أبحاث

سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

المحتوى

سفر نبوة باروخ - بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

 

أولاً: من هو باروخ

اسم باروخ بالعبرانية يعنى مبارك أو مغبوط، وبالقبطية مكارى.

وباروخ هو ابن نيريا ابن محسيا، من سبط يهوذا، وأخو سرايا رئيس المحلة (أر 59:51). وهو تلميذ أرميا النبى، ويسمى في سفر أرميا بباروخ الكاتب (أر 26:36، 32). لأنه كان يكتب سفر أرميا عن فم أرميا عندما يمليه عليه (أر 4:36، 32).

وأول مرة نقرأ عنه في سفر أرميا: عندما تسلم باروخ من أرميا النبى صك بيع قطعة الأرض التى لحنمئيل ابن عم أرميا الموجودة في عناثوث، أمام حنمئيل وأمام شهود البيع. ونفذ باروخ وصية معلمه أرميا، بوضعه الصك المختوم (مقفول) والصك المفتوح في إناء من الخزف، لتبقى هذه الصكوك مدة طويلة لتكون نبوة عن عودة الشعب وتملك الأرض (أر 8:32-15)

واحتمل باروخ ألاماً كثيرة بسبب ملازمته لمعلمه أرميا، وتنفيذ وصاياه، فكان معرضاً للقتل من يهوياقيم الملك (أر 26:36)، فمن جراء ذلك كان يقول لنفسه ” ويل لى لأن الرب قد زاد حزناً على ألمى ” (أر 3:45). وكان البعض يعتقد أن باروخ يهيج ارميا على الشعب ليدفعهم ليد الكلدانيين (أر 3:43). وإن كان ذلك يوضح قوة شخصيته ومدى إحساسه بالمسئولية نحو الشعب.

ويُفهم من الإصحاح الخامس والأربعين من سفر أرميا النبى، أن باروخ كان صاحب أملاك كثيرة، وحدائق، وكروم، وكان يتطلع إلى مركز سام في المملكة أيام يهوياقيم، لكن الرب قد أوصاه في السنة الرابعة من ملك الملك يهوياقيم على لسان معلمه أرميا، بأن لا يطلب لنفسه أموراً عظيمة. ” لأن الرب يهدم ما قد بناه ويقلع ما قد غرسه وكل هذه الأرض، ولكن سيعطيه نفسه غنيمة في كل المواضع التى يسير فيها ” (ار 4:45-5)… فأطاع.

وقد أجبر على النزول إلى مصر هو وأرميا النبى معلمه بعد اغتيال جدليا ابن أخيفام ابن شافان بيد إسماعيل ابن نثنيا (أر 2:41، 5:43-7). ويحتمل أن يكون باروخ قد ذهب إلى بابل قبيل أو بعد وفاة أرميا، ثم عاد إلى أورشليم حاملاً معه سفره.

 

نياحته:

توجد تقاليد كثيرة عن نياحته، ولكن لا يُعرف على وجه التحديد متى تنيح ولا أين دفن.

فمن التقاليد اليهودية من يقول:

  1. عندما كان باروخ في بابل حينما أخذه نبوخذ نصر من مصر هو وأرميا معلمه بعدما انتصر نبوخذ نصر على حفرع ملك مصر صار معلماً لعزرا، وإن عزرا رفض ترك بابل والذهاب إلى اليهودية إلا بعد وفاة معلمه الشيخ باروخ النبى وهو الرأى الأرجح.
  2. ورأى آخر يقول عندما رجع باروخ إلى أورشليم حاملاً معه سفره، أقام في وسط خرائب أورشليم إلى أن تنيح. والبعض يظن أنه تنيح في مصر.

 

ثانياً: كاتب سفر نبوة باروخ

هو باروخ (با 1:1).

 

ثالثاً: مكان كتابة سفر نبوة باروخ

كُتب في بابل.

 

رابعاً: زمن كتابة سفر نبوة باروخ

 في أوائل القرن 6 ق. م.

ويحدد تاريخ كتابته في السنة الخامسة، بعدما أخذ الكلدانيون أورشليم وأحرقوها بالنار ليد نبوزرادان رئيس شرط نبوخذ نصر ملك بابل (با 2:1).

 

خامساً: لغة سفر نبوة باروخ

يقسم الدارسون سفر باروخ من الناحية اللغوية إلى ثلاثة أقسام:

فالقسم الأول: (با 1:1 8:3) يوافق الجميع أن له أصلاً عبرياً.

والقسم الثاني: (با 9:3 4:4) يوافق البعض على أن له أصلاً عبرياً، وقد ترجم ترجمة ممتازة إلى اللغة اليونانية.

والقسم الثالث: (با 5:4 9:5) البعض يشك أن ليس له أصل عبري، مع العلم أنه لا يوجد دليل إيجابى واحد على هذا الشك. ولكن الأغلبية توافق على أن له أصلاً عبرياً وقد ترجم ترجمة حرة بدون تقيد بالنص العبري (مثل تعريب موضوع عن لغة أخرى)

 

سادساً: مفتاح سفر نبوة باروخ

” ثقوا يا بنى واستغيثوا بالله، فينقذكم من أيدى الأعداء المتسلطين عليكم ” 21:4

 

سابعاً: غاية سفر نبوة باروخ

 الحفاظ على الإيمان.

يحوي الكلمات التى نطق بها على مسامع ملك يهوذا وكثير من المسبيين بقصد الحفاظ على الإيمان في السبى والتمسك بالشريعة، ورفض الوثنية، مع دعوة التوبة لكي يردهم الرب من السبى. لهذا يقدم لهم أيضاً بشرى الخلاص من السبى (ص5).

 

ثامناً: أقسام سفر نبوة باروخ

الخطية علة السبى

ص 3:1-8

وصايا الحياة

ص 9:3 – 20:4

العودة المجيدة

 ص 21:4-5

رسالة إرميا النبى ص6

1. مقدمة تاريخية 1:1-14

2. الاعتراف بالخطية 15:1 – 8:3

في المقدمة يعلن عن الكاتب وتاريخ الكتابة، وتلاوة ما ورد هنا أمام يكنيا الملك وجميع المستمعين من المسبيين.

عند سماعهم هذا بكوا وصاموا وصلوا معترفين بخطاياهم.

جمعوا فضة وأرسلوها إلى يهوياقيم الكاهن ومن معه لتقديم محرقات وذبائح خطية ولباناً، لكي يعطيهم الرب نعمة أمام الملك وابنه

للرب إلهنا العدل ولنا ولآبائنا خزى الوجوه كما في هذا اليوم 6:2

فأسمع يارب وأرحم لأنك أنت إله رحوم أرحمنا لأننا أخطأنا إليك 2:3

العصيان هو سّر سبيهم لهذا يلزم العودة للشريعة والوصية بروح الطاعة متقلبين التأديب لبنيانناً!

الله نبع الحكمة 9:3 – 38

بركات الشريعة 1:4 – 5

قبول السبى للتأديب 6:4 – 20

إنكم مبيعون للأمم ليس للهلاك

بل لأجل أنكم أسخطتم الله اسلمتم للمعاندين 6:4

إن كان عصياننا للوصية يدفعنا للتأديب فرجوعنا إليها بروح الخضوع والطاعة يرد لنا المجد والفرح في الكتاب.

أخلعى يا أورشليم حلة النوح والمذبلة وألبسى بهاء المجد من عند الله إلى الأبد 1:5.

في هذه الرسالة يؤكد أرميا النبى الآتى:

1. سّر السبى: ” لأجل الخطايا التى أخطأتم أمام الله يسوقكم نبوخذ نصر… (ع 1)

2. تحذير من السقوط في الوثنية في أرض السبى (ع4).

أطال الحديث عن بطلان الوثنية إذ صاروا في أرض السبى تحيط بهم العبادات الوثنية ورجاساتها يتعرضون للسقوط فيها.

لقد أوضح أن الوثنية تحمل في داخلها شهادة عن عجزها عن العمل لحساب نفسها أو لحساب المتعبدين لها وأنها ليست بآلهة (15:6).

 

تقسيم آخر

المقدمة (با 1:1 14:1):

وهي تصف ظروف كتابة سفر نبوة باروخ، وأهدافه، وكاتبه.

أ كاتبه: هو باروخ بن نيريا بن محسيا.

ب ظروف كتابته: كتبه في بابل سنة 581 ق. م، ويؤرخ كتابته في السنة الخامسة من

حريق أورشليم بيد نبوزرادان رئيس شرط نبوخذ نصر. وقد تلا كلام هذا سفر نبوة باروخ، على مسمع من يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا. وعلى مسمع من جميع الشعب الذين حضروا للاستماع. ويقسم باروخ هذا الشعب إلى عدة مجموعات، منهم النسل الملكى، العظماء، شيوخ إسرائيل، وجميع الشعب من الصغار إلى الكبار جميع اليهود الساكنين على نهر سود.

النبوة الأولى (با 35:2) العهد الجديد:

” وأقيم لهم عهداً أبدياً فأكون لهم إلهاً ويكونون لى شعباً ولا أعود أزعزع شعبى إسرائيل من الأرض التى أعطيتها لهم ” (با 35:2)

النبوة الثانية (با 36:3-38) تجسد الكلمة:

” هذا هو إلهنا ولا يعتبر حِذَاءَهُ (نظيره) آخر. هو وجد طريق التأدب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر (با 36:3-38).

النبوة الثالثة (با 25:4) النصرة: ” قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل وتطأ رقابهم ” (با 25:4).

النبوة الرابعة (با 37:4، 5:5-9) العودة من السبى:

” ها إن بنيك الذين ودعتيهم قادمون. يُقدمون مجتمعين من المشرق إلى المغرب بكلمة القدوس مبتهجين بمجد الله… أنهضى يا أورشليم وقفى في الأعالى وتطلعى من حولك نحو المشرق وأنظرى بنيك مجتمعين من مغرب الشمس إلى مشرقها بكلمة القدوس مبتهجين بذكر الله… أن الله سيعيد إسرائيل بسرور في نور مجده برحمة وعدل من عنده ” (با 37:4، 5:5-9).

 

تاسعاً: ملخص سفر نبوة باروخ

ويحتوى سفر نبوة باروخ على ستة إصحاحات نلخصها فيما يلي:

1 يذكر هذا الإصحاح أن سفر نبوة باروخ كُتب في السنة الخامسة من سبى أورشليم في الشهر السابع وقد تلاه باروخ على مسامع يكنيا بن يواقيم ملك يهوذا وجميع المسبيين من اليهود في بابل.

فبكوا وصاموا وصلوا تائبين وجمعوا تقدمات من الفضة وأرسلوها مع كتاب هذه النبوة إلى أورشليم إلى يواقيم بن حلقيا الكاهن ليشتروا محرقات وذبائح للخطية ولبانا ليقدموها على مذبح الرب ويصلوا عنهم. وقد طلبوا من كهنة أورشليم أن يتلوا هذا الكتاب في بيت الرب يوم العيد وأيام المحفل تذكيراً للشعب بخطاياهم وتعدياتهم ودعوةً لهم للتوبة والرجوع إلى الله.

2 يذكر هنا كيف اخطأ بنو إسرائيل ضد الله الذي سبق أن أعان شعبه في مصر وكيف استحقوا لذلك قضاء الرب بالانتقام فشتتهم وأخضعهم تحت أيدى الأمم الوثنية. ويذكر كيف انحط الشعب حتى أكل البعض لحوم أولادهم وبناتهم. وفى هذا الإصحاح أيضاً ابتهاّل إلى الله أن يرحمهم (أيها الرب التفت من بيت قدسك وأنظر إلينا وأمل أيها الرب أذنك وأستجب. افتح عينيك وأنظر فإنه ليس الأموات في الجحيم الذين أخذت أرواحهم عن أحشائهم يعترفون للرب بالمجد والعدل) (16:2-17)

ويذكّر باروخ الشعب أنهم بسبب عدم سماعهم صوت الرب أن يتعبدوا لملك بابل، فقد طرحهم الرب للجوع والسيف والطرد. ولكنه يعود فيتنبأ بأنه نظراً لرجوعهم إلى الله في أرض السبى فسيعودون إلى أرضهم مرة أخرى (وأقيم لهم عهداً أبدياً فأكون لهم إلهاً ويكونون لى شعباً ولا أعود أزعزع شعبى إسرائيل من الأرض التى أعطيتها لهم) (35:2).

3 صراخ وابتهال إلى الله من المكروبين في السبى الذين خطئوا وأخطأ آباؤهم ثم رجعوا في السبى بقلوبهم، أن يرحمهم الله ويذكر عهده معهم. ودعوة لبنى إسرائيل أن يذكروا كيف أن العظماء والأغنياء والفهماء والأقوياء ولم يعرفوا طريق التأديب وابتعدوا عن طريق الله فاستحقوا عقابه، فالله (عظيم هو بغير حد وعال بغير قياس) (25:3)

وهو (العالم بكل شئ… الذي ثبت الأرض إلى الأبد وملأها حيواناً ذا أربع. الذي يرسل النور فينطلق. يدعوه فيطيعه برعدة… هذا هو إلهنا ولا يعتبر حذاءه = أى بمحاذاته = آخر. هو وجد طريق التأديب بكماله.

 

عاشراً: التعاليم في سفر نبوة باروخ

1 يتحدث باروخ في الإصحاح الثاني عن بشاعة التعدى والخطية وكيف أن الرب بسبب هذا (أخضعهم تحت أيدى جميع الممالك التى حولنا وجعلهم عاراً ودهشاً في جميع الشعوب الذين شتّتهم الرب بينهم. فإذا هم في الانحطاط بدل الرفعة… للرب إلهنا العدل ولنا ولآبائنا خزى الوجوه) (باروخ 4:2-6).

2 يذكر باروخ في الإصحاح الثالث حقيقةّ مهمة، وهي أنه مهماً بلغ الإنسان من التسلط والغنى، فإنه بدون الله لا سلام له (إنك قد تركت ينبوع الحكمة. ولو أنك سلكت في طريق الله لسكنت في السلام مدى الدهر) (باروخ 12:3-13) وعن أولئك الذين يتكلون على غنائمهم دون الله يقول (أنهم قد اضمحلوا وإلى الجحيم هبطوا وآخرون قاموا في مكانهم)(باروخ 19:3).

3 مع كل ما عاناه المسبيون من عذاب وبلاء، ففى الإصحاح الرابع يطالعنا باروخ بنبوة تعد بالمخلص الذي يحمل إليهم رحمة الله قريباًَ. وفى حديثه نتبين الثالوث المقدس الإله الواحد: الآب (الأزلى) والابن (مخلصكم) والروح القدس (القدوس) وفى هذا يقول (فإنى قد رجوت بالأزلى خلاصهم وحلّت بى مسرة من لدن القدوس بالرحمة التى تؤتونها عما قليل من عند الأزلى مخلصكم) (باروخ 22:4).

وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بنى البشر (32:3-38).

4 يكتب هنا أوامر الله التى من يتمسك بها فله الحياة. وهو يطلب من بنى يعقوب أن يتوبوا ويرضوا الله ولا يذبحوا للشياطين ويعرفوا رسومه ووصاياه، ويستغيثوا به ولا يدعوا أحداً يشمت بهم، فإن الله خلاصه قريب و(يا بنى احتملوا بالصبر الغضب الذي حل بكم من الله. قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل وتطأ رقابهم) (25:4).

5 وعدّ لأورشليم بأن تخلع حلّة المذلة وتتسربل بثوب البر (فإن الله يظهر سناك لكل ما تحت السماء. ويكون أسمك من قبل الله إلى الآن سلام البر ومجد عبادة الله) (3:5-4).

6 يتضمن هذا الإصحاح رسالة أرميا النبى إلى من أزمع ملك بابل (نبوخذ نصر) أن يسوقهم مثل أخوتهم إلى بابل. وفيها يخبرهم بأن سبيهم في بابل يستمر سبعة أجيال (= يقصد سبعين سنة) يعودون بعدها لأورشليم. ويحذّرهم مما سيرونه من أصنام وآلهة زور ليس لها نطق ولا حركة ولا روح، منحوته من خشب ومغشاة بالفضة والذهب لئلا يسجدوا لها (… أنها ليست بآلهة. فلا تخافوها فإنه كما أن الإناء المكسور لا ينفع صاحبه كذلك آلهتهم) (14:6-15) (إن الرجل الصديق الذي لا صنم له أفضل لأنه بمعزل عن العار) (72:6).

 

حادى عشر: قانونية سفر نبوة باروخ

 

الشهادة الأولى: شهادة الترجمة السبعينية

أُدرج سفر باروخ ضمن الترجمة السبعينية التى تمت أيام بطليموس الثاني فيلادلفوس سنة 285-247 ق. م. أى أن سفر نبوة باروخ كان موجوداً ومعروفاً قبل هذا العصر، وكان ترتيبه بين سفرى أرميا والمراثى ضمن هذه الترجمة.

 

الشهادة الثانية: شهادة الترجمات والمخطوطات

1 أُدرج ضمن ترجمة تاودسيون التى تمت سنة 130 م.

2 أُدرج أيضاً ضمن ترجمة الفولجاتا اللاتينية التى قام بها القديس جيروم سنة 331 420 م، وكان ترتيبه في هذه الترجمة بعد المراثى.

 

الشهادة الثالثة: شهادة اليهود

كان اليهود يستعملونه

 

الشهادة الرابعة: شهادة الأباء الرسل

قد وردت الشهادة الرسمية الأولى لقبول سفر نبوة باروخ في كنيسة العهد الجديد في قوانين الرسل وفى تعاليمهم

 

الشهادة الخامسة: شهادة المجامع:

1 ذُكر في مجمع اللاذقية(لاودكية) المنعقد في سنة 343 م تقريباً في القانون رقم 60 ضمن سفر أرميا هو ورسالة أرميا النبى إلى الذين في سبى بابل.

2 ذُكر ضمن الكتب القانونية في مجمع قرطاجنة سنة 419 م في القانون رقم 24 وهذا المجمع يعتبر مصدر التشريع الكنسى لكنائس أفريقيا لأنه أعتمد قوانين 16 مجمعاً سابقة له من الفترة 345 419 م.

3 من ضمن هذه المجامع مجمع هيبو المنعقد في سنة 393 م.

4 مجمع قرطاجنة المنعقد في سنة 397 م.

 

الشهادة السادسة: شهادة الأباء الأولون

1 القديس أثناسيوس الرسولى (326 – 373 م).

2 القديس يوحنا ذهبى الفم (344 – 407 م).

3 أوريجانوس (185 – 254 م).

4 أبيفانيوس (نحو 153 – 403 م).

5 كيرلس الأورشليمى (توفى 386 م تقريباً).

كما أن كتاب أرميا النبى لا شك فيه، كذلك كتاب باروخ لا ريب فيه، وليس لنا أن نرتاب في بقية الأسفار التى قبلتها الكنيسة بل علينا أن نجعل لها من المنزلة ما للكتب القانونية عينها. (يوحنا ذهبى الفم).

 

الشهادة السابعة: شهادة الكنائس الأخرى:

1 الكنيسة الكاثوليكية.

بسبب اعتراض مارتن لوثر على هذا سفر نبوة باروخ مع مجموعة أخرى من الأسفار من الكتاب المقدس بعهديه، فقد اجتمعت الكنيسة الكاثوليكية وأكدت قانونية سفر نبوة باروخ ورسالة أرميا مع الأسفار التى أعترض عليها مارتن لوثر في مجمع تردنت سنة 1546 م.

2 كنيسة الروم الأرثوذكسية اليونانية:

أكدت أيضاً في المجمعين المنعقد أحدهما في القسطنطينية وكمل في ياش سنة 1645 م والثانى في أورشليم سنة 1672 م. وأيضاً في مجمع سنة 1675 م.

3 الكنيسة الروسية الأرثوذكسية:

تطبعه ضمن طبعة العهد القديم باللغة السلافية.

 

الشهادة الثامنة: شهادة قوانين الكنيسة

قوانين ابن العسال وذلك في القرن الثالث عشر، والتى تضمنت سفر نبوة باروخ.

 

الشهادة التاسعة: طبعات الكتاب المقدس

1 لقد كان ضمن طبعات الكتاب المقدس، حتى بدأت جمعيات الكتاب المقدس طبعه مع الأسفار القانونية في ملحق خاص به في أول طبعة باللغة الألمانية للكتاب المقدس.

2 قد سارت على هذا المبدأ جمعية الكتاب المقدس البريطانية حتى سنة 1728 م، حينما حذفته نهائياً.

3 لكن بعض جمعيات الكتاب المقدس تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب إحساسها المسكونى، فبدأت في طبعه كملحق بين العهدين تحت شعار: (طبعة مسكونية للمرة الأولى منذ عهد الإصلاح وهذه الطبعة الكاملة للكتاب المقدس نالت موافقة الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والأرثوذكسية).

4 أخيراً أصدرت دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ترجمة حديثة ضمت هذه الأسفار منفصلة بين العهدين، ولكن توجد بعض التحفظات من كنيستنا تجاه هذه الترجمة (الطبعة الأولى سنة 1993 م).

 

الشهادة العاشرة: شهادة كنيسة الاسكندرية

أما كنيستنا القبطية فقد كانت بعيدة عن هذا الصراع، فلقد سارت على النهج الرسولى تجاه هذا سفر نبوة باروخ، وأعطته مكانته ضمن الأسفار القانونية، واقتبست منه في صلواتها الطقسية ففى ليتورجية لقان عيد الغطاس وضعت نبوته عن تجسيد المسيح (با 36:3 4:4) ضمن النبوات التى تقرأ ضمن هذه الليتورجية، وأيضاً جزءاً من صلاته (با 11:2-16) ضمن تسابيح سبت الفرح.

 

ثانى عشر: الاعتراضات والرد عليها

الاعتراض الأول:

يعترض البعض معتمداً على التاريخ. أنه لم يذكر شئ عن رجوع الأوانى المذكورة في (با 8:1) إلى أورشليم.

الرد:

لو تمعنا النص جيداً. لا نجد أى اعتراض لأنه مكتوب ” عندما أخذ ” باروخ ” آنية بيت الرب المسلوبة من الهيكل ليردها إلى أرض يهوذا في العاشر من شهر سيوان… “

فالنص يذكر (لكى يردها) ولم يذكر أنه (ردها). وأيضاً في العدد العاشر من نفس الإصحاح، يذكر أنه أرسل فضة لكي يبتاعوا بها محرقات وذبائح للخطية لكي يقدموها على مذبح الرب. وفى العدد الرابع عشر من نفس الإصحاح، أيضاً يذكر أنه أرسل سفر نبوة باروخ لكي يُقرأ في بيت الرب. ولم يذكر أنه أرسل مع هذه الأشياء الأوانى التى أخذها لكي يردها. فهذه هي أحدى المحاولات الفاشلة لاسترداد هذه الأوانى لكي تتم نبوات أرميا النبى (أر 16:27-22)، 1:28-9).

 

الاعتراض الثاني:

البعض يظن أنه يوجد تناقض بين خراب الهيكل المذكور في (با 26:2) مع المقدمة التى تتكلم عن أن المعبد تقام فيه شعائر العبادة (با 10:1-14).

 

الرد:

نحن لا نعارض أو ننافى أن الهيكل قد أحرق. ولكن يذكر كل من كاتب سفر الملوك (2مل 9:25-10) وكاتب سفر الأيام (2أي 19:36) وأرميا النبى (أر 13:52-14) ويؤكدون على حقيقتين هما إحراق أورشليم بما فيها الهيكل، وهدم أسوار أورشليم ولم يذكروا أن الهيكل هُدم ولو بحثنا في الكتاب المقدس قليلاً سوف نجد أنه لا يشترط سلامة المبنى عند تقديم الذبائح. فمثلاً:

في أيام صموئيل النبى عندما خربت خيمة الاجتماع التى كانت في شيلوه، كان يقوم بعمل مذابح ويقدم عليها محرقات وذبائح سلامة.

ففى بلدة المصفاة، اجتمع كل الشعب لكي يقدموا توبة جماعية، فسمع الفلسطينيون أن بنى إسرائيل اجتمعوا في المصفاة، فاجتمعوا هم أيضاً لكي يحاربوهم. فطلب الشعب من صموئيل النبى أن لا يكف عن التضرع إلى الرب من أجلهم. فقدم صموئيل حملاً رضيعاً بتمامه محرقة للرب. مع العلم بأن تابوت العهد كان موجوداً في قرية يعاريم (1صم 1:7-10).

ومرة أخرى في بلدة الجلجال، كان سيقدم ذبيحة محرقة وذبائح سلامة، ولكنه تأخر عن الميعاد المحدد، فقال شاول الملك بهذا العمل، فغضب منه الرب، ونزعه من الملك لأنه تجاسر وقدم الذبائح لأن تقديم الذبائح من اختصاص الكهنة وليس الملوك (1صم 8:13-14).

ومرة ثالثة في أرض صوف (1صم 12:9).

ومرة رابعة في بيت لحم عندما مسح داود ملكاً (1صم 5:16).

وأيضاً في أيام داود الملك أقام مذبحاً في بيدر أرونة اليبوسى، وأصعد عليه محرقات وذبائح سلامة وكان جاد النبى هو الذي أمره بذلك (2صم 18:24-25). وقد كان تابوت العهد في ذلك الوقت في أورشليم مدينة داود في وسط الخيمة التى نصبها داود النبى (2صم 12:6-19). والرب قد أجابه بنار فالتهمت الذبيحة (1أي 26:21)

وأيضاً في أيام آخاب الملك، قدم إيليا النبى ذبيحة على المذبح الذي كان في الكرمل بعدما قام بعملية ترميم له لأنه كان منهدماً (1مل 30:18-40). والرب أجابه بنار فالتهمت الذبيحة. مع العلم بأن الهيكل كان مبنياً في ذلك الوقت. والعبادة قائمة فيه.

وأما النقطة المهمة التى ذكرها أرميا النبى في الإصحاح الحادى والأربعين فهى:

أن ثمانين رجلاً أتوا من شكيم، ومن شيلوه، ومن السامرة، محلوقى الشعر مشققى الثياب ومخمشين (من يخدش وجهه)، وبيدهم تقدمة ولبان ليدخلوهما إلى بيت الرب. وكان ذلك بعد حرق أورشليم وسبيها بيد نبوخذ نصر ملك بابل، ونبوزرادان رئيس الشرط، وقتل جدليا ابن أخيقام الذي نصبه نبوخذ نصر بدلاً من صدقيا (أر 1:41-8)

ولقد سار على هذا النهج يشوع (يهوشع الكاهن العظيم)، أى تقديم الذبائح بين أركان الهيكل وهو منهدم، وذلك بعد العودة من السبى مباشرة، حيث يذكر سفر عزرا: ” ابتدوا من اليوم الأول من الشهر السابع يصعدون محرقات للرب وهيكل الرب لم يكن قد تأسس (عز 6:3).

وهذا يدل على أن الشعب كان يجتمع ويقوم بالعبادة بين أركان الهيكل وبذلك لا يوجد أى تعارض…

 

الاعتراض الثالث:

يعترض البعض على ذكر يهوياقيم الكاهن (با 7:1)، لأن هذا الاسم لم يذكر إلا بعد قرن كامل من الزمان في كتب التاريخ.

الرد:

من الواضح جداً أن نبوخذ نصر كان يغير الاسماء. مثلما غير اسم متنيا عم يهوياقيم الملك ” الذي سبق أن غيره نخو ملك مصر من الياقيم إلى ياهوياقيم عندما سبى آخا يهوآحاز (2مل 31:23 – 34) ” وغيره من متنيا إلى صدقيا (2مل 17:24).

فعندما قام نبوخذ نصر بالمرحلة الثانية من السبى بواسطة نبوزرادان رئيس الشرط، قام بقتل سرايا الكاهن الأول وصفنيا الكاهن الثاني (أر 24:52-27). وسبى يهوصاداق بن سرايا رئيس الكهنة (1أي 13:6-15). ولا نعلم هل أرجعه مرة ثانية إلى أورشليم أم لا، وهل غير اسمه، أم أخذ أحد أخويه وأعطاه اسم يوياقيم؟!! لأن باروخ يذكره أنه ابن حلقيا ابن شالوم، قارن (1أي 13:6، 14، 11:9 ونح 11:11 مع با 7:1).

وإن كتب في كتب التاريخ اسم آخر غير يوياقيم (با 7:1)، فذلك لأنه كتب اسمه الطبيعى لكي يحافظ على سلسلة انساب الكهنة وتتضح أهمية ذلك من سفر عزرا (عز 61:2، 62)، وبذلك يحافظ على كهنوت أولاده.

ومن المعروف مدى ولع اليهود بسلسلة أنسابهم…

 

الاعتراض الرابع:

البعض يظن أنه يوجد تناقض بين (با 10:3) و(با 1:1 – 8:3 و11:4-25). معللين بأن في (با 10:3) يشعر القارئ بأن السبى قد حدث منذ زمان، بينما في (با 1:1- 8:3 و14:4-25) يشعر القارئ بأن السبى قد حدث منذ وقت قريب.

الرد:

عند قراءتنا الأعداد التى يشير إليها المعترض، لا نجد أى تناقض أو تعارض بينهما. لأن باروخ في الإصحاح الثالث والعدد العاشر يذكر: لماذا يا إسرائيل لماذا أنت في أرض الأعداء؟ “. لأن حرق أورشليم والهيكل وسبيها حدث قبل كتابة سفر نبوة باروخ بخمس أعوام، وبالتالى أصