أبحاث

المسيح الكلمة المتجسد – دكتور وهيب قزمان

المسيح الكلمة المتجسد – دكتور وهيب قزمان

المسيح الكلمة المتجسد - دكتور وهيب قزمان
المسيح الكلمة المتجسد – دكتور وهيب قزمان

المسيح الكلمة المتجسد – دكتور وهيب قزمان

آحاد شهر كيهك

الأحد الأول : البشارة برحمة المخلص (لو1:1ـ25).

(البشارة بالسابق الصابغ)

لا تخف يا زكريا لأنى طلبتك قد سمعت وامرأتك أليصابات ستلد ابناً وتسميه يوحنا” (لو13:1). “أنت يا رب ترجع وتتراءف على صهيون لأنه وقت التحنن عليها لأن الرب يبنى صهيون ويظهر مجده” (مز16،13:103).

كاهن اسمه زكريا (5:1) :

اسم زكريا يعنى “الله يتذكر” ، وكأنما فعلاً تذكر الله شعبه فى أيام خدمة زكريا. وأليصابات تعنى “الله يقسم” أو “يمين الله” وقد أنجب يوحنا ويعنى “الله حنان”.

تقديمه البخور: (9:1)

أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر“. تُقدم ذبيحة البخور على مذبح البخور داخل الهيكل، وغير مُصرح للكاهن أن يقدم ذبيحة البخور إلا مرة واحدة فى حياته إذا وقعت عليه القرعة. لذلك كان يعتبرها الكاهن أنها فرصة العمر وبركة حياته كلها أن يبخر فى هيكل الرب.

طلبتك قد سُمعت : (13:1)

الرب لا ينسى صلوات ودموع الزوجين منذ شبابهما. ولما حان زمان استجابة طِلبة زكريا وأليصابات وطِلبات الشعب والأنبياء، تحنن الله على شعبه وعلى زكريا وأليصابات، لأن هذا هو معنى “يوحنا”.

فرح الكثيرون بميلاد يوحنا: (لو14:1)

ويكون لك فرح وابتهاج، كثيرون سيفرحون بولادته “.

إنجيل لوقا البشير هو “إنجيل الفرح”، فقد أرسل الله يوحنا السابق لينادى بالتوبة مهيئاً الطريق للرب فى قلوب الكثيرين، فيفرح السمائيون كما يفرح المؤمنون. وها هو يعد لهذا الفرح بالبشارة بميلاد السابق له، مهيئاً الطريق أمام المسيح الكلمة المتجسد.

 

الأحد الثانى : البشارة بميلاد المخلص. (لو26:1ـ38).

وهاأنت تحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع ” (لو31:1)

يا رب طاطئ السموات وانزل. المس الجبال فتدخن إرسل يدك من العلو أنقذنى ونجنى” (مز7،5:144) (مزمور عشية)

اسمعي يا ابنتى وانظرى، وأميلى سمعك، وانسى شعبك وبيت أبيك إن الملك قد اشتهى حسنك. لأنه هو ربك”  (10:45ـ11) (مزمور القداس).

إرسال جبرائيل إلى “عذراء مخطوبة لرجل” (لو27:1)

          جبرائيل تعنى “جبروت الله”، وسر قوته أنه “الواقف قدام الله” … جاء يحمل الوعد الإلهى.

س . لماذا لم يُرسَل إلى عذراء غير مخطوبة ؟

يجيب العلامة أوريجينوس بأن وجود الخاطب أو رجل لمريم ينزع كل شك من جهتها عندما تظهر علامات الحمل عليها[1] ويقول القديس أمبروسيوس : [ربما لكى لا يُظن أنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى آن واحد، أنها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة حتى تُحفظ مما قد يشوب سمعتها].

يقول القديس أغسطينوس :

[كما ولدت مريم ذاك الذى هو رأسكم، هكذا ولدتكم الكنيسة، لأن الكنيسة هى أيضاً أم وعذراء، أم فى أحشاء حبها، وعذراء فى إيمانها غير المنثلم، هى أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسداً واحداً على مثال العذراء أم الكثيرين وفى نفس الوقت هى أم للواحد[2].

كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً” (لو34:1).

وهنا تعلن القديسة مريم عن عفتها التى كرستها لله، فإن كانوا قد خطبوها ليوسف فقد سبقت وكرست نفسها لله. فكما أعدها الله لنفسه. أعدت هى نفسها له ! هكذا سألت القديسة مريم الملاك ليكمل بشارته. فلما قال لها: “الروح القدس يحل عليك”، احتواها روح القداسة، فكان بمثابة البذرة الإلهية التى سكنت كيانها.

هوذا أنا أمة الرب ” (لو38:1).

خضعت مريم وقبلت الدعوة برمتها، كطفل ارتضى أن ينام فى حضن أبيه! وكان ، بهذا الخضوع لمشيئة الله، أن دخل الوعد الإلهى حيز التنفيذ. ولا يقوى بشر أن يحدد أبعاده ونهايته :

          1 ـ فبالنسبة لها : فقد نالت إنعام الله وأعظم كرامة نالها بشر، وكفى أنها صارت أماً لابن الله.

          2 ـ بالنسبة للبشرية : فقد كُتب لها عهد جديد مع الله، عهد على مستوى الخلق الجديد، فالذى ملأ الحشا البتولى هو آدم الجديد (الثانى) الذى من جسده ودمه أخذنا خلقتنا الجديدة، كأبناء لله، وورثنا فيه موطننا الأصلى.

          3 ـ وبالنسبة للذى ولد منها: فهو بحسب ما نطق به الملاك:         ” القدوس المولود منك يُدعى ابن الله“، وهو يكون عظيماً وابن العلى يدعى فى العالم وبين الناس، كما أنه الابن الوحيد الجنس المحبوب لله.

 

الأحد الثالث :  تطلع عدل المخلّص ورحمته (لو39:1ـ56).

          (زيارة العذراء لأليصابات)

أشبع الجياع خيرات، وصرف الأغنياء فارغين، عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمته” (لو53:1ـ54). “الرحمة والحق التقيا. والعدل والسلام تلاثما. الحق من الأرض أشرق. والعدل من السماء تطلع” (مز10:85ـ11).

من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىّ ؟” (لو43:1).

بينما كان العالم كله يجهل كل شئ عن البشارة للقديسة مريم، إذ بالقديسة أليصابات تعلن أمومة مريم لربها، بالرغم من عدم وجود أى علامة ظاهرة لهذا الحدث الإلهى.

لقد طوّبت أليصابات مريم لأنها صارت أماً لله ، الابن المتجسد، وقد بقيت الكنيسة عبر الأجيال تطوبها، فقد وقف القديس كيرلس الكبير يتحدث أمام آباء مجمع أفسس، قائلاً :

[السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله الملوكى، المصباح غير المنطفى، إكليل البتولية، صولجان الأرثوذكسية، الهيكل غير المفهوم، مسكن غير المحدود، الأم وعذراء. السلام لك يا من حملت غير المحوى فى أحشائك البتولية القديسة][3].

يعلق العلامة أوريجينوس على كلمات أليصابات ويتحدث بلسانها قائلاً :

[أى عمل حسن قمت به ؟ أو ما هى أهمية الأعمال التى مارستها حتى تأتى أم ربى لرؤيتى ؟! هل أنا قديسة ؟! أى كمال أو أية أمانة داخلية بموجبها استحققت نيل هذا الامتياز : زيارة أم ربى إلىّ ؟!][4].

 

تسبحة العذراء (لو46:1ـ55):

عندما التهب قلب العذراء بالروح “أنشدت نشيدها كـ “نبية”، آخر نبية فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد قاطبة. فما من نبية أو نبى فى العهد القديم نال من التقديس والنعمة وحلول الروح القدس الدائم وقوة العلى مثل ما نالت العذراء. وهنا لأول مرة نسمع نشيد الفرح من إيقاع الروح على قيثارة النعمة، بفم العذراء المباركة. يقول العلامة أوريجينوس:

 [قبل ميلاد يوحنا تنبأت أليصابات، وقبل ميلاد الرب مخلصنا تنبأت مريم. وكما بدأت الخطية بالمرأة ثم بلغت إلى الرجل، هكذا بدأ الخلاص فى العالم بواسطة نساء تغلبن على ضعف جنسهن. لننظر الآن نبوة العذراء وهى تقول : “تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى” فإن النفس والروح يشتركان فى التعظيم][5].

الأحد الرابع : التنبأ بظهور المخلص (لو57:1ـ80).

(نبوة زكريا وميلاد السابق الصابغ)

مبارك الرب الذى افتقد وصنع فداءً لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص، فى بيت داود فتاه” (لو69:1).

يا جالساً على الشاروبيم اظهر قدام افرايم وبنيامين ومنسى. لخلاصنا يا الله أرددنا. ولينر وجهك علينا فنخلص” (مز3،1:80).

 

عظّم الرب رحمته : (لو58:1):

أحياناً يعظّم الرب رحمته ليُظهر مكونات قلبه تجاه أحبائه الذين اختارهم ليكشف فيهم وبواسطتهم أعماق رحمته وحبه لبنى الإنسان. فإن كانت أليصابات عاقراً وقضت ثمانين سنة فى عقمها ثم ولدت، فهنا تتعظّم رحمة الله جداً، ويفرح القلب، ليس قلبها وحدها، بل يقول الكتاب أن جيرانها وأقرباءها اشتركوا فى فرحها.

إنه زمان الفرح الإلهى، وهو فرح عظيم، لأن مُؤسسه ومُرسله هو الله، ليغيّر الإنسان زمانه الحزين، بزمن الله. ويُستَمد هذا الفرح من المولود الذى صار مولودنا.

نبوة زكريا :

تمتع زكريا الكاهن بحنان الله ونعمته (بولادة يوحنا)، فانطلق بلسانه يبارك الرب تحت قيادة الروح القدس إذ رأى خطة الله الخلاصية لا تشمله وحده وعشيرته، بل تضم الكل.

يتنبأ عن السيد المسيح، قائلاً : ” وأقام لنا قرن خلاص فى بيت داود فتاه، كما تكلم بفم أنبيائه الذين هم من الدهر” (لو69:1،70) يقول القديس جيروم : [القرن فى الكتاب المقدس يعنى مملكة أو سلطاناً] ويقول القديس غريغوريوس النزينزى : [عندما انطرحنا إلى أسفل رَفَعَ لنا قرن خلاص].

  ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس (لو72:1) :

مجئ المخلص يعلن رحمة الله مع آبائنا ويحقق مواعيده المستمرة، والتى ظهرت بوضوح فى ” القسم الذى حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف مُنقذين من أيدى أعدائنا نعبده، بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا ” (لو73:1ـ75). هذا العهد الذى تحقق بمجئ المسيح يحمل شقين : الشق الأول هو الغلبة ـ على أعدائنا الروحيين ـ أى قوات الظلمة بدون خوف. فقد حطم السيد فخاخهم وسلطانهم. أما الشق الثانى والملازم للأول فهو دخولنا فى الميراث عابدين الرب بقداسة وبر، أى نحمل طبيعة جديدة نعيشها كل أيام حياتنا.

هذا بخصوص النبوة عن السيد المسيح أما عن القديس يوحنا المعمدان فقال: “وأنت أيها الصبى نبى العلى تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه، لتعطى شعبه معرفة الخلاص لمغفرة خطاياهم بأحشاء رحمة إلهنا التى بها افتقدنا المُشرق من العلاء. ليضئ على الجالسين فى الظلمة وظلال الموت لكى يهدى أقدامنا فى طريق السلام”. (لو76:1ـ79).

برامون الميلاد (1:2ـ20)

لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم سيكون لجميع الشعب. إنه وُلد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” (لو10:2ـ11).

معك الرئاسة فى يوم قوتك: فى بهاء قديسيك. من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك” (مز3:90ـ4).

الاكتتاب (لو1:2ـ4).

كان أمر الاكتتاب لإظهار عظمة القيصر، ليبرز امتداد نفوذه وسلطته، لكى يستخدمه فى جمع الجزية. وكان الاكتتاب حسب النظام الرومانى يمكن أن يتم فى أى موضع. لكن الرومان وقد أرادوا مجاملة اليهود أمروا بإجرائه حسب النظام اليهودى حيث يسجل كل إنسان اسمه فى موطنه الأصلى … وهكذا التزم يوسف ومريم أن يذهبا إلى “بيت لحم” فى اليهودية لتسجيل اسميهما لكونهما من بيت داود وعشيرته. ولقد كتب الإنجيلى هذه المناسبة بإرشاد الروح القدس لتعيين زمن ميلاد المخلص.

مع مريم امرأته والمخطوبة وهى حبلى (لو5:2):

إن مريم كانت مخطوبة ليوسف وهذا يدل على أن الحمل تم خلال مدة الخطوبة وأن عمانوئيل وُلد بمعجزة تفوق النواميس الطبيعية المعروفة، لأن مريم العذراء لم تحمل ببذار بشر وسبب ذلك أن المسيح هو “باكورة الجميع”، هو آدم الثانى كما ورد فى الأسفار المقدسة، [ فقد وُلد إلينا نحن  بالروح القدس لكى ينقل هذه النعمة (نعمة الولادة الروحية)أيضًا. فنحن قد أُعِدَ لنا أن لا نحمل فيما بعد اسم أبناء البشر بل بالأحرى نُولد من الله وذلك بحصولنا على الميلاد الجديد من الروح الذى تم فى المسيح نفسه أولاً، لكى يكون هو ” متقدمًا فى كل شئ” (كو15:1) ] (القديس كيرلس الكبير)[6].

فرح عظيم :

هذا هو الإنجيل أى البشارة المفرحة جداً !. أول من فسره ملاك، وأول من سمعته آذان رعاة! فالبشارة للرعاة، والفرح للشعب، وكأنه فى مخافة عظيمة جداً يتقبل الرعاة البشارة لينقلوها مفرحة لجميع الشعب وهكذا كان الرعاة ليسوا فقط أول من سمع البشارة بل وأول من رأوا المولود .

إن البشارة بالميلاد فيها فرح عظيم وكم مرة عيدنا للبشارة ولم نفرح ؟ بل وكم مرة قرأنا وسمعنا البشارة ولم نفرح ؟ إن الفرح العظيم الذى يكون لجميع الشعب انطلق من الميلاد ليؤسس دعامة فى قلب الإنسان لا يمحوها الزمن.” أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ” كل الأيام .

عيد ميلاد مخلصنا (مت1:12ـ12):

فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً … فخرجوا وسجدوا له … وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً ” (مت10:2ـ11).

الرب قال لى أنت ابنى. وأنا اليوم ولدتك. سلنى فأعطيك الأمم ميراثك. وسلطانك إلى أقطار الأرض ” (مز5:2 ،6).

المجوس: هم ملوك وكهنة كلدانيون أو فارسيون يهتمون بدراسة الظواهر الفلكية، والتنبؤ بالحوادث المستقبلة.

          ويتفق الآباء كليمنضس الأسكندرى ويوحنا ذهبى الفم وكيرلس الأسكندرى فى أن المجوس هم حكماء من فارس، وكان لهم دور فى ترقب المسيا الملك القادم لليهود، خاصة وأن عبادة فارس كانت توحيدية بالله الواحد مثل اليهود[7].

بالنجم التقى المجوس باليهود: لقد وُلد السيد فى “بيت لحم” التى تعنى “بيت الخبز”، فجاء إلينا خبزاً سماوياً يتناوله الجياع والعطاش إلى البر. وقد جاء المجوس من المشرق محتملين آلام الطريق وأتعابه، يبحثون عن غذاء نفوسهم، بينما بقى الملك ورؤساء الكهنة والكتبة فى أماكنهم مثلهم مثل العاملين فى بناء فلك نوح الذين هيأوا فلك الخلاص ولم يدخلوه بل هلكوا فى الطوفان. كما يقول القديس أغسطينوس[8].

عودة المجوس : (لو12:2): فى بساطة الإيمان قَبِلَ هؤلاء الرجال ما أُوحى إليهم فى حلم ولم يتشككوا فى الطفل. بالإيمان تركوا طريقهم ليسيروا فى طريق أخرى حتى لا يلتقوا بهيرودس، مقدمين للمؤمنين مثلاً حياً للنفس عندما تلتقى بالسيد المسيح إذ لا تعود تسلك فى طريقها القديم حيث هيرودس (إبليس) يملك. ويرى غريغوريوس (الكبير)[9] أن هذا الطريق الجديد إنما هو طريق الفردوس الذى تلتزم النفس أن تسلكه خلال لقائها مع ربنا يسوع.

 

آحاد شهر طوبة

خلاص يسوع للأمم

الأحد الأول : إعلان خلاص يسوع للأمم (مت13:2ـ23)

(الهروب لمصر)

فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً ومضى إلى مصر “(مت13:2ـ14).

أعلن الرب خلاصه قدام الوثنيين. وكشف عدله لهم. ذَكَر رحمته ليعقوب وحقه لبيت إسرائيل ” (مز2:97ـ3).

لماذا هرب المسيح إلى مصر ؟

          كان يمكن للمسيح أن يلتجئ إلى أى مدينة فى اليهودية أو الجليل، لكنه أراد تقديس أرض مصر ليقيم فى وسط الأرض الأممية مذبحاً له. كما يقول أشعياء النبى : “هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة وقادم إلى مصر، … فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر، وعمود للرب فى تخمها … مبارك شعبى مصر” (أش19)

اهتم الوحى بهذه الزيارة الفريدة، بها صارت مصر مركز إشعاع إيمانى. وكما خزن يوسف الحنطة فى مصر كسند للعالم أثناء مجاعة السبع سنوات، هكذا قدَّم السيد المسيح فيض نعم فى مصر لتكون سر بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندرية، وظهور الحركات الرهبانية والعمل الكرازى …

يقول القديس ذهبى الفم :

[هلموا إلى برية مصر لتروها أفضل من كل فردوس ! ربوات من الطغمات الملائكية فى شكل بشرى، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليين … لقد تهدم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه! مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة … حصنت نفسها بالصليب! إن السماء بكل خوارس كواكبها ليست فى بهاء برية مصر الممتلئة من قلالى النساك …][10].

[1] In Luc . hom 6:3.

[2] Ser . 25:8.

3  القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى ، للقمص تادرس يعقوب ، ص 8.

4 المرجع السابق .

[5] In Luc 8:1.

6 تفسير إنجيل لوقا للقديس كيرلس، الجزء الأول، عظة1 ص 28 ، ترجمة د. نصحى عبد الشهيد، نشر مركز دراسات الآباء، القاهرة 1990.

[7] Exoposition of the Gospel according to Matthew, P. 151.

[8] On Epiph. Ser2.

[9] On Gospels, hom 10.

10 أنظر القمص تادرس يعقوب ” الإنجيل بحسب متى ” الأسكندرية 1983ص62.

المسيح الكلمة المتجسد – دكتور وهيب قزمان

تقييم المستخدمون: 5 ( 5 أصوات)