الردود على الشبهات

مرقس 1: 2-3 كما قيل بالأنبياء أم بأشعياء النبي؟ – النقد النصي

مرقس 1: 2-3 كما قيل بالأنبياء أم بأشعياء النبي؟ – النقد النصي

المحتوى

 

مرقس 1: 2-3 كما قيل بالأنبياء أم بأشعياء النبي؟ – النقد النصي

التَفسِير والنَقد النَصّي يُؤكِدان عِصمَة ووَحي وثَبات الكِتاب المُقدَس

دراسة مُبَسطة حول إفتتاحية بِشَارة القِديس مَرقُس الرَسول (مرقس 1: 2،3) والرد على الشبهات المتعلقة بهذه الآيات في الجوانب النصيّة والجانب التاريخي وجانب عصمة كتبة الوحي والتفسير الصحيح للآيات المقدسة

 

للتحميل

 

دراسة مُبَسطة حول إفتتاحية بِشَارة القِديس مَرقُس الرَسول (مرقس 1: 2،3) والرد على الشبهات المتعلقة بهذه الآيات في الجوانب النصيّة والجانب التاريخي وجانب عصمة كتبة الوحي والتفسير الصحيح للآيات المقدسة

 

التَفسِير والنَقد النَصّي يُؤكِدان عِصمَة ووَحي وثَبات الكِتاب المُقدَس

 

 

 

 

† Molka Molkan

 

  • المقدمة وشرح الشبهة:

 

ظَهرت في الآونة الأخير شُبهة مَفادها أن الآيات الواردة في بداية بِشارة مار مَرقُس الرَسُول ” كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً ” (مرقس 1: 2،3)، بها تحَريف وبالتَحديد في كَلمة فِي الأَنْبِيَاءِ ” والصَحيح هو ” في أشعياء النبي ” والجانِب الآخَر من الشُبهة هو خطأ القِديس مار مَرقُس الإنجيلي البَشير نفسهُ في تحديد مَصدر الإقتباس سَواء كانَ ” في الأنبياء ” أو كانَ ” في أشعياء النبي ” أي مَصدر إقتباس القديس مار مَرقُس نَفسهُ مِن العَهد القَديم وقد إعتمدَ صاحب البحث في بحثهِ على عدّة أساليب وخطط وبأختِصار سأكشفها سريعاً، إعتمد بدايةً على تأكيد خَطأ البَشير مار مَرقُس عن طريق انه يقول ان سَواء كانت القِراءة ” في الأنبياء ” أو ” في اشعياء النبي ” فمرقس الرسول أخطأ لأن أي مَصدر منهُم خَطأ،هذا أولاً وأما ثانياً بأنه يأتي بمصادر تهُوّلُ مِن المشُكلة وتجَعلها وكَأنها صَعبَةَُ ! وثالثاً أن يأتي بِكلام لعُلماء يُدافعونَ بغير دليلٍ ليأتي ويَقُول أن هذا حال العلماء الذين يدافعون عن النص أو عَقيدة عصمة كتبة الوحي وبالتالي يَظهرُ الأمر بالنِسبة للقَاريء البَسيط أيا كان مستواهُ أن المُشكلة لا حلَ لها بل فضلاً إن كانت تُعد مُشكلة مِن الأساس !، أما عن رابعاً فهو التَدليس المُتعمد أو الجهل الشَديد باصول وثَوابت وبالتالي زيادة كلمه او حذفها وبالتالي تغيير المعنى كاملاً، كَما سَنرىَ في هذا البَحث، أما عن خامساً، فهذا أمر مُضحك قليلاً وهو أنك تجدهُ يضع السُؤال ويَضع الجواب بنفسهِ ولكن في جُزء آخر من بحثهِ وسَيتم الإشارة إلى هذهِ النقطة حيثُ سأقتبسُ من كلامهِ ما يَرُدُ على كَلامهِ نَفسهِ وأيضاً سأستعين بكلامه في البحث هذا.. مشكوراً

وكما رأينا أن بحثه لا يريد منه فقط مناقشة مُشكلة نَصيّة عَابِرة بل أراد ما هو أبعد من ذلك عن طريق الطعن في عزو (نسب شيء الي مصدر) الإقتباس الكتابي لمار مرقس الرسول وبالتالي الطعن في كتبة الوحي وبالتالي الطعن في عقيدة وحي الروح القدس لكتبة الوحي الإلهي المقدس وبالتالي الطعن في الكتاب المقدس كله، وبالتالي سوف نرد على كل هذه النقاط في هذا البحث سواء من الجانب النصي الذي سنفنده تفنيداً كبيراً أو في الجانب العقيدي وهو انسياق كتبه الوحي المقدس للروح القدس وعصمتهم اثناء كتابة الوحي الإلهي المقدس، وبالتال يسنضع كل قراءة منهم محل الدراسة بشكل منفصل ونرى هل هى تدين القديس ما مرقس الرسول في دقتها أم لا ..

سنتطرق في نهاية البحث قليلاً لشِق اسلامي بحت وما سيكون هذا إلا إيضاحاً ورداً على ما إدعاه في بداية بحثه عن صدق وعصمة القرآن بين محكماته ومتشابهاته وتحريفه وكتبته ولكني وضعت هذا الجزء في نهاية البحث لكي لان البحث اساسه هو مسيحي ولكي لا يتشتت القاريء الحبيب بما سيراه فيه من عجب وغرائب كثيرة تقشعر لها الأبدان ..

  • شرح المُشكِلة النَصيّة:

 

المشكلة بإختصار ووضوح هى، هل الآية الواردة في (مرقس 1:،2) تُقرأ ” كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك ” ام تُقرأ ” كما هو مكتوب في أشعياء النبي: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك ” أي أن هناك اختلاف نصي بين المخطوطات، بين ” في الأنبياء ” وبين ” في أشعياء النبي ” فالقراءة النَقدِية تَضع ” في أشعياء النبي ” والقراءة البيزَنطيّة المُستَلَمة تَضع ” في الأنبياء ” وعليه، فكل التراجم التي تعتمد على النص المستلم تَضعُ قراءة ” في الأنبياء ” وكل التراجم النقدية التي تعتمد على النص النقدي تَضعُ قراءة ” في أشعياء النبي ” وسريعاً سَنَذكرُ التحليل الخارجي (التحقيق النصي):

  • قراءة ” في أشعياء النبي “:

المخطوطات اليونانية: السينائية والفاتيكانية (القرن الرابع)، بيزا (القرن الخامس), L (القرن الثامن) , Θ (القرن التاسع)، Δ و33 و565 و892 (القرن التاسع), 700 و1243 و253 l(القرن الحادي عشر), 1241 1071 (القرن الثاني عشر)، 2427 (القرن الرابع عشر), مخطوطات العائلة الأولى ƒ1 (القرن الثاني عشر وما بعده), 205 (القرن الخامس عشر).

الترجمات القديمة: الأرمانية (القرن الرابع), الجورجية (القرن الخامس), اللاتينية القديمة: a (القرن الرابع), b, d, ff_2 (القرن الخامس), f, q (القرن السادس), aur (القرن السابع), l (القرن الثامن), c (القرن الثاني عشر), الفولجاتا (القرن الخامس), السريانية: البشيطا (القرن الخامس) والفلسطينية (القرن السادس) والهاركلينية على الهامش (القرن السابع), القبطية: الصعيدية والبحيرية (القرن الرابع).

إقتباسات الأباء: إيريناوس أسقف ليون (ت. 202م), والعَلَّامة أوريجانوس (وُلد 185م – ت. 254م), وفيكتورينوس أسقف بيتو (ت. حوالي 304م), وسيرابيون أسقف تمويس (أسقفاً قبل 339م – 359/362م), وأمبروسيستور (بعد 384م), وأبيفانيوس السلاميسي (ت. 403م), وسويريانوس الجَبَلي (ت. بعد 408م), وخروماتيوس أسقف أكويليا (ت. 407م), وهيسيشيوس (بعد 450م), وجيروم (ت. 419م), وأوغسطينوس أسقف هيبو (ت. 430م).

  • قراءة ” في الأنبياء “:

المخطوطات اليونانية: السكندرية, واشنجطون (القرن الخامس), مخطوطات العائلة الثالثة عشر ƒ13 (القرن الثالث عشر وما بعده), 1424 (القرن التاسع), 28, 1006 (القرن الحادي عشر) 180, 1010, 1505 (القرن الثاني عشر), 579, 597, 1292, 1342 (القرن الثالث عشر), مخطوطات نص بيزنطي أحرف كبيرة: E (القرن الثامن) F, H, (القرن التاسع), G, P (القرن التاسع), Σ (القرن السادس) وكل مخطوطات النص البيزنطي الأخرى, وكل مخطوطات القراءات الكنيسة.

الترجمات القديمة: الأرمينية (القرن الرابع)، بعض مخطوطات الفولجاتا (القرن الرابع) , السريانية الهيراقلية (القرن السابع), القبطية البحيرية على الهامش (القرن التاسع), الأثيوبية (القرن السادس), السلافينية (القرن التاسع).

إقتباسات الأباء: إيريناؤس (ت. 202م), وأستيريوس السوفسطائي (ت. 341م)، فوتيوس (ت. 895م)، ثيؤفيلاكت (ت. 1077م) وجيروم (ت. 419م) (لأنه قال انه يعرفها تماما بل أوضح أنها الأصل، راجع).

مما سبق نستنتج أن:

  • قراءة ” في أشعياء النبي ” يعود أقدم ذِكر لها عند القديس إيريناؤس (202م) وبعده العَلَّامة أوريجانوس (ت. 254م) وبعده الأرمينية (القرن الرابع) وبعدها اللاتينية القديمة: a (القرن الرابع) وبعدها الصعيدية (القرن الرابع) وبعدها السينائية والفاتيكانية (القرن الرابع) .
  • قراءة ” في الأنبياء ” يعود أقدم ذِكر لها عند القديس إيريناؤس (202م) (لأنه إقتبسها في الشكلين) وبعده عند أستيريوس السوفسطائي (341م) وبعده في الترجمة الأرمينية (القرن الرابع) والفولجاتا اللاتينية للقديس جيروم (القرن الرابع) وبعدها السكندرية, واشنجطون (القرن الخامس) .

وعليه، فالعامل التاريخي الزمني من حيث القِدم يقترب إلى التساوي حيث شهادة القديس إيريناؤس وأيضاً عند أستريوس وهم في القرن الرابع وما قبله وأيضاً لأن قراءة ” في الأنبياء ” جاءت في الترجمة الأرمانية التي للقرن الرابع وبالطبع هذه الترجمة مأخوذة عن ما هو أقدم منها سواء كانت يونانية ام لا ولكن الأكيد أنها اقدم منها مما يرشدنا الى دليل أقدم من الأرمينية ولكنه ليس بين يدينا الآن وأيضاً لانها (أي القراءة) جاءت في مخطوطات للترجمة اللاتينية (الفولجاتا) والتي تعود للقرن الرابع ولكن عدد الشواهد القديمة لقراءة ” في أشعياء النبي ” أكثر عدداً ولذلك قلت ” يقترب الى التساوي ” وعليه فإن العامل التاريخي لا يصلح بقوة لتحديد القراءة الأصلية بصورة قاطعة .

مما سبق نستنتج أيضاً أن قراءة ” في الأنبياء ” لها شواهد قوية جداً من حيث العدد وهذا بفعل عامل الإنتشار الكبير جداً في مخطوطات النص المستلم (البيزنطي) وبالطبع قراءة ” في اشعياء النبي ” لا تحظى في هذا العامل بأي نصيب لقلة عدد المخطوطات الواردة فيها إذا ما قورنت بمخطوطات النص المستلم وهذا شاهد قوي لصالح قراءة ” في الأنبياء ” .

 

 

 

 

  • نظرية القراءة الأصعب

هذه النظرية تعتمد في الأول والأخير على الإستنتاج العقلي والمنطقي وهى ببساطة تقول ان القراءة الأصعب هي القراءة الأصح او هى القراءة الأصلية ويمكن شرحها بإحدى المعاني الآتية، أن القراءة التي يصعب على الناسخ أن يتركها ولا يغيرها هى القراءة الأصح لأن علم النقد الأدنى (النصي) مهمته ببساطة هى إعادة تكوين النص الأصلي او الوصول لأقرب صورة منه وبالتالي فعندما لا يجد المحُقق النصي ان هذه القراءة قد أحدثت صعوبة او مشكلة عند الناسخ وبالتالي فمن المنطقي أن يغيرها الى قراءة أسهل وتقوم بحل الإشكال عنده فيقوم المُحقق النصي بإعتبارها هى القراءة الأصلية وبالتالي يقوم بإرجاعها الى نُسخَتِهِ النقدية، بِكَلِماتٍ أُخرَى، هذهِ النَظرية تَقوم بإختبار القراءات المعروضة من الأدلة الداخلية والخارجية على المنطق لنرى اي منها هو يسبب مشاكل وأي منها يحل هذه المشاكل وبالتالي فعندما تتساوى او تتقارب الأدلة (الخارجية والداخلية معاً) فيقوم المحُقق النصي بتفضيل القراءة التي تسبب المشاكل لأنها هى الأسهل للتغيير عند الناسِخ او المُترجم، قام العلماء بتطبيق هذه النظرية على هذه المشكلة النصية فقال اكثرهم ان قراءة ” في أشعياء النبي ” هى القراءة الأصعب وبالتالي هى الأصلية واعتمدوا في ذلك الحكم على ان قراءة ” في أشعياء النبي ” تضع الناسخ غير المُلِم وغير المثقف امام مشكلة كبيرة وهى ببساطة انه عندما يجد امامه قراءة ” قي أشعياء النبي ” فهذا يجعل القديس مار مرقس قد سقط في خطأ وهو ان الإقتباس الذي إقتبسه القديس مار مرقس ليس موجود في أشعياء فقط بل في أماكن أخرى (سنقوم بإيضاحها بإستفاضة فيما بعد) وبالتالي فالناسخ أراد ان يصحح ويزيل هذا الخطأ بإزالة هذه القراءة التي تدين مار مرقس (حسب فكر الناسخ) فأبدلها بقراءة ” في الأنبياء ” لتكون صحيحة لأن مصادر الإقتباس كلها من اسفار الأنبياء وبالتالي فيكون حل الإشكال وأخفى خطأ مار مرقس !!، وعليه فقام اغلبية العلماء بأخيار هذا التفسير لوجود قراءة ” في الأنبياء ” في الأدلة الخارجية (المخطوطات والتراجم القديمة واقوال الأباء) وعليه فأصبحت هى القراءة النقدية عند كل العلماء تقريباً كالتالي:

يقول بروس متزجر: في المخطوطات القديمة التي تحتوي على مرقس 1/2, الاقتباس المُرَكَّب المكون من ملاخي 3/1 وإشعياء 40/3, تم تعريفه بعبارة: “كما هو مكتوب في إشعياء النبي”. النُسَّاخ فيما بعد, شاعرين أن هذه العبارة تحتوي على صعوبة ما, قاموا بتغيير (ἐν τῷ Ἠσαΐᾳ τῷ προφήτῃ) “في إشعياء النبي” بالنص الأكثر شمولية (ἐν τοῖς προφήταις) “في الأنبياء”. [1]

ويُضيف بروس متزجر في كتاب آخر له: الاقتباس الموجود في العددين 2 و3 مُرَكَّب, الجزء الأول مأخوذ من ملاخي 3/1 والجزء الثاني من إشعياء 40/3. من أجل ذلك, من السهل جداً معرفة لماذا قام النُسَّاخ باستبدال الكلمات “في إشعياء النبي” (…) بالصيغة الأكثر شمولية المقدمة لنا “في الأنبياء”. [2]

ويقول دانيال والاس الكلام نفسه: قراءة “إشعياء” لها أدلة خارجية أفضل في كل الأحوال. كما أنها مدعومة بأقدم وأفضل الشواهد من جميع العائلات النصية المعتبرة. بل الأكثر من ذلك أنها القراءة الأصعب. حيث أن الاقتباس في الجزء الأول من العدد يظهر وكأنه من (الخروج 23/20) و(ملاخي 3/1), ثم بعد ذلك يأتي الاقتباس من (إشعياء 40/3) في العدد التالي. بينما القراءة الموجودة في المخطوطات المتأخرة (أي: الشكل الثالث “في الأنبياء”) وُجِدت من أجل حل هذه المعضلة. [3]

وبروس تيري يؤيد نفس الرأي: الاقتباس في العددين 2 و3 من سفرين: الأول من ملاخي 3/1, والثاني من إشعياء 3/40, ويبدوا أن النُسَّاخ قد قاموا بتغيير المرجع كي يبدو أكثر شمولية. [4]

ويُعَلِّق ديفيد بالمر فيقول: من السهل أن نفهم لماذا أراد النُسَّاخ تغيير النص إلى الأكثر شمولية “الأنبياء”، ولكن ليس من السهل أن نفهم لماذا قد يريدوا تغييره بالطريقة العكسية. [5]

ويقول فيلند فيلكر رأيه في المشكلة قائلاً: إذا كان “إشعياء” من الأصل في مرقس, لعل تم تغييره إلى “في الأنبياء” لأن الجزء الأول من ملاخي فقط, والجزء الثاني من إشعياء. هذا هو التفسير التقليدي لقراءة نسخة نستل آلاند (التي تقول أن الشكل الأول هو الأصل). لعل التغيير جاء كرد فعل على اعتداء بورفريه. نستل آلاند غالباً هو الأصل بعد تقييم الشواهد. [6]

ومارفن فانسينت يقول: القراءة الصحيحة في مرقس1/2 هي (εν τω ησαια τω προφητη) “في إشعياء النبي”, لكن يتضح لنا أن بعض النُسَّاخ وجدوا صعوبة أو استحالة في اعتبار أن اقتباس إشعياء 40/3, “صوت صارخ في البرية .. الخ” مسبوق باقتباس من ملاخي 3/1 “هاأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي..الخ”, وهكذا استبدلوه ب (ἐν τοῖς προφήταις) “في الأنبياء”. [7]

ويقول براتشر في تفسيره لإنجيل مرقس:  النص الموجود بدلا من “إشعياء النبي” الذي نجده في كل الإصدارات الحديثة للنص اليوناني, النص المستلم يحتوي على “في الأنبياء”: هذه القراءة المتأخرة هي تصويب واضح أدخله الناسخ على النص الأصلي لأن أول فقرة مُقتبسة من العهد القديم بواسطة مرقس ليست من إشعياء وإنما من ملاخي 3/1. [8]

ويقول جولد في تفسيره النقدي: ἐν τοῖς προφήταις “في الأنبياء” – لا شك في أن هذا تصحيح للنص الأصلي, ليتغلب على صعوبة نسبة الاقتباس المزدوج من ملاخي وإشعياء إلى إشعياء فقط. بينما نجد أن قراءة كل النصوص النقدية هي ἐν τῷ Ἡσαΐᾳ τῷ προφήτῃ “في أشعياء النبي”. [9]

ويقول فيليب كونفرت في تعليقاته النقدية: العديد من النُسَّاخ كانوا على علم بأن مرقس كان يستشهد بأكثر من نبي في العددين التالين (1/2-3), فغَيَّروا “إشعياء النبي” إلى “الأنبياء” كما في النص المستلم ونسخة الملك جيمس. [10]

ويقول بروك في التفسير الأمريكي الحديث: “إشعياء النبي” (40/3) يدعم فقط الجزء الخاص بالاقتباس في العدد الثالث. الجزء الآخر الموجود في العدد الثاني مأخوذ من ملاخي 3/1, ربما مع تلميح للخروج 23/20 أيضاً, (نفس الكلمة تعني ملاك ورسول). نتيجة لذلك نجد أن الكثير من نُسَّاخ العصور الوسطى يستبدلونها ب “في الأنبياء”. هذه القراءة نجدها في KJV وNKJV, والنسختان تعتمدان على النص اليوناني للعصور الوسطى بدلاً من المخطوطات الأقدم والتي تعتبر الآن من أفضل المخطوطات, كما تفعل ال NIV (أي أنها تأخذ من المخطوطات الأقدم والأفضل). [11]

ويقول واين كاندي: يبرر المفسرون بشكل روتيني وجود القراءات المختلفة نتيجة تعرّف أحد الأشخاص على الخلل في عزو الاقتباس المُرَكَّب إلى نبي واحد وقام بإصلاحه. [12]

وفَصَّلَ واين كاندي قائلاً: يمكن اعتبار أنه في حالة مرقس 1/2, اختلافات بين المخطوطات حدثت لما يتعلق بنسبة الاقتباس النبوي, سواء كان النص “في إشعياء النبي” أو الأكثر شمولية “في الأنبياء”. الجزء المتنازع عليه في النص يقرأ: (Καθὼς γέγραπται ἐν τῷ Ἠσαΐᾳ τῷ προφήτῃ) والقراءة الأخرى: (ἐν τοῖς προφήταις), ما بعد (هذه العبارة) هو في الواقع اقتباس مُرَكَّب من أجزاء مأخوذة من ملاخي 3/1, والخروج 23/20, وأيضاً من إشعياء 40/3. النقاد النَّصيون يتعرفون بشكل عام بأن العزو الخاطئ لإشعياء هي “قراءة أصلية” بينما يعتبرون “التصحيح” ناتج عن محاولات النُسَّاخ لتحسين النص. [13]

ويقول بنيامين وارفيلد في كتابه الخاص بالنقد النصي: نستطيع أن نجد أمثلة للتصحيحات التي تمت لإزالة الصعوبات التاريخية, مثلاً في تغيير “إشعياء النبي” إلى “في الأنبياء” في مرقس1/3. [14]

على الجانب الآخر قام جانب آخر من العلماء الذين يؤيدون قراءة ” في الأنبياء ” بوضع تفسير منطقي آخر مضاد لقراءة ” في اشعياء النبي ” وهو أن الناسخ عندما رأي مار مرقس كتب ” في الأنبياء ” فتخيلوا ان هذا مصطلح عام وواسع فأرادوا ان يحددوه بدقة أكبر لكي يرفعوا من قدر مار مرقس بأن يضعوا مصدر الإقتباس مباشرة وبالتالي كتبوا ” في أشعياء النبي ” ليكون أكثر دقّة وكان دافعهم في ذلك هو أن القديس متى والقديس لوقا عندما ذكروا نفس النبوة في (متى 10: 10) وفي (لوقا 7: 27) ذكروا أشعياء النبي فقط، وايضاً لأن اشعياء النبي هو أشهر نبي في نبواته عن الرب يسوع المسيح في العهد القديم كله:

وايتني: مصطلح “في الأنبياء” إلى حد ما غير دقيق. ويبدو غير مُرضيا بالنسبة للعديد من النُسَّاخ الأوائل. لذلك من أجل إضفاء الدقة عليه، أو ربما للتوفيق بين متى ومرقس; كان الناسخ ببساطة سيقوم “في الأنبياء” إلى “في إشعياء النبي” كما في متى 3/3. [15]

ينقل وايتني عن القديس جيروم فيقول: كان هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه جيروم منذ ما يقرب من 1500 عام. فعلى الرغم من احترامه للأدلة التي وجدها عندما راجع النسخة اللاتينية القديمة،وإبقائه على قراءة “في إشعياء النبي” (Esaia propheta) في النسخة اللاتينية للإنجيل, قال في تعليقه على نص متى 3/3, في إشارة لمرقس 1/2, إنه يعتقد أن اسم إشعياء هو إفساد للنص من قِبَل النُسَّاخ; مثل قراءات مشابهة في أكثر من موضع وعندما يوضع في الاعتبار ان هذه القراءة تظهر في هامش واحد الترجمات السريانية وفي نص لترجمة أخرى من الترجمات السريانية، (إصدارات بلد تاتيان، الإنجيل الرباعي (الدياتسرون) ) لا يجب أن نكون في حيرة لنعرف من أين أو كيف أو متى دخلت في النص، من الواضح أنها جاءت من (متى 3: 3) من خلال تاتيان في النصف الأخير من القرن الثاني، وهو ما دعاه الدكتور هورت بالقراءة السورية المُمَيَزة، بالرغم من حفاظ א وB وL و2 و1 وأوريجانوس .. إلخ، القراءة الأصلية (الحقيقية، الصحيحة)، كما وُجِدَت في النص المستلم (في الأنبياء) جاءت إلينا في مخطوطات متأخرة ووثائق أخرى. [16]

يقول فيلند فيلكر: على الجانب الآخر, إذا كان “في الأنبياء” أصلاً في مرقس, ربما تم تغييرها إلى إشعياء لتكون أكثر تحديداً. هذا حدث أيضاً في أماكن أخرى مثل متى 13/35 عندما تم تغيير ” بالنبي ” إلى “بالنبي إشعياء” لتصبح أكثر تحديداً، هذا حدث أيضاً في عدّة أماكن أخرى مثل (متى 13: 35) و(متى 1: 22) حيث أن ” بالنبي ” تم تغيرها إلى ” بالنبي أشعياء ” أيضاً بالرغم من أن الكلمة غير موجودة في أشعياء. ويكمل قائلاً ” أشعياء بالتأكيد هو الأفضل معرفة والنبي الأكثر أهمية لكتبة العهد الجديد ” ويكمل قائلاً ” التغيير الى ” أشعياء ” يمكن أيضاً أن يكون للتماشي مع متى ولوقا “[17]

وعليه فإن هذا الجانب أيضاً لا يصلح للجزم اي منهم هى الأصلية .

 

  • اراء العلماء في القراءة:

 

بروس تيري: القراءة الموجودة في النص (UBS3: إشعياء النبي), نجدها في عدة أنواع من النصوص القديمة.[18]

بروس متزجر: قراءة (UBS4: إشعياء النبي) موجودة في أقدم الشواهد النموذجية للنص السكندري والغربي.[19]

دانيال والاس: على الجانب الآخر, الشواهد الخاصة ب “في إشعياء النبي” (سواء كانت بأداة تعريف قبل إشعياء أو لا) قديمة ومنتشرة جغرافياً بشكل كبير: (אB D L Δ Θ f1 33 565 700 892 1241 2427 al syp co Ir). هذه الشواهد تدل على أن القراءة منذ القرن الثاني, ومنتشرة بشكل واسع, وموجودة في أكثر الشواهد أهمية للنص السكندرية, والغربية, وكذلك القيصرية.[20]

 

إقتباسات الآباء:

قراءة ” في أشعياء النبي “:

والآن لنعرض اقتباسات أوريجانوس للشكل الأول والثاني:

القديس أوريجانوس، كتاب ضد كلسس – الكتاب الثاني, الفصل الرابع: [لا, بل إن واحداً من الإنجيلين – مرقس – قال: “بدء إنجيل يسوع المسيح, كما هو مكتوب في إشعياء النبي, ها أنا أرسل رسولي أمام وجهك, الذي يهيّئ طريقك قدامك”.][[21]]

كتاب تفسير أوريجانوس لإنجيل يوحنا – الكتاب الأول, الفصل الرابع عشر: [وبالمثل مرقس نفسه يقول: “بدء إنجيل يسوع المسيح, كما هو مكتوب في إشعياء النبي, ها أنا أرسل رسولي أمام وجهك, الذي يهيّئ طريقك. صوت شخص يصرخ في البرية, اعدّوا طريق الرب, اجعلوا سبله مستقيمة”.][[22]]

كتاب تفسير أوريجانوس لإنجيل يوحنا – الكتاب السادس, الفصل الرابع عشر: [على الجانب الآخر نجد في مرقس, نفس الكلمات مدونة في بداية إنجيل يسوع المسيح, بالتوافق مع كتاب إشعياء, هكذا: “بدء إنجيل يسوع المسيح, كما هو مكتوب في إشعياء النبي, ها أنا أرسل رسولي أمام وجهك, الذي يهيئ طريقك أمامك. صوت شخص يصرخ في البرية, اعدّوا طريق الرب, اجعلوا سبله مستقيمة”.][[23]]

وعَلَّقَ أوريجانوس بعد هذه الفقرة قائلاً: [ربما كان يوحنا يسعى لمقارنة: “اعدّوا طريق الرب, اجعلوا السبل مستقيمة لإلهنا”, فكتبها هكذا: “اجعلوا سبل الرب مستقيمة”. بينما دمج مرقس نبوتين تم الإخبار عنهما بواسطة نبيين في مكانين مختلفين, فجعل منهما نبوءة واحدة, “كما هو مكتوب في إشعياء النبي, ها أنا أرسل رسولي أمام وجهك, الذي سيهيّئ طريقك. صوت شخص يصرخ في البرية, اعدّوا طريق الرب, اجعلوا سبله مستقيمة”.][[24]]

فيكتورينوس أسقف بيتو ، كتاب تفسير رؤيا يوحنا المُبارك – الرؤيا 4/7-10: [لهذا السبب, مرقس, كأحد الإنجيليين يبدأ هكذا: “بدء إنجيل يسوع المسيح, كما هو مكتوب في إشعياء النبي,” صوت صارخ في البرية” – له صورة (شخصية) أسد.][[25]]

بعد فيكتورينوس, هناك العديد من الآباء الذين اقتبسوا الشكل الثاني للنص, ولكن لن أتناول إلا أهم الشواهد. إيريناوس وأوريجانوس وفيكتورينوس من أقدم الشواهد الآبائية لقراءة ” في أشعياء النبي ” , فهم من آباء القرن الثاني والثالث, ولكن يوجد أيضاً مجموعة كبيرة من آباء القرن الرابع والخامس, وأهم هؤلاء الآباء هم أوغسطينوس أسقف هيبو, والعلّامة جيروم.

سيرابيون أسقف تمويس (أسقفاً قبل 339م – 359/362م) والذي كان رئيسا لجماعة رهبانية في صعيد مصر, ثم سُيِّم بعد ذلك أسقفاً لتمويس إحدى مدن شمال الدلتا. دُعي ب “المعلم” أو “المفسر” نظراً لغزارة علمه وعبقريته الفذة وعظم تعاليمه, وذلك ما ذكره جيروم في كتابه “مشاهير الرجال”. وقد كان المدير ال13 لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية, وفي 339م أرسل إليه أثناسيوس إحدى رسائله الفصحية صدرها بقوله “إلى الأخ الحبيب والشريك في الخدمة”.[[26]]

أمبروسيستور (بعد 384م) وهو اسم أعطِي لمؤلف تفاسير لجميع رسائل بولس إلا الرسالة إلى العبرانيين, وهذه التفاسير غالباً ما نجدها وسط أعمال القديس أمبروسيوس.[[27]] بالإضافة إلى القديس أبيفانيوس السلاميسي (وُلد حوالي 315م – أسقفاً 367م – تَوَفَّى 403م) والذي يعتبر من الآباء المشاهير, وتعتمد شهرته أساساً على محاولاته دحض الهرطقات والمناداة بإيمان نيقية الأرثوذكسي, فقد كان صياداً للهرطقات متمسكاً بإيمان نيقية, ويقول عنه جيروم إنه أتقن اليونانية والسريانية والعبرية والقبطية والقليل من اللاتينية.[25]

سويريانوس الجَبَلي (تَوَفَّى بعد 408م) والذي كان أسقفاً لمدينة جَبَله (بالقرب من اللاذقية) في سوريا, وكان واعظاً مقتدراً جداً. جعله القديس يوحنا ذهبي الفم نائباً له قبل رحلته إلى أفسس في 401م. وقد كان مدافعاً لا يلين عن إيمان آباء مجمع نيقية ضد الهراطقة واليهود ولكن أعماله تفتقر إلى الأصالة والإبداع.[[28]] بالإضافة إلى خروماتيوس أسقف أكويليا (تَوَفَّى 407م) والذي أصبح كاهناً للكنيسة في 387 أو 388م بعد موت فاليريانوس أسقف هذه المدينة.[26]

وفي النهاية هناك هيزيخيوس الأورشليمي (تَوَفَّى بعد 450م) والذي كرَّمته الكنيسة اليونانية واعتبرته قديساً وذا موهبة كبيرة في تفسير الكتاب المقدس, فقد فسَّر الكتاب المقدس كله, وكان بوجه عام يتبع طريقة مدرسة الإسكندرية في التفسير الرمزي ورفض التفسير الحفي لمعظم أجزاء الكتاب المقدس.[[29]]

إيريناؤس، كتاب ضد الهرطقات – الكتاب الثالث, الفصل العاشر, العدد الثامن: [وعلى الجانب الأخر، بدأ مرقس الإشارة إلى الروح النبوية القادمة من الأعالي إلى الإنسان, قائلا: “بدء إنجيل يسوع المسيح، كما هو مكتوب في إشعياء النبي” مشيراً إلى الجانب الروحي للإنجيل.][[30],[31]]

قراءة ” في الأنبياء “:

إيريناؤس، كتاب ضد الهرطقات – الكتاب الثالث, الفصل العاشر, العدد الخامس: [وهكذا مرقس أيضاً, مُترجِم وصاحب بطرس, يبدأ إنجيله ب: “بدء إنجيل يسوع المسيح, ابن الله؛ كما هو مكتوب في الأنبياء, ها أنا أرسل رسولي أمام وجهك, الذي سيهيئ الطريق”.][[32]]

النص اللاتيني للاقتباس[[33]]

كتاب ضد الهرطقات – الكتاب الثالث, الفصل السادس عشر, العدد الثالث: [ولهذا السبب قال مرقس: “بدء إنجيل يسوع المسيح, ابن الله؛ كما هو مكتوب في الأنبياء”. عارف بنفس ابن الله الواحد, يسوع المسيح, الذي تم الإعلان عنه بواسطة الأنبياء, الذي هو عمانوئيل الذي جاء من نسل داود.][[34]]

 

 

النص اللاتيني للاقتباس[[35]]

كتاب ضد الهرطقات – الكتاب الثالث, الفصل العاشر, العدد الثامن: [وعلى الجانب الأخر، بدأ مرقس الإشارة إلى الروح النبوية القادمة من الأعالي إلى الإنسان, قائلا: “بدء إنجيل يسوع المسيح، كما هو مكتوب في إشعياء النبي” مشيراً إلى الجانب الروحي للإنجيل.][[36],[37]]

 

  • خَاتمِة ومُلَخّص الجُزء النَصّي:

هذه المشكلة من أكبر المشاكل التي توضح لنا مدى المواجهه بين النص المستلم (البيزنطي) وبين النص النقدي حيث يتميز النقدي بالقدم نسبياً على النص المستلم ولكنه ليس منتشر بكثرة في الشواهد التي بين ايدينا، وعلى الجانب الآخر يتميز النص المستلم بالأنتشار الكبير جدا والكم الهائل من المخطوطات اللتي تحويه، ولكن إحقاقاً للحق،كفّة قراءة ” في الأنبياء ” اقل نسبياً من كفّة قراءة ” في أشعياء النبي ” من حيث القوائم الموجودة بين ايدينا ومن الصعب جدا الحكم النهائي على تلك المشكلة النصية فالنظريات كثيرة جداً فيها ولذلك قلت منذ البداية ان هذا ليس هدف كاتب البحث الذي نحن الآن بصدد الرد عليه، بل هدفه الأسمى هو إظهار خطأ مار مرقس سواء أخترت قراءة ” في الانبياء ” على انها القراءة الأصلية او سواء اخترت قراءة ” في أشعياء النبي “، وبالمناسبة تقريباً 80 % من الجزء السابق مأخوذ من بحثه بالنص تقريباً وذلك لكي ابدأ من حيث إنتهى الآخرون واقدم البحث هذا كامل لمن لا يقرأ أبحاثه، فأنا اشهد له بأنه قد تعب في بحثه ولكن الفكرة التبي يرمي إليها ظاهرة جداً ومتهاوية داخلياً وخارجياً ولهذا كان هذا البحث.

 

  • هل أخطأ القدِيس مَار مَرقُس:

 

هذا العُنوان يمُكن أن يَكُون أيضاً ” شرح جوهر البحث ” إذ أنَ ما سَنشرحهُ الآن هُو هَدف وجوهر البحث الحقيقي وما كان الجزء السابق إلا مجرد تمهيد لسبب المشكلة ولكن هذا الجزء الحالي من البحث هو المُهم والمُعوُل عليهِ.

 

قام الباحث بإفتراض الطريقين، بمعنى أنه يقول لو كانت الآية هكذا ” كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً “، فهل اخطأ مار مرقس أو أصاب الدقّة في عزو (نسب) الإقتباس الخاص به إلى مصدره الصحيح وهو، هنا، الأنبياء؟، وبعدها يقوم بجمع كل ما وصل إليه من أدلة ليثبت خطأ القديس مار مرقس حال قراءة ” في الأنبياء ” هى الصحيحة.

 

وعلى الجانب الآخر قام الباحث بإفتراض ان لو كانت الآية هكذا ” كما هو مكتوب في أشعياء النبي: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك ” فهل اخطأ مار مرقس أو أصاب الدقّة في عزو (نسب) الإقتباس الخاص به إلى مصدره الصحيح وهو، هنا، أشعياء النبي؟ وبعدها يقوم بجمع كل ما وصل إليه من أدلة ليثبت خطأ القديس مار مرقس حال قراءة “في أشعياء النبي” هى الصحيحة.

 

و للرد، سنقوم بإتباع نفس المنهجية حيث سنفترض أن القراءة الاولى هى الصحيحة ونرى هل أخطأ مار مرقس في عزو الإقتباس إليها أم لم يخطيء؟، وبعدها سنفترض أن القراءة الثانية هى الصحيحة ونرى هل أخطأ مار مرقس في عزو الإقتباس إليها أم لم يخطيء؟ وفي الحقيقة سنجد أن القديس مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية لم يخطيء في كلتا الحالتين بل على العكس تماما سنجد ما يسميه البعض بالإعجاز حيث ستنقلب الطاولة وما عليها على طارح الشبهة.

وايتني يُقدم لنا الإجابة المنطقية:

على ضوء شهادة المخطوطات والنسخ القديمة, تم الاعتبار بشكل عام أن النص المستلم تم تصحيحه مبكراً لتجنب عزو الاقتباس كلياً إلى إشعياء, في حين أن بعض الكلمات فقط تم اقتباسها من إشعياء. هذه وجهة نظر جديرة بالتصديق, غير أن هناك وجهة نظر أخرى يمكن النظر لها بعين الاعتبار. المؤلف لتلك البشارة – مرقس – وُلِدَ يهودياً, وبدون شك – مثل تيموثاوس – كان على دراية بالعهد القديم منذ طفولته. كانت أمه يهودية متدينة, راسخة العقيدة بشكل جَلِيّ, مما يؤهلها لتكون واحدة من أوائل أتباع المسيح, وكانت كما نتوقع أن تكون (أعمال 12/12). ولهذا كان يجب على مرقس – على الأقل – أن يكون هو أيضاً قادراً على إخبارنا من أي كتاب في العهد القديم كان يأخذ اقتباساته, على سبيل المثال, أي تلميذ قرأ العهد القديم بشكل جيد يستطيع أن يخبرنا عن أي مكان يوجد هذا النص أو ذاك. ولو سلمنا بهذا, سيظهر لنا صعوبة استنتاج أن مرقس, في حالة اقتباسه من النبوات المختلفة, مثل ملاخي وإشعياء, من الصعب أن يتكلم وكأنه اقتبس فقط من إشعياء, وبخاصة أنه كان على دراية كاملة أن الجزء الأول من الاقتباسين لم يكن من إشعياء.[[38]]

يقول وايتي ببساطة ان مرقس مولود في بيئة يهودية بحتة نظراً لان امه يهودية وكانت من اقرب الأتباع للرب يسوع المسيح فلذا يجب ان يكون مرقس قد قصد كتابة قراءة معينة ولم يكتبها سهواً فهذا هو الأقرب للمنطق عن كونه كتبها سهواً، ولكن المشكلة الآن هى ظهور اشكالية ان الإقتباس ليس وحده من اشعياء وإنما من ملاخي ايضاً ..

هذه هي المشكلة ببساطة، ولنبدأ في تفصيلها

وبداية لنلقي نظرة على النصوص العربية:

كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً

النص أعلاه مُقتَبس مِن أشعياء النَبي بالإضافة إلى مَصدر واحد أو بشيء من الدِقّة نقول من مصدرين آخرين هما (خروج 23: 20) و(ملاخي 3: 1) اي أن الآية 2 و3 هم عبارة عن مزيج اقتباس من ثلاث مصادر هى: الخروج، ملاخي، أشعياء.

 

يقول دانيال والاس: [قراءة “إشعياء” لها أدلة خارجية أفضل في كل الأحوال. كما أنها مدعومة بأقدم وأفضل الشواهد من جميع العائلات النصية المعتبرة. بل الأكثر من ذلك أنها القراءة الأصعب. حيث أن الاقتباس في الجزء الأول من العدد يظهر وكأنه من (الخروج 23/20) و(ملاخي 3/1), ثم بعد ذلك يأتي الاقتباس من (إشعياء 40/3) في العدد التالي. بينما القراءة الموجودة في المخطوطات المتأخرة (أي: الشكل الثالث “في الأنبياء”) وُجِدت من أجل حل هذه المعضلة.][[39]]

ويقول جون والفورد:الآية رقم 2 هي عبارة عن خليط بين (الخروج 23/20) (الترجمة السبعينيّة) و(ملاخي 3/1) (النص العبري) واما (مرقس 1: 3) هي من (أشعياء 40: 3) [40]

وهذا ما يقوله واين كاندي: يمكن اعتبار أنه في حالة مرقس 1/2, اختلافات بين المخطوطات حدثت لما يتعلق بنسبة الاقتباس النبوي, سواء كان النص “في إشعياء النبي” أو الأكثر شمولية “في الأنبياء”. الجزء المتنازع عليه في النص يقرأ: (Καθὼς γέγραπται ἐν τῷ Ἠσαΐᾳ τῷ προφήτῃ) والقراءة الأخرى: (ἐν τοῖς προφήταις), ما بعد (هذه العبارة) هو في الواقع اقتباس مُرَكَّب من أجزاء مأخوذة من ملاخي 3/1, والخروج 23/20, وأيضاً من إشعياء 40/3. [[41]]

فيليب كونفرت يقول: [في مرقس 1/2, اقتبس الكاتب من الخروج 23/20, ثم بعد ذلك من ملاخي 3/1 (النص العبري), وفي مرقس 1/3, اقتبس من إشعياء 40/3 (الترجمة السبعينية). [[42]]

و ديفيد بالمر يقول: [الاقتباس الأول يبدو كمزيج من الخروج 23/20 وملاخي 3/1, والاقتباس الثاني من إشعياء 40/3. ][[43]]

الأب جاك ماسون اليسوعي أيضاً يقول: [إن بعض المخطوطات تذكر “الأنبياء”, بالجمع لا بالمفرد, لأن النص الذي يورده القديس مرقس مكوّن من ثلاث آيات: من سفر الخروج 23/20 ومن النبي ملاخي 3/1 ومن النبي إشعياء 40/3, كأن القديس مرقس يريد أن يؤكد أن البشارة بالسابق لا تقتصر على مرجع واحد بل تشمل الكتاب المقدس بأسره.][[44]]

وفي مرجع آخر باسم تعليق على النص اليوناني نجد الآتي: [هذا الاقتباس في الأساس هو مزيج من ملاخي 3/1 – مع بعض العناصر المستمدة من الخروج 23/20 – ومن إشعياء 40/3. [[45]]

ويقول تيد كابال:الإقتباس مكون من (الخروج 23/20) و(ملاخي 3/1), و(إشعياء 40/3)[46]

ويقول ويليام هيندريكسن: وفيما يتعلق بالإقتباس ” أنظر / انا ارسل رسولي (ملاكي) …. الذي سيعد (راجع متى 11: 10 ولوقا 7: 27) انظر الى الترجمة السبعينية بخصوص (خروج 23: 10) . [47]

ويقول وارين ويرسب: مرقس استشهد بإقتباسين من أنبياء العهد القديم، (ملاخي 3: 1) و(اشعياء 40: 3) و(ملحوظة ايضا من (خروج 23: 20)) [48]

ويقول لورانس ريتشارد: الإقتباس هنا هو مزيج من نصوص العهد القديم: (ملاخي 3: 1) و(خروج 23: 20) و(اشعياء 40: 3)[49]

 

 

وتقول مورنا هوكر وهى استاذة اللاهوت بجامعة كامبريدج: الإقتباس في الحقيقة هو اقتباس مركب: اول خطين يظهران كأنهما مزيج من (الخروج 23: 20) و(ملاخي 3: 1) بينما تظهر الأية الثالثة من (اشعياء 40: 3) [50]

ويقول ألن بلاك: الآية 2 عبارة عن عناصر مجمعة من (الخروج 23: 20) و(ملاخي 3:1)[51]

 

ويقول ديفيد ترنر وداريل بوك:

the prophet Isaiah. The passage names Isaiah in the introductory formula and cites wording from Exod 23:20, Mal 3:1, and Isa 40:3.[52]

 

ويقول والتر إلويل:

Mark emphasizes the prophetic prelude to Jesus’ coming, first in a blend of three Old Testament prophecies relating to the wilderness (Exod. 23:20; Isa. 40:3; Mal. 3:1; “in Isaiah the prophet” is a shorthand citation) [53]

ويقول سيسل شيرمان:

Verses 2–3 are a combination of two quotations (possibly three) from the prophets. That is the reason the King James Version reads, “As it is written in the prophets …” (1:2a). “See, I am sending my messenger ahead of you, who will prepare your way …” is from Malachi 3:1, and it is very near to Exodus 23:20. “The voice of one crying out in the wilderness: ‘Prepare the way of the Lord, make his paths straight’ ” is from Isaiah 40:3a.[54]

ويقول ويليام لان :

The citation formula, “even as it is written in Isaiah the prophet,” indicates that the proper context for understanding the gospel is the promise of future salvation found in the latter half of Isaiah. The citation which follows is a composite quotation from Ex. 23:20; Mal. 3:1 and Isa. 40:3[55]

ويقول بين وزرينج تون:

We have a composite quotation initially attributed to Isaiah the prophet.13 Though this may mean that this is the most familiar source of the quotation, it is by no means the only source. The first phrase is verbatim from Exod. 23:20a in the LXX, combined with Mal. 3:1 and finally Isa. 40:3.[56]

ويقول جيمس لوثر :

Mark 1:2-3, attributed to Isaiah but actually a conflation of Exod. 23:20; Mal. 3:1; and Isa. 40:3, establishes the continuity of saving history; the Gospel fulfills God’s promises.[57]

ويقول لامر ويليامسن :

One way might be to follow Mark in presenting old scriptures in new combinations. Mark did this by skillfully combining Malachi 3:1 (influenced also by Exod. 23:20) and Isa. 40:3.[58]

ويقول كلينتون أرنولد:

Mark quotes from three texts: the law (Ex. 23:20 lxx), the greater prophets (Isa. 40:3), and the minor prophets (Mal. 3:1, the last of the prophets) to attest that God initiates the action.[59]

ويقول ديفيد جارلند:

This passage is the only place in Mark where the narrator tells us that Scripture is being fulfilled (the others are spoken only by Jesus). It comprises a mixture of texts from Exodus 23:20; Malachi 3:1; and Isaiah 40:3.[60]

ويقول جيمس إدوارد:

The quotation of 1:2–3 is identified as coming from the prophet Isaiah, although it is actually a tapestry of three OT passages.The reference to the sending of the messenger in v. 2 follows the first half of both Exod 23:20 and Mal 3:1[61]

 

 

 

ويقول جون كونستبل:

This quotation is a blend of words taken from the Septuagint version of Exodus 23:20, Malachi 3:1, and Isaiah 40:3. [62]

 

إذن نَستنتِج مِن كُل هَذا الكَم الهائِل أن القِديس مار مَرقُس قد مَزَجَ ثلاث إقتباسات في اقتباس واحد ووعهد في شكل اقتباسين فقط واحد وهو المذكور في الآية رقم 2 هذا بمُفردِهِ عِبارة عَن إقتباس من سفر الخروج لموسى النبي وإقتباس آخر من سفر ملاخي لملاخي النبي (أحد الانبياء الصغار أو اصغرهم من حيث النبوات عن المسيح) والآن علينا ان نقوم بفرض كل قراءة منهم ونرى هل لو هى الأصلية سيكون مار مرقس البشير قد أخطأ في نسب الأقتباس الى مصدره الصحيح ام لا.

 

الحالة الأولى: قراءة ” في أشعياء النبي “:

 

أحببت أن أبدأ بهذه القراءة لأنها هى المفضلة لدى الغالبية العظمى من الترجمات ومن النقاد ومن الترجمات الحديثة ومن المعترض نفسه ومن الادلة النصية المتوفرة الآن ولأنها ايضا – وهذا الأهم – القراءة الأصعب.

في الحقيقة هذا هو الجزء الذي تكلمت عنه في البداية وقلت عليه انه سيقلب الطاولة على المعترض تماماً حيث سيتحول ما نسبه الى القديس مار مرقس من الخطأ إلى اعجاز القديس مار مرقس في دقته المتناهية وبراعة مزج الإقتباسات وتفسيرها بالوحي لتدل على المدلول الحقيقي المُشار إله من العهد القديم الى قدوم رب المجد، فأرادوا ان ينفوا عصمة الروح القدس للكتبة اثناء الكتابة فأثبتوها، وهذا ما سنراه وبالدليل والبرهان.

 

 

 

 

 

 

لماذا ذَكرَ القِديس مَار مَرقُس أشعِياء النبي فَقط ولَم يُشِر إلى مَلاخِي والخُروج؟

 

Matt. 1:23a

Isaiah 7:14

John 12:38

Isaiah 53:1

Rom. 14:11a

Isaiah 49:18

Matt. 1:23b

Isaiah 8:8, 10

John 12:40

Isaiah 6:10

Rom. 14:11b

Isaiah 45:23

Matt. 3:3

Isaiah 40:3

Acts 7:49-50

Isaiah 66:1-2

Rom. 15:12

Isaiah 11:10

Matt. 4:15-16

Isaiah 9:1-2

Acts 8:32-33

Isaiah 53:7-8

Rom. 15:21

Isaiah 52:15

Matt. 8:17

Isaiah 53:4

Acts 13:34

Isaiah 55:3

1 Corin. 1:19

Isaiah 29:14

Matt. 12:18-20

Isaiah 42:1-3

Acts 13:47

Isaiah 49:6

1 Corin. 2:9

Isaiah 64:4

Matt. 12:21

Isaiah 42:4

Acts 28:26-27

Isaiah 6:9-10

1 Corin. 2:16

Isaiah 40:13

Matt. 13:14-15

Isaiah 6:9-10

Rom. 2:24

Isaiah 52:5

1 Corin. 14:21

Isaiah 28:11-12

Matt. 15:8-9

Isaiah 29:13

Rom. 3:15-17

Isaiah 59:7-8

1 Corin. 15:32

Isaiah 22:13

Matt. 21:5

Isaiah 62:11

Rom. 9:27-28

Isaiah 10:22-23

1 Corin. 15:54

Isaiah 25:8

Matt. 21:13

Isaiah 56:7

Rom. 9:29

Isaiah 1:9

2 Corin. 6:2

Isaiah 49:8

Mark 1:3

Isaiah 40:3

Rom. 9:33

Isaiah 8:14

2 Corin. 6:17a

Isaiah 52:11

Mark 4:12

Isaiah 6:9-10

Rom. 9:33

Isaiah 28:16

Galatians 4:27

Isaiah 54:1

Mark 7:6-7

Isaiah 29:13

Rom. 10:11

Isaiah 28:16

Hebrews 2:13a

Isaiah 8:17

Mark 11:17

Isaiah 56:7

Rom. 10:15

Isaiah 52:7

Hebrews 2:13b

Isaiah 8:18

Mark 12:32b

Isaiah 45:21

Rom. 10:16

Isaiah 53:1

1 Peter 1:24-25

Isaiah 40:6-8

Luke 3:4-6

Isaiah 40:3-5

Rom. 10:20

Isaiah 65:1

1 Peter 2:6

Isaiah 28:16

Luke 4:18-19

Isaiah 61:1-2

Rom. 10:21

Isaiah 65:2

1 Peter 2:8

Isaiah 8:14

Luke 4:18

Isaiah 58:6

Rom. 11:8

Isaiah 29:10

1 Peter 2:9a

Isaiah 43:20

Luke 8:10

Isaiah 6:9

Rom. 11:26-27a

Isaiah 59:20-21

1 Peter 2:9c

Isaiah 43:21

Luke 19:46

Isaiah 56:7

Rom. 11:27b

Isaiah 27:9

1 Peter 2:22

Isaiah 53:9

Luke 22:37

Isaiah 53:12

Rom. 11:34

Isaiah 40:13

1 Peter 3:14

Isaiah 8:12

John 1:23

Isaiah 40:3

John 6:45

Isaiah 54:13

 

 

أولاً: حسب موسوعة المصادر الكاثوليكيّة[63] فإن ملاخي مسجل له نبوتان وهم بالترتيب (ملاخي 1: 2،3) والتي ذكرها القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل رومية، (رومية 9: 13) وأما نبوة ملاخي الثانية وهي التي محل البحث الآن جاءت في (ملاخي 3: 1) والتي اقتبسها كل من القديس متى (متى 11: 10) والقديس مرقس (مرقس 1: 2) والقديس لوقا (7: 27)، أي أن كل نبوات ملاخي النبي عن المسا المُنتظر هم نبوتين فقط في حين أننا لو نظرنا الي نبوات اشعياء النبي سنجده قد تنبأ 68 مرة في الجدول الآتي:

 أي أن اشعياء النبي بمفرده له نصيب حوالي 20 % من نبوات العهد القديم كلها ولو قارنا نبوات ملاخي النبي بنبوات أشعياء النبي سنجد أن نبوات ملاخي النبي تعتبر 0.5 % من من نبوات العهد القديم أي أن نبوات اشعياء النبي عددها كبير جداً بمقارنتها بملاخي النبي كما أن هناك عامل مهم جداً وهو ان نبوات أشعياء النبي تتميز بدقة عجيبة جداً حتى أنه يروي النبوة وكأنه يعيش في العهد الجديد وفي مكان الحدث وكانه ينقل ما يراه بعينه في نفس اللحظة حتى ان اسمه الثاني هو ” النبي الإنجيلي ” كما يقول عنه قاموس الكتاب المقدس[64] وفي المقابل نجد النبوة الأولى لملاخي النبي (ملاخي 3: 1) هى عبارة عن إقتباس من سفر الخروج (الخروج 23: 20)، إذن فحتى نبوات ملاخي هى عبارة عن اقتباسات من اسفار قبلها ولذلك نجد نبوات النبي ملاخي بل والنبي ملاخي نفسه في ذكره في النبوات شبه مَعدوم، ولهذا ذكر القديس مار مرقس اشعياء النبي ولم يذكر أسم ملاخي لأنه من الأنبياء الصغار جداً إن لم يكن اصغرهم بالفعل، ولكن هل هذا الكلام بعد كل هذه الأدلة له ادلة حرفية في الكتاب المقدس؟، بالطبع نعم والدليل هنا هو من كتبة العهد الجديد أنفسهم، فنجد أن كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا عندما ذكروا نبوة ملاخي لم يذكروا اسمه مطلقاً بل على الأكثر أن متى ولوقا عندما ذكروا فقط نبوة ملاخي بمفردها لم يذكروا اسمه مع انها نبوة واحدة فقط وليس كما فعل مار مرقس واقتبس ثلاث نبوات، وتعالوا لنرى:

Mat 11:10 فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.

Luk 7:27 هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ!.

 

إذن فحتّى القِديس مَتى والقِديس لوقا عِندما ذَكَرا نِبُوة مَلاخي مُنفَرِدة لمَ يَذكُروا مَلاخي مِن الأساس بَل إكتفوا بِكتابة ” هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ ” ولم يَذكُروا إسمهُ بالرغمِ مِن أنهُ لا توجد هنا نبوة أُخرى لكي نقول أنهم هم ايضاً إختلط عليهم الأمر وأخطأوا ولم يكتِبوا المصدر الصحيح أو نسبوا نبوتين الى نبي واحد فيوجد نبي من الأساس هم لا يذكروه وليس فقط الى هذا الحد في إهمال ذكر إسم النبي ملاخي بل أن إسم هذا النبي لم يأت ولو مرة واحدة في كل العهد الجديد بأسفارِهِ !، وهذا يؤكد ان ملاخي النبي لا يَذكُره أي بَشير مِن الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) فمتى ومرقس ولوقا عندما ذكروا كلام ملاخي سواء عندما جاء منفرداً (متى ولوقا) أو عندما جاء ومعهُ نبوة اشعياء (مرقس) لم يذكروا ملاخي، فكما قلنا انه من اصغر الأنبياء في العهد القديم إن لم يكن اصغرهم، وهذا السبب كافي تماماً لإنهاء الشبهة وإقتلاعها من جزورها، ولكن أين الإعجاز الذي تحدثت عنه؟ يتبع تدريجياً ..

ودعونا بعدما أنهينا الأمر كُلَهُ مِن الكِتاب المُقدَس نَذكُرُ كَلامِ العُلَماءِ نَفسَهُ:

ويقول هارولد ويك:

Mark mentions only Isaiah because Isaiah was the prophet who spoke about the coming Savior in greater detail than any other Old Testament prophet.[65]

 

ويقول تشارلز كالديويل:

1:2 Quotes are from Mal. 3:1 and Isa. 40:3 but identified by the name of the major prophet, Isaiah.[66]

 

ويقول جيمس إدوارد:

Thus, the whole is attributed to Isaiah, who was considered the greatest of the prophets, and whose authority in the early church superseded that of both Exodus and Malachi.12 [67]

 

ويقول ديفيد جالرلند:

Mark certifies that the Torah (Exodus), the Major Prophets (Isaiah), and the Minor Prophets (Malachi) confirm what he is about to tell.6 Mark probably ascribes the entire quotation to Isaiah not to identify its source but because that prophet had special importance for him.[68]

ويقول جيمس إدوارد:

The gospel message continues a longer story stretching back to Isaiah. Mark quotes from three texts: the law (Ex. 23:20 lxx), the greater prophets (Isa. 40:3), and the minor prophets (Mal. 3:1, the last of the prophets).[69]

 

 

ويقول بروس بارتون:

Isaiah was one of the greatest prophets of the Old Testament and one of the most quoted in the New. The second half of the book of Isaiah is devoted to the promise of salvation. Isaiah wrote about the coming of the Messiah and the man who would announce his coming[70]

 

إلى هنا نكون قد إنتهينا من إثبات السبب الأول الذي جعل القديس مار مرقس يذكر اشعياء فقط ولا يذكر معه ملاخي .

ثانياً: عندما نريد أن نحكم على صحّة أو خطأ القديس مار مرقس في عزو الإقتباس إلى اشعياء النبي فقط لابد أن ندرس الزمن الذي عاش فيه هذا القديس وهل ما فعله هو أمر معروف وصحيح ام هو غريب وخاطيء، ولكي نبحر في هذا المبحث علينا ان ندرس عدّة نقاط، فمن المعروف او شبه المتفق عليه علمياً ان إنجيل مار مرقس هو اول إنجيل تمت كتابته وفي فجر المسيحية تعرضت لشتى انواع الإضطهادات بكل الأشكال والصور، فلو كان هذا الإقتباس به خطأ لكان استشهد به هؤلاء من يتربصون للمسيحية للفتك بها وبكل معتنقيها ولكن لأن هذا الإقتباس صحيح ولا يوجد به خطأ البتّة فلا نجد أن هذا قد حدث من الأساس، النقطة الأخرى وهى في غاية الأهمية ان القديس مار مرقس وُلِدَ وتربي وكبر في مجتمع يهودي صِرف بل وكانت أمة من أتباع الرب يسوع المسيح وبالتأكيد يعرفان جيداً العهد القديم بكل ما فيه وطريقة الإقتباس منه كيف تكون وكيف كانت ومن هنا نعرف أنه لكي نحكم على خطأ مار مرقس من عدمه لابد أن نبحث عن، هل هذا الإقتباس بهذا الشكل تم فعلا في أسفار العهد القديم أم لا؟، لكي نؤكد او ننفي الخطأ، ولكن لسوء حسن حظ المشكك فإن العهد القديم يخبرنا بأن هذه الطريقة في الإقتباس هي طريقة معروفة عند كتبة الوحي في العهد القديم وتم استخدامها بالفعل ولسوء حسن حظ المشكك أيضاً أنه في هذه المرة الإقتباس مشابة تماماً بل تقريبا مطابق لحالتنا هذه في انجيل مرقس، فإذا نظرنا الى ” (2اخبار 36: 21) لإِكْمَالِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا حَتَّى اسْتَوْفَتِ الأَرْضُ سُبُوتَهَا لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً ” سنجد أن هذا التحقيق هو تحقيق لثلاث نبوات أيضاً فالجزء الذي يقول ” اسْتَوْفَتِ الأَرْضُ سُبُوتَهَا .. كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا ” هو إتمام للنبوة التي تقول ” حينئذ تستوفي الارض سبوتها كل ايام وحشتها وانتم في ارض اعدائكم حينئذ تسبت الارض وتستوفي سبوتها (لا 26: 34) ” في سفر اللاويين الذي كاتبه هو موسى النبي (تماما كما هو في حالتنا هنا حيث ان الإقتباس الأول هو من الخروج الذي هو كاتبه موسى النبي أيضاً)، واما الجزء الثاني من تحقيق النبوة والذي يقول ” كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً ” هو تحقيق للمزيج بين النبوتين الموجودتين في سفر إرميا النبي وهى ” ويكون عند تمام السبعين سنة اني اعاقب ملك بابل وتلك الامة يقول الرب على اثمهم وارض الكلدانيين واجعلها خربا ابدية (ار 25: 12) ” وأيضاً ” لانه هكذا قال الرب اني عند تمام سبعين سنة لبابل اتعهدكم واقيم لكم كلامي الصالح بردكم الى هذا الموضع (ار 29: 10) ” وبالرغم من ان مصدر النبوات ليس واحد فهو مرة من سفر اللاويين لموسى النبي ومرة أخرى من سفر إرميا إلا انه ذكر مرجع واحد فقط وهو إرميا النبي، إذن طريقة الإقتباس من أكثر من مَصدر ونسب الإقتباس لمصدر واحد هي طريقة معروفة عند أنبياء العهد القديم كتبة الوحي المقدس ومرقس الرسول يعرفها بالتأكيد لانه يهودي صِرف[71] ولكن هذا ليس كل شيء بل يوجد المزيد، بعد أن تأكدنا ان طريقة عزو الإقتباس المركب إلى مصدر واحد هى طريقة كتابية يهودية صحيحة جداً سنتجه الى كتبة العهد الجديد انفسهم والذين هم كانوا يعيشون بتربية يهودية بسبب عامل وجودهم طيلة حياتهم في اليهودية وايضاً قبل كتابة اسفار العهد الجديد فهم يمثلون انتقال طريقة الإقتباس عبر تاريخ العهد القديم ووصولها الى العهد الجديد ومن سوء حسن الحظ للمشكك أنه ايضاً تم اقتباس الآيات الواردة في سفر زكريا وسفر إرميا النبي حيث ذكر القديس مار متى الإنجيلي البشير وقال ” 9 حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10 وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ (متى 27: 9، 10) ” فالآية رقم 9 مذكورة في سفر زكريا والآية رقم 10 مذكورة بالتفصيل في ثلاث مواضع في سفر إرميا، فنجد ذِكر الآية الأولى في سفر زكريا حيث جاء ” 12 فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة 13 فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخاري في بيت الرب. (زكريا 11: 12،13) ” وأما عن الآية الثانية فقد ذكرت بالتفصيل ثلاث مرات في سفر إرميا النبي وهى كالآتي، اولها في (إرميا 18: 2-12) وثانيها في (إرميا 19: 1-13) وثالثها في (إرميا 32: 6-9) فبالرغم من أن الإقتباس مركب من أكثر من مصدر (إرميا وزكريا) إلا اننا نجد القديس مار متى الإنجيلي البشير يخبرنا بإسم نبي واحد فقط وهو إرميا النبي، وعليه وبهذا قد تأكدنا بما لا يدع مجالاً للشك أن طريقة الإقتباس المُركب وعزو الإقتباس الى مصدر واحد فقط، هى طريقة معروفة وتم إتباعها في العهد القديم والعهد الجديد وأكّد على ذلك العلماء[72]، وكان هذا هو السبب الثاني الذي جعل البشير مار مرقس يعزو بالإقتباس الى مصدر واحد فقط من المصدرين الذين نقل عنهما النبوات.

ثالثاً: السبب الثالث هو سبب منطقي، وهو يتلخص في أن القديس مرقس اخبرنا انه سيقتبس من اشعياء النبي وقد كان، فما المخطأ إذن؟ هل كونه لم يذكر ملاخي النبي فيكون قد أخطأ؟ بالطبع لا لانه اساسا غير مجبر لذكر من لا يريد ذِكره وكما رأينا ان البشيريين متى ولوقا عندما اقتبسوا النبوة بمفردها ولم يكن معها نبوة اشعياء لم يذكرا ايضا ملاخي النبي فهل نعد هذا خطأ آخر؟، لكي ياتي انسان ويقول ان هذا خطأ عليه ان يثبت ان ما اقر واعترف به القديس مار مرقس وهو انه سيقتبس من اشعياء هو لم يحدث وان الإقتباسات التي اوردها مار مرقس ليست موجودة في اشعياء وهذا لم يحدث مطلقاً فالإقتباس موجود في اشعياء وعليه فلا يوجد شرط يجبر مار مرقس ان يذكر كل من اقتبس عنهم ويكفي انه يخبر انه اقتباس.

 

هكذا وبعد كل هذا رأينا ان القديس مار مرقس لم يخطيء البتة وان ما فعله هو الأسلوب المعروف عند اليهود وهو عبارة عن اقتباس مركب ينسبه الى احد الأنبياء .

 

 

 

الحالة الثانية: قراءة ” في الأنبياء “:

هذه القراءة تُعد هى الأسهل لمن لا يعرف طرق الإقتباس من العهد القديم ولهذا نجد صعوبة تقابل بعض العلماء في فهم كيف يكتب القديس مار مرقس قراءة ” في أشعياء النبي ” ويكون لم يخطيء ولعل هذا هو سبب المشكلة من الأساس وهو انه يوجد علماء ثقافتهم ضعيفة نسبياً قد شككوا ان قراءة ” في أشعياء النبي ” تجعل القديس مار مرقس مخطيء في الوحي لقلّة علمهم ومعرفتهم وبالتالي جاء الفريق الآخر من العلماء ورد عليهم فردوا بدورهم على ردودهم، إلى أن اصبح الموضوع وكأنه مشكلة، وفي هذا الجزء بعدما اثبتنا صحة ما قاله مار مرقس بكل الطرق في قراءة ” في اشعياء النبي ” ينذهب الى قراءة ” في الأنبياء ” .

 

والحل هو ابسط واسهل من السابق وهو يتلخص في أن لفظ ” الأنبياء ” لا يعني كتاباً محُدداً بل هو لفظ عام على كتاب النبي فلان وكتاب النبي فلان وكتاب النبي فلان فيكون اذن النص الذي يقول ” في الأنبياء ” يقصد به ” في كُتِب الأنبياء ” أي الأسفار المقدسة المكتوبة من الأنبياء وعندها يكون مار مرقس ايضاً لم يخطيء لان كل إقتباساته من كتب الأنبياء اي من سفر الخروج لموسى النبي وسفر أشعياء لأشعياء النبي وسفر ملاخي لملاخي النبي فهذا هو لفظ ” في الأنبياء .

 

يقول بروس بارتون:

By prophets, Mark means the so-called major and minor prophets of the Old Testament, specifically Malachi and Isaiah. Because early Christians had a great reverence for Scripture, and had only the Old Testament for their Bible, passages foretelling Jesus’ coming are regarded as strong proof of His divine identity. These prophecies relate especially to John’s activity.[73]

 

يقول الدكتور وليام إدِّي: والمراد بالأنبياء هنا كتاب نبوَّاتهم, لأن الشهادة من اثنين منهم, وهما ملاخي وإشعياء, مل 3/1 وأش 40/3, فجمع شهادتي هذين في شهادة واحدة مع أن أحدهما كان قبل الآخر بنحو 360 سنة, وعلة ذلك وحدة الموضوع.[74]

 

والآن علينا أن نقوم بإحصاء شامل في البشائر الأربعة لكلمة ” الانبياء ” لنعرف ماذا تعني تحديداً، فكلمة ” الأنبياء ” كإستشهاد جاءت في البشائر في متى 2/23, مرقس 1/2، يوحنا 6/45, أعمال 7/42, أعمال 13/40 , أعمال 15/15

 

وسوف ندرسهم الآن جميعاً:

النبوة: Isa 11:1 ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله

 Isa 11:1 ויצא חטר מגזע ישׁי ונצר משׁרשׁיו יפרה׃

 

تحقيقها: Mat 2:23 وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً.[75]

 Mat 2:23 ויבא וישב בעיר הנקראת נצרת למלאת הדבר הנאמר על־פי הנביאים כי נצרי יקרא לו׃

وهذا ما يقوله العالم ليرد هاريس:

In Isa 11:1, nēser is used in parallelism with another technical term (in the messianic promise doctrine), ḥōṭer “shoot.” Since both are said to go forth from the šōreš “root” or line of Jesse, obviously the prophet intends to refer to a key descendant of David who epitomizes all that the Lord has promised to David (II Sam 7:1ff.). The messianic character of this title is recognized in the Targum, rabbinical literature, and the Qumran material (cited in The Neẓer and the Submission in Suffering Hymn from The Dead Sea Scrolls edited by M. Wallenstein [Istanbul, 1957]). The use made of this title by Matthew in 2:23 to indicate why Jesus was called a Nazarene is similar. Gundry sees for Matthew’s use a double reason: the phonetic correspondence of this title in Isa 11:1 with the town of Nazareth as a play on words and the lowliness motif of Isa 11:1.[76]

 

حَيثُ أنَ كَلِمة ” ناصِرة ” هى في الأصل ” נצרי ” وجذرها بالعبرية هو ” נצר، nâtsar ” تعني في الأصل ” غُصن ” كما يقول العالم ويليام باركلي[77] ويقول قاموس براون العبري[78] وهذا ما يقوله القاموس العبري الآرامي [79] ويقول العالم جيمس سوانسن في القاموس الرائع ” قاموس لغات الكتاب المقدس ” [80]

وسريعاً سأضع مجموعة أخرى من القواميس والمعاجم لتأكيد كلامنا:

 

נֵצֶר [netser /nay·tser/] [81]n m. From 5341 in the sense of greenness as a striking colour; TWOT 1408a; GK 5916; Four occurrences; AV translates as “branch” four times. 1 sprout, shoot, branch (always fig.).

 נֵצֶר nêtser, nay’-tser; from 5341 in the sense of greenness as a striking color; a shoot; fig. a descendant:— branch.[82]

נֵצֶר netser (666a) ; from 5341; a sprout, shoot:— branch(3), descendants(1).[83]

 

ولعدم الإطالة نقول الخلاصة أن لفظ ” في الأنبياء ” دل هنا على تحقيق نبوة النبي أشعياء فلنكمل ..

 

النبوة: Joh6:45 إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ.

تحقيقها: Isa 54:13 وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا.

 Jer 31:34ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين: [اعرفوا الرب] لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب. لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد.

وهنا نلاحظ أن الإقتباس مركب من سفر اشعياء ومن سفر إرميا ومع ذلك أشار اليهم بلفظ ” في الأنبياء ” تماما كما فعل القديس مار مرقس الرسول ..

 

 

النبوة: Isa 54:13 وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا.

 Jer 31:34ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين: [اعرفوا الرب] لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب. لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد.

تحقيقها: Joh6:45 إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ.

 

النبوة: Amo 5:25 هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل؟26 بل حملتم خيمة ملكومكم وتمثال أصنامكم نجم إلهكم الذي صنعتم لنفوسكم.

تحقيقها: Act 7:42 فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ السَّمَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ: هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 43 بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مُولُوكَ وَنَجْمَ إِلَهِكُمْ رَمْفَانَ التَّمَاثِيلَ الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا لَهَا. فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ.

النبوة: Hab 1:5 «انظروا بين الأمم وأبصروا وتحيروا حيرة. لأني عامل عملا في أيامكم لا تصدقون به إن أخبر به.

تحقيقها: Act13:40-41فَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ مَا قِيلَ فِي الأَنْبِيَاءِ: 41 اُنْظُرُوا أَيُّهَا الْمُتَهَاوِنُونَ وَتَعَجَّبُوا وَاهْلِكُوا لأَنَّنِي عَمَلاً أَعْمَلُ فِي أَيَّامِكُمْ عَمَلاً لاَ تُصَدِّقُونَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ بِهِ».

 

النبوة: Amo 9:11 «في ذلك اليوم أقيم مظلة داود الساقطة وأحصن شقوقها وأقيم ردمها وأبنيها كأيام الدهر.

 Amo 9:12ليرثوا بقية أدوم وجميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا.

تحقيقها: Act 15:15-17 وَهَذَا تُوافِقُهُ أَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 16 سَأَرْجِعُ بَعْدَ هَذَا وَأَبْنِي أَيْضاً خَيْمَةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ وَأَبْنِي أَيْضاً رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَةً 17 لِكَيْ يَطْلُبَ الْبَاقُونَ مِنَ النَّاسِ الرَّبَّ وَجَمِيعُ الْأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ الصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ.

وبعد أن رأينا أن مصطلح ” في الأنبياء ” هو للدلالة على ما كُتِبَ بِواسِطة هَؤلاء الأنبياء نستكمل الادلة الكتابية بصورة أوضح قليلاً ..

فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء (مت 7: 12)

كان الناموس والانبياء الى يوحنا ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه اليه (لو 16: 16)

فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة

(يو 1: 45)

و بعد قراءة الناموس والانبياء ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين ايها الرجال الاخوة ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا (اع 13: 15)

و لكنني اقر لك بهذا انني حسب الطريق الذي يقولون له شيعة هكذا اعبد اله ابائي مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والانبياء (اع 24: 14)

و اما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء (رو 3: 21)

إذن من كل هذا نتاكد أن لفظ الأنبياء يعني كُتب الأنبياء أنفسهم كما اثبتنا … وعليه فالقديس مار مرقس الرسول لم يخطيء أيضاً لأن الإقتباس المركب مأخوذ من ثلاثة أنبياء هم موسى النبي وملاخي النبي واشعياء النبي …

 

وبهذا نصل إلى النتيجة النهائية للقديس مار مرقس الرسول وهى انه قام بعمل إعجازي ليس به خطأ البتة لأنه معصوم في كتابته للوحي، كما بينّا أيضاً أن أي قراءة منهم سواء كانت ” في أشعياء النبي ” او سواء كانت ” في الأنبياء ” فإن مار مرقس لم يخطيء سواء كانت القراءة ” في الأنبياء ” ام كانت القراءة ” في أشعياء النبي ” فالقديس العظيم مار مرقس يكتب بالروح القدس …

 

الجزء القادم هو عبارة عن شرح كيف قام القديس مار مرقس الرسول بدمج الثلاثة إقتباسات في نبوة واحدة وكيف فسر بالروح القدس الثلاث إقتباسات ليوضح النبوة المسيانية من العهد القديم وكشفها حرفياً في العهد الجديد، ولكن يلزم الآن ان اذكر شيء للمعترض، ان اعتراضه لا معنى له ولا اصل من الأساس فهو يعترض على تحويل بعض الضمائر من الثلاث إقتباسات الى ضمائر أخرى لتوضيح النبوة ومعناها الحقيقي وقد نسى ان الثلاث كتاب أصحاب النبوة نفسها (موسى، ملاخي، أشعياء) يكتبون بالروح القدس ما يمليه عليهم وايضاً ان صاحب اقتباس النبوة (مرقس الرسول) يكتب بالروح القدس، وعليه فالمصدر واحد وهو ليس موسى النبي ولا ملاخي النبي ولا اشعياء النبي ولا مار مرقس الرسول بل هو الروح القدس وحده الذي كتب في العهد القديم والعهد الجديد فبأي منطق وحق يعترض على الكتاب الحقيقي للأربعة كُتّابِ؟ أونسى هذا قول الكتاب المقدس الذي يقول ” عالمين هذا اولا ان كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص 21 لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس “؟ ولكن لأجل الرد على كل ما اثير نقوم بشرح مبسرط لما فعله القديس مار مرقس لدمج الإقتباسات كلها في إقتباس واحد بهذا الإعجاز الرهيب، فالذي حاول الطعن في وحي الروح القدس للقديس مار مرقس واراد القول انه لا يكتب بالروح القدس وبالتالي فقد أخطأ، ولكنه بدون أن يدري أكد وسيؤكد، كما سنرى، انه يكتب بالروح القدس الذي يعصمه ، فقد أكد على صدق واعجاز كتابنا المقدس وكتبة وحيه.

 

 

  • دَمج الإقتباسات وصِياغة الآيات:

 

في البداية لابد أن نضع الثلاث نصوص من العهد القديم ولكل نص الثلاث ترجمات لتسهيل الفهم والترجمات هى بالترتيب، العربية، العبرية، اليونانية، وبعدها سنقوم بتوضيح الأعجاز الذي فعله القديس مار مرقس لتفسير النبوة بالروح القدس .

 

  • النص الأول (الخروج 23: 20):

 

Exo 23:20 «ها انا مرسل ملاكا امام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك الى المكان الذي اعددته.

 Exo 23:20הנה אנכי שׁלח מלאך לפניך לשׁמרך בדרך ולהביאך אל־המקום אשׁר הכנתי׃

Exo 23:20 Καὶ ἰδοὺ ἐγὼ ἀποστέλλω τὸν ἄγγελόν μου πρὸ προσώπου σου, ἵνα φυλάξῃ σε ἐν τῃ̂ ὁδῳ̂, ὅπως εἰσαγάγῃ σε εἰς τὴν γη̂ν, ἣν ἡτοίμασά σοι.

 

  • النص الثاني (ملاخي 3: 1):

 

Mal 3:1 هئنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي. ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به. هوذا يأتي قال رب الجنود.

 Mal 3:1הנני שׁלח מלאכי ופנה־דרך לפני ופתאם יבוא אל־היכלו האדון אשׁר־אתם מבקשׁים ומלאך הברית אשׁר־אתם חפצים הנה־בא אמר יהוה צבאות׃

Mal 3:1 ἰδοὺ ἐγὼ ἐξαποστέλλω τὸν ἄγγελόν μου, καὶ ἐπιβλέψεται ὁδὸν πρὸ προσώπου μου, καὶ ἐξαίφνης ἥξει εἰς τὸν ναὸν ἑαυτου̂ κύριος, ὃν ὑμει̂ς ζητει̂τε, καὶ ὁ ἄγγελος τη̂ς διαθήκης, ὃν ὑμει̂ς θέλετε, ἰδοὺ ἔρχεται, λέγει κύριος παντοκράτωρ.

 

 

  • النص الثالث (أشعياء 40: 3):

 

Isa 40:3 صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب. قوموا في القفر سبيلا لإلهنا.

 Isa 40:3קול קורא במדבר פנו דרך יהוה ישׁרו בערבה מסלה לאלהינו׃

 

 

Isa 40:3 φωνη βοωντος εν τη ερημω ετοιμασατε την οδον κυριου ευθειας ποιειτε τας τριβους του θεου ημων.

 

 

قام القديس مار مرقس الرسول بالروح القدس بدمج الإقتباسات بطريقة أقرب إلى الإعجاز ولم يكتفي بهذا فقط بل أيضاً قام بالروح القدس بتفسير المقصد الحقيقي من النبوات ففي الجزء الأول من تحقيق النبوة قام بإقتباس الجزء ” ἰδοὺ ἐγὼ ἀποστέλλω τὸν ἄγγελόν μου πρὸ προσώπου σου ” من الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم وفي الجزء الثاني قام بإقتباس الجزء ” ופנה דרך ” من النص العبري، هذا بخصوص الآية رقم 2 والتي هي مزيج من سفر الخروج وسفر ملاخي النبي وأم الأية رقم 3 فهي اقتباس شبه حرفي من سفر اشعياء النبي مباشرة وتحديداً من الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم ” φωνη βοωντος εν τη ερημω ετοιμασατε την οδον κυριου ευθειας ποιειτε τας τριβους του θεου ημων ” وهذا ما قاله جون والفورد[84] وايضاً ما قالته مورنا د. هوكار [85].

 

و أكمل جون والفورد قائلاً:

Under the Holy Spirit’s guidance Mark gave those Old Testament texts a messianic interpretation by altering “the way before Me” (Mal. 3:1) to Your way, and “the paths of our God” (Isa. 40:3, LXX) to paths for Him. Thus the speaker, I, was God who will send His messenger (John) ahead of You (Jesus) who will prepare Your (Jesus‘) way. John was a voice urging the nation of Israel to prepare (pl. verb) the way for the Lord (Jesus) and to make straight “paths for Him” (Jesus). The meaning of these metaphors is given in John’s ministry (Mark 1:4-5).[86]

وليس هذا فحسب بل أن القديس مار مرقس الرسول قد أذهلنا عندما اكد هذا الكلام تاريخياً فمن المعروف علمياً انه عند قدوم اي ملك او إمبراطور الى مكان ما فإنه يُرسل أمامه رسول ليهيء الطريق أمامه وليهيء الشعب لقدوم المَلك (اي امام وجهه) وهذا نفس ما قاله وُرين ويسب بالحرف، فإنه قال:

 

In ancient times, before a king visited any part of his realm, a messenger was sent before him to prepare the way. This included both repairing the roads and preparing the people. By calling the nation to repentance, John the Baptist prepared the way for the Lord Jesus Christ. Isaiah and Malachi join voices in declaring that Jesus Christ is the Lord, Jehovah God. [87]

 

 

شيء أخير في هذا الجزء أريد أن أوضحه، وهو جزء قد أثاره المعترض لقدم إلمامه باللغات القديمة ومعانيها، وهو عبارة عن أن كلمة ” ملاك ” تساوي كلمة ” رسول ” فهي في العبرية تُقرأ ” מלאך ” وتُنطق ” mal’âk ” وفي اللغة اليونانية تُقرأ ” ἄγγελος ” وتُنطق ” angelos ” وهذا كلام أكبر قواميس ومعاجم اللغة:

 

  1. ἄγγελος, ου, ὁ as one sent to tell or bring a message messenger; (1) of persons messenger, envoy, one sent (MK 1.2); (2) of divine messengers and agents of God angel (LU 1.26); (3) of demonic powers as Satan’s messengers (evil) angel (MT 25.41); (4) specifically in RV 1.20; 2.1, 8, 12, 18; 3.1, 7, 14 probably minister, one overseeing a group of believers under Jesus’ supervision, messenger[88]
  2. ἄγγελος ággelos; aggélou, masc. noun. Messenger, one sent to announce or proclaim.

(I) A messenger, one who is sent in order to announce, teach, perform, or explore anything.

 (II) An angel, a celestial messenger, a being superior to man.[89]

  1. ἄγγελος , ου m angel; messenger, one who is sent [90]

 

  1. ἄγγελος (angelos), ου (ou), ὁ (ho): masc.; ≡ DBLHebr 4855; Str 32; TDNT 1.74—1. LN 33.195 messenger (Mt 11:10; Mk 1:2; Lk 7:24, 27; 9:52; 2Co 12:7; possibly Rev 2–3); 2. LN 12.28 angel, i.e., a class of being that is a servant of the Lord, and functions as a messenger (Mt 1:20; Lk 1:28 v.r.; 22:43 v.r.) [91]
  2. ἄγγελος, ου, ὁ angelos messenger, angel [92]

 

وايضاً يوجد الكثير جداً من القواميس والمعاجم التي تؤكد هذا نصاً ولكن لن اثقل على القاريء بها ونكتفي فهذه فقط .

إلى هنا نكون قد إنتهينا من الجزء العلمي للرد على الشبهة في كل زواياها

والآن سأقوم بإقتباس بعض من كلام المعترض حرفياً والرد عليه أو إظهار الخطأ فيه من الأساس .

 

يقول:

ممكن اعتبار أن الترجمات الأخرى (عدا البولسية) استبدلت عبارة “أمام وجهك” ب “قدامك” وبذلك تكون قد حذفت كلمة “قدامك” التي وضعتها ترجمة الفاندايك في نهاية النص, أو نستطيع اعتبار أن الترجمات الأخرى قَدَّمَت كلمة “قدامك” التي تضعها ترجمة الفاندايك في نهاية النص وبذلك تكون قد حذفت عبارة “أمام وجهك”. أياً كان الأمر, فهناك اختلاف واضح

والرد:

سبحان يهوه العظيم ! نعم يا سادة هناك إختلاف في التراجم العربية وهذا الإختلاف العظيم جداً والجوهري والقاصم والمفجع والخفي والذي إحتجنا ان يوضحه لنا المعترض هو تقديم وتأخير كلمة في النص !!، نعم يا سادة، هذا هو الأمر الذي إستشكل عليه فهمه ويجعله محل إعتراض!، صدقوني إنه يذكرني بإنسان يعترض لأجل الأعتراض، بالله عليكم هل هذا المعترض سمع ولو لمرة طيلة حياتة عن أنواع التراجم؟وكيف تتم الترجمة؟!!

 

يقول:

من الغريب والعجيب أن جميع الترجمات الحديثة تضع كلمة “أنا” (ها أنا أرسل, هاءنذا أرسل, أنا أبعث, ها أناذا أرسل), رغم أن المقابل اليوناني لها (ἐγὼ) غير موجود إلا في النص المستلم !

والرد:

بالطبع هذا سيظل غريباً وعجيباً لأن كلامك خاطيء من الأساس ! ألم تفكر ولو للحظة كيف أن جميع الترجمات تضعها؟

بالطبع يا سادة هذا الكلام خاطيء تماماً ويعرف هذا من له حظ الفهم وقبلها حظ النظر وقبلهم حظ البحث وقبلهم حظ الأمانة العلمية فالضمير الأول (المتكلم) ” انا “، ” ἐγὼ ” موجود في أقدم واقوى الشواهد اليونانية مثل א B D K L P W Θ Π Φ 700* 2427 2766 al it vg syrp coppt Irenaeuslat والنسخ النقدية للعهد الجديد مثل نسخة تشيندروف كما أن الأناجيل المتوازية جميعا تضعها كما أن هذا الضمير موجود في الترجمة السبعينية للعهد القديم، فما الإعتراض بالظبط؟

 

يقول:

أثناسيوس الرسولي الذي قام بتحديد قانون العهد القديم والجديد, قام بتفصيل الكتب اليهودية التي يستطيع المسيحي أن يعتبرها من وحي الله, فما هي هذه الكتب؟

والرد:

بالطبع هذا شيء من التدليس لانه لا يمكن أن يكمن جهلاً لبساطة المعلومة فالقديس أثناسيوس الرسولي هو من القرن الرابع والقديس مار مرقس في القرن الأول فما علاقة ما يكتب في القرن الأول بما يكتب في القرن الرابع؟!! حقيقي، لا اعرف !

 

يقول:

أما بخصوص عادة كتبة الأسفار المزعومة, فالواقع يخالف ذلك الادعاء تماماً (يقصد الإدعاء بأن ذكر ” أشعياء ” فقط هو لانه ابرز نبي في مسألة النبوات) , فهناك نصوص كثيرة جداً تذكر أن عبارة مُعَيَّنة قالها إشعياء أو أنها مكتوبة في إشعياء أو ما شابه ذلك, وفي جميع هذه الإشارات نجد أن الكلام دائماً في سفر إشعياء النبي

والرد:

في الواقع لو ضحكت على هذا الكلام وقائله الى ان اذهب الى المسيح يهوه القدير فلا أكون قد أنهيت الضحك ! والسبب في هذا كله هو ذلك الكلام، فهذا العالم الجهبذ يأتي بالتفسير التطبيقي الذي يقول ان ذِكر ” اشعياء ” بواسطة القديس مار مرقس الرسول على انه المصدر كان لأنه من الأنبياء البارزين مقارنة بموسى النبي وملاخي النبي في عدد النبوات ووضوحها وبعد ذلك يأتي بإستشهاد العهد الجديد نفسه بالنبوات المكتوبة في سفر أشعياء ويريد ان يجعل كتبة الأناجيل ان ينسبوها لمصادر أخرى !!

بكلمات اخرى اذا كان مجرد ذكر اشعياء النبي بجانب موسى النبي وملاخي جعل مار مرقس يذكر اشعياء فقط ولا يذكر موسى ولا ملاخي بالرغم من ان الإقتباس مركب منهم جميعا، فكم وكم وكم عندما يكون الإقتباس من اشعياء النبي نفسه؟ أيريد ان الإقتباس الموجود في أشعياء النبي ان ينسب الى غير اشعياء النبي؟ يا له من عجب هذا الزمان !!!

بكلمات ابسط عامية جداً، طبعا لازم الكلام المذكور في اشعياء يتم نسبه الى اشعياء النبي لأنه موجود فعلا في اشعياء وايضا لان اشعياء اشهر الأنبياء واوضحهم في النبوة، فكان عليك ايها الناصح العالم الجهبذ الفذ ان تأتي بإقتباسات اخرى ليست في اشعياء اساسا لأنه هو نفسه المشهور فهل انت تعقل ما تكتب أم مجرد الإعتراض لأجل الإعتراض؟

بكلمات أخرى، أمال انت عايز الكلام الموجود في اشعياء تلاقيه فين؟ في سفر الرؤيا؟!!!!!

 

يقول:

لماذا يكون هناك استثناءً في نص مرقس 1/2

والرد:

اين الإستثناء؟

 

يقول:

نجد في نص الخروج كلمة “أنا” مرة أخرى, فسواء اعتقد المسيحي أن كاتب إنجيل مرقس اقتبس من الخروج أو من ملاخي, فإنه أسقط كلمة “أنا” وهذا تأكيد لإضافتها فيما بعد في مخطوطات إنجيل مرقس

والرد:

لا يقل هذا الكلام إلا فاقد للوعي، فطالما أن ” انا ” مذكورة في ملاخي والخروج وموجودة في أقدم واقوى الشواهد وفي كل القوائم وفي النص البيزنطي وفي نسخة تشيندروف النقدية فكيف تكون مضافة !؟ عجبي ! يقول هذا مضاف وهذا اصيل بكلام لا علاقة له بالعلم لا من قريب ولا من بعيد !، يجب عليك إحترام القاريء وعقله الواعي وليس التدليس عليه .

 

يقول:

إذن, النصف الثاني من العدد الثاني ليس له نظير مطابق في العهد القديم !

والرد:

هذا عن الترجمة السبعينية اليونانية لهذا الجزء ولهذا قال العلماء انه مأخوذ من النص العبري وليس من الترجمة عنه كما اشرنا سابقا الى مصادر الإقتباسات ودمج الآيات ..

 

يقول:

هكذا إذاً تكون الأمور واضحة, كاتب الإنجيل قام بتحريف النصوص النبوية حتى تصلح لأن تكون نبوات لمن سيبشر بيسوع ! يا له من اعتراف رائع جداً ومنطقي للغاية, ولعل هذا يوضح لنا لماذا قامت الترجمات بتحريف بسيط في الترجمة, فقد استخدموا كلمة “رسولي” بالرغم أن العبارة اليونانية (τὸν ἄγγελόν) والكلمة العبرية (מלאכי) غالباً ما تترجم إلى ملاك وليس إلى رسول. ولكن كاتب الإنجيل يريد بهذه التحريفات والتغييرات في النصوص النبوية أن يعطي نبوة من العهد القديم توضح قدوم يوحنا المعمدان قبل المسيح عليه السلام, ويوحنا المعمدان ليس ملاكاً, بل رسولاً نبياً, ولذلك قامت الترجمات باستخدام كلمة “رسولي” بدلاً من “ملاكي”. جميع التحريفات لها معنى ومغزى !

والرد:

يا راجل؟! تصدق ولا خدت بالي؟!، ما كل هذه المغالطات؟

عمركم شفتوا كاتب وحي بيحرف !؟ اللي نعرفه ان كاتب الوحي مصدره الروح القدس سواء كان مرقس او موسى او ملاخي او اشعياء، فعندما يقوم الروح القدس في العهد الجديد بتفسير نبوة في العهد القديم فهل هذا تحريفاً، كان عليك ان تظهر بالوجه الحقيقي وتقول انا لا اقبل كلام الكتاب المقدس لأنه حقيقي وهذا يهدم إيماني تماماً بدلا من ان تلف وتدور في هذه الحلقة ! أما عن جهلك المدقع والمفجع فهو في عدّة نواحي في مسألة ” ملاك “، من قال أن الكلمة اليونانية والعبرية لا تعني ملاك؟ ومن قال انها نفسها لا تعني رسول؟ أليس من الواجب الرجوع للمعاجم المتخصصة بدل من أخذ مكان ليس مكانك والكلام بما لا تعرف؟، نعم يا سادة كما اثبتنا منذ قليل فأن الكلمة العبرية واليونانية تترجم الى ملاك وتترجم ايضا الى رسول فأين التحريف؟ بس جميل موضوع ان كاتب البشارة بالروح القدس بيحرف كلام كاتب النبوة بالروح القدس ! وعجبي !!

 

يقول:

هل يفرق مع المسيحي أن يكون أستيريوس كافراً أو لا؟ المسلم لا ينقل إلا من الثقة الثبت صاحب العقيدة السليمة, أما عند المسيحيين فينقلون من أي شخص, حتى لو كان مجهولاً أو كافراً !

والرد:

بالطبع هذا هراء لا مثيل له، ومن عدّة جوانب، فالجانب الأول هو ان المسيحي يفرق معه من ينقل عنه حتى ولو كان من الآباء فحتى الآباء قد أفرزنا الأخطاء التي وقعوا فيها، مثل أوريجانوس واغسطينوس وغيرهم من المعاصريين، فكيف ننقل عن الكفار؟ ومن هم؟ هذا كان من الجانب الأول فأما الجانب الثاني فهو بحق أضحوكة أخرى، لان ما علاقة تأريخ ظهور النص في القرن كذا وكذا بكون مقتبس النص كافرا او ملحدا أو حتى مسلماً هل هذا سيفرق في التأريخ؟ فلو كان قديساً فالنص يؤرّخ في زمنه ولو كان هرطوقياً فالنص يؤرخ في زمنه أيضاً فما علاقة النقل التاريخي والإستشهاد تاريخياً بكتابة شخص بكون المنقول عنه قديس ام هرطوقي؟!

 

يقول:

كلام جيروم هذا في غاية العجب, واقتناع وايتني به أعجب وأغرب ! كيف لجيروم أن يعتقد بأن اسم إشعياء هو تحريف للنص من قِبَل النُسَّاخ, ثم يقوم بوضع التحريف في نسخته اللاتينية الفولجاتا؟

والرد:

الإجابة بسيطة جداً لمن يعقلها وهي أن القديس جيروم أميناً جداً وينقل بكل وضوح وشفافية بغير تغير في اي شيء فبرغم انه يعرف ان قراءة ” في الأنبياء ” هى الأصلية إلا انه مادام ينقل نص، نسخة عن نسخة، فرأيه وضعه في تعليقه على النص أما حينما يأتي ليُترجم النص نفسه إلى الفولجيت (الفولجاتا) اللاتينيّة فتعليقه يبعده عن الترجمة ويترجم ما يراه أمامه ولا يغيره فإن كان مقتنع تمام الإقتناع أن الأصل هو ” في الأنبياء ” ولديه من الادلة ما يكفي ويزيد وقام بالتغيير أثناء الترجمة فيكون قد حرّف النص وهذا ما لم يحدث لأنه أمين في نقله، فهل تعقل كل هذا؟ أم مجرد ناقل لا دارس وتريد القديس جيروم ان يحرف النص كما ارد ان يُكتَب النص المأخوذ من أشعياء النبي إلي غيره !؟ فلسنا لدينا البَلوة المسماه بعلم الرجال، علم الجرح والتعديل والذي كل شيء به مختلف عليه هذا يضعف حديث حسب الهوى وهذا يصحح نفس الحديث حسب الهوى، وتجد حكم المحدث على حديث أنه ضعيف لوجود فلان في سنده ووعند وجود نفس الشخص في سند حديث آخر تجد الحديث صحيح ! وعجبي ..

يقول:

ثم أننا قمنا بعرض اقتباس سابق لجيروم عندما قال أن عبارة مرقس غير صحيحة, حيث أن كلمات ملاخي ليست موجودة في إشعياء

والرد:

بالطبع هذا تدليساً لن أدعه يمَُر، فالقديس جيروم لم يقل أبداً أن عبارة البشير مار مرقس خاطئة، ولكنه قال أن عبارة النبي ملاخي غير موجودة في أشعياء، فهل هذه مشكلة؟ هل من المنطقي أن نجد عبارة ملاخي في أشعياء !؟ عجبي !، ولو تأملت في كلام القديس جيروم مرة أخرى بتركيز لعرفت مدى كِبر الخطأ الذي وقعت فيه فهو قال ” هذا الاقتباس مُكَوَّن من اثنين من الأنبياء؛ ملاخي كما نقول وإشعياء. بالنسبة للجزء الأول “ها أنا أرسل رسولي أمام وجهك, الذي سيُعد لك الطريق”. موجود في نهاية ملاخي. أما الجزء الثاني:”صوت شخص يصرخ … الخ” نقرأه في إشعياء. فعلى أي أساس قام مرقس بوضع هذه الكلمات في بداية كتابه: “كما كُتب في إشعياء النبي، ها أنا أرسل رسولي ..” في حين أنه، وكما قلنا, ليس مكتوباً في إشعياء على الإطلاق، ولكنه في ملاخي, آخر الأنبياء الإثنى عشر؟ دعوا هذا المُفْتَرِض الجاهل يرد على هذا السؤال إن استطاع, وسأطلب وقتها العفو لكوني مخطئاً.[93]

القديس جيروم يقول حرفياً ” وكما قلنا ” أي كما قلنا انه مكون من مكانين مختلفين، فهذا هو الإشكال الذي وضعه القديس جيروم أمام المُفْتَرِض الجاهل ليرد عليه إن إستطاع، وكما بينّا إجابة هذا السؤال فلماذا تدلس وتقول أنه قد قال بخطأ القديس مار مرقس؟

 

يقول:

هل من الممكن أن يقوم شخصٌ بتغيير “الأنبياء” إلى “إشعياء النبي” وهو يعلم أن الاقتباس الموجود بعده مباشرة ليس من إشعياء؟

والرد:

طبعا من الممكن بل إنه من الطبيعي والمتوقع جداً أيضاً وذلك ليعُطي تحديداً لمَكان النُبوة بالضبط أي كنوع تفسيري.

 

يقول:

يا صديقي العالم دانيال

والرد:

صراحة قد ترددت كثيراً في نوع التعليق على هذه الكلمات؟ فلست متأكد على غير العادة من مقصده من هذه الكلمات أهو الفخر؟ أم المزاح؟ أم النسيان لمرتبة هذا العالِم؟ وايضا قد تحيرت كثيراً في نوع العليق، فكلامه مثير للسخرية بشكل غير معقول، فبرغم كل هذه المغالطات والبتر والتدليس والإخفاء وقلة وعدم الفهم يدعو عالم مثل دانيال والاس ب ” صديقي “، فمن أي جهة أنت صديقه؟

 

 

بعض النصوص القرآنية بعين النقد..

 

في هذا الجزء من البحث سنرد على بعض شطحات المعترض التي تكلم فيها أثناء البحث وحاول ان يقارن الكتاب المقدس العظيم بالقرآن فنجده يقول على سبيل المثال:

 

” قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء: 82], هذه الآية تعطينا منهجاً نستطيع تطبيقه على أي كتاب من الكتب, والهدف من هذا المنهج هو اكتشاف ما إذا كان هذا الكتاب من عند الله أم لا “

 

 وأيضاً يقول:

” ويقول الله جلا وعلا في مُحكَم التنزيل عن القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فُصِّلَتْ], وقد فَسَّر الإمام الطبري هاتين الآيتين فقال: وقوله: {وَإنَّهُ لَكِتاب عَزِيزٌ} يقول تعالى ذكره: وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كلّ من أراد له تبديلاً، أو تحريفاً، أو تغييراً، من إنْسّي وجِنّي وشيطان مارد. (…) وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: معناه: لا يستطيع ذو باطل بكيده تغييره بكيده، وتبديل شيء من معانيه عما هو به، وذلك هو الإتيان من بين يديه، ولا إلحاق ما ليس منه فيه، وذلك إتيانه من خلفه. “

 

وسأكتفي بهذه الإقتباسات فقط من بحثه لنرى – وفقاً لكلامه – هل القرآن من عند الله ام لا ولن اطيل في الشواهد ليرى الجميع كم هو بسيط وسهل وواضح وهيّن كشف ان القرآن كتاب من عند غير الله ..

 

 

 

 

 

الأختلاف الأول:

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (الاسراء 23)

 

يقول سيد قطب في تفسيره لهذا النص: ” فهو أمر بتوحيد المعبود بعد النهي عن الشرك . أمر في صورة قضاء . فهو أمر حتمي حتمية القضاء . ولفظة { قضى } تخلع على الأمر معنى التوكيد، إلى جانب القصر الذي يفيده النفي والاستثناء { ألا تعبدوا إلا إياه } فتبدو في جو التعبير ظلال التوكيد والتشديد “[94]

 

و يقول القشيري: ” أمَرَ بإفراده- سبحانه – بالعبادة، وذلك بالإخلاص فيما يستعمله العبدُ منها، وأن يكون مغلوباً باسيلاء سلطانِ الحقيقةِ عليه بما يَحْفَظُه عن شهودِ عبادته . ” [95]

 

ويقول البقاعي: ” { وقضى } أي نهاك عن ذلك وأمر { ربك } أي المحسن إليك أمراً حتماً مقطوعاً به ماضياً لا يحتمل النزاع ” [96]

 

ويقول السمرقندي: ” قوله: { وقضى رَبُّكَ } يعني: أمر ” [97]

 

و يقول حقي ” { وقضى ربك } اى امر كل مكلف امرا مقطوعا به فضمن قضى معنى امر وجعل المضمن اصلا والمضمن فيه قيدا له لان المقضى يجب وقوعه ولم يقع من بعض المخاطبين التوحيد . “[98]

 

ويقول النيسابوري: ” { وقضى ربك } أي أمر أمراً جزماً وحكم حكماً قطعاً “[99]

 

و يقول مقاتل: ” { وقضى رَبُّكَ }، يعنى وعهد ربك ” [100]

 

 

الكلمة الملونة باللون الأحمر يوجد بها إختلاف نَصّي

يقول إبن عباس: ” { وقضى رَبُّكَ } أمر ربك ” [101]

 

 

يقول إبن عادل في تفسيره الرائع: ” القضاءُ: الحكم الجزم البتُّ الذي لا يقبل النسخ؛ لأنَّ الواحد منا، إذا أمر غيره بشيءٍ لا يقال: قضى عليه، فإذا أمره أمراً جزماً، وحكم عليه بذلك على سبيل البتِّ والقطع، فها هنا يقال: قضى عليه “[102]

 

يقول الماوردي: ” { وقضى ربُّك ألاّ تبعدوا إلاّ إياه } معناه وأمر ربك “[103]

يقول فخر الدين الرازي: ” البحث الأول: القضاء معناه الحكم الجزم البت الذي لا يقبل النسخ . والدليل عليه أن الواحد منا إذا أمر غيره بشيء فإنه لا يقال: إنه قضى عليه، أما إذا أمره أمراً جزماً وحكم عليه بذلك الحكم على سبيل البت والقطع، فههنا يقال: قضى عليه ولفظ القضاء في أصل اللغة يرجع إلى إتمام الشيء وانقطاعه .” ويكمل تفسيره فيقول فيه ” البحث الثاني: قد ذكرنا أن هذه الآية تدل على وجوب عبادة الله تعالى وتدل على المنع عن عبادة غير الله تعالى وهذا هو الحق، وذلك لأن العبادة عبارة عن الفعل المشتمل على نهاية التعظيم ونهاية التعظيم لا تليق إلا بمن يصدر عنه نهاية الإنعام، ونهاية الإنعام عبارة عن إعطاء الوجود والحياة، والقدرة والشهوة والعقل، وقد ثبت بالدلائل أن المعطي لهذه الأشياء هو الله تعالى لا غيره، وإذا كان المنعم بجميع النعم هو الله لا غيره، لا جرم كان المستحق للعبادة هو الله تعالى لا غيره ” [104]

يقول الخازن:” { وقضى ربك } أي وأمر ربك . قاله ابن عباس:وقيل معناه وأوجب ربك. وقيل: معناه الحكم والجزم “[105]

 

يقول الزمخشري: ” { وقضى رَبُّكَ } وأمر أمراً مقطوعاً به “[106]

 

يقول إبن عطيّة: ” { قضى } في هذه الآية هي بمعنى أمر وألزم وأوجب عليكم وهكذا قال الناس، وأقول إن المعنى { وقضى ربك } أمره { ألا تعبدوا إلا إياه } وليس في هذه الألفاظ الأمر بالاقتصار على عبادة الله فذلك هو المقضي لا نفس العبادة، وقضى في كلام العرب أتم المقضي محكماً، والمقضي هنا هو الأمر “[107]

 

يقول إبراهيم القطان: ” قد امر الله تعالى بعبادته باخلاص واكد ان لا نبعد غيره “[108]

يقول أسعد حومد: ” قَضَى رَبُّكَ – أَمَرَ وَأَلْزَمَ وَحَكَمَ “[109]

يقول سيد طنطاوي: ” { وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ وبالوالدين إِحْسَاناً . . } .

قال القرطبى ما ملخصه: { قضى } أى: أمر وألزم وأوجب . . .

والقضاء يستعمل فى اللغة على وجوه، فالقضاء بمعنى الأمر، كما فى هذه الآية والقضاء بمعنى الخلق كقوله { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } يعنى خلقهن، والقضاء بمعنى الفراغ من الشئ، كقوله { قُضِيَ الأمر الذي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } أى فرغ منه .

والقضاء بمعنى الارادة . كقوله – تعالى -: { إِذَا قضى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . . } والمعنى: لقد نهى ربك عن الاشراك به نهيا قاطعا، وأمر أمرا محكما لا يحتمل النسخ، بأن لا تعبدوا أحدا سواه، إذ هو الخالق لكل شئ، والقادر على كل شئ، وغيره مخلوق وعاجز عن فعل شئ إلا بإذنه – سبحانه – .

فالجملة الكريمة أمر لازم لإِخلاص العبادة لله، بعد النهى عن الإِشراك به فى قوله – تعالى -: { لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إلها آخَرَ . . } وقد جاء هذا الأمر بلفظ { قضى } زيادة فى التأكيد، لأن هذا اللفظ هنا يفيد الوجوب القطعى الذى لا رجعة فيه، كما أن اشتمال الجملة الكريمة على النفى والاستثناء – وهما أعلا مراتب القصر – يزيد هذا الأمر تأكيدا وتوثيقا “[110]

يقول السعدي: ” { وَقَضَى رَبُّكَ } قضاء دينيا وأمر أمرا شرعيا “[111]

يقول الزحيلي: ” قَضى رَبُّكَ حكم وأمر أمرا مقطوعا به “[112]

 

من كل هذا نعرف بما لا يدع مجالا للشك أن ” الله ” في القرآن أمر أمراً قطعياً واجب النفاذ فيه نفي وإستثناء وتأكيد على عبادته فقط وهذا الأمر أمر قطعي لا رجعة فيه، أمراً لازماً جزماً مقطوعاً به، يتلخص قوة هذا الأمر وقوة كلمة ” قضى في النصوص التالية ” بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) البقرة ” و” قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) آل عمران ” و” مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) مريم ” و” هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) غافر ” أي ان ” الله ” في القرآن عندما يقول عن نفسه انه ” قضى ” فإين هذا الأمر المقضي به سيحدث سيحدث بلا أدنى شك لأنه سيقول ” كن ” فيكون وعليه اتساءل أنا وأقول، نعرف أن ليس كل البشر يعبدون الله وبخاصة الله الإسلامي (أي كما جاء في القرآن) فهناك من يعبدون المسيح (يهوه) وهناك من يعبدون يهوه ولا يعترفون بالمسيح (اليهود) وهناك من يعبدون بوذا وهناك من يعبدون الشمس والجبال والبقر والنار والشيطان نفسه وهناك من لا دين لهم من الأساس وهناك الملحد الذي لا يعترف بوجود ما يسمى إله من الأساس !، فإذا كان ” الله ” الإسلامي هو الإله المعبود بح وهو الإله الحق وهو قال انه قد ” قضى ” فلماذا لا يعبده كل هؤلاء من البشر؟!

مهلاً يا صديقي المسلم وصديقي المسيحي، لو ظننت ان هذه الإشكالية هى أكبر ما أرمي إليه فانت بالتأكيد مخطيء فما سنعرضه الآن هو أكبر شيئاً ما، فما رأيك صديقي المسلم في أن هذه الكلمة التي جعلت القرآن في مشكلة تصب في إلهه كلمة غير صحيحة، وليست من أصل القرآن، أي ان القرآن الذي بين يديك اليوم هو قرآن مُبَدّل ومُغيّر ومحُرّف عن ما ألفه نبي الإسلام، مهلاً يا صديقي المسلم، ما قلته الآن ليس من كلامي بل من كلام أمهات الكتب الإسلامية المعتمدة إسلامياً ومِن أهم الصَحابة والتابعين وأهل السلف ولكن قبل أن نستعرض الأدلة أريد التذكير بما قرأناه أعلاه وهو أن هذا أمراً لازما محكم لا نسخ فيه فتخيلوا ان هذا الأمر الذي يقول فيه علماء الإسلام أنه لا نسخ فيه هو اساساً تحريف أي ان التحريف هذا من محُكمات القرآن! وها هى الأدلة الدالة على ان كلمة ” وقضى ” ليست هى الأصلية في القرآن ولكنها كلمة دخيلة على متن القرآن وكلمة مُحرّفة:

 

يقول الحاكم النيسابوري[113]: ” روى الضحاك وسعيد بن جبير وميمون بن مهران عن ابن عباس أنه كان الأصل في هذه الآية « ووصى ربك » وبه قرأ علي وعبد الله فالتصقت الواو (و) بالصاد (ص) فقرىء: { وقضى ربك } ” [114]

كما رأينا فإن الذي بين ايدينا الآن ليس هو الأصل بل انه محُرّف ومُزَوّر عن ما كان موجود فالأصل هو ” وصى ” وليس ” قضى ” وأن ما بين ايدينا الآن من القرآن هو خطأ نسخي حيث تم دمج حرف الواو مع حرف الصاد فتغيرت الكلمة من ” وصّى ” إلى ” قضى ” ولعل هذا هو ما أدى إلى المشكلة الأولى وهى انه وفقاً إلى التحريف ” وقضى ” فإن إلله في القرآن قد خدعكم ولم يستطع تنفيذ القضاء الذي قضى به ولم يصبح بعد يقول ” كن ” فيكون ” فمن الأفضل على المسلمين ان يرجعوا القرآن إلى أصله وينزعوا منه التحريفات ويضعوا بدلاً منها الأصل ” ووصّى ” .

يقول السمرقندي: ” { وقضى رَبُّكَ } يعني: أمر { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } أي أمر ربك ألا تطيعوا أحداً إلا إياه، يعني: إلا الله تعالى يعني: لا تطيعوا أحداً في المعصية وتطيعوا الله في الطاعة، ويقال لا تحدوا إلا الله . وفي قراءة ابن مسعود[115] وَوَصَّى رَبُّكَ ألا تطيعوا إلاَّ إيَّاهُ ” [116]

يقول الألوسي: ” أخرج أبو عبيد . وابن منيع، وابن المنذر . وابن مروديه من طريق ميمون بن مهران عنه (ابن عباس) رضي الله تعالى عنه أنه قال: أنزل الله تعالى هذا الحرف على لسان نبيكم { ووصى * رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إياه } فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس { وقضى رَبُّكَ } ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد، وأخرج مثل ذلك عنه جماعة من طريق سعيد بن جبير . وابن أبي حاتم من طريق الضحاك ورويت هذه القراءة عن ابن مسعود . وأبي بن كعب رضي الله تعالى عنهما أيضا ” [117]

يقول إبن عبد السلام: ” { وَقَضَى } أمر « ع » قال الضحاك: كانت في المصحف « ووصى » فألصق الكاتب الواو بالصاد فصارت وقضى[118]

يقول ابن عادل: ” روى ميمون بن مهران عن ابن عبَّاس – رضي الله عنه – أنه قال في هذه الآية: كان الأصلُ: « ووصَّى ربُّكَ »، فالتصقت إحدى الواوين بالصَّاد، فصارت قافاً فقرئ « وقَضَى ربُّكَ »” [119]

يقول الماوردي: ” كان ابن مسعود وأبيّ بن كعب يقرآن { ووصى ربك } قاله الضحاك، وكانت في المصحف: { ووصى ربك } لكن ألصق الكاتب الواو فصارت { وقضى ربك } .” [120]

يقول فخر الدين الرازي: ” روى ميمون بن مهران عن ابن عباس أنه قال: في هذه الآية كان الأصل ووصى ربك فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرىء: { وقضى رَبُّكَ } ” [121]

يقول الخازن: ” وحكي عن الضحاك أنه أنه قرأها ووصى ربك وقال: إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصار قافاً وهي قراءة علي وابن مسعود ” [122]

يقول الزمخشري: ” وقرىء: «وأوصى» وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «ووصى»[123]

يقول ابن عطية: ” في مصحف ابن مسعود « ووصى ربك » وهي قراءة أصحابه، وقراءة ابن عباس والنخعي وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وكذلك عند أبي بن كعب، وقال الضحاك تصحف على قوم وصى ب « قضى » حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف . ” [124]

ويقول الطبري: ” وفي حرف ابن مسعود:(وَصَّى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) “[125]

 

وبعد أن اوضحنا بالمراجع الإسلامية ومن أقوال كبار الصحابة وحفاظ القرآن من رسول الإسلام نفسه وأثبتنا أن الأصل هو ” ووصّى ” فلماذا يبقى المسلم في قرآنه على التحريف والتبديل والتزوير ولا يُرجعه الى الأصل كما كان مع العلم أن قراءة ” قضى ” تجعل إله القرآن ليس إلها من الأساس وتعصف بالقرآن وبالإسلام كله وتؤدي غلى الإعتراف انه ليس بدين لان البشر لا يعبدون إله القرآن وحده بل هناك اساسا من لا يعبدون الله ! فكما قالت أمهات التفاسير ” ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد ” و” ولو كان على القضاء ما عصى الله أحدٌ قط؛ لأنَّ خلاف قضاء الله ممتنعٌ ” وغيرها من أمهات الكتب والتفاسير المعتمدة عالمياً لأهل السُنّة، والآن بعد أن عرضنا المشكلة الأولى والمشكلة الثانية في الإختلاف الأول، سنذهب مرة أخرى إلى المراجع الإسلامية لنتعرف على نتيجة هذا الجزء الصغير من البحث من فم أمهات الكتب نفسها:

يقول النيسابوري: وضعف هذا القول بأنه يوجب تجويز وقوع التحريف والتصحيف في القرآن

ابن عادل: هذا القول بعيدٌ جدًّا؛ لأنه يفتح باب أنَّ التحريف والتغيير قد تطرق إلى القرآن، ولو جوَّزنا ذلك، لارتفع الأمانُ عن القرآن، وذلك يخرجه عن كونه حجَّة، وذلك طعنُ عظيمٌ في الدِّين .

فخر الرازي: واعلم أن هذا القول بعيد جداً لأنه يفتح باب أن التحريف والتغيير قد تطرق إلى القرآن، ولو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن القرآن وذلك يخرجه عن كونه حجة ولا شك أنه طعن عظيم في الدين .

إبن عطيّة: ذكر أبو حاتم عن ابن عباس مثل قول الضحاك، وقال عن ميمون بن مهران: إنه قال إن على قول ابن عباس لنوراً، قال الله تعالى { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك } [ الشورى: 13 ] ثم ضعف أبو حاتم أن يكون ابن عباس قال ذلك، وقال لو قلنا هذا لطعن الزنادقة في مصحفنا.

وكما رأينا أن المسيحي ينقل الموضوع كله من الألف إلى الياء من أمهات الكتب والمراجع الإسلامية المعتمدة والتي تُدرس ويرجع لها الأساتذة الكبار فضلاً عن التلاميذ وكما رأينا أن المسيحي مجرد ناقل لما في الكتب ولا يتكلم من هواه ولا يفتري بل يتسائل من أمهات الكتب والمراجع الإسلامية وبالدليل والبرهان فأرجوك يا صديقي المسلم لا تدع غيرك يقرر مصيرك الأبدي ففكر وارجع بنفسك الى هذه المراجع وتأكد بنفسك، هل هذا الكلام صحيح ام انه من تأليفي وبعدها ضع الأمر نصب عينيك وفكر فيه جيداً وقرر بنفسك ما تحب أن تكون فيه من الحياة الأبدية. فكما رأيت، وسترى، أن القرآن محُرف مُبَدّل عن ما كان عليه فضلاً عن كونه من الله أصلاً وكما ذكر المعترض وقال ” قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء: 82], هذه الآية تعطينا منهجاً نستطيع تطبيقه على أي كتاب من الكتب, والهدف من هذا المنهج هو اكتشاف ما إذا كان هذا الكتاب من عند الله أم لا ” ومن قبله الإله الذي تعبده فأنه قرر أن الكتاب الذي يكون فيه إختلافات كثيرة يكون من عند غير الله كما أثبتنا بالمراجع الإسلامية المعتمدة، فماذا تنتظر؟!

 

الأختلاف الثاني:

لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

 

هذه آية كانت في القرآن على أيام رسول الإسلام ولكنها ليست موجودة في القرآن الحالي الذي وصل الي يد المسلم اليوم، فإنها محذوفة، وغير موجودة، ودعونا نتذكر، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء: 82]، وكالعادة المسيحي لا ينقل إلا من أمهات الكتب والمراجع الإسلامية ليكشف للمسلم البسيط ما أخفاه عنه أخاه المسلم والشيوخ وقالوا له أن القرآن محفوظ من الله وقالوا له أن ” الذِكر ” هو القرآن وأن النص القرآني عندما قال ” وإنا له لحافظون ” كان يتكلم عن حفظ الذِكر وكليهما خطأ فالذكر كما جاء في القرآن ليس هو القرآن او على الأقل ليس هو القرآن فقط بل يدخل معه جميع الكتب التي سبقته وأضاً ” وإنا له لحافظون ” لا تتكلم عن الذِكر من الأساس بل على نبي الإسلام ولكني يأتكلم في النقدة الأولى والخاصة ب ما هو الذكر لكي لا أُطيل لأدخل سريعاً في النص القرآني الذي كان موجود أيام نبي الإسلام وهو غير موجود الآن في مصحف المسلمين:

  • سورة الأنبياء رقم الآية 105: وَلَقَد كَتَبنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ

سأكتفي بهذه لأنها واضحة ولا تقبل التأويل إلا ان الذكر ليس هو فقط القرآن، وعليه لو اعتبرنا، جدلاً، أن ” وإنا له لحافظون ” تعود على الذِكر فهذا إعتراف صريح من القرآن أن الكتاب المقدس كله محفوظ بدون الدخول في اي مناقشات بل وأكثر من ذلك فإنه يهدم الإسلام جملة وتفصيلاً لأن الكتاب المقدس والقرآن لا يجتمعا أبداً في خط عام وطالما الكتاب المقدس غير محرف فما الحاجة للقرآن من الأساس؟ وهكذا يبطل الدين كله بأبسط الطرق ولكن ليس هذا الآن موضوعنا، ولكن موضوعنا هو الآية التي كانت على أيام محمد في القرآن والآن ليست بين يد المسلمين ولا يعرف عنها المسلم أي شيء، وكالعادة الكلام ليس من لدنا بل من أمهات المراجع الإسلامية والاحاديث والتفاسير لأن هذه سِمة المسيحي الذي يدعوه كتابه فيقول له ” فتشوا الكتب ” على عكس القرآن الذي يقول ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ” المائدة: 101:

 

  1. بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة . فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن . فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم . فاتلوه . ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم . كما قست قلوب من كان قبلكم . وإنا كنا نقرأ سورة . كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة . فأنسيتها . غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا . ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . كنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات . فأنسيتها . غير أني حفظت منها: { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون } . فتكتب شهادة في أعناقكم . فتسألون عنها ييوم القيامة.

الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1050

خلاصة حكم المحدث: صحيح

  1. لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب
    الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6436
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب . وقال لنا أبو الوليد: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي قال: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: { ألهاكم التكاثر { .
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6439
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
  3. لو أن لابن آدم واديين من مال لأحب أن يكون معهما ثالث ولا يملأ نفسه إلا التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 3432
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
  4. إن الله أمرني أن أقرأ عليك، فقرأ عليه: } لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب }، فقرأ فيها: إن ذات الدين عند الله: الحنيفية المسلمة، لا اليهودية ولا النصرانية، من يعمل خيرا، فلن يكفره، وقرأ عليه: ولو أن لابن آدم واديا من مال، لا بتغى إليه ثانيا، ولو له ثانيا، لابتغى إليه ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب
    الراوي: أبي بن كعب – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3793
  5. لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضه، لبتغى إليهما آخر ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب .
    الراوي: زيد بن أرقم المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند – الصفحة أو الرقم: 354
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالثا، ولا يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 2337
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
  7. لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 10/247
    خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي وهو ثقة‏‏
  8. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة لو أن لابن آدم واديا من ذهب لابتغى إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي – خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح غير صبيح أبي العلاء وهو ثقة‏‏ – المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 10/247
  9. عن زيد قال كنا نقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديين وفي لفظ لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة وفي لفظ أو في فضة لابتغى إليه آخر ولا يملأ بطن بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: زيد بن ثابت المحدث: السخاوي – المصدر: الأجوبة المرضية – الصفحة أو الرقم: 1/183
    خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات
  10. لو كان لابن آدم واديان من مال وفي رواية: من ذهب لابتغى [ واديا ] ثالثا،، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب
    الراوي: جمع من الصحابة المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – لصفحة أو الرقم: 2907
    خلاصة حكم المحدث: متواتر
  11. لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: زيد بن أرقم – خلاصة الدرجة: رجاله ثقات‏‏ – المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 10/246
  1. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه , أتيناه يعلمنا مما أوحي إليه , فجئته ذات يوم فقال: إن الله عز وجل يقول إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واد من ذهب لأحب أن يكون له ثان ولو كان له الثاني لأحب أن يكون لهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب .

الراوي: أبو واقد الليثي – خلاصة الدرجة: إسناده صحيح – المحدث: العراقي – المصدر: تخريج الإحياء – الصفحة أو الرقم: 3/293

  1. جاء رجل إلى عمر رحمه الله يسأله فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس ثم قال له عمر كم مالك قال أربعون من الإبل قال ابن عباس قلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب فقال عمر ما هذا قلت هكذا أقرأنيها أبي قال فمر بنا إليه قال فجاء إلى أبي فقال ما يقول هذا قال أبي هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفأثبتها في المصحف قال نعم

الراوي: العباس بن عبد المطلب – خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح – المحدث: الهيثمي – المصدر: مجمع الزوائد – الصفحة أو الرقم: 7/144

  1. عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب } قال وقرأ فيها: إن الدين عند الله الحنيفية السمحة . . . وقرأ عليه: لو أن لابن آدم واديا من مال . . . ويتوب الله على من تاب

الراوي: زر بن حبيش – المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 262/11

خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

  1. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا وقرأ فيها إن الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعمل خيرا فلن يكفره وقرأ عليه لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا تراب ويتوب الله على من تاب

الراوي: أبي بن كعب – خلاصة الدرجة: حسن – المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3898

  1. إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه: { لم يكن الذين كفروا } وقرأ فيها إن الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية، من يعمل خيرا لن يكفره . وقرأ عليه لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا، ولو كان ثانيا لابتغى إليه ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

الراوي: أبي بن كعب – خلاصة الدرجة: حسن – المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند الصفحة أو الرقم: 3

  1. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة لو أن لابن آدم واديا من ذهب لابتغى إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلى التراب ويتوب الله على من تاب
    الراوي: بريدة – خلاصة الدرجة: إسناده جيد – المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 3/15
  2. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا وقرأ فيها إن الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعمل خيرا فلن يكفره وقرأ عليه لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا تراب ويتوب الله على من تاب

الراوي: أبي بن كعب – خلاصة الدرجة: حسن – المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3898

  1. عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب }قال وقرأ فيها: إن الدين عند الله الحنيفية السمحة . . . وقرأ عليه: لو أن لابن آدم واديا من مال . . . ويتوب الله على من تاب
    الراوي: زر بن حبيش – خلاصة الدرجة: إسناده جيد – المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 262/11
  2. عن أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب . . . . } قال وقرأ فيها إن الدين عند الله الحنيفية السمحة . . . وفيه وقرأ عليه لو كان لابن آدم واد لابتغى إليه ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب

الراوي: أبي بن كعب – خلاصة الدرجة: إسناده جيد – المحدث: السخاوي – المصدر: الأجوبة المرضية – الصفحة أو الرقم: 1/177

  1. إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه: (لم يكن الذين كفروا)، وقرأ فيها: ” إن ذات الدين الحنيفية المسلمة، لا اليهودية، ولا النصرانية، وإلا المجوسية، من يعمل خيرا فلن يكفره ” وقرأ عليه: ” لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا، ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا ” إلخ [ قال: ثم ختمها بما بقي منها [

الراوي: أبي بن كعب – خلاصة الدرجة: إسناده حسن – المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 2908

 

 

 

مما سبق يتضح بكل جلاء أن هذه الآية كانت في القرآن وكان محمد رسول الإسلام بنفسه يقرأها في الصلاة وقرأها ثلاثمائة رجل من خيار أهل البصرة وأن الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري يقرأها بل ووصى أهل البصرة أنهم سيسألون عنها يوم القيامة، وأن الصحابي الكبير انس بن مالك يعرفها وقال انه يقرأها من القرآن وأن زيد بن أرقم الصحابي المعروف كان يقرأها على عهد رسول الإسلام وأيضاً الصحابي الكبير زيد بن ثابت ومثله الصحابي سعد بن أبي وقاص وأيضاً بريدة بن الحصيب بن عبد الله وأستكمالاً للصحابة للتأكيد أن الآية من القرآن ولا بلا شك يعرفها ايضاً أبو واقد الليثى المدنى بل وأكثر من هذا فإين العباس بن عبد المطلب عم رسول الإسلام نفسه يقرأها بل وقد ثبتها في المصحف بعد موافقة عمر بن الخطاب وأيضاً يعرفها الصحابي أبي بن كعب وأيضاً أبيه وزر بن حبيش [126] وهو من كبار التابعين، فلماذا لا نجد هذه الآية اليوم في القرآن الذي بين أيدينا؟

الأحاديث صحيحة والرواة أكبرهم الصحابة الكبار وأصغرهم كبار التابعين والشيخ الألباني قال ” متواتر ” والآية ليست منسوخة ولا في عصر رسول الإسلام ولا من بعده في عصر الصحابة مثل عمر بن الخطاب مثلاً ولننظر مرة أخرى إلى الأسماء:

 

  • بريدة بن الحصيب الأسلمي
  • أبو واقد الليثي
  • زيد بن أرقم
  • العباس بن عبد المُطلب
  • أنَس بن مالك
  • عبد الله بن عباس
  • أبي موسى الأشعري
  • أبي بن كعب
  • جابر بن عبد الله الأنصاريّ
  • سعد بن أبي وقاص
  • عائشة
  • كعب بن عياض الأشعري
  • زر بن حبيش
  • زيد بن ثابت

 

فما المطلوب أكثر من هذا؟ هل يوجد أكبر من هذه الأسماء معرفة بالقرآن والسنة والسيرة وتفاصيل حياة رسول الإسلام؟

 

 

كلمةٌ إلىَ صَدِيقي المُسلِم

 

حياتك فرصة واحدة، لا مجَال فيها للتجربةِ ولا مجال فيها فيها أن تتركُ نَفسِكَ ليقودك غَيرُكَ فأنتَ وُلِدتُ مُسلماً فإدرس إسلامِك جيداً، إدرسِهُ بعيداً عن الثقافاتِ والمَوروثاتِ وما تَعَلمتَهُ منذ صباك، وعندما تدرسه إبعد الإيمان المبني على لا شيء وابحث بنفسك وراء كل معلومة تجِدها إلى أن تتصل إلى الحقيقة التي أرجوها إليك وبسببها كان هذا البحث، من أجلك أنت، لك عقل، فإعمل به فأنت اليوم هنا والغد لا نعرف أين ستكون هل في المكان الذي قيل عنه أنه فيه ” وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ (الرؤيا 21: 4) ” فكر في أقصى ما يغريك به الإسلام إن أصبحت مُسلِم ملتزم بكل ما أمرك به ستجد أنه يغريك بحور العين والولدان المخلدون ووَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا أَيْ نَوَاهِد يَعْنُونَ أَنَّ ثَدْيهنَّ نَوَاهِد لَمْ يَتَدَلَّيْنَ لِأَنَّهُنَّ أَبْكَار عُرْب أَتْرَاب وأنهار لبن وعسل، وبعدها مباشرة فكر هل كل هذه الاشياء لا يمكن أن يحصل عليها رجل ثري جداً؟ بالطبع يحصل عليها وأكثر منها بمراحل فهل هذا يعلوا على الإسلام؟

قد أثبتنا أن القرآن مُحَرّف ومُبَدّل ومُغيّر، يا صديقي , يجب أن تَتَّبِع الدليل, اجعل الدليل يقودك إلى العقيدة, وليس العكس، العقيدة الى الدليل، لا أن تطعن في الدليل من أجل عقيدة التي من المفروض من الأساس أنها تكون مأخوذه من الأدلة ! هكذا المسيحي الذي يبني عقيدته على الأدلة, وليس كالذين يحرفون ثم يختارون السور والآيات ويتركون ما يشاءون منها، عَيْبٌ أن نُكَذِب كتبة القرآن والصحابة والتابعين وعلم الحديث من أجل الهروب من مشكلة تواجهنا, وتريد أن ترينا الحق، بل من الأفضل والأصلح أن نعترف بالمشكلة ونواجهها, وندرسها، ثم نبحث عن الكتاب الذي فيل عنه: ” السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول “(مت 24: 35)، وأيضاً ” لأني ساهر على كلمتي لأجريها ” (ار1: 12)، وفي نهاية هذا البحث أقول لك ما قاله الله نفسه ” اشهد عليكم اليوم السماء والارض قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك (تث 30: 19) ”

في نهاية البحث رأينا كيف أن القديس مار مرقس الرسول قام بعمل إعجازي لا يقوم به إلا إنسان يكتب بالروح القدس ومعصوم عن الخطأ في الوحي ويهودي حتى النخاع.

† Molka Molkan†

4 / توت / 1727

14 / سبتمبر / 2010

 

 

« إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ »

 

 

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا

(لو 21: 15)

 

 

[1] Bruce Metzger & Bart Ehrman: The Text Of The NT – Its Transmission, Corruption, and Restoration – Page 246. In the earlier manuscripts of Mark 1.2, the composite quotation from Malachi (3.1) and from Isaiah (40.3) is introduced by the formula “As it is written in Isaiah the prophet.” Later scribes, sensing that this involves a difficulty, replaced εν τω ησαια τω προφητη with the general statement εν τοις προφήταις.

[2] Bruce Metzger: A textual commentary on the Greek New Testament, second edition a companion volume to the United Bible Societies’ Greek New Testament (4th rev. ed.) (Page 62). London; New York: United Bible Societies. The quotation in verses 2 and 3 is composite, the first part being from Mal 3.1 and the second part from Is 40.3. It is easy to see, therefore, why copyists would have altered the words “in Isaiah the prophet” (…) to the more comprehensive introductory formula “in the prophets.”

[3] Biblical Studies Press. (2006; 2006). The NET Bible First Edition. The “Isaiah” reading has a better external pedigree in every way. It has the support of the earliest and best witnesses from all the texttypes that matter. Moreover it is the harder reading, since the quotation in the first part of the verse appears to be from Exod 23:20 and Mal 3:1, with the quotation from Isa 40:3 coming in the next verse. The reading of the later mss seems motivated by a desire to resolve this difficulty.

[4] Bruce Terry: A Student’s Guide to New Testament Textual Variants, The Gospel According to Mark V. 1:2. The quotation in verses 2 and 3 is from two scriptures: the first part is from Malachi 3:1 and the second part is from Isaiah 40:3. Thus it is likely that copyists changed the reference to make it more general.

[5] David R. Palmer: Holy Bible, A Translation From The Greek – Mark 1:2. It is easy to understand why copyists would want to change the text to the more inclusive “the prophets,” but not easy to understand why they would want to change it the other direction.

[6] Wieland Willker: A Textual Commentary on the Greek Gospels – Vol. 2 Mark – Bremen, online published 7th edition 2010 – TVU 2 – 2. Difficult variant NA27 Mark 1:2. If Isaiah was originally in Mk, it might have been changed to “in the prophets” because the first part is from Malachi and only the second part is from Isaiah. This is the traditional explanation of the NA reading. Perhaps it was a reaction to Porphyry’s assault ? (NA probably original after weighting the witnesses).

[7] Marvin R. Vincent: A History Of The TC Of The NT – Page 80. The correct reading in Mark 1:2 is (εν τω ησαια τω προφητη) “in Isaiah the prophet;” but it is apparent that some scribe found it difficult or impossible to account for the fact that the quotation from Isa. 40:3, “The voice of one crying,” etc., is preceded by a quotation from Mal. 3:1, “Behold I send my messenger” etc. ; and accordingly substituted (ἐν τοῖς προφήταις) “in the prophets.”

[8] Bratcher, R. G., & Nida, E. A. (1993 , c1961). A handbook on the Gospel of Mark. Originally published: A translator’s handbook on the Gospel of Mark, 1961. UBS handbook series; Helps for translators (Page 5). New York: United Bible Societies. Text Instead of tō E̅saia tō prophētē ‘Isaiah the prophet’ of all modern editions of the Greek text, Textus Receptus has tois prophētais ‘the prophets’: this late reading is an obvious correction which a scribe introduced into the original text because the first O.T. passage quoted by Mark is not from Isaiah but from Malachi 3.1.

[9] Gould, E. P. (1922). A critical and exegetical commentary on the Gospel according to St. Mark (Page 4). New York: C. Scribner’s sons. ἐν τοῖς προφήταις.—There is no doubt that this is a correction of the original, to meet the difficulty of ascribing the double quotation from Malachi and Isaiah to Isaiah alone. The reading of all the critical texts is εν τω ησαια τω προφητη.

[10] Philip W Comfort: NT Text And Translation Commentary – Page 93 Various scribes, aware that Mark was citing more than one prophet in the following verses (1:2-3), changed “Isaiah the prophet” to “the prophets” (so TR and KJV).

[11] Brooks, J. A. (2001, c1991). Vol. 23: Mark; The New American Commentary (Page 39). Nashville: Broadman & Holman Publishers. “Isaiah the prophet” (40:3) supplies only that part of the quotation in v. 3. The part in v. 2 is from Mal 3:1, perhaps with an allusion to Exod 23:20 as well (the same word means angel and messenger). As a result many medieval scribes substituted “in the prophets.” This reading is found in the KJV and NKJV, which are based on the medieval Greek text rather than on the earliest and now regarded best manuscripts as is the NIV.

[12] Wayne C. Kannaday: Apologetic Discourse And The Scribal Tradition, Evidence Of The Influence Of Apologetic Interests On The Text Of The Canonical Gospels – Page 65. Commentators routinely report the variant reading to be the result of someone who recognized the defective attribution of a composite quotation to a single prophet and repaired it.

[13] Ibid. Consider the case of Mark 1:2. Variation in the manuscripts occurs with regard to attribution of the prophetic citation, whether the text is said to be located “in Isaiah the prophet” or more generally “in the prophets.” The disputed portion of the verse reads, καθως γεγραπται εν τω ησαια τω προφητη v.l. εν τω ησαια τω προφητη ….What follows is, in fact, a composite quotation consisting of material from Malachi 3:1 and Exodus 23:20, as well as Isaiah 40:3. Textual critics generally recognize the erroneous attribution to Isaiah as the “original” reading and the “correction” to be the product of scribal amendment.

[14] Benjamin B. Warfield: An Introduction To The TC Of The NT – Page 95. Examples of corrections for clearing up historical difficulties may be found in the change of “Isaiah the prophet” into “the prophets” in Mark 1:2.

[15] S. W. Whitney: The Revisers’ Greek Text – A Critical Examination Of Certain Readings, Textual And Marginal, In The Original Greek Of The NT – Volume I – Page 172, 173. The expression, ” in the prophets,” is somewhat indefinite. It may have seemed unsatisfactory to some early scribe. So, in order to give it definiteness, or perhaps simply to make Mark correspond with Matthew, he would naturally change “in the prophets” to “in Isaiah the prophet,” as Matthew has it in iii. 3.

[16] S. W. Whitney: The Revisers’ Greek Text – A Critical Examination Of Certain Readings, Textual And Marginal, In The Original Greek Of The NT – Volume I – Page 172, 173. This was the conclusion to which Jerome came nearly one thousand five hundred years ago. For, though in deference to the evidence which he had before him when he revised the Old Latin Version, he retained the reading in Esaia propheta in the Vulgate, he says, in commenting on Matthew iii. 3, in reference to Mark i. 2, that he thinks the name of Isaiah is a vitiation of the text by scribes like similar readings in other places. And when it is borne in mind that this reading appears in the margin of one and of the text of the other of the Syriac Versions, — the versions of the country of Tatian’s Diatessaron , we need not be at a loss to see whence or how or when it got into the text. It evidently came from Matthew iii. 3, through Tatian in the latter part of the second century. It is what Dr. Hort would call a Syrian, a distinctively Syrian reading, though .preserved in א , B, L, 2,1, Origen, etc. The genuine reading, as found in the Received Text, comes down to us in later uncials and other documents.

[17] Wieland Willker: A Textual Commentary on the Greek Gospels – Vol. 2 Mark – Bremen, online published 7th edition 2010 – TVU 2 – 2. Difficult variant NA27 Mark 1:2. On the other hand if “in the prophets” was originally in Mk, it might have been changed to Isaiah to be more specific. This happened also at other places e.g. at Mt 13:35 where “through the prophet” has been changed to “through the prophet Isaiah” even though the word is NOT from Isaiah– Isaiah was certainly the best known and most important prophet for the NT writers The change to “Isaiah” could also simply be a harmonization to Mt/Lk.  .

[18] Bruce Terry: A Student’s Guide to New Testament Textual Variants, The Gospel According to Mark V. 1:2. [The reading in the text is found in several types of ancient text.

[19] Bruce Metzger: A textual commentary on the Greek New Testament, second edition a companion volume to the United Bible Societies’ Greek New Testament (4th rev. ed.) (Page 62). London; New York: United Bible Societies. A reading found in the earliest representative witnesses of the Alexandrian and the Western types of text.

[20] Biblical Studies Press. (2006; 2006). The NET Bible First Edition. On the other hand, the witnesses for “in Isaiah the prophet” (either with the article before Isaiah or not) are early and geographically widespread: א B D L Δ Θ f1 33 565 700 892 1241 2427 al syp co Ir. This evidence runs deep into the 2nd century, is widespread, and is found in the most important Alexandrian, Western, and Caesarean witnesses.

[21] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 4 – Origen Against Celsus – Book II – Chap. IV [Nay, even one of the evangelists – Mark – says: “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, as it is written in the prophet Isaiah, Behold, I send My messenger before Thy face, who shall prepare Thy way before Thee,”]

[22] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 9 – Origen’s Commentary on the Gospel of John – Book I – 14. The Old Testament, Typified by John, Is the Beginning of the Gospel. [For the same Mark says: “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, as it is written in Isaiah the prophet, Behold I send my messenger before thy face, who shall prepare thy way. The voice of one crying in the wilderness, Prepare ye the way of the Lord, make His paths straight.”]

[23] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol. X : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 – Origen’s Commentary on the Gospel of John – Sixth Book V14 – Page 363. [In Mark, on the other hand, the same words are recorded at the beginning of the Gospel of Jesus Christ, in accordance with the Scripture of Isaiah, as thus: “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, as it is written in Isaiah the prophet, Behold, I send My messenger before thy face, who shall prepare thy way before thee. The voice of one crying in the wilderness, Prepare ye the way of the Lord, make His paths straight.”]

[24] Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol. X : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325 – Origen’s Commentary on the Gospel of John – Sixth Book V14 – Page 363. [Perhaps John was seeking to compress the “Prepare ye the way of the Lord, make straight the paths of our God,” and so wrote, “Make straight the way of the Lord;” while Mark combined two prophecies spoken by two different prophets in different places, and made one prophecy out of them, “As it is written in Isaiah the prophet, Behold I send My messenger before thy face, who shall prepare thy way. The voice of one crying in the wilderness, Prepare ye the way of the Lord, make His paths straight.”]

[25] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 7 – Victorinus – Commentary on the Apocalypse of the Blessed John. [Mark, therefore, as an evangelist thus beginning, “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, as it is written in Isaiah the prophet;” The voice of one crying in the wilderness,” – has the effigy of a lion.]

[26] تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى – ص87.

[27] Catholic Encyclopedia > A > Ambrosiaster. [The name given to the author of a commentary on all the Epistles of St. Paul, with the exception of that to the Hebrews. It is usually published among the works of St. Ambrose (P.L., XVII, 45-508).] http://www.newadvent.org/cathen/01406a.htm

[28] المرجع السابق – ص139.

[29] تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى – ص149.

[30] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 1 – Irenaeus Against Heresies – Book III – Chap. X – Proofs Of The Foregoing, Drawn From The Gospels Of Mark And Luke – V8 [Mark, on the other hand, commences with [a reference to] the prophetical spirit coming down from on high to men, saying, “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, as it is written in Esaias the prophet,” — pointing to the winged aspect of the Gospel.]

[31] John Keble: Five Books Of S. Irenaeus Bishop Of Lyons, Against Heresies, With The Fragments That Remain Of His Other Works – Page 236. [And Mark hath made his beginning from the prophetic Spirit, which cometh upon men from on high, thus S.Mark Saying, The beginning of the Gospel of Jesus Christ … as it is written in the Prophet Esaias: implying the winged image of the Gospel.]

[32] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 1 – Irenaeus Against Heresies – Book III – Chap. X – Proofs of the Foregoing, Drawn from the Gospels of Mark and Luke – V5. [Wherefore also Mark, the interpreter and follower of Peter, does thus commence his Gospel narrative: “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, the Son of God; as it is written in the prophets, Behold, I send My messenger before Thy face, which shall prepare Thy way.]

[33] Henry Deane: The Third Book Of St. Irenaeus Bishop Of Lyons Against Heresies, With Short Notes, And A Glossary – Page 30.

[34] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 1 – Irenaeus Against Heresies – Book III – Chap. XVI – Proofs from the Apostolic Writings, That Jesus Christ Was One and the Same, the Only Begotten Son of God, Perfect God and Perfect Man – V3. [Wherefore Mark also says: “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, the Son of God; as it is written in the prophets.” Knowing one and the same Son of God, Jesus Christ, who was announced by the prophets, who from the fruit of David’s body was Emmanuel.]

[35] Henry Deane: The Third Book Of St. Irenaeus Bishop Of Lyons Against Heresies, With Short Notes, And A Glossary – Page 69.

[36] The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers – Volume 1 – Irenaeus Against Heresies – Book III – Chap. X – Proofs Of The Foregoing, Drawn From The Gospels Of Mark And Luke – V8 [Mark, on the other hand, commences with [a reference to] the prophetical spirit coming down from on high to men, saying, “The beginning of the Gospel of Jesus Christ, as it is written in Esaias the prophet,” — pointing to the winged aspect of the Gospel.]

[37] John Keble: Five Books Of S. Irenaeus Bishop Of Lyons, Against Heresies, With The Fragments That Remain Of His Other Works – Page 236. [And Mark hath made his beginning from the prophetic Spirit, which cometh upon men from on high, thus S.Mark Saying, The beginning of the Gospel of Jesus Christ … as it is written in the Prophet Esaias: implying the winged image of the Gospel.]

[38] S. W. Whitney: The Revisers’ Greek Text – A Critical Examination Of Certain Readings, Textual And Marginal, In The Original Greek Of The NT – Volume I – Page 171, 172. [In view of the testimony of the older manuscripts and versions, it is generally considered that the received reading is an early emendation to avoid the ascribing to Isaiah of words that are taken only in part from Isaiah. This is plausible; and yet there is another view to be taken. The author of this Gospel was born a Jew. He had, beyond a doubt, like Timothy, known the Old Testament writings from his childhood. His mother was evidently a devout, conscientious Jewess, a fit subject to become one of the early followers of Jesus, as we find that she was. (Acts xii. 12.) So that Mark would, at least, be quite as well able to say from which of the Old Testament writings he was quoting, as, for example, any well-read student of the Old Testament to-day would be to say in what book this or that passage might be found. In view of this, it seems hardly just to conclude that Mark, in giving two passages from different prophecies, like these from Malachi and Isaiah, would speak of them both as taken from Isaiah, especially when the first of them was one that he must have known was not in Isaiah.]

[39] Biblical Studies Press. (2006; 2006). The NET Bible First Edition. [The “Isaiah” reading has a better external pedigree in every way. It has the support of the earliest and best witnesses from all the texttypes that matter. Moreover it is the harder reading, since the quotation in the first part of the verse appears to be from Exod 23:20 and Mal 3:1, with the quotation from Isa 40:3 coming in the next verse. The reading of the later mss seems motivated by a desire to resolve this difficulty.]

