أبحاث

أول تقنين للأسفار (ماركيون) – مينا مكرم

أول تقنين للأسفار (ماركيون) - مينا مكرم

تقييم المستخدمون: 2.53 ( 2 أصوات)

أول تقنين للأسفار (ماركيون) – مينا مكرم

أول تقنين للأسفار (ماركيون) - مينا مكرم
أول تقنين للأسفار (ماركيون) – مينا مكرم

ماركيون

– هو أول شخص معروف لنا نشر مجموعة ثابتة من الكتب، والتي تُسمي بالعهد الجديد.

– ولد ماركيون عام 100 م، في سينوب وهو ميناء بحري علي ساحل البحر الاسود في اسيا الصغري.

– كان والده قائدا في تلك الكنيسة، لذلك نشأ ماركيون علي الايمان الرسولي

– من بين كل كُتاب العهد الجديد، احب ماركيون بولس الرسول بشدة [1]، لدرجة انه كان يظن انه الرسول الوحيد الذي حافظ علي تعاليم يسوع في نقائها، بغض النظر عن أنه كان احياناً يضيف واحياناً اخري يحذف من كتابات القديس بولس.

 

– من بين تلك الاضافات، كان يعتقد أن الإنجيل كان تعليمًا جديدًا تمامًا قدمه المسيح علي الارض، ولم يقم الناموس والانبياء بأي نوع من التحضير له. وأن تلك الإقتباسات التي يتكلم فيها بولس عن أهمية العهد القديم اُضيفت من قبل اليهود الذين جادل ضدهم بولس في غلاطية والرسائل الأُخري. [2]

 

– عاش ماركيون في أسيا الصغري لفترة، حيث حاول نشر افكاره لكنه لم يجد استجابة. [3]

فذهب إلي روما وقتها وتبرع للكنيسة بمبلغ من المال. [4]

– لم يكتفي ماركيون برفض العهد القديم فقط، بل ميز بين إله العهد القديم والجديد، وهذا يُعتبر أنه قد تأثر بالغنوصية التي كانت منتشرة في تلك الفترة، فإن اله العهد القديم كان كائنًا مختلفًا تمامًا عن الآب الذي تكلم عنه يسوع. فقد كان الله الذي خلق العالم المادي إلهًا أقل درجة من الإله الأعلى الذي كان روحًا نقية. فيجد التقليل المعرفي للنظام المادي صدى في رفض ماركيون للإعتقاد بأن يسوع دخل الحياة البشرية بكونه “مولودًا من امرأة” (غلاطية 4: 4).

 

– بعدما ذهب لروما حاول اقناعهم بأفكاره، بالرغم من ان قادة الكنيسة في روما كانوا منفتحيين لكنهم لم يقبلوا تعليمه، فانسحب من الكنيسة وانشأ كنيسة خاصة به، نجت كنيسته لفترة بشكل مدهش، لكنها لم تنج بالشكل الكافي، لأن من أحد عقائدها كان إلزام العزوبية، في الوقت نفسه، كان مرقيون مؤمنًا بما يكفي بأفكار بولس لذلك لم يسمح حتي بأي تمييز ضد عضوات كنيسته في الأمور المتعلقة بالامتيازات أو الوظائف: بالنسبة له، كما هو الحال بالنسبة لبولس، لم يكن هناك “ذكر ولا أنثى” (غلاطية 3: 28).

 

– كان كتاب ماركيون يتألف من جزئين الانجيل والرسائل.[5]

ومصدرنا الرئيسي للمعلومات عنها هي اطروحة ترتليان ضد ماركيون، والتي كتبها بعد اكثر من نصف قرن، بعدما مات ماركيون بفترة.

