آبائياتأبحاث

المقالة6 ج5 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة6 ج5 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة6 ج5 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة6 ج5 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم
المقالة6 ج5 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

السجود والعبادة بالروح والحق

تابع المقالة السادسة

“ينبغى أن نكرس حياتنا لذاك الذي هو وحده الإله بطبيعته، ونحبه من كل النفس والقلب.”

 

كيرلس: يا بلاديوس، من الصعب جدًا أن نتناول هذا الأمر، لأن فحص هذا الأمر بالتفصيل يتجاوز المقاييس البشرية. لذلك من الضروري أن نتركه لحكم الله، لأن معرفة أسرار المسكونة هي قاصرة على عقل الله الفوقانى الخالد، فنحن بالجهد ندرك الأمور التي أمامنا (على الأرض)  وبالكاد نعثر على تفسير لها، كما يقول الكتاب[1]. أبرزنا منذ قليل عبث رأى الملحدين ليس فقط لأسباب دفاعية، بل أوضحنا حقائق أساسية بأن تاريخ الميلاد لا يملك القدرة على توجيه الذهن البشرى، كما أن نير القَدَر القاسى لا يستطيع أن يثقل عجلتنا ولا نحن نعجز عن الهروب منه، لكن الأساس في اختيار ما يجب فعله هو إرادة كل واحد منا، وفي استطاعتنا أن نختار ما نريد أن نفعله، سواء كان صالحًا أم شريرًا.

والآن أريد أن أتحدث عن طُرق الكمال كما هي في الكتب المقدسة، تلك الطُرق التي تحذرنا من الإسراف في الأمور الجسدية والأرضية، والتي بها تستطيع النفس أن تنجح في الوصول إلى الحياة الأبدية. وهذه الطرق تحثنا للسعى نحو الفضيلة ونحو المجد اللامع الذي للإيمان والأعمال.          فالذين يرغبون في حياة العفة يمكنهم إن أرادوا أن يصيروا صالحين في سلوكهم، وإن لم يرغبوا فيمكنهم أن يصيروا أشرارًا. فالمرء يمكنه أن يختار بحرية ما يريد، والكل يستطيعون أن يختاروا الغنى الروحى وأن ينالوا المجد السماوي بالتساوي. وهناك آخرون يتفوقون في إقتناء الغنى العالمى، إلاّ أن هذا الأمر لا يخدعنا ويجذبنا إلى أفكار ملحدة، ولا يفصلنا عن المعرفة الحقيقية، لدرجة أن نعتقد أننا مربوطون بنير القَدَر والحظ. هناك مَن يعتبرون الغنى المادى ملك خاص لهم وحدهم، بينما في الحقيقة هو ملك مشترك للجميع. فإذا غاب عن الإنسان الهدف الذي أُعطى الغنى من أجله، فينبغى عليه أن يرجع لكي يعرف ما هي إرادة خالقنا من جهة إعطاء الغنى. فإرادة الله تدعوا الأغنياء أن يبيعوا ما جمعوه ويوزعوه على الفقراء، ولا يُرضى الله أن يحيوا بزهو وافتخار. والله ينظر للبشر بمساواة وهذا من السهل أن يدركه مَن وضع طبيعتنا البشرية. لأن الطبيعة لا تعترف بالفقير والغني، المخفي والظاهر، الوضيع والممجد في هذه الحياة، لكن تتعامل مع الكل على السواء، بدون تمييز، وبنفس الذرات تخلق في كل واحد كماله وشكله وجماله. فهناك حياة واحدة للجميع تبدأ بالولادة وتنتهي بالموت والرحيل من الحياة، فلا يفلت أحد من شبكتها، فلكل مخلوق يحمل نهايته التي لا مفر منها. إذًا أخبرنى، هل من الصعب أن يتحقق المرء بأن هدف الإرادة الإلهية أن يعيش البشر متساويون فيما بينهم؟ إذا أردت، اسمع ماذا يقول بفم أحد الأنبياء ” أليس أب واحد لكلنا. أليس إله واحد خلقنا. فلم نغدر الرجل بأخيه[2].

          فلو خالف البعض إرادة الخالق باختيارهم وفعلوا ما يفضلونه، (لأن الخالق قد كرّم الطبيعة بالحرية)، فهذا ليس بغريب، إذ أن البعض يخالفون القوانين البشرية. لكن، لن يلوم أولئك الذين يشرعون القوانين، بل بالحرى سيُعنف الذين يخالفونها. البعض عندما يفعلون يقولون: ” هكذا أراد الحظ، وهذا من جراء القدر”. يا لها من ثرثرة؟! لماذا تلقون المسئولية على القدر ولا تحكموا على طيش عقولكم؟ أمَّا الكتاب المقدس فقد أعلن الحقيقة عن أولئك الذين لا يسلكون بالحق: ” غباوة الإنسان تفسد طريقه، وفي داخله يشتكى على الله[3]. بالتالى قد أخطأ ـ من جهة المعرفة الحقيقية ـ كل الذين وضعوا الميلاد، والقدر، والحظ كقُوَى مسيطرة في حياتهم، ولم يسلموا قيادة أمورهم إلى الله، بالرغم من أن المسيح قد قال: ” أليس عصفوران يباعان بفلس. وواحد لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة[4]. لأن الخالق يعتنى بكل المخلوقات الأرضية، ويسمح لكل واحد أن يفعل ما يريد ويسلك في الطريق الذي يروق له. لكن بسبب أن الجنس البشرى قد سقط وانحرف، أُعطى له الناموس عونًا بحسب الكتب المقدسة[5]. كل مَن يقبل الإيمان بالمسيح وقد تخطى ذلك الضلال القديم لا يجب أن ينخدع بالأمثال العجائزية في أمور تختلف عن الاعتقاد المستقيم، لدرجة أنه يعتقد أن الكون، والإنسان يُسيِّرهما بالحظ والقدر اللذين لا وجود لهما.

بلاديوس: إنه لخطر عظيم. أن الإنسان يستثير الديان ضده.

كيرلس: لكن ماذا؟ ألا تعتبر أن مراقبة المرء للأيام والفصول والأوقات والسنين ونقصان الدورة القمرية بهدف معرفة نصيبه ومصيره هو أسوأ نوع من أنواع الشرور؟

بلاديوس: نعم أعتبره قمة الشرور. لأن بولس يعتبر هذا الأمر جرمًا كبيرًا في حديثه إلى الأمم الذين خلصوا عندما يقول: ” إذا كنتم لا تعرفون الله استُعبِدتم للذين ليسوا بالطبيعة آلهة. وأما الآن إذ عرفتم الله بل بالحرى عُرفتم من الله فكيف ترجعون أيضًا إلى الأركان الضعيفة التي تريدون أن تُستَعبدوا لها من جديد. أتحفظون أيامًا وشهورًا وأوقاتًا وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبتُ فيكم باطلاً[6].

كيرلس: إذًا فالاهتمام بحفظ الساعات والأيام والأوقات (يقصد الاعتقاد بالتفاؤل والتشاؤم من أوقات مُعيَّنة) لا يليق  بالمرة بهؤلاء الذين يعرفون الإله الحقيقي، أو بالحرى بهؤلاء الذين قد عُرفوا منه بواسطة الإيمان دُعوا ليكونوا خاصته بالنعمة. لأن مَن يهتم بحفظ هذه الأمور يتخلى عن افتخاره باسم المسيح ويرجع إلى الأمور العتيقة، ولم يحفظ ذهنه حُرًا، لكنه يسرع للدخول في نير الضلال القديم، معطيًا الكرامة التي تخص الله لأركان العالم، ومتوجًا تلك المخلوقات التي خلقها الخالق بأمجاد عظيمة. يقصد بأركان العالم الأوقات والأيام والشهور وتعدادهما التي بها تحصى السنين. لأنه، بالرغم من أن الزمن مستمر ويسير إلى الأمام بلا انقطاع، إلاّ أن الله أخضعه لمقاييس الفصول والأيام ودورانها بالقياس والعدد. وطالما لا يشير الزمن بالنسبة للبشر بالأوقات والفصول والأيام بشيء آخر بخلاف الحركة الدائرية والتعداد الدقيق، فلماذا ابتدع البعض خرافات يعتبر التفكير إليها هزل وسخرية، إذ يقولون إن دورات زمنية تجلب الخير وأخرى تجلب الشر، ويميزون هذه الدورات بدقة ناسبين إليها قوة تجلب السعادة، وقوة أخرى معاكسة تجلب التعاسة؟ أليست هذه الأمور هي ثرثرة وجنون رهيب وخداع شيطانى؟

بلاديوس: أوافق. وهذا واضح جدًا.

كيرلس: لأنه كما قلنا إنهم حاولوا أن يقنعونا بأن نُسلّم حياتنا إلى آلهة الأقدار وإلى الحظ وإلى الأرواح الغريبة، وهكذا اعتبروا حريتنا  أنها بلا جدوى، وأرادوا أن يمنعونا من الاهتمام بذواتنا. إنهم يقولون إن سريان الأيام والفصول هو نير إجبارى فُرض على البشر، وإنه من الصعب جدًا على البشر أن يتجنبوه. هذا الكلام غريب جدًا (لأنه يتمشى مع حكايات العجائز)، والذين يؤمنون بهذه الخرافات يتعرضون لإخفاقات لا تحصى، ولا يتقدمون ناحية خبرة إمكانية كشف الضلال، فهم ينسبون الدناءة إلى الدورات والأيام قائلين نفس الأمر عن نقصان الدورة القمرية واختفاء القمر. فلو أراد شخص في ساعة ما ويوم ما أن يعمل إحصاء عن الذين يفرحون والذين يسقطون في كوارث رهيبة، فلماذا يكون الضرر الناتج من هذه الأمور غير موزع بالتساوى على الكل، إذ نجد أن البعض سعداء وآخرون أشقياء وممتلئين بالشرور وصاروا أسطورة وعبرة درامية للجميع؟ لكن الذين يرون الأمور بدقة يستطيعون بسهولة أن يتحققوا من أنه نفس اليوم والساعة قد يُمسك أحدهم في الزنا والقتل ويُحكَم عليه بعقاب قاس، وآخر يأخذ مدائح لتعقله وتهذبه وكماله. هكذا فاليوم والساعة لا يستطيعان أن يمنعا الشرير من التعقل، ولا أن يُحرِضَا المستقيم والمهذب على فعل السوء والتمتع باللذات الشريرة. الإرادة الحرة هي التي تُهئ الشخص لفعل هذه الأمور أو تلك. وهكذا فإن أفعالنا ليست نتاج الظواهر الطبيعية، إذ سعادتنا وتعاستنا تعتمدان علينا.

بلاديوس: يبدو هذا الكلام صحيحًا.

كيرلس: الكل يخاف بالأخص من اليوم الخامس والثامن من الشهر ويتعللون بحجج عندما يفعلون الخطية، وينسون أن من يفكرون باستقامة لا يستريحون لهذه الأفكار العجائزية. إذ أن الذين يؤمنون بهذه الأفكار يبتدعون آلهة للانتقام من المجرمين مثل ErinÚwn “إيرينيون” وشياطين عديدين بعضهم أشرس من الآخرين، وأيضًا ابتدعوا جزاءات ومحاكم، وأشياء متنوعة مثل هذه، ألا يخجل هؤلاء التعساء! هؤلاء عندما يبدأ القمر في الاختفاء تدريجيًا (وهذا ما يحدده الفنى المتخصص في علم الفلك) يوقفون أى عمل، ويؤجلون رحلاتهم معتقدين أن الأمور البشرية تضعف وتنحل مع انزواء القمر. هذه سخافات، لأنه بالرغم من أن القمر يتناقص، فإن الإنسان المتعقل والمتزن سوف لا يتوقف إطلاقًا أن يكون متعقلاً وتألُّق عقله لن يتأثر بالقمر. كما أن طبيعة الأشياء لن تصير إلى الأسوأ، ولن يكون الإنسان مُسَّيرًا بواسطة الأجرام السماوية. وأتعجب كيف أنه عندما يبدأ القمر في الاختفاء ويستمر في الاختفاء حتى نهاية الشهر، تزداد فوائد الدائنين وتمتلئ خزائن محبى الأموال كثيرًا. أنا لا أفهم، كيف يعتقدون أن الأمور تزيد أو تنقص إجباريًا بتأثير النجوم. ألا توافقنى أن هذه الاعتقادات سخيفة ومضحكة؟

بلاديوس: طبعًا هي مضحكة جدًا.

كيرلس: إن الرد بكلمات مطوَّلة على مثل هذه الآراء الحمقاء هو عبث، لأن هذه الآراء هي بذاتها سخيفة دون أن يقول أحد شيئًا عنها. دعنا الآن ننتقل إلى شئ آخر.

بلاديوس: ما هو؟

كيرلس: الشيطان يمقت ـ على ما أظن ـ اليوم الخامس والثامن ووصول القمر إلى امتلائه الكامل في اليوم الرابع عشر، هذا اليوم الذي انعقد فيه المجمع اليهودى لمحاكمة يسوع، والشيطان مازال ـ في الحقيقة ـ هو مبتدع الشرور، ويخترع لها أسبابًا مختلفة. لأن الأحداث التي حدثت في الأيام التي فيها فقد سلطته الطاغية علينا، عندما أشرق وحيد الجنس علينا بمحبته بالجسد، لم يستطيع الشيطان أن يدركها (بسبب عظمة ما حدث فيها).