[40] John F. Walvoord et al., The Bible Knowledge Commentary: An Exposition of the Scriptures (Wheaton, IL: Victor Books, 1983-c1985), 2:103.: Verse 2 blends Exodus 23:20 (LXX) and Malachi 3:1 (Heb.), and Mark 1:3 is from Isaiah 40:3 (LXX)

[41] Wayne C. Kannaday: Apologetic Discourse And The Scribal Tradition, Evidence Of The Influence Of Apologetic Interests On The Text Of The Canonical Gospels – Page 65 [Consider the case of Mark 1:2. Variation in the manuscripts occurs with regard to attribution of the prophetic citation, whether the text is said to be located “in Isaiah the prophet” or more generally “in the prophets.” The disputed portion of the verse reads, καθως γεγραπται εν τω ησαια τω προφητη [v.l. εν τοις προφήταις]….What follows is, in fact, a composite quotation consisting of material from Malachi 3:1 and Exodus 23:20, as well as Isaiah 40:3. Textual critics generally recognize the erroneous attribution to Isaiah as the “original” reading and the “correction” to be the product of scribal amendment.]

[42] Philip W Comfort: NT Text And Translation Commentary – Page 93 [In 1:2 Mark quoted first from Exod 23:20 (LXX) and then from Mai 3: 1 (Hebrew text), and in 1:3 he quoted Isa 40:3 (LXX).]

[43] David R. Palmer: Holy Bible, A Translation From The Greek – Mark 1:2. [The first quotation appears to be a blend of Exodus 23:20 and Malachi 3:1, and the second quotation is of Isaiah 40:3.]

[44] الأب جاك ماسون اليسوعي: إنجيل يسوع المسيح للقديس مرقس دراسة وشرح – ص40.

[45] France, R. T. (2002). The Gospel of Mark: A commentary on the Greek text (Page 63). Grand Rapids, Mich.; Carlisle: W.B. Eerdmans; Paternoster Press. [This is essentially a combined quotation of Mal. 3:1 (with elements drawn from Ex. 23:20) and Is. 40:3, the whole being attributed to Isaiah presumably because the better-known Isaiah text, even though coming second, was the basis of the herald idea which links the two.]

[46] Ted Cabal et al., The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (Nashville, TN: Holman Bible Publishers, 2007), 1466. This quote combines material from Mal 3:1, Ex 23:20, and Is 40:3.

[47] William Hendriksen and Simon J. Kistemaker, vol. 10, New Testament Commentary: Exposition of the Gospel According to Mark (Accompanying biblical text is author’s translation.;, New Testament CommentaryGrand Rapids: Baker Book House, 1953-2001), 34. As to the quoted words, “Behold, I send my messenger … who shall prepare …” (cf. Matt. 11:10; Luke 7:27), see the LXX rendering of Exod. 23:10. [47]

[48] Warren W. Wiersbe, The Bible Exposition Commentary (“An exposition of the New Testament comprising the entire ‘BE’ series”–Jkt.;Wheaton, Ill.: Victor Books, 1996, c1989), Mk 1:1. Mark cites two quotations from the Old Testament prophets, Malachi 3:1 and Isaiah 40:3 (note also Ex. 23:20).

[49] Lawrence O. Richards, The Bible Readers Companion (electronic ed.; Wheaton: Victor Books, 1991; Published in electronic form by Logos Research Systems, 1996), 633. The quote here is a weaving together of O.T. texts: Mal. 3:1, which the rabbis linked to Ex. 23:20, and Isa. 40:3.

[50] Morna D. Hooker, Black’s New Testament Commentary: The Gospel According to Saint Mark (Peabody, MA: Hendrickson Publishers, 1991), 34. the quotation is in fact a composite one: the first two lines appear to be a combination of Exod. 23:20 and Mal. 3:1, while v. 3 comes from Isa. 40:3.

[51] Allen Black, Mark (, The College Press NIV commentaryJoplin, Mo.: College Press Pub. Co., 1995), Mk 1:2. V. 2 combines elements of Exod 23:20 and Mal 3:1.

[52] David Turner and Darrell L. Bock, Cornerstone Biblical Commentary, Vol 11: Matthew and Mark (“With the entire text of the New Living Translation.”;Carol Stream, IL: Tyndale House Publishers, 2005), 404.

[53] Walter A. Elwell, vol. 3, Evangelical Commentary on the Bible (, Baker reference libraryGrand Rapids, Mich.: Baker Book House, 1996, c1989), Mk 1:2.

[54] Cecil E. Sherman, Cecil Sherman Formations Commentary, Vol. 3: Matthew – Mark. (, Cecil Sherman Formations Commentary SeriesMacon, Ga.: Smyth & Helwys Pub., 2006), 124.

[55] William L. Lane, The Gospel of Mark (, The New International Commentary on the New TestamentGrand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 1974), 45.

13 Marcus, Mark 1–8, p. 139, points out that each of the first five pericopes of Mark’s Gospel has a strong connection with Isa. 40–55.

[56] Ben Witherington III, The Gospel of Mark: A Socio-Rhetorical Commentary (Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co., 2001), 71.

[57] James Luther Mays et al., Harper’s Bible Commentary (San Francisco: Harper & Row, 1996, c1988), Mk 1:1.

[58] Lamar Williamson, Mark (, Interpretation, a Bible commentary for teaching and preachingAtlanta, Ga.: J. Knox Press, 1983), 30.

[59] Clinton E. Arnold, Zondervan Illustrated Bible Backgrounds Commentary Volume 1: Matthew, Mark , Luke. (Grand Rapids, MI: Zondervan, 2002), 209.

[60] David E. Garland, The NIV Application Commentary: Mark (Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House, 1996), 43.

OT Old Testament

[61] James R. Edwards, The Gospel According to Mark (, The Pillar New Testament commentaryGrand Rapids, Mich; Leicester, England: Eerdmans; Apollos, 2002), 26.

[62] Tom Constable, Tom Constable’s Expository Notes on the Bible ((Galaxie Software, 2003; 2003)), Mk 1:2.

[63] Felix Just, S.J., Ph.D.: http://www.catholic-resources.org/Bible/Quotations-NT-OT.htm

[64] وإذ نظر أشعياء إلى المستقبل أمكنه بروح الوحي والإعلان أن يخترق حجب الزمن وأن يرى خلاص البقية الأمينة (أش 1: 9). ولكثرة نبواته عن المسيا (انظر مثلاً أش 9: 6 و7) فقد اعتُبر “النبي الإنجيلي” وتقتبس نبواته في العهد الجديد أكثر مما يقتبس أي سفر آخر في العهد القديم.

[65] Harold E. Wicke, Mark (, The People’s BibleMilwaukee, Wis.: Northwestern Pub. House, 1988), 13.

[66] Charles Caldwell Ryrie, Ryrie Study Bible: New International Version (Expanded ed.; Chicago: Moody Publishers, 1994), 1523.

12 On the OT quotations in vv. 2–3, see J. Marcus, The Way of the Lord (Edinburgh: T. & T. Clark, 1992), 12–17, who argues that the composition stems from Mark.

[67] James R. Edwards, The Gospel According to Mark (, The Pillar New Testament commentaryGrand Rapids, Mich; Leicester, England: Eerdmans; Apollos, 2002), 27.

6 Derrett, Mark, 46–47.

[68] David E. Garland, The NIV Application Commentary: Mark (Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House, 1996), 44.

[69]Clinton E. Arnold, Zondervan Illustrated Bible Backgrounds Commentary Volume 1: Matthew, Mark , Luke. (Grand Rapids, MI: Zondervan, 2002), 209.

[70] Bruce B. Barton, Mark (, Life application Bible commentaryWheaton, Ill.: Tyndale House Publishers, 1994), 4.

[71] William Hendriksen and Simon J. Kistemaker, vol. 10, New Testament Commentary: Exposition of the Gospel According to Mark (Accompanying biblical text is author’s translation.;, New Testament CommentaryGrand Rapids: Baker Book House, 1953-2001), 34.: Similarly, the quotation found in II Chron. 36:21, drawn from Lev. 26:34, 35 and Jer. 25:12 (cf. 29:10), is ascribed only to “Jeremiah.”.

[72] Robert G. Hoeber, Concordia Self-Study Bible (“Lutheran edition of the NIV study Bible” –Foreword.;, electronic ed.; St. Louis: Concordia Pub. House, 1997, c1986), Mt 27:9.: Jeremiah. The quotation that follows seems to be a combining of Zec 11:12–13 and Jer 19:1–13 (or perhaps Jer 18:2–12 or Jer 32:6–9). But Matthew attributes it to the major prophet Jeremiah, just as Mark (1:2–3) quotes Mal 3:1 and Isa 40:3 but attributes them to the major prophet Isaiah.

[73] King James Version Study Bible . (electronic ed.; Nashville: Thomas Nelson, 1997, c1988), Mk 1:2.

[74] د. وليم إدي: الكنز الجليل في تفسير الإنجيل, الجزء الثاني, شرح إنجيلي مرقس ولوقا – ص10.

[75] Ted Cabal et al., The Apologetics Study Bible: Real Questions, Straight Answers, Stronger Faith (Nashville, TN: Holman Bible Publishers, 2007), 1407.: The best possibility is that Matthew alluded to Is 11:1 (“shoot” = Hb nezer), but others suggest that “a Nazarene” is a title of dishonor and thus alludes to those texts in which the Messiah is despised.

[76]R. Laird Harris et al., Theological Wordbook of the Old Testament (electronic ed.; Chicago: Moody Press, 1999, c1980), 595.

[77]The ancient writers liked puns and plays on words. It has been suggested that Matthew is playing on the words of Isaiah in Isaiah 11:1: “There shall come forth a shoot from the stump of Jesse, and a branch shall grow out of his roots.” The word for branch is nezer; and it is just possible that Matthew is playing on the word Nazarene and the word Nezer; and that he is saying at one and the same time that Jesus was from Nazareth and that Jesus was the nezer, the promised Branch from the stock of Jesse, the descendant of David, the promised Anointed King of God. No one can tell. What prophecy Matthew had in mind must remain a mystery.

[78] Francis Brown et al., Enhanced Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon (Strong’s, TWOT, and GK references Copyright 2000 by Logos Research Systems, Inc.;, electronic ed.; Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, 2000), 666.: נצר TWOT1408 (√ of foll.; cf. perhaps Arabic نَضُرَ (naḍura) be fresh, bright, grow green; Ecclus 40:15 נוצר, margin נצר, branch; NH נֵצֶר = BH).

†נֵ֫צֶר S5342 TWOT1408a GK5916 n.m. sprout, shoot, in fig. uses:—נ׳ abs. Is 11:1; 14:19; (sim.); cstr. 60:21 (נ׳ מַטָּעַי), Dn 11:7 (מִנּ׳ שָׁרָשֶׁיהָ; but G Bev ‘poss.’ נ׳ מִשָּׁרָשֶׁיהָ)

[79] Ludwig Koehler et al., The Hebrew and Aramaic Lexicon of the Old Testament (Volumes 1-4 combined in one electronic edition.;, electronic ed.; Leiden; New York: E.J. Brill, 1999, c1994-1996), 718.: נצר: MHeb.; personal name on Heb. inscr. נצראל (Vattioni Sigilli 102); Ug. nġr (Gordon Textbook §19:1670; Aistleitner 1811; vSoden in Fschr. Baumgartner 291ff), Can. Taanach 2, 35:3 liṣṣur; נצר Ph. OArm. (Jean-H. Dictionnaire 185); נטר Pehl. EgArm. Nab. Palm. (Jean-H. Dictionnaire 178), JArm. CPArm. Sam. (Ben-H. 2:654b), Syr. Mnd. (Drower-M. Dictionary 295b, נצר 306a); Arb. nṣr to perceive with the eyes, to see and to look after, to care for, Arb. and OSArb. nsr to help; Eth. naṣara to see (Dillmann 701); Akk. nasāru to watch over, protect, keep (AHw. 755); Sem. basic meaning “to look at” cf. vSoden AnOr. 47:22; Gramm. §102b.

[80] James Swanson, Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains: Hebrew (Old Testament) (electronic ed.; Oak Harbor: Logos Research Systems, Inc., 1997), DBLH 5916, #3.: נֵצֶר (nē∙ṣěr): n.masc.; ≡ Str 5342; TWOT 1408a—1. LN 3.47-3.59 branch, bough, i.e., a secondary extension from the trunk of a tree, which can be broken off as a stick (Isa 14:19+); 2. LN 3.47-3.59 shoot, scion, i.e., the shoot, slip, or twig for planting, which may rise from root-stock or a stump, implying a plant of the same kind of the next generation (Isa 11:1; 60:21+); 3. LN 10.14-10.48 unit: נֵצֶר שֹׁרֶשׁ (nē∙ṣěr šō∙rěš) family line, formally, a shoot from the root, i.e., persons of successive generations related by birth (Da 11:7+)

[81] James Strong, The Exhaustive Concordance of the Bible: Showing Every Word of the Text of the Common English Version of the Canonical Books, and Every Occurrence of Each Word in Regular Order. (electronic ed.; Ontario: Woodside Bible Fellowship., 1996), H5342.

 

 

 

 

fig. fig. = figurative, figuratively

[82] James Strong, The New Strong’s Dictionary of Hebrew and Greek Words (Nashville: Thomas Nelson, 1997, c1996), H5342.

[83]Robert L. Thomas, New American Standard Hebrew-Aramaic and Greek Dictionaries: Updated Edition (Anaheim: Foundation Publications, Inc., 1998, 1981), H5342.

[84] John F. Walvoord et al., The Bible Knowledge Commentary: An Exposition of the Scriptures (Wheaton, IL: Victor Books, 1983-c1985), 2:103.: Verse 2 blends Exodus 23:20 (LXX) and Malachi 3:1 (Heb.), and Mark 1:3 is from Isaiah 40:3 (LXX).

[85] Morna D. Hooker, Black’s New Testament Commentary: The Gospel According to Saint Mark (Peabody, MA: Hendrickson Publishers, 1991), 35.: The text of the quotations also suggests that the combination has been made in stages: the first line—Look, I am sending my messenger ahead of you—agrees with the LXX version of Exodus 23, the second—to prepare your way—with the Hebrew of Malachi 3 (except that ‘my’ has become ‘your’), and the quotation of Isaiah 40

[86] John F. Walvoord et al., The Bible Knowledge Commentary: An Exposition of the Scriptures (Wheaton, IL: Victor Books, 1983-c1985), 2:103.

[87] Warren W. Wiersbe, The Bible Exposition Commentary (“An exposition of the New Testament comprising the entire ‘BE’ series”–Jkt.;Wheaton, Ill.: Victor Books, 1996, c1989), Mk 1:1.

[88] Timothy Friberg et al., vol. 4, Analytical Lexicon of the Greek New Testament (, Baker’s Greek New Testament libraryGrand Rapids, Mich.: Baker Books, 2000), 31.

gen (genitive)

masc (masculine)

[89] Spiros Zodhiates, The Complete Word Study Dictionary: New Testament (electronic ed.; Chattanooga, TN: AMG Publishers, 2000, c1992, c1993), G32.

m m = masculine

[90] Barclay Moon Newman, A Concise Greek-English Dictionary of the New Testament. (Stuttgart, Germany: Deutsche Bibelgesellschaft; United Bible Societies, 1993), 2.

  1. noun, or nouns

masc. masculine

DBLHebr Swanson, A Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains: Hebrew (Old Testament)

Str Strong’s Lexicon

TDNT Kittel, Theological Dictionary of the New Testament

LN Louw-Nida Greek-English Lexicon

i.e. id est, that is

v.r. varia lectio, variant reading in a manuscript

[91] James Swanson, Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains: Greek (New Testament) (electronic ed.; Oak Harbor: Logos Research Systems, Inc., 1997), DBLG 34, #2.

[92] Exegetical Dictionary of the New Testament Vol. 1, Page 13

[93] Schaff, P. (1997). The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. VI. Jerome: Letters and Select Works – Letter LVII. To Pammachius on the Best Method of Translating – V9 – Page 116.: This quotation is made up from two prophets, Malachi that is to say and Isaiah. For the first part: “Behold I send my messenger before thy face which shall prepare thy way before thee,” occurs at the close of Malachi. But the second part: “The voice of one crying, etc.,” we read in Isaiah. On what grounds then has Mark in the very beginning of his book set the words: “As it is written in the prophet Isaiah, Behold I send my messenger,” when, as we have said, it is not written in Isaiah at all, but in Malachi the last of the twelve prophets? Let ignorant presumption solve this nice question if it can, and I will ask pardon for being in the wrong.

[94] سيد قطب، في ظلال القرآن، الجزء 5، الصفحة 13

[95] القشيري، تفسير القشيري، الجزء 4، الصفحة 250

[96] إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، الجزء 5، الصفحة 65

[97] السمرقندي، بحر العلوم، الجزء 3، الصفحة 1

[98] حقي، تفسير حقي، الجزء 7، الصفحة 197

[99] النيسابوري، تفسير النيسابوري الجزء 5، الصفحة 95

[100] مقاتل، تفسير مقاتل، الجزء 2، الصفحة 255

[101] إبن عباس، تفسير تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، الجزء 1، الصفحة 296

[102] ابن عادل، تفسير اللباب، الجزء 10، الصفحة 270

[103] أبوالحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي، تفسير النكت والعيون، الجزء 2، الصفحة 418

[104] أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، الجزء 10، الصفحة 31

[105] الخازن، أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي، لباب التأويل في معاني التنزيل، الجزء 4، الصفحة 251

[106] أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، الكشاف، الجزء 3، الصفحة 432

[107] أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن ابن تمام بن عطية المحاربي، المحرر الوجيز، الجزء 4، الصفحة 230

[108] إبراهيم القطان، تيسير التفسير، الجزء 2، الصفحة 345

[109] أسعد حومد، أيسر التفاسير، الجزء 1، الصفحة 2053

[110] سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، الجزء 1، الصفحة 2612

[111] عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الجزء 1، الصفحة 456

[112] د وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر المعاصر – دمشق، الطبعة الثانية، 1418 ه، الجزء 15، الصفحة 50

[113] وُلِد بنيسابور سنةَ إحدى وعشرين وثلاثمائة من الهجرة، ورحل إلى العراق سنة 341ه، وحجَّ، وجال في بلاد خراسان وما وراء النهر. وفي سنة 359 ه وَلِي قضاء نيسابور، ولُقِّبَ بالحاكم لتولِّيه القضاء مرة بعد مرة، ثم اعتزل منصبه ليتفرغ للعلم والتصنيف. وقد تولى السفارة بين ملوك بني بويه والسامانيين، فأحسن السفارة , تُوُفِّي رحمه الله في نيسابور سنةَ 405 ه/ 1014م، عن أربعٍ وثمانين سنة.

[114] النيسابوري، تفسير النيسابوري الجزء 5، الصفحة 95

[115] هو عبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي المكي أحد السابقين والبدريين والعلماء الكبار من الصحابة أسلم قبل عمر، عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه خلق كثير منهم: الحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن فضلة وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمروا الشيباني وغيرهم.

وكان آدم خفيف اللحم لطيف القد أحمش الساقين حسن البزة طيب الرائحة موصوفاً بالذكاء والفطنة وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه ويحمل نعله ويتولى فراشه ووساده وسواكه وطهوره وكان صلى الله عليه وسلم يطلعه على أسراره ونجواه. وكانوا لا يفضلون عليه في العلم، وروى عبيدة السمعاني عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة وسمعه صلى الله عليه وسلم يدعو فقال: سل تعطه، وقال لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد. وقال حذيفة: ما أعلم أحداً أقرب سمتاً ولا هدياً ولا دلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد وهو الذي اجتز رأس أبي جهل وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم.. وكان مع ذلك هو الإمام في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله مع حسن الصوت حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد” ومناقبه جمة… وإليه تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش، وفد من الكوفة إلى المدينة فمات بها آخر سنة اثنتين وثلاثين ودفن في البقيع وله بضع وستون سنة. ولما جاء نعيه إلى أبي الدرداء قال: ما ترك بعده مثله رحمه الله تعالى رحمة واسعة أه مختصراً من غاية النهاية الجزء الأول ص (258 – 259) تقدم

[116] السمرقندي، بحر العلوم، الجزء 3، الصفحة 1

[117] شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الجزء 10، الصفحة 422

[118] عز الدين بن عبد السلام، تفسير ابن عبد السلام، الجزء 3، الصفحة 222

[119] ابن عادل، تفسير اللباب، الجزء 10، الصفحة 270

[120] أبوالحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي، تفسير النكت والعيون، الجزء 2، الصفحة 418

[121] أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، الجزء 10، الصفحة 31

[122] الخازن، أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي، لباب التأويل في معاني التنزيل، الجزء 4، الصفحة 251

[123] أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، الكشاف، الجزء 3، الصفحة 432

[124] أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن ابن تمام بن عطية المحاربي، المحرر الوجيز، الجزء 4، الصفحة 230

[125] محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، الجزء 17، الصفحة 413

[126] زر بن حبيش بن حباشة بن أوس الاسدي: تابعي، من جلتهم. أدرك الجاهلية والاسلام، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم. كان عالماً بالقرآن، فاضلا. وكان ابن مسعود يسأله عن العربية. سكن الكوفة. وعاش مئة وعشرين سنة، ومات بوقعة بدير الجماجم (1). (1) الاصابة 1: 577 وحلية الاولياء 4: 181.