سؤال وجواب

هل لوط أخ لابرام (تك 13: 8، 14: 14) أم أنه ابن هاران شقيق ابرام (تك 11: 27، 14: 12)؟ وكيف يصح أن يتنازع أنبياء الله إبراهيم ولوط؟

449- هل لوط أخ لابرام (تك 13: 8، 14: 14) أم أنه ابن هاران شقيق ابرام (تك 11: 27، 14: 12)؟ وكيف يصح أن يتنازع أنبياء الله إبراهيم ولوط؟ وهل يتنقل أنبياء الله من مكان لآخر بمحض إرادتهم؟ ألم تدروا ماذا فعل الله بنبيه ذي النون (يونس) عندما ذهب مغاضبًا؟(1)

ج:

1- كلمة ” أخ ” في الكتاب المقدَّس لها معنى أوسع من المعنى الحرفي، فالإنسان يطلق على ابن أخيه أو ابن أخته أو ابن خالته لقب ” الأخ”، فبالرغم من أن يعقوب ابن رفقة أخت لابان ” قال لابان ليعقوب ألانك أخي تخدمني مجانًا” (تك 29: 15) ودعى الكتاب الفقير بأنه أخ، فأوصى موسى شعبه ” فلا تقسّ قلبك ولا تقبض يدك من أخيك الفقير” (تث 15: 7) ودخل على الشعب الإسرائيلي أخوة في الدين والوطن ” إذا بيع لك أخوك العبراني أو أختك العبرانية” (تث 15: 12)

بل دعى الشعوب الغريبة أخوة في الإنسانية ” لا تكره أدوميًا لأنه أخوك” (تث 23: 7) وقال السيد المسيح ” فإن قدمت قربانك على المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك.. اصطلح مع أخيك” (مت 5: 23، 24) وقال لتلاميذه ” لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا أخوة” (تث 23: 7) وقال بولس الرسول ” إن كان أحد مدعو أخًا زانيًا أو طماعًا أو.. لا تخالطوا ولا تواكلوا مثل هذا” (1كو 5: 11)

وقال عن ظهورات السيد المسيح بعد القيامة ” وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ” (1كو 15: 60) والمقصود 500 مؤمن وليس أخوة أشقاء، وقال لأهل تسالونيكي ” نوصيكم.. أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب” (2تس 3: 6).

2- لم يحدث نزاع بين إبراهيم ولوط، إنما النزاع حدث بين رعاة هذا وذاك ” فحدث مخاصمة بين رعاة مواشي ابرام ورعاة مواشي لوط” (تك 13: 7) وإبراهيم الرجل الحكيم خشى أن يترك هذا النزاع شيئًا في نفس لوط، لذلك فضل الاعتزال والابتعاد عنه هو ورعاته ” فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك. لأننا نحن أخوان. أليست كل الأرض أمامك. اعتزل عني. إن ذهبت شمالًا فأنا يمينًا وإن يمينا فأنا شمالًا” (تك 13: 8، 9) كما أن لوط ليس نبيًا من الأنبياء.

3- للأنبياء حرية الحركة والتصرف في حياتهم وتحركاتهم، فيتصرفون كما يشاءون بشرط أن هذا التصرف لا يغضب الله، أما يونان النبي فقد أهاج الرب عليه البحر وأرسل إليه الحوت ليبتلعه ليس لأنه غيَّر مكانه بدون استشارة الله، ولكن لأنه خالف إرادة الله، فقد طلب الله منه أن يذهب إلى نينوى، أما هو فقد ذهب إلى ترشيش مخالفًا الوصية الإلهية، وحتى بعدما خالف يونان الوصية فقد عامله الله بمنتهى اللطف.

_____

(1) البهريز جـ 1 س72، س272.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !