أبحاث

ماذا عن الرسالة إلى اللاودكيين؟ ف. ف. بروس – أمجد بشارة

الرسالة إلى لاودكية

ماذا عن الرسالة إلى اللاودكيين؟ ف. ف. بروس – أمجد بشارة

ماذا عن الرسالة إلى اللاودكيين؟ ف. ف. بروس - أمجد بشارة
ماذا عن الرسالة إلى اللاودكيين؟ ف. ف. بروس – أمجد بشارة

توفر هذه الإشارة إلى «الرسالة إلى اللاودكيين» فرصة لذكر الشعبية غير العادية للعمل الزائف الذي يحمل هذا العنوان في العصور الوسطى.

عندما كتب بولس إلى أهل كولوسي: “وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا.” (كو 4: 16).، فإن هذه «الرسالة من لاودكية» ليست واضحة تمامًا لقارئ اليوم (على الرغم من أنها كانت واضحة تمامًا للقراء الأصليين بلا شك). هل كانت رسالة صادرة من لاودكية، أم كانت رسالة أرسلها بولس إلى كنيسة لاودكية، وكان على أهل كولوسي الحصول عليها ‹من لاودكية›؟ وإذا كانت الإشارة إلى رسالة كتبها بولس، فهل لدينا أي معلومات أخرى عنها؟

من وقت لآخر تم ربطها بما نعرفه بالرسالة إلى أهل أفسس (يبدو أن أقدم أشكالها لا تحتوي على أي إشارة إلى مكان وجود المرسلين أو هويتهم). ومن الواضح أن مرقيون قد قام بهذا التحديد، وأعطى رسالة أفسس العنوان. “إلى اللاودكيين”. تتحدث القائمة الموراتورية عن “رسالة باسم بولس إلى اللاودكيين” والتي، كما تقول، “تم تزويرها وفقًا لبدعة مرقيون”. قد تكون هذه إشارة غير ذكية إلى الرسالة والتي عنونها مرقيون بـ “إلى اللاودكيين”، أو ربما يكون المترجم قد عرف بالفعل عملاً زائفًا تم تسميته بهذا الاسم.

يوجد عمل زائف تم تصنيفه على هذا النحو، لكنه لا يظهر أي أثر لبدعة مرقيون. تم وصف هذا العمل جيدًا على أنه “ترقيع لا قيمة له لمقاطع وعبارات بولس، خاصة من الرسالة إلى أهل فيلبي”[1] (على الرغم من أن كلماته الافتتاحية مأخوذة من غلاطية). وعناوين الفصول الواردة في مخطوطة الكتاب المقدس اللاتينية التي تعود إلى القرن الثاني عشر والمحفوظة في جامعة ترينيتي، كامبريدج، تلخص محتوياتها على النحو التالي:

  1. يشكر بولس الرسول الرب من أجل اللاودكيين، ويحثهم على ألا ينخدعوا بمن يريدون ضلالهم.
  2. قيود الرسول بولس،[2] التي بها يفرح ويتهلل.
  3. ينصح الرسول اللاودكيين، كما سمعوه عندما كان حاضرًا معهم، أن يحافظوا على تعليمه ويمارسوه دون تراجع.
  4. يحث الرسول اللاودكيين على الثبات في الإيمان، والقيام بالأعمال التي تتسم بالاستقامة والحق والتي ترضي الله. يسلم على الإخوة.[3]

من المحتمل أن تكون الرسالة إلى اللاودكيين قد كتبت في القرن الرابع؛ وقد ذكره فيلاستر[4] وجيروم[5] وتم اقتباسه في عمل القرن الخامس المسمى المنظار Speculum[6]، وهو ترتيب موضعي لنصوص الكتاب المقدس، يُنسب تقليديًا ولكن خطأً إلى أوغسطينوس. كانت لغته الأصلية يونانية، ولكن النص اليوناني الأصلي فقد.[7] ويبدو أن تداولها في الكنيسة الشرقية قد تم فحصه بعد أن أعلن مجمع نيقية الثاني (787م) أنه مزور.

ولكن بمجرد تأليفه تقريبًا، تمت ترجمته إلى اللاتينية، وازدهرت النسخة اللاتينية لمدة ألف عام وأكثر. تم استخلاصها من التقليد النصي للكتاب المقدس اللاتيني القديم، وفي وقت لاحق، على الرغم من أن جيروم لم يعطها أي تأييد، تم استيعابها في نص النسخه اللاتينية للانجيل وتم العثور عليها في العديد من مخطوطات النسخه اللاتينية للانجيل، بما في ذلك مخطوطة Fuldensis التي ذكرناها منذ قليل.

يقول البابا غريغوريوس الكبير Pope Gregory the Great (حوالي ٥٩٥م) إن بولس كتب خمسة عشر رسالة، على الرغم من أن أربعة عشر فقط تم اعتبارها قانونية: على الرغم من أنه لا يقول ذلك صراحة، فمن المحتمل أن هذه الرسالة اللاودكية كانت الخامسة عشرة. ألفريك Aelfric، رئيس دير سيرن في دورست (أواخر القرن العاشر)، أكثر وضوحًا: فهو لا يقول فقط أن بولس كتب خمس عشرة رسالة، بل يسردها، ويسميها إلى اللاودكيين بالرسالة الخامسة عشرة.[8] جون الساليسبري John of Salisbury، كاتب إنجليزي آخر بعد قرنين من الزمان، يكتب بنفس المعنى على الرغم من أنه يعلم أنه يناقض جيروم:

“يقول جيروم إنه مرفوض من الجميع؛ لكن هذا ليس صحيحًا”. ومع ذلك فقد كتبها الرسول.[9]

هناك كاتب آخر من تلك الفترة، ربما هيرفيوس بورجيدولينسيس،[10] يتحدث عن بولس باعتباره مؤلف خمسة عشر أو ستة عشر رسالة (بما في ذلك ليس فقط رسالة لاودكية ولكن عمل ملفق آخر وهو كورنثوس الثالثة!).[11]

تُرجمت الرسالة إلى اللاودكيين من النص اللاتيني إلى العديد من اللغات العامية في أوروبا الغربية وتم تضمينها في نسخ الكتاب المقدس بتلك اللغات. على الرغم من أنه لم يشكل في الأصل جزءًا من نسخ الكتاب المقدس لويكليف Wycliffite Bibles السابقة أو اللاحقة، فقد شقت نسختان مستقلتان من العمل باللغة الإنجليزية الوسطى طريقهما إلى تقليد المخطوطات الخاصة بالكتاب المقدس نسخة ويكليف، وتم استنساخهما بشكل متكرر بدءًا من النصف الأول من القرن الخامس عشر فصاعدًا.

ومع اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر، أُدرجت رسالة لاودكية في بعض أقدم الطبعات المطبوعة للعهد الجديد. لم يحدث هذا في إنجلترا، حيث تم منع طباعة الكتاب المقدس من قبل دساتير أكسفورد المناهضة للولارد the anti-Lollard Constitutions of Oxford (1408م): كان لا بد من إنتاج أول طبعة مطبوعة من العهد الجديد باللغة الإنجليزية (طبعة تيندال) في القارة (1525/1526 م).

ولأنها مبنية على النص اليوناني، فإنها لم تتضمن الرسالة إلى اللاودكيين. لكن الأقدم وهو العهد الجديد الألماني المطبوع (من عام 1466 فصاعدًا) والعهد الجديد التشيكي (من عام 1475 فصاعدًا) تضمن الرسالة؛ ومع ذلك، فقد تم حذفها من الإصدارات الجديدة التي استندت إلى النص اليوناني، مثل نسخة لوثر (1522) ونسخة التشيكية the Czech Kralice Bible (1593).[12]

في فرنسا، كتب جاك لوفيفر ديتابلز (فابر ستابولنسيس) Jacques Lefèvre d’Étaples (Faber Stapulensis) تعليقًا على النص اللاتيني لرسائل بولس في عام 1513؛ في هذا لم يدرج الرسالة اللاودكية فحسب، بل أيضًا المراسلات الزائفة بين الفيلسوف سينيكا وبولس.[13] تم إجراء تقييم أكثر انتقادًا من قبل أندرياس بودنشتاين فون كارلشتات Andreas Bodenstein von Karlstadt، الذي أدرج العمل في عام 1521 ضمن أبوكريفا العهد الجديد، إلى جانب آخر اثنتي عشرة آية من إنجيل مرقس.[14] وأي ادعاءات في هذا العمل بأن يتم التعامل معها على أنها رسالة بولسية حقيقية، قد دحضها إراسموس[15] ولوثر في النهاية.[16]

مترجم عن:

  1. F. Bruce, The Canon of Scripture (Downers Grove, Ill.: Inter-Varsity Press, 1988). 237.

[1] R. Knopf and G. Krüger in Neutestamentliche Apokryphen, ed. E. Hennecke (Tübingen, 21924), p. 150, quoted by W. Schneemelcher in Hennecke-Schneemelcher-Wilson, New Testament Apocrypha, II, p. 129.

[2] “حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ.” (في 1: 13).

[3] The Latin text of these chapter-headings is reproduced by J. B. Lightfoot, Saint Paul’s Epistles to the Colossians and to Philemon (London, 1875), p. 284 (in the course of an informative and judicial account of this apocryphon, pp. 281–300).

[4] Filaster, Heresies, 89.

[5] Jerome, On Illustrious Men, 5.

[6] يقتبس الآية 4 من العمل: “انظروا أن لا يسلبكم قوم الذين يخبرونكم بالأحاديث الباطلة لكي يصرفوكم عن حق الإنجيل الذي أبشر به”.

[7] أسباب الاعتقاد بأن النص اللاتيني الموجود يستند إلى أصل يوناني مذكورة في:

Lightfoot, Colossians-Philemon, pp. 291–294.

[8] Aelfricus Abbas, A Saxon Treatise concerning the Old and New Testament, ed. W. L’Isle (London, 1623), p. 28, cited by Lightfoot, p. 296.

[9] John of Salisbury, Epistle 143.

[10] On the Epistle to the Colossians, ad loc. (PL 181, col. 1355). J. B. Lightfoot.

ويقول لايتفوت ان هذا الكاتب ربما يكون أنسلم أسقف ليون

[11] رسالة كورنثوس الثالثة يعتبر كتاب أبوكريفي موجود في أعمال بولس الأبوكريفي

see Hennecke-Schneemelcher-Wilson, New Testament Apocrypha, II, pp. 374–378.

[12] (‘النسخة المعتمدة’ من الكتاب المقدس التشيكي) تستند إلى ترجمة سابقة من اليونانية قام بها جان بلاهوسلاف Jan Blahoslav (١٥٦٤).

[13] اعتبر جيروم هذا التجميع أصيلًا!

(On Illustrious Men, 12). For an English translation see Hennecke-Schneemelcher-Wilson, New Testament Apocrypha, II, pp. 133–141.

[14] In his Welche Bücher heilig und biblisch sind (Wittenberg, 1521), a popular version of De canonicis libris libellus (Wittenberg, 1520).

[15] Erasmus, on Col. 4:16: ‘it is not for any Tom, Dick or Harry to copy the mind of Paul.’

[16] إن مجرد حذفها من العهد الجديد للوثر كان بمثابة عمل كافٍ في أراضي الإصلاح. لقد تم حذفها بالفعل من قائمة كتب العهد الجديد التي نشرها مجمع فلورنسا حوالي عام 1440.

ماذا عن الرسالة إلى اللاودكيين؟ ف. ف. بروس – أمجد بشارة