عام

تعافيت بك ف76 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف76 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف76 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف76 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف76 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الثاني

الفصل السادس والسبعون (فخورًا بنفسه)

 

“أغويتي بالحُسنِ تائبًا، وسهم عينيك كان صائبًا”

_________________________

 

 

 

تلك الحياة مازالت تملك في جبعتها الكثير والكثير، كلما ظننتها أتت بنهاية شيءٍ، صفعتك بحقيقة بدايته من جديد، تدور الأيام وتمر ولن يبقىٰ المُر ويأتي يومٌ فيه يَمر.

 

 

 

الموت قادم لا محالة فهل بعد نبرته الحادة تلك والشرر الذي يقدح من عينيه سيصمت؟! ضرب الأرض بخطواتٍ واسعة يقترب منهما حتى أمسك ذراع ابنته يوقفها ويديرها حتى تواجهه وترتجف في ذراعه وكأنها رأت شبحًا، فيما هزها هو بقوةٍ وهو يسألها بنبرةٍ جامدة:

 

 

 

“ردي عــلـيـا !! عمار مين اللي اتقدملك؟! وأهلك فين؟! خلاص موتينا بالحياة؟!”

 

 

 

ردت عليه هي بصوتٍ مهتز اختلط البكاء الذي خنق صوتها:

“هقولك…..و الله الموضوع مش كـد…..”

 

 

 

نهرها بصوتٍ عالٍ يصرخ في وجهها:

“أومـــال إيــه؟؟ ردي عليا؟! إيه الموضوع؟! بتغفل من بنتي؟! خلاص مفيش كبير ليكي يا خلود؟!”

 

 

 

ردت عليه “سلمى” تلك المرة بخوفٍ على رفيقتها:

“يا عمو حضرتك فاهم غلط، وليد عارف كل حاجة وكان موجود كمان، خلود معملتش حاجة غلط والله”

 

 

 

حرك “طه” رأسه نحوها بسرعةٍ فردت عليه هي تؤكد حديثها بلهفةٍ:

“و الله العظيم زي ما بقولك كدا، وليد عارف كل حاجة وكان موجود، كلمه وهو يقولك بنفسه، خلود متغلطش أبدًا ولا تعمل حاجة من ورا حد”

 

 

 

ترك “طه” ابنته التي أصبحت مثل الفرخ المبتل ترتجف أطرافها ودب الرعب في أوصالها، حتى ارتمت على المقعد وركضت إليها “سلمى” تحتويها بذراعيها وتربت عليها بينما الأخرى تابعت والدها بناظريها حينما أخرج هاتفه وهو يرمقها بنظراتٍ جامدة.

_________________________

 

 

 

كان “وليد” نائمًا وزوجته بين ذراعيه بعدما عاد من مشواره مع “يوسف” خلد في ثباتٍ عميقٍ وهي أيضًا بعدما اطمئنت عليه بعد عودته، لكن ما أزعج نومته الهادئة تلك هو ارتفاع صوت هاتفه برقم عمه، زمجر هو بحدة ثم ضغط على زر الهاتف يكتم صوته، حتى انتهت المكالمة وعادت من جديد فاصدر الهاتف نفس الصوت المزعج، قرر هو تجاهل المكالمة حتى استيقظت “عبلة” بضجرٍ وهي تقول:

 

 

 

“ما ترد !! ازعاج وأنتَ صاحي وأزعاج وأنتَ نايم كمان؟! رد بقى”

 

 

 

اعتدل هو في نومته حتى استند بجسده على ظهر الفراش وهو يقول بسخريةٍ:

“نامي أنتِ يا سوبيا متشغليش بالك بحد، نامي ياختي”

 

 

 

وكزته في بطنه بغيظٍ ثم وضعت الوسادة على رأسها، فيما قام هو بالرد على عمه بصوتٍ متحشرجٍ وقبل أن ينطق مُرحبًا بمكالمته حتى وصله صوت عمه بنبرةٍ جامدة:

“تقوم تفز دلوقتي وتجيلي، تسيب كل اللي في إيدك وتيجي”

 

رد عليه ببروده المعتاد:

“مفيش في أيدي غير عبلة، هسيبها علشانك يعني؟!”

 

 

 

رد عليه عمه منفعلًا بصراخٍ:

“ولـــيــد !! مش عاوز برود وقلة أدب، قوم وتعالى البيت نص ساعة وتكون عندي”

 

 

 

أغلق في وجهه فورًا ولم ينتظر منه الرد على حديثه، فيما عقد “وليد” ما بين حاجبيه وهو يطالع الهاتف بحيرةٍ ممتزجة بقلقٍ حاد نخر في قلبه، وقد لاحظت “عبلة” سكونه فالتفتت له تسأله بتعجبٍ:

 

 

 

“مالك؟! فيه إيه؟! ومين اللي كان بيكلمك وبيزعق كدا؟!”

 

 

 

رد عليها بقلة حيلة وكأنه المغلوب على أمره:

“دا عم طه عاوزني أروحله، هقوم أشوفه عاوز إيه وأخلص”

 

 

 

قبل أن يخرج من الفراش أمسكت يده تسأله بلهفةٍ:

“طب ينفع أجي معاك؟! علشان خاطري؟!”

 

 

 

وزع نظراته بين كفها المتشبث بكفه وبين نظرتها المتوسلة له وأمام عينيها التي تطالعه بسهمها الخارق لفؤاده ابتسم هو ثم اقترب منها يُلثم جبينها ومن بعدها نظر في عمق عيناها وهو يقول بصوتٍ رخيمٍ:

 

 

 

“مقدرش أقولك لأ، قومي البسي لحد ما أخد دش يفوقني كدا ونقضي اليوم معاهم هناك”

 

 

 

ابتسمت هي بسعادةٍ بالغة ثم أمسكت وجهه تقربه منها حتى قبلت وجنته ثم قالت بمرحٍ وهي تخرج من الفراش:

“أحلى ليدو في الدنيا كلها، ليدو حبيبنا مبيغلطش”

 

 

 

ابتسم هو على جملتها ثم حدث نفسه متهكمًا بسخريةٍ وبالطبع لم يصلها الحديث:

“ليدو حبيبنا مبيغلطش؟! دا عمك هيمسح بيا سلم بيت الرشيد كله”

_________________________

 

 

 

شقت السيارة طريقها نحو الوجهة التي أختارها هو وكانت هي بجواره تطالعه بتعجبٍ وهو بين الحين والآخر يدندن بمرحٍ بعدما طلبت منه إغلاق الأغاني، فيما قرر هو الاستمتاع بما ينوي عليه، نظرت على الأريكة خلفها فوجدت صندوق القطة الذي صمم هو على أخذها، كان يتابعها بعينيه حتى سألته هي بعدما التفتت له:

“هو أنتَ ليه صممت نجيبها؟! وقولي رايحين فين متوترنيش بطني وجعتني والله”

 

 

 

رد عليها هو بوجهٍ مُبتسمٍ بنبرةٍ تتنافى مع هزل كلماته:

“صممت أجيبها علشان مش ضامن هنرجع امتى، ودي روح حرام تفضل لوحدها، رايحين فين بقى؟! أنا اتفقت مع واحد هيسلمني قطع غيار ليكي بدل فيوزات مخك اللاسعة دي”

 

 

 

طالعته بوجه ممتعض حتى أمسك هو كفها يقبل باطنه ثم قال بنبرةٍ هادئة:

“واخدك أفسحك ونقضي وقت حلو مع بعض قبل ما أرجع شغلي تاني، إيه اللي مزعلك؟! ما إحنا مع بعض أهوه يا خديجة”

 

 

 

ردت عليه هي بنبرةٍ هادئة:

“أنا مش زعلانة والله، بس مستغربة، ومن ساعة رجوعك وكل حاجة بتحصل غريبة، حاسة أني مليش لازمة ماشية ورا الكل وخلاص”

 

تعافيت بك ف76 ج2 – رواية تعافيت بك PDF