أبحاثكتب

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 – فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 - فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 – فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 - فيليب كامل
نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 – فيليب كامل

الجزء الأول: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج1 – فيليب كامل

الجزء الثاني: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج2 – فيليب كامل

الجزء الرابع: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 – فيليب كامل

الجزء الخامس: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

الجزء السادس: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج6 – فيليب كامل

الجزء السابع: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج7 – فيليب كامل

الجزء الثامن: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج8 – فيليب كامل

خلط وتصحيح

س/ هل سفر النشيد، سفراً جنسياً؟!

ج / هذا يتوقف على فهمك لمعنى الجنس!

الأصحاح الأول

١ – نشيد الأناشيد الَّذِي لَسُلَيْمَانَ:

2- لِيُقَبِّلُني بقبلات فمه لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ.

٣ – لرائحة أَدْهَانكَ الطَّيِّبَة اسمكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى.

٤ – أُجْذُبُنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ.

ه – أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَات أُورُشَلِيمَ كَحْيَامٍ قِيدَارَ كَشْقَقِ سُلَيْمَانَ.

٦ – لا تَنظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوْحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْظُرْهُ.

7- أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا

أَكُونُ كَمُقَنَّعَة عِنْدَ قُطْعَانٍ أَصْحَابِكَ؟

۸ – إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ وَارْعَيَّ

جِدَاءَكَ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ.

٩ – لَقَدْ شَبَّهْتُكِ يَا حَبِيبَتِي بِفَرَسٍ فِي مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ

١٠ – مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكَ بِسُمُوطٍ وَعُنُقَكِ بِقَلَائِدَ!

۱۱ – نَصْنَعُ لَكِ سَلَاسِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَعَ جُمَانٍ مِنْ فِضَّةٍ.

 ١٢ – مَا دَامَ الْمَلِكُ في مَجْلسه أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ.

١٣ – صُرَّةُ الْمُرّ لِي بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ.

 حبيبي

١٤ – طَاقَةُ فَاغِيَةٍ حَبِيبِي لِي فِي كُرُومٍ عَيْنِ جَدْيِ.

15- هَا أَنْت جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ.

١٦- هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبي وَحُلْوٌ وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.

۱۷ – جَوَائزُ بَيْتِنَا أَرْزٌ وَرَوَافِدُنَا سَرْو

الاعتراض الأول:

«ليُقَبِّلني بقبلات فمه، لأَنَّ حُبَّكَ أطْيَبُ مِنَ الخمر» (نش (٢:١).

يقول الناقدون بصورة تهكمية: إن أول القصيدة كفر، فهل يليق أن يتكلّم كتاب المفترض أنه كتاب الله بهذا الكلام الإباحي عن “ قُبلات بين رجلاً وامرأة؟! هذا كلام غَزَل فاضح لا يليق بكتاب الله؟! ويقولون أيضاً أن المعني قد يعني أكثر من المعني الظاهري لكلمة “ قبلات” ، ولكنها قد تعني علاقة جنسية بين رجل وامرأة تؤدي بها للحمل، وذلك كما وَرَدَ في أسطورة “ شاحار وشاليم “ ؟! أقول لك أخي الحبيب:

أولاً: متي أقول إن القبلات فعل جنسي فاضح يلزم إدانته؟! يكون هذا في حالة واحدة فقط، وهي أن أجد أن هناك إجماع في كل الكتب الدينية أو حتى الأخلاقية؛ على أن كل زوج يقبل زوجته يُعتبر أنه قد ارتكب فعلاً فاضحاً يستوجب إدانته وتكفير فعلته هذه.

ثانياً: لو رأيت أن كل ما جاء في الكتاب المقدس عندما يتكلّم عن القبلات، يعقب ذلك كلاماً جنسياً فاضحاً يدل على سوء النية من استخدام هذا الفعل، ولكن أن أري ذلك الكتاب المقدس العظيم الذي يتكلّم عن القداسة التي بدونها لن يستطيع أحد أن يعاين الرب عب ١٤:١٢).. آراه يفرق جيداً بين القبلات الدنسة بين الأشرار؛ أو لها معني يختص بالعبادات الوثنية القديمة من خلال ممارسات قذرة مشينة، وبين تلك القبلات المقدسة النقية بين الناس، سواء من ناحية الأقرباء أو العلاقات الإنسانية الطبيعية النقية، حتى وإن تشابهت في الاسم أو الممارسة، فالزني مثلاً يتشابه مع الزواج من الناحية الجسدية الشكلية، ولكن شتان بين العلاقتين، فهل يليق أن نقول إن كل علاقة حميمة بين زوج وزوجته أنها علاقة زني لمجرد تشابهها في الشكل الجسدي مع الزني؟! لا يليق بالطبع.

لكن من الرائع والهام جداً أن نري أن نفس الشخص الذي كتب في سفر النشيد على لسان العروس “ ليُقَبِّلني بقبلات فمه “ ، هو نفسه الذي كتب في سفر الأمثال النقيض تماماً من القبلة المقدسة النقية بين الأزواج – والتي لها مدلول رمزي روحي رائع سنعرفه بعد قليل – واعتبر سليمان الحكيم كاتب السفرين أن القُبلة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، هي وقاحة وقلة حياء وجرأة سافرة على اقتراف الخطية (أم١٣:٧).ثالثاً: إذا كان الناقد يقول أن أول القصيدة كُفر، فليسمح لي أن أقول له أنك بهذا يا عزيزي تدين نفسك، فأنت الذي تدين غيرك ألست تحكم على نفسك (رو ۱:۲)، لأنه إذا كانت القبلات بين الأزواج لا تفطر الصائم – بحسب ما يؤمن به الناقد – فهل يليق بك أن تقول أن كفر وفعل فاضح؟!

القبلات هي فإن كانت فعلاً فاضحاً يستوجب تكفيره، فهل الأفعال الفاضحة الكافرة لا تُفطر الصائم – بحسب ما يؤمن به الناقد؟!

ثم أنك بهذا يا عزيزي الناقد تهين ملايين الأزواج؛ وتقول لهم أن ما يفعلونه من تقبيل لزوجاتهن هو كُفر وفعل فاضح، وهذا بالطبع ما لا يرضاه الرجال على أنفسهم ولا على زوجاتهم بالطبع.

قد تقول لي: ولكن لا يصح أن نكتب هذا الكلام في كتاب الله؟!

أقول لك: ما لم يخجل الله أن يخلقه ويضعه في الإنسان، ينبغي أن

لا نخجل نحنُ منهُ ونستقبحه؛ وكأننا أنقي وأطهر من الله. حاشا فإذا كان ما يفعله الأزواج في مخادع الزوجية حرام أو كفر، فهو حرام سواء فعل في السّر أو العلانية.. فالأماكن لا تفرق هنا ما دام الفعل في حدّ ذاته خطأ وحرام!

وإن جاء في كتابك أخي الناقد، ما يشرح العلاقة الجنسية الحميمية بين الزوج والزوجة، قوله في سورة البقرة: “ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ “ (۲۲۳).

فهل هذا الكلام يجعلني أشمئز أو أنظر إليه وأقول لك كما تقول لي: هل يليق بأن يأتي مثل هذا الكلام في كتاب تقول أنه كتاب الله؟! بالطبع لا أنظر إلى العلاقة التي شرعها الله بين الزوجين، والتي وضعها فيهما.. لا أنظر إليها نظرة مشينة أو أعلن اشمئزازي منها على الإطلاق، وإلا فهذا يعني اشمئزازي من الله الذي وضع وشرع هذه العلاقة المقدسة. وحاشا الله أن يضع فينا شيئاً مقدساً وننظر نحن له باشمئزاز ونستقبحه!

وأتكلم هنا عن تكفير الفعل في حد ذاته، أو النظر له نظرة محتقرة دونية، وبالطبع لا أقصد ممارسة العلاقة الزوجية أمام الناس علناً، ولذا نري عروس النشيد تقول في خجل لعريسها: “ ليتك كأخ لي الراضع ثدي أمي فأجدك في الخارج وأقبلك ولا يخزونني” (نش ۱:۸)، فقد كان التقبيل العلني بين الزوج والزوجة مرفوضاً إذا تقابلا خارج المنزل؛ كما في معظم البلاد الشرقية، حيث كان يُسمح به فقط بين الأقرباء بالدم كالأخ وأخته، ومن ثم تمنّت العروس هنا أن تكون مثل أخت لعريسها لكي تستطيع أن تقبله علانية دون “ خجل “ من أحد؛ لمحبتها الشديدة له.

والسؤال هنا هل لو كان سفر النشيد إباحياً، فهل من المعقول أن تقول العروس هنا أنها “ خجلة “ ؟!. هل لو كانت مجرد فتاة مستهترة، أو أن هذه علاقة إباحية، فهل تكون الفتاة في هذه الحالة من الخجل والحياء؟!

ولنلاحظ شيئاً هاماً جداً هنا، فكاتب سفر النشيد هو سليمان؛ وهو نفسه كاتب سفر الأمثال، وفي السفرين يعقد مقارنة بين العروس الزوجة النقية الطاهرة في سفر النشيد، وبين المرأة الأجنبية الزانية في سفر الأمثال، ويقارن بين خجل العروس في تقبيل زوجها في سفر النشيد وبين وقاحة امرأة سفر الأمثال؛ فيقول عنها: «.. فأمسكته وقبلته. أوقحت وجهها” (أم ۱۳:۷).

حيث كلمة “ أوقحت” تأتي في المعجم الوجيز بمعني: قل حياؤها واجترأت على اقتراف القبائح ولم تعبأ بها.

إنها على العكس تماماً من عروس النشيد النقية التي تخجل أن تفعل في العلن ما هو حق طبيعي بالنسبة لها كزوجة.

رابعاً: بالنسبة لما ذكره البعض من أن لفظة “ ليقبلني” قد تعنى أكثر من القبلة، ولكنها تعني علاقة جنسية بين رجل وامرأة تؤدي للحمل؛ كما جاء في أسطورة “ شاحار وشاليم”

بالطبع في أي بحث أو نقد علمي لا يليق ولا يجوز إستخدام تعبير “ قد يعنى أو تعني، فهذا يعنى مجرد الشك وليس اليقين الكامل، فلابد عند طرحى لقضية ما ونقدها؛ أن أقول أن هذا يعنى كذا، أو لا يعنى كذا، فلا مجال للاحتمالات.

فإذا قلت مثلاً أنني أكلت الشيكولاتة، فهل هذا يعنى أن مدلول أكل الشيكولاتة الباطن أكثر مما يعنى مدلوله الظاهر، فأكل الشيكولاتة هو أكل الشيكولاتة ولا معنى آخر له. إلا إذا كان الذي يستمع فكره مُفسد ويظن الشيكولاتة أنها “ قد تعني “ شيء آخر؟!

كما أن محاولة تفسير نص كتابي بناءاً على أن الكلمة جاءت بمعنى مختلف في أحد الأساطير الخرافية القديمة التي كانت مستقرة في عقول الناس في أزمنة بعيدة؛ شئ غير مقبول ولا معقول، لأنه إن صدقت هذه الأسطورة بما فيها، فلماذا لا أصدق مثلاً أسطورة أن العالم محمولاً على قرنى ثور، وأن الزلازل سببها أن الثور يتحرك قليلاً؛ فتتحرك الأرض بين قرنيه!

والأغرب أن أسطورة “ شاحار وشاليم “ وهي من الأساطير الأوغاريتية، وهي تصف إلهين توأم هما شاحار إله الفجر، وشاليم إله الغسق. وكلاهما آلهة كوكب الزهرة.

وعندما تقرأ الأسطورة لا تجد أي تشابه بينها وبين ما جاء في سفر النشيد، فلا يُوجد في سفر النشيد أي ذكر عن ولادة توأم، بل أنه في قاموس الآلهة والأساطير، جاء ما يلي عن تلك الأسطورة: “ .. يبدو أن هذين الإلهين كانا من الأهمية بمكان حيث أن لهما قصيدة خاصة معنونة باسميهما وتمجد ولادتهما وتصفهما بالآلهة المنعمة المحبوبة، وما عدا ذلك لا نملك أية وثائق تتضمن أخباراً عنهما!

هذا سخف بالطبع، أن تستشهد ليس فقط بأسطورة لا علاقة لها بسفر النشيد؛ ولكن بأسطورة ليس لها أية وثائق!