 

– كان الجزء الاول من انجيل ماركيون هو نسخة من انجيل لوقا [6]، وحذف منه بعد النصوص التي كانت تختلف مع معتقداته، والتي كان يظن انه قد تم إضافتها من قبل الكتبة المتهوديين، وحذف أيضًا ولادة يوحنا المعمدان لعدم ربط يسوع بأي شئ حدث من قبل، وحذف ولادة يسوع وقد اعتبارها معجزة خارقة للطبيعة كما كان صعوده في وقت لاحق.

– وكان الجزء الثاني الخاص بالرسائل في إنجيل ماركيون عبارة عن عشر من رسائل بولس، ولم يتم تتضمن الرسائل الرعوية الثلاث (تيموثاوس الأول والثاني وتيتوس).

 

-علي رأس رسائل بولس وضع رسالة غلاطية، ففي هذه الرسالة كان هناك اختلاف بين بولس ورسل اورشليم، فقد كان يحاول ماركيون كسب المتحولين غير اليهود لبولس في غلاطية الي الانجراف اليهودي للمسيحية. كان الترتيب الماركيوني لرسائل بولس وفقًا لذلك: غلاطية، كورنثوس (1 و 2)، رومية، تسالونيكي (1 و 2)، “اللاودكيون” (وهو الاسم الذي أطلقه مرقيون على أفسس)، كولوسي، فيلبي، فليمون.

 

– تعامل ماركيون مع رسائل بولس بنفس الطريقة التي تعامل بها مع إنجيل لوقا: أي شيء يبدو غريب علي قناعاته، كان يعتبره فسادًا ناشئًا عن يد غريبة ولابد من إزالته. وجد أنه حتى أهل غلاطية تعرضوا لمثل هذا الفساد هنا وهناك. ذكر إبراهيم كنموذج أولي لكل من تبررهم الإيمان (غلاطية 3: 6-9) لا يمكن أن يُترك قائماً وتتبع أي نوع من العلاقة بين الكانون والإنجيل (كما في غلاطية 3: 15-25) غير مقبول بنفس القدر.

 

– لقد عبر هانز فون كامبنهاوزن عن الرأي السائد بأن مرقيون جعل الكنيسة تفكر في إنشاء قانون لأسفار العهد الجديد [7]، وكان يري أيضًا أن “قام ماركيون بتشكيل الكتاب المقدس الخاص به لمعارضة الكتب المقدسة للكنيسة التي انفصل عنها؛ فقد كان للكنيسة أن تنقض رده فأصبحت تُدرك بشكل صحيح تراثها من الكتابات الرسولية “.[8]

 

[1] In Greek: Euangelion and Apostolikon, pp. 161, 174

[2] On Marcion and teaching see above all A. von Harnack, Marcion: Das Evangelium vom fremden Gott (Leipzig, 1921, 21924), with its supplement Neue Studien zu Marcion (Leipzig, 1923); also R. S. Wilson, Marcion: A Study of a Second-Century Heretic (London, 1932); J. Knox, Marcion and the New Testament (Chicago, 1942); E. C. Blackman, Marcion and his Influence (London, 1948).

[3] Some contact with Polycarp may be implied in the story of Marcion’s seeking an interview with him (perhaps in Rome, when Polycarp visited the city in AD 154) and asking him if he recognized him, only to receive the discouraging reply: ‘I recognize—the firstborn of Satan!’ (Irenaeus, Against Heresies 3.3.4). For a contact with Papias see p. 157

[4] Tertullian, Against Marcion, 4.4, 9; Prescription, 30.

[5] In Greek: Euangelion and Apostolikon.

[6] See I. H. Marshall, The Gospel of Luke, ​NIGTC​ (Exeter/Grand Rapids, 1978), p. 458.

[7] The Formation of the Christian Bible, p. 148. The same view had already been expressed by Harnack, Die Briefsammlung des Apostels Paulus (Leipzig, 1926), p. 21

[8] T. von Zahn, Geschichte des neutestamentlichen Kanons, I (Erlangen/Leipzig, 1888), p. 586.

أول تقنين للأسفار (ماركيون) – مينا مكرم