بلاديوس: ماذا تقصد؟

كيرلس: ألا نحسب، يا بلاديوس أن اليوم الخامس هو الذي جاء فيه مخلّصنا إلى العالم؟

بلاديوس: أفهم ما تقوله من المثل الإنجيلى. لأن المسيح يقول، إن الذي استأجر عمالاً في كرمه خرج في الساعة الأولى، وفي الثالثة، وفي السادسة، وفي التاسعة، وفي الحادية عشر (الساعة الخامسة) أى الوقت الأخير الذي فيه ظهر مخلّصنا وأشرق علينا.

 

كيرلس: تتحدث بالصواب. لكن ماذا؟ ألم نقل أنه سُلم في اليوم الخامس من الأسبوع وتمَّم أساس كل التدبير لأجلنا وهو الذي صار إنسانًا وتحمل الصليب لأجل خلاصنا؟

بلاديوس: بالتأكيد.

كيرلس: ألم يُبطل الموت ثم قام مرة ثانية سابيًا الجحيم في اليوم الثامن، أى اليوم الأول من الاسبوع؟

بلاديوس: لا شك في ذلك.

كيرلس: حسنًا فإن الناموس القديم حدّد الختان الجسدي في اليوم الثامن الذي هو صورة للختان الروحي والحقيقي. والختان الأهم أى الروحي هو شركة في الروح القدس، والنعمة الأولى (عند الخلق) منحها لنا المسيح مرة أخرى داخلنا بعد أن قام من بين الأموات قائلاً: ” اقبلوا الروح القدس[7]. قال بولس الرسول: ” لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا[8]. اليوم العاشر من الشهر القمرى هو بداية الخلاص وتقديم الذبيحة الذي ننظره بإشتياق. فالناموس أشار مرارًا إلى وقت صلب مخلّصنا لأجل حياة العالم فنحن نعلم أن آلامه ابتدأت من “اليوم العاشر”. جاء في سفر الخروج: ” كلّما كل جماعة إسرائيل قائلين في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاه للبيت. وإن كان البيت صغيرًا عن أن يكون كفوًا لشاة يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس. كل واحد على حسب أكله تحسبون للشاة. تكون لكم شاة صحيحة ذكرًا ابن سنة تأخذونه من الخرفان أو المواعز[9]. ها أنت ترى أن القدماء يأخذون الشاة من اليوم العاشر ويحفظونها إلى اليوم الرابع عشر، لكى تفهم فترة خمسة الأيام التي فيها صار إنسانًا وعانى الموت لأجلنا، بينما كالقمر آخذًا في الاختفاء في بداية الليل؟ الأمر هو مثال للسر. ويبدو أنه يعلن المسيرة التراجعية لسلطة الشيطان الطاغية التي تضمحل أكثر فأكثر. والقمر هو بطريقة رمزية مثال للشيطان. لأن القمر يحكم الليل أى يحكم على هؤلاء الذين في الظلمة وهم يغطون في نوم عميق دون أن يكون لهم نور المعرفة. وقد اعتاد الكتاب المقدس أن يُشبِّه الذين ضلوا بالليل. اسمع ماذا قال رب الجميع لليهود عندما رجعت أورشليم إلى عبادة الأوثان: ” ولكن لا يحاكم أحد ولا يعاتب أحد وشعبك كمن يخاصم كاهنًا. فتتعثر في النهار ويتعثر أيضًا النبى معك في الليل وأنا أضرب أمك. قد هلك شعبى من عدم المعرفة[10] هل أدركتَ أن هؤلاء الذين ليس لديهم معرفة الله الحقيقي يُدعَون ليلاً؟ هكذا فإن عدو الجميع يكره الأوقات والأيام التي حُكم عليه فيها بالهلاك والتي فيها خَلُصنا نحن. ومن يكره الأوقات والأيام معه سيكون من نصيب الشيطان وسيرث معه الجحيم الأبدى.

بلاديوس: إذن سوف نضع هذه الأمور جنبًا لجنب مع عبادة الأوثان الدنسة، ومع الخرافات المدعوة آلهة القدر.

[1] انظر حكمة سليمان 16:9

[2] ملا10:2.

[3] أم3:19.

[4] متى29:10ـ31.

[5] انظر إش20:8

[6] غلا8:4ـ11

[7] يو22:20

[8] 1كو7:5.

[9] خر3:12ـ5.

[10] هو4:4ـ6.

 

المقالة6 ج5 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم