في كتابه “التطور: نظرية في أزمة” عندما قال: “عندما نفكر في الطريقة التي يُشار فيه إلى الحساء الحيوي في مناقشات عددية عن أصل الحياة كحقيقة قائمة، فإنك تشعر بصدمة عندما تدرك إنه ليس هناك على الإطلاق أي دليل إيجابي على وجودها”[16]. وحتى إن افترضنا وجود الحساء الحيوي ستكون هناك مشاكل خطيرة مع التفاعلات المتضاربة”.

“ماذا تقصد بذلك؟”

“لنأخذ تجربة ستانلي ميلير عن أصل الحياة منذ خمسين عاماً، عندما حاول إعادة خلق الجو السائد في الأرض وأضاءها بالكهرباء, تمكن من خلق اثنين أو ثلاثة من البروتينات المكونة للأحماض الأمينية من مجموع الاثنين والعشرين الموجودة”.

قاطعت مير لأعطيه الفرصة لأن يعرف أن عالم الأحياء جوناثان ويلز كان قد أخبرني فعلاً كيف استخدمت تجربة ميلر غلافاً جوياً والذي يعرف العلماء الآن أنه غير حقيقي، وأن استخدام البيئة الصحيحة لا يعطي أية أحماض أمينية لها علاقة بعلم الأحياء.

وواصل مير كلامه قائلاً: “هذا صحيح. ومع ذلك، فما هو مشوق أيضاً أن الأحماض الأمينية التي اكتشفها ميلر تفاعلت بسرعة جداً مع المواد الكيميائية الأخرى الموجودة بالغرفة ونتج عنها رواسب بنية اللون غير صديقة للحياة على الإطلاق. وهذا ما كنت أقصده بالتفاعلات المضادة، وحتى وإن كانت الأحماض الأمينية موجودة في الحساء الحيوي لكانت قد تفاعلت مع المواد الكيميائية الأخرى. ولكان هذا حاجزاً هائلاً لتكوين الحياة. والطريقة التي تعامل بها العلماء الذين يبحثون عن أصل الحياة في تجاربهم كانوا يقصدون إزالة المواد الكيميائية الأخرى ولديهم الأمل في أن المزيد من التفاعلات قد تصل بتجاربهم في اتجاه صديق للحياة”.

“ولهذا فبدلاً من تقليد العمليات الطبيعية، تدخلوا لكي يحصلوا على الناتج الذي يريدونه. وهذا هو التصميم الذكي”.

وبدون أدنى شك، فإن العقبات لتكوين الحياة على الأرض الأولى لا بد وأنه كان أمراً مرعباً للغاية، حتى وإن كان العالم تتقاذفه الأمواج مع محيط من المواد الحيوية التي تشكل منها مواد أخرى. وما زلنا نسأل، هل هناك أي طريق طبيعي معقول للحياة؟ ومثل أي بوليس سري يحاول أن يحوم حول أية شكوك غير عادية، قررت البحث في الثلاثة سيناريوهات الممكنة لأرى ما إذا كان أي منها يعطينا معنى.

السيناريو رقم 1: الفرصة العشوائية

بدأت حديثي بملاحظة وقلت: “أنا أعلم أن فكرة الحياة التي تكونت بالصبغة العشوائية ليس رائجة الآن بين العلماء”.

قال مير: “إن كل خبراء أصل الحياة عملياً وفعلياً رفضوا تماماً هذه الفكرة”.

قلت له: “ومع ذلك فالفكرة ما زالت حية وشائعة. وبالنسبة لكثيرين من طلبة الكليات الذين يفكرون في هذه الأمور، يعتبرون فكرة الفرصة العشوائية هي السائدة. وهم يعتقدون بأنه إذا تركت الأحماض الأمينية تتفاعل بطريقة عشوائية على مر ملايين السنين، فسوف تظهر الحياة بطريقة ما”.

قال مير: “نعم، إن هذا السيناريو ما زال حياً بين الناس الذين لا يعرفون كل الحقائق ولكن ليس له أية ميزة”.

“تخيل أنك تحاول أن تكتب كتاباً بإلقائك بعض الحروف على الأرض. أو تخيل أنك تغلق عينيك وتحاول أن تلتقط بعض الحروف من حقيبة بطريقة عشوائية. فهل استنتج هملت ولو طوال الزمن المعروف بزمن الكون؟ وحتى جزيء البروتين البسيط أو الجين الذي يبني هذا الجزيء هو غني جداً بالمعلومات حتى أن الزمن منذ الانفجار الهائل الأولي، فهذا لن يعطيك شيئاً – كما يحب أن يسميه زميلي بيل ديمبسكي “المصادر المحتملة” – إنك بحاجة لأن تولد هذا الجزيء بالصدفة”.

سألته: “حتى وإن كان الجزيء الأول أكثر بساطة مما هو عليه اليوم؟

أجاب: “هناك حد أدنى من التعقيد ومستوى معين من التكوين يجب أن يكون عليه البروتين، يسمى بالتركيبة الثلثية وهي لازمة له حتى يؤدي وظيفته. ولن تحصل على هذه التركيبة الثلثية ما لم يكن لديك على الأقل 75 حامض أميني. والآن فكر فيما تحتاجه لجزيء البروتين لكي يتكون بالصدفة”.

“أولاً، تحتاج إلى الروابط الصحيحة بين الأحماض الأمينية. ثانياً، وفي الأحماض الأمينية ما له يد يسرى ويد يمنى، وعليك أن تحصل على ما له اليد اليسرى فقط. ثالثاً، يجب أن تترابط الأحماض الأمينية في تتابع معين مثل الحروف في الجملة”.

“دع هذه الأشياء الغريبة وغير النظامية توجد في أماكن بالصدفة وسترى أن احتمالات تكوني بروتين بالصدفة سوف يكون فرصة واحدة من مائة ألف تريليون تريليون…. إلخ. وهذا يعني 10 وبعدها 125 صفر!”

“وسوف يكون هذا جزيء بروتين واحد فقط، وعلى الأقل فإن الخلية المعقدة سوف تحتاج ما بين 300 إلى 500 جزيء بروتين. وبالإضافة إلى ذلك، يجب إنجاز كل هذا في مجرد 100 مليون سنة، وهذا هو الوقت التقريبي بين برودة الأرض وأول حفرية صغير وجدناها.

ولكي تقترح فكرة الصدفة ضد هذه الأشياء الغريبة وغير النظامية هو في واقع الأمر كأنك تجري معجزة طبيعية. إنه اعتراف بالجهل، وكأنك تقول “نحن لا نعرف”. ومنذ عام 1960 كان يرفض العلماء أن يقولوا إن الصدفة لعبت أي دور مهم في أصل الحامض النووي DNA أو البروتين، ورغم ذلك، مثلما قلت أنت، إنه ما زال لسوء الحظ اختيار قائم في تفكير الناس”.

السيناريو رقم 2: الاصطفاء الطبيعي

قد لا توضح الصدفة العشوائية شيئاً عن أصل الحياة، ولكن العالم المتخصص في علم الحيوان ريتشارد داوكنيس قال إنه عندما يعمل الاصطفاء الطبيعي على الاختلافات في الصدف، عندئذ سيكون التطور قادراً على القياس وإلا فسيكون الأمر مستحيلاً. هذه هي مقدمة كتابه “تسلق جبل المستحيل” الذي كتبه سنة 1996.

وقال إن التركيبة البيولوجية المعقدة هي مثل المنحدر الصخري الشاهق الذي لا يمكن قياسه في قفزة واحدة بدون وجود بعض الأحجار المعينة على التسلق، مثلما تعمل الفرصة. وينظر الناس إلى هذه القمة الشاهقة ويعتقدون أن عمليات التطور (نظرية التطور) لا يمكن أن تصعد بهم إلى القمة.

ومع ذلك فالجانب الخلفي لنفس الجبل به منحدر متدرج يسهل التسلق. وهذا يمثل فكرة داروين بأن الطبيعة تعطي فرصاً صغيرة مختلفة ثم يختار الاصطفاء الطبيعي الفرص التي لها امتيازات كبيرة. وعلى فترات طويلة من الزمن، تراكمت التغيرات الصغيرة وأصبحت اختلافات ضخمة. ولهذا فبينما تبدو الجبال صعبة للتسلق من ناحية المنحدر الصخري الشاهق، كان من السهل للغاية التسلق عبر خطوات داروين الصغيرة والتي هي الاصطفاء الطبيعي من ناحية الجانب الخلفي[17].

وعلى ضوء هذا سألت مير: “هل يمكن للاصطفاء الطبيعي أن يوضح لما كيف استطاعت نظرية التطور لقياس الجبل في بناء أول خلية حية”.

أجاب مير: “إذا كان الاصطفاء الطبيعي يعمل على مستوى التطور البيولوجي ولكنه بالتأكيد لن يعمل على مستوى التطور الكيميائي، الذي يحاول أن يوضح أصل الحياة الأولى من الكيماويات الأكثر سهولة. وكما قال ثيودوسيوس دوبزانساكي: “إن الاصطفاء الطبيعي الحيوي به نوع من التناقض”[18].

سألته: “كيف يحدث هذا؟”

قال: “يصرح اتباع داروين بأن الاصطفاء الطبيعي يحتاج إلى كائنات حية تتكرر ذاتياً حتى تعمل. فالكائنات الحية تتكاثر، ونتاجها به اختلافات، والكائنات التي تتأقلم مع بيئتها بطريقة أفضل تحيا وتُحفظ وتجتاز إلى الجيل التالي”.

“ومع ذلك، لكي يكون لديك نوع من التكاثر، يجب أن يكون هناك تقسيم للخلية. وهذا يفترض مسبقاً معلومات عن الحامض النووي DNA والبروتينات. ولكن هذه هي المشكلة فهذه هي نفس الأشياء التي يحاولون تفسيرها!”

“وبمعنى آخر، يجب أن يكون لديك كائنات حية تتكاثر ذاتياً لكي يحدث تطور داروين، ولكن لا تستطيع أن يكون لديك كائنات حية تتكاثر ذاتياً حتى تمتلك المعلومات الضرورية في الحامض النووي، وهو ما تحاول أن توضحه في المقام الأول. إنه مثل الشاب الذي يقع في حفرة عميقة ويدلاك أن بحاجة إلى سلم حتى يخرج من الحفرة. فيتسلق ويخرج ويذهب لمنزله ويحضر السلم، ثم يعود للحفرة مرة أخرى ويتسلق ويخرج”.

وأثرت احتمالاً آخراً: “ربما بدأ التكاثر أولاً في طريقة أكثر بساطة ثم تمكن الاصطفاء الطبيعي أن يقوم بالدور. فمثلاً، بعض الفيروسات الصغير تستخدم RNA كمواد جينية. وجزيئات RNA هي أكثر بساطة من DNA، وبإمكانها أيضاً تخزين المعلومات بل وأيضاً مضاعفتها. وماذا عما يسمى بافتراضية RNA والتي تقول بأن الحياة المتكاثرة بدأت أصلاً في مجال أقل تعقيداً من DNA؟”

قال مير: “هناك مشكلة كبيرة في هذا الموضوع. إنك لكي تستشهد فقط باثنين منها، يحتاج جزيء RNA معلومات حتى يعمل، تماماً مثل حاجة DNA، ونحن بذلك نعود إلى مشكلة التكرار والمضاعفة، ويجب أن يكون هناك جزيء مشابه وقريب من RNA. ولكي تكون لديك فرصة معقولة للحصول على جزيئين مشابهين من RNA بنفس الطول فهذا يتطلب مكتبة تحتوي على بلايين البلايين من جزيئات RNA وهذا يعلن عن عدم وجود أية فرصة لنظام التكرار الأولي”[19].

وبالرغم من انتشار هذا الرأي، فإن نظرية RNA قد أخذت نصيبها من الشك. روبرت شابيرو، أستاذ الكيمياء في جامعة نيويورك الذي يؤمن بنظرية التطور، قال إن هذه الفكرة “يجب أن نعتبرها إما فكرة للتأمل والتفكير أو أنه موضوع إيمان”[20]. كما أن الباحث في أصل الحياة جراهام كارنس سيمث قال “إن العديد من التجارب المفصلة والمثيرة في هذا المجال بينت أن النظرية[21] غير قابلة للتصديق بدرجة كبيرة كما لاحظ جوناثان ويلز، في لقائي السابق معه، وعالم الكيمياء الحيوية جيرالد جويس، بمركز بحوث سكريبس الذي كان أكثر حدة: “عليك أن تبني إنساناً من القش وعليه إنسان آخر من القش حتى يمكنك معرفة النقطة التي أصبح فيها RNA جزيء حيوي قابل للحياة”[22].

جاي روث، الأستاذ السابق في الخلايا وعلم الأحياء الجزيئي في جامعو كونيكتيت وهو أيضاً خبير في الأحماض النووية قال، سواء كانت الطبعة الأصلية للنظام الحي الأول هو RNA أو DNA، فالمشكلة ما زالت قائمة.

وقال: “حتى وإن خفضنا الأساسيات إلى أقصى حد فإن هذه الطبعة الأصلية لا بد وأنها كانت معقدة للغاية. لأن هذه الطبعة فقط هي القول المعقول الآن والذي يقترح بوجود خالق”[23].

الجزء الثاني: برهان المعلومات الحيوية – تحدي الـ DNA جـ2

[1] George sim Johnson, “Did Drwin Get It Right?” The Wall Street Journal (October 15, 1999).

[2] Quoted in Stephen C. Meyer, “Word Games: DNA, Design, and intelligence,” in William A Dembske and James M. Kushiner, Signs of intelligence, 102.

[3] Nicholas Wade, “A Revolution at 50; DNA Changed the World. Now What?” New York Times (February 25, 2003).

[4] See: Nancy Gibbs, “The Secret of Life,” Time (February 17,2003).

[5] Michael Denton, Evolution: A Theory in Crisis, 334.

[6]Unlocking the Mystery of Life, produced by Illustra Media, available at: www.illustramedia.com.

[7] Ibid.

[8] Quoted in Larry Witham, By Design, 172.

[9] The Discovery Institute is a think tank that deals with a wide variety of projects in the fields of technology, science and culture, legal reform, national defense, the environment and the economy, the future of democratic institutions, transportation, religion and public life, foreign affairs, and other areas. See: www.descovery.org.

[10] See: Fazale R. Rana and Hugh Ross, “Life from the Heavens? Not This way,” Facts for Faith, Quarter 1, 2002, an account of a 1999 international conference on the origin of life, where the mood among Darwinists was described as full of frustration, pessimism, and desperation.

[11] See: Bernd-Olaf Kiippers, Information and the Origin of Life (Cambridge, Mass.:1990), 170-72.

[12] Henry Quastler, the Emergence of Biological Organization (New Haven: Yale University Press, 1964), 16.

[13] Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin (New York: D. Appleton, 1887), 202.

[14] Michael Denton, Evolution: A Theory in Crisis, 206.

[15] See: J. Brooks, Origins of Life (Sydney: Lion, 1985).

[16] Michael Denton, Evolution: A Theory in Crisis, 261.

[17] See: Richard Dawkins, Climbing Mount Improbable (New York: W. W. Norton, 1996).

[18] See: S. W. Fox, editor, The Origins of Prebiological Systems and of their Molecular Matrices (New York: Academic Press, 1965), 309-15.

[19] For s summary of other arguments against the “RNA first” hypothesis, see: “Stephen C. Meyer Replies,” First Things (October 2000).

[20] Robert Shapiro, Origins: A Skeplics Guide to the Creation of Life on Earth (New York: Summit, 1986), 189.

[21] Ibid.

[22] See: Gerald F. Joyce, “RNA Evolution and the Origins of Life,” Nature 338 (1989), 217-24, and Robert Irion, “RNA Can’t Take the Heat,” Science 279 (1998), 1303.

[23] Jay Roth, “The Piling of Coincidence on Coincidence,” in: Henry Margenau and Roy Abraham Varghese, editors. Cosmos, Bios, Theos (Chicago: Open Court, 1992), 199.

برهان المعلومات الحيوية – تحدي الـ DNA جـ1