روحياتأبحاث

أسقام النفس وعلاتها – الخطر الذي يحيط بالنفس

أسقام النفس وعلاتها - الخطر الذي يحيط بالنفس

أسقام النفس وعلاتها – الخطر الذي يحيط بالنفس

أسقام النفس وعلاتها - الخطر الذي يحيط بالنفس
أسقام النفس وعلاتها – الخطر الذي يحيط بالنفس

 

يُحيط بالنفس مخاطر كثيرة نحتاج أن نتتبه إليها ونحترس منها جداً، ولكن ما هو خارج النفس أي كل ما يُحارب الجسد من خارج، فهو سهل معرفته والاحتراس منه وتجنبه بالابتعاد عنه، لكن ما يحارب النفس من داخلها هو الخطر الحقيقي المحيط بالنفس والذي يحتاج حنكة وحكمة وفهم جيد، حتى نستطيع أن نتلاشاه فنغلب وننتصر..

في الحقيقة أن أسقام النفس وعلاتها كثيرة جداً، وهي موجوده في باطنها مستترة، وذلك بسبب طول مدة خبرة الشرّ والحياة حسب أهواء الجسد وتتميم ميول رغبات غرائزه المنحرفة، فالنفس مثل الأسد الشجاع الذي يهابه الناس، لكنه إذا وقع في الفخ فأنه يفقد كرامته عند نفسه وأمام الآخرين، كذلك النفس التي لا تحترس من هيجان شهواتها القديمة فأنها تقع بسهولة فتفقد بساطتها ويتسرب إليها الحزن، وقد تصل لليأس بسبب الإفراط في الحزن الموجع بسبب سقطتها المُريعة

ولكن أن استفاقت وتابت وعادت لرشدها وللحكمة التي نالتها من فوق من عند أبي الأنوار فأنها تصير أشد نضارة من قبل مملوؤه من كل قوة، إذ تحصل على خبرة جديدة بها تستطيع أن تهزم قوات العدو حينما تقترب منها مرة أخرى لتعبث بالميل الخفي الذي للشهوات المستترة التي لم تتنقى منها، والتي تحتاج لسهر دائم، أي حراسة مشددة بكلمة الله الحية التي تفحص أعماق النفس والضمير لتظهر ما فيه، وذلك لكي يُقدم الإنسان عنه توبة لينال القوة من الأعالي للنصرة الأكيدة بقوة الله الحي…

ولكن أشد ما يفتك بالنفس ويطيح بها بعيداً عن الله ويحاول الشيطان بشتى الطريق أن يوقعها فيه هو [ كبرياءالقلب الخفي ] الذي يجعل الإنسان يتعالى على الآخرين، ويظن أنه شيئاً أكبر قيمة أو أكثر فاعليه وفهماً، وبذلك الفكر الباطل يقع غالباً في أشد الخطايا قبحاً ويصير مكرهه عند نفسه وعار عند الآخرين، لذلك يجب قبل أن نفعل أي شيء أو حتى نقوم بالخدمة، ينبغي أولاً أن نسعى لكي نقتني التواضع لكي نستطيع أن ندخل في سرّ الإخلاء الإلهي فنقترب من حمل الله رافع خطية العالم، ونتعايش معه ولا نعثر فيه، ونفهم مقاصده في حياتنا ونستوعب أسرار ملكوت مجده التي يُعلنها لنا بروحه الساكن فينا… 

ولكي لا نقع فريسة الكبرياء المدمر للنفس، فأنه ينبغي أن يكون كُل إنسان كبيراً في أعيننا لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله، ولا يجب أن نهين الذين هم أقل منا معرفة وفهماً، ولا نطلب كرامةً من أحد قط، لكن ينبغي أن نتضع وبوداعة نتعامل مع الجميع ولا نغضب من الذي يتعظَّم علينا ويتفاخر بمعرفته وفهمه، لأنه قليل المعرفة ولم يدخل بعد في سرّ النعمة التي تشع وادعة يسوع واتضاعه في النفس، لأن من قلة المعرفة وعدم الفهم يتعظَّم الأخ على أخيه.

أسقام النفس وعلاتها – الخطر الذي يحيط بالنفس