ولكن دعونا نرى معنى كلمة “ قُبلة “ في لغتها الأصلية التي كُتب بها الكتاب المقدس، وهل تعنى كما يقول الناقد أنها أكثر من القُبلة.. وهل لها أى معنى أو مدلول جنسي – [مع التأكيد مرة أخرى أن العلاقة هنا بين الزوج والزوجة علاقة مقدسة قد وضعها الله في الإنسان]؟!

  • فقد جاءت الآية في العبرية:

יִשָׁקֵ נִי מִנְשִׁיק ות פִ יהוּ כִּי־טוֹבִ ים וּדֶיךָ מִיָיִן:

حيث كلمة: יִשָׁקֵ נִי nashaq – لا تعنى سوى: ليُقبلني – Let him kiss me، وكلمة מִנְשִׁיק ות – neshiyah تعني: بقبلات with the kisses.

فالكلمة لا تحمل أي معنى آخر على الإطلاق في كل ترجمات الكتاب المقدس.

الإنجليزية:

Let him kiss me with the kisses of his mouth: for thy love

الفرنسية:

Qu’il me baise des baisers de sa bouche! Car ton amour vaut mieux que le vin,

الألمانية:

Er küsse mich mit Küssen seines Mundes, denn deine Liebe ist köstlicher als Wein

الإيطالية:

Mi baci con i baci della sua bocca! Poiché il tuo amore è migliore del vino..

فلا تُوجد أي ترجمة للكتاب المقدس تحمل أي معني أو مفهوم جنسي كما يقول الناقد.

* وكانت “ القُبلة “ أمراً شائعاً وعادياً جداً في الشرق منذ عصر الآباء؛ وحتى الآن، تعبيراً عن مشاعر المحبة والإكرام، فهناك على سبيل المثال لا الحصر: قبلة الإبن لأبيه (تك ٣٧:٢٦،٢٧)، وقبلة الوالدين(١مل (۲۰:۱۹ أو للحما(خر ٧:١٨) قبلة الأب لإبنه (٢صم ۳۳:۱٤) أو الأحفاد (تك ١٠:٤٨)، قبلة أخ لأخيه) تك ٤:٣٣، تك ١٥:٤٥، خر ٤: ۲۷)، تقبيل الأرض إحتراماً لمن سار عليها (١صم ٨:٢٤ وبالطبع لا تعنى كل هذه القبل علاقة أبعد من القُبلة، فلا يُفهم أن أب يُقبل ابنته فيعني هذا أن تلد منهُ طفلاً.. أو يُفهم أن الشخص الذي يقبل الأرض يدخل معها في علاقة جنسية وتلد منه “ إبن الأرض “ !!

* وهي تعنى أيضاً ليس مجرد الفعل الخارجي، ولكنها تعنى الحب الذي يجمع الأشخاص، لذلك نحن في صلواتنا في القداس الإلهي عندما يقول الشماس: قبلوا بعضكم بعضاً بقبله مقدسة، فإننا نمد أيدينا في أيدى بعض كتعبير وصورة رمزية جميلة عن الحب الذي يجمعنا ويربطنا بعضنا ببعض، كما ترتبط أيدينا بأيدى بعض، لأن المحبة هي رباط الكمال أف ٣:٤، كو ٤:٢).

* كما تُوجد أيضاً “ قُبْلَاتُ الْعَدُوّ” وهي قُبلات غاشـــة خائنة(أم ٦:٢٧)، مثل قبلة يهوذا.

إذاً، ما هو المعنى الكتابي المقصود هنا بهذه الكلمات “ ليُقَبَّلني بقبلات فمه، لأنَّ حُبَّكَ أطْيَبُ من الخمر” (نش ٢:١)؟! وما الذي ترمز إليه هذه القبلات؟!

١ – لو لاحظت صيغة الكلام هنا، ستجد أن العروس تخاطب العريس في البداية بصيغة الغائب: “ ليقبلني [هو] بقبلات فمه” ، فهو ليس حاضراً أمامها، ولكنها تعود فوراً لتتحدث مع عريسها الحاضر أمامها بصيغة المخاطب: “ لأن حبك [ أنت ] أطيب من الخمر فالعروس بمجرد أن أظهرت محبتها وأشواقها نحو عريسها الغائب عنها، أظهر هو ذاته لها في الحال، وهذا هو ما أشار إليه السيد المسيح بعد ذلك عندما قال: “ الَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأَظْهرُ لَهُ ذاتي” (يو ٢١:١٤).

٢ – العروس هنا لا تتغنى بمحبتها لعريسها، ولكنها تشدو وتبتهج وتتغنى بمحبة عريسها هو لها، فهي تقول: “ لأن حبك [أنت]»، ونحن كلما تلامسنا مع محبة المسيح الفائقة الوصف والمعرفة، نجد أنفسنا وقد نسينا أنفسنا، وعندما نقارن محبتنا الغير الثابتة بمحبته الصادقة الثابتة الكاملة لنا، نحسب أن محبتنا له لا تساوى ولا تقارن بمحبته الكاملة لنا!

* ويتبقى سؤال أخير عن “ القُبلة “ ، حيث يقول فيه أحد الناقدين:

وهل الله له شفتان يُقبل بهما الإنسان؟!

بالطبع هذا السؤال ساذج بعض الشيء، ففي الكتابات الدينية المختلفة

نجد الكثير من هذه التشبيهات المعروفة، فنذكر على سبيل المثال: أن الله له “ يد” ، وأن يده تسند المؤمنين، كما جاء في سورة الفتح: «يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” (١٠).

وأنا بالطبع أتفهم هذا المعنى الرمزى أنه يتكلم عن مساندة الله. فهل إذا قال في سفر النشيد عن يد الله: “ شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي،

وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي” ) نش ۳:۸)، نقول: كيف يكون الله يد؟!

  • كذلك أيضاً ذكر أن الله له “ عين “ وأن المؤمنين في عيني الله، كما جاء في سورة الطور: “ وَاصْبِرْ لِحُكم رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا “ (٤٨). وبالطبع أتفهم هذا المعنى الرمزي أيضاً.

فهل إذا جاء في سفر النشيد عن الله أن: “ عَيْنَاهُ كَالْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ” ) نش ١٢:٥)، نقول عنه: كيف يكون الله عين؟! بالطبع المعنى هنا رمزى أيضاً، فهو يتكلم عن نقاء وقداسة الله في نظرته، وأيضاً في موضع آخر يتكلم عن عنايته لنا إذ يقول: “ عَيْنَا الرَّبِّ إِلهِكَ عَلَيْهَا دَائِمًا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ إلَى آخِرِهَا” (تث ۱۲:۱۱). وكذلك ذكر أيضاً أن الله لهُ “ وجه “ ، كما جاء في سورة الرحمن: “ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ “ (٢٦، ٢٧).

وبالطبع أتفهم هذا المعنى الرمزي أيضاً.

فهل إذا جاء في الكتاب المقدس قوله عن الله: “ هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا وَحُلْوٌ” ) نش ١٦:١)، أقول: كيف يكون الله وجه؟!)،

حَبِيبِي بالطبع المعنى الرمزى هنا يتكلم عن جلال وكرامة وحلاوة الرب، الأبرع جمالاً من بني البشر (مز ٤٥: ٢).

إذاً، فهناك الكثير من التعبيرات الرمزية التي ترمز لمعنى مختلف عن المعنى المادى الرامز له عن الله وصفاته، وبالطبع نتفهم المعانى الرمزية ولا نسخر منها على الإطلاق، فنحن ندرك الكثير من صفات الله من خلال رموز على قدر ما يستطيع عقلنا البسيط الصغير المحدود أن يستوعب ما لا نقدر أن نستوعبه على الإطلاق.

وهنا عندما يتحدث الكتاب المقدس عن القبلات بشفتي الله معناه كما قلنا إظهار الحب الجياش بين الله والنفس البشرية كما الحب الذي يربط بين الزوج والزوجة ويُعبر عنه بهذه الصورة النقية، لأنة كما يقول الكتاب: “ خَالِقًا ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ. سَلَامٌ سَلَامٌ” (إش ١٩:٥٧).

“ الروح البكر تشتاق دائماً للدنو

من نبع الحياة الروحية النبع هو فم

العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية”

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 – فيليب كامل