الردود على الشبهات

إله العهد القديم، هل هو إله يميِّز بين عبيده؟ شبهة والرد عليها

إله العهد القديم، هل هو إله يميِّز بين عبيده؟ شبهة والرد عليها

إله العهد القديم، هل هو إله يميِّز بين عبيده؟ شبهة والرد عليها

إله العهد القديم، هل هو إله يميِّز بين عبيده؟ شبهة والرد عليها
إله العهد القديم، هل هو إله يميِّز بين عبيده؟ شبهة والرد عليها

ورد في تكوين4: 2-5 هذه الكلمات: وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ، وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ.

وهي تطرح العديد من الأسئلة مثل:

لماذا قَبِل الله تقدمة هابيل ورفض تقدمة قايين؟

لماذا التفرقة؟

وما هو السبب في رفض تقدمة قايين بل ورفضه شخصيَّاً؟

وهل صحيح أن الرب قبل تقدمة هابيل لأنها ذبيحة حيوانية؟ وما ذنب قايين الذي لم يكن راعياً للغنم؟

وللإجابة على هذه الأسئلة أقول:

هناك رأيان اساسيان في هذه القضية وهما:

الرأي الأول ويقول أصحابه: إن الرب قَبِل تقدمة هابيل لأنها ذبيحة حيوانية, ورفض تقدمة قايين لأنها نباتية؟ ويبنون هذه الفكر على أساس أن الرب طلب الذبيحة الحيوانية, وأن الأرض كانت ملعونة. فلا يليق ان نقدم من نتاج زرعها للرب.

لكن مع احترامي وتقديري الكبير لمن ينادون بهذا الرأي لا أتفق كثيراً معهم. ومعظم اللاهوتين كذلك. فمثلاً يقول ديرك كدنر: (( من المشكوك فيه القول بأن عدم وجود الدم جعل تقدمة قايين بلا فائدة أو مرفوضة )).”1″ وذلك بالطبع لعدة أسباب وهي:

  • ما هو ذنب قايين الذي لم يكن راعياً للغنم؟

فلقد قدَّم كل منهما مما يمتلك! إلى جانب أن تقديم ثمار الأرض للرب لم يكن ممنوعاً في العهد القديم , بل لقد طلب الرب من شعبه قائلاً: ». وَمَتَى أَتَيْتَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا وَامْتَلَكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، فَتَأْخُذُ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرِ الأَرْضِ الَّذِي تُحَصِّلُ مِنْ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ وَتَضَعُهُ فِي سَلَّةٍ وَتَذْهَبُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. وَتَأْتِي إِلَى الْكَاهِنِ الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَتَقُولُ لَهُ: …. هأَنَذَا قَدْ أَتَيْتُ بِأَوَّلِ ثَمَرِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَنِي يَا رَبُّ. ثُمَّ تَضَعُهُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَسْجُدُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ. وَتَفْرَحُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لَكَ «. تثنية (26: 1-11).

  • لم يطلب الله من قبل أن تكون التقدمة حيوانية , فلا يوجد نص واحد يقول أن الله طلب من آدم وحواء ذبائح حيوانية, وما ينادي به البعض هو مجرد استنتاج لما نقرأه في تكوين(3: 21) ((وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.)) فلا تقول هذه الآية أن الله قدم ذبيحة حيوانية أمامها, أو طلب منهما ذلك, ويؤكد هذا دونالد جوثري قائلاً: ((لم تكن هناك سابقة لذبيحة دموية ولا يوجد دليل مكتوب على أن الله كان قد قدم تعليمات للأخرين عن نوع الذبائح التي يقدموها))) “2”.

(ج) لم تكن الذبيحة فقط هي مصدر سرور قلب الله . أو سبب رضاه عن الإنسان في العهد القديم. فقد قال الرب لشعبه: ».لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ، وَبِدَمِ عُجُول وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ……. اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. « إشعياء (1:11-17) وقال على لسان داوود: لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. مز(51:16-17)

ويتسائل ميخا قائلاً: بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ، بِرِبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ. ميخا(6: 6-8)

الرأي الثاني:  الأسباب التي جعلت الرب يقبل تقدمة هابيل ويرفض تقدمة قايين:

  • الله ينظر أولاً إلى المعطي قبل العطية:

يسجل الوحي بدقة قائلاً: فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. تكوين(4: 4-5) ما أجمل ما تحتويه هذه الكلمات من معانٍ عميقة ، فأرجو أن تلاحظ أنه يسجل أسم الشخص قبل قربانه فالله ينظر أولاً إلى المعطي قبل العطية. إنه ينظر إلى الدوافع ، الأهداف ، الفكر ، القلب ، قبل أن ينظر إلى التقدمة أليس هو المالك الأعظم والأوحد للأرض وكل ما عليها . والمسكونة وكل الساكنين فيها (مز24: 1). وهل أنال رضى الله وقبوله بتقديم عدد من الكباش والعجول والتيوس, او كمية من أثمار الأرض او مبلغ كبير من المال؟! حاشا. ألم يقل الرب على لسان داود: هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ، أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟ اِذْبَحْ للهِ حَمْدًا، وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ. مزمور(50: 13-14). لقد قبل فلسين من الأرملة الفقيرة ولم يقبل أضعاف أضعافها من حنانيا وسفيرة.

لقد قدم هابيل تقدماته بكل خشوع وتواضع بينما كان قايين متكبراً كما يرى ديرك كدنر”3″. ولعل ما يؤكد هذا قول الوحي عن قايين عندما رفض الله تقدمته: ((فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ.)) تكوين(4: 5) فبدلاً من أن يراجع نفسه ويصحح موقفه اغتاظ جداً من الله لأنه لم يجد قبولاً واغتاظ جداً من هابيل لأنه نال رضى الله وبالتالي سينال رضى والديه أيضاً. وموقف الغيظ يعبِّر عن شخص لا يرى عيوبه وضعفاته, بل يرى نفسه كاملاً. وتتضح الصورة أكثر عندما يقول الوحي((وَسَقَطَ وَجْهُهُ.)). أي كما يقول د.القس صموئيل يوسف: كان وجهه عند تقديم قربانه مرتفعاً ومنفخاً”4″.

ويرى د. القس غبريال رزق الله أن قايين وهابيل كانا يشبهان الفريسي والعشار, فقد أتى قايين قدام الرب بروح فريستة حاسباً نفسه أفل من خيه لأنه يقدم ربان للرب من إنتاج عمله ومجهودات قوته, بينما ما يقدمه هابيل ليس إنتاج ولا من خلق يديه “5”.

  • قَبِل الله تقدمة هابييل لأنه قدمها بالإيمان:

في الحقيقة يقدم كاتب الرسالة إلى العبرانيين الشرح الوافي والكافي لجواب السؤال فيقول:

«بِالإِيمَانِ (Πίστει) قَدَّمَ هَابِيلُ للهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! » عبرانيين(11: 4) فواضح هنا سر قبول الرب لتقدمة هابييل وهو الإيمان والأفضلية هنا ليست في نوع التقدمة سواء كانت حي وانية أو زراعية بل لأنها قُدِّمت ” بالإيمان” (Πίστει). لذلك يقول: « فَبِهِ” بالإيمان”  شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ, إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ وَإِنْ م َاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! » هذا الإيمان الذي هو الثقة في الله والإحتماء به وحده واللجوء إليه في الضيق والتلذذ به دائماً في كل ظروف الحياة والإبتهاج به وفيه طول الأيام. هذا هو ما يشبع قلب الله. وليس كم نعطي أو ماذا نقدم ولذلك يكمل كاتب الرسالة إلى العبرانيين قائلاً: « وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ ».

وربما تسأل وهل لم يكن لدى قايين إيمان؟ أليس في تقديم ثمار الأرض إيمان؟ نعم كان عنده إيمان ولكن كان إيمانه إيمان الشياطين. كان إيماناً عقلياً بحتاً لم يتحول إلى سلوك وأفعال وهذا ما سنراه بوضوح بعد ذلك.

  • قدم هابييل أفضل ما يملك ولم يقدم قايين ما يليق بالرب:

تسال لماذا قبل الله تقدمة هابييل؟ الإجابة ببساطة: لأنه قدم افضل مما يملك للرب, فنقرأ: “ وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا.” تكوين(4:4) والفكرة هنا ليست لأن الأبكار والسمان لها قيمة أعلى في السوق, بل لأنها رمز الأهمية والأولوية وهذه الكلمات تاتي في بعض الترجمات كالآتي (ت ك ح ) “ وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ خَيْرَةِ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَأسِمَنِهَا.”

( MSG )Abel also brought an offering, but from the firstborn animals of his herd, choice cuts of meat.

وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا تَقدمته ولكن مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ اختَار أسِمَنِهَا.

ويقول ديفيد أتنكسون: تعبير” مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا.” يعني ان هابيل قدم صفوة غنمه للرب. أي قدم أفضل ما عنده بل صفوة أفضل ما عنده للرب. فكانت تقدمته تقدمة تكريس أما قايين فقد قدم أقرب شيئ كان في متناول يده”6″

كان يجب على قايين أن يقدم باكورة ثمار الأرض أو أجود أثمار الأرض لكن ما يسجله الوحي هو “ وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ،” (تك 4: 3) ويقول المدراش عن قايين “ أنه احضر الحثالة وآخر الثمار وقدمها للرب” وعندما يقارن كاتب الرسالة إلى العبرانيين بين تقدمة قايين وتقدمة هابيل يقول: “ بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ للهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ (πλειονα θυσιαν) مِنْ قَايِينَ فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ “ عبرانيين(11: 4) وتعتبر ” ذبيحة أفضل ” يرد في كل الترجمات الإنجليزية(more excellent)

(MKJV) By faith Abel offered unto God a more excellent sacrifice than Cain

(ت ك ح) بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ اللهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنٌ تِلٌكَ التَّي قَدَّمَهَا قَايِينَ.

(ت ع م ) ِبالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ للهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنٌ ذَبِيحَةً قَايِينَ.

  • لم تكن هذه أول ذبيحة يقدمها هابيل:

يرى عدد من العلماء أن هذه لم تكن أول ذبيحة يقدمها هابيل فقد كان معتاداً على تقديم الذبائح للرب وما يؤكد هذا قول الوحيّ: “ بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ للهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ .” وأرجو ان تلاحظ أنه يقول بصيغة المفرد انه قدم (ذَبِيحَةً) ثم يقول بصيغة الجمع أن اللهُ شَهِدَ لِقَرَابِينِهِ.”7″. وهي ترد في كل الترجمات الإنجليزية إما(his gifts) أو (his offerings) أو (his sacrifices) إذاً  كانت هناك قرابين أخرى قد قدمها قبل هذه الذبيحة الأخيرة التي قُتِل بعدها وقد شهد الله لها جميعاً. وهذه الفكرة تتضح أكثر في ترجمة:

(GW) Faith led Abel to offer God a better sacrifice than Cain’s sacrifice. Through his faith Abel received God’s approval, since God accepted his sacrifices.

قاد الإيمان هابيل ليقدم لله ذبيحة أفضل من قايين وبإيمانه نال قبول الله . لأن الله قبل قرابينه

  • كان قايين إنساناً شريراً بينما كان هابيل إنسانا باراً:

نجد ايضاً في كلمات الرسول يوحنا إجابة واضحة لسؤالنا إذ يقول: “ لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. “ 1يوحنا(3: 12)

فلقد رفض الرب ذبيحة قايين لأنه كان شريراً وكل اعماله وتصرفاته طوال السنين كانت شريرة وقد قال الحكيم ” ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ. ” ( أمثال 15: 8)

بينما قبل الرب ذبيحة هابيل لإنه كان إنساناً باراً ولدينا اكثر من شهادة على بره فقد شهد عنه الرسول يوحنا قائلاً “ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. (δίκαια )”  (1يوحنا 3: 12)

وشهد عنه الرب يسوع قائلاً : “ لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ(δικαίου) سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ(δικαίου) إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا .” متى(23: 35)

وكلمة ( الصِّدِّيقِ ) في اللغة اليونانية تعني ( البار ) الطاهر من الذنوب الذي ينمو على حب الخير.

ولدينا شهادة الله الآب عنه فيقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “ بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ ِللهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ (δικαίου) “

كما شهد عن أيوب قديماً قائلاً:” فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ” أيوب (1:8 و 2:3) وكما شهد عن داود قائلاً: “وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي  .” أعمال ( 13: 22)

ويقول الرسول يوحنا “إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ، فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ” 1يوحنا (5: 9).

  • قدم هابيل قلبه أولاً قرباناً للرب:

يرى عدد من العلماء أن كلمة (أيضاً) في قول الوحي: “ وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. “ تكوين(4:4) إشارة إلى أنه كان قد قدم شيئاً قبل ذلك وما هذا الشيء سوى قلبه وحياته. إنه يشبه كنيسة مكدونية الذي كتب عنهم “ بَلْ أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ “ 2كورنثوس (8: 5) “8”.

عزيزي القارئ: لقد قال الوحي عن هابيل: “وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! “ عبرانيين(11: 4) . وهذه العبارة ترد في:

( ت ك ح ) وَمَعٌ أَنَّ هَابِيلَ مَاتَ قَتٌلاً فًإنَّه مَا زَاَلَ الآنَ يُلقِّنُنَا الٌعِبَرَ بِإيمَانِهِ”.

(ت ع م ) “ وبالإيمانِ ما زال يتَكَلَّمُ بَعدَ مَوتِه”

ويعلق موفات قائلاً : ” الموت لن يكون الكلمة الأخيرة في حياة الإنسان ”  ويقول باركلي: ” كل إنسان بعد وفاته يترك شيئاً ما إما أعشاب سامة أو أغصان تزهر وتثمر بلا نهاية. كل إنسان يترك مثالاً إما للخير او الشر.

تُرى ما هو الشيء الذي ستتركه أنت ؟؟ “

المراجع

  • ديريك كدنر. سفر التكوين.ص78.
  • دونالد جوثري. الرسالة إلى العبرانيين. ص215.
  • ديريك كدنر. سفر التكوين ص78.
  • د. القس صموئيل يوسف. كلامك روح وحياة ص18
  • د.الس غبريال رزق الله. شرح الرسالة إلى العبرانيين ص 504.
  • ديفيد أتنكسون. سفر التكوين ص136.
  • John Gill’s Exposition of the Entire Bible. P.486
  • Donald W.Burdick. The NIV Study Bible. P.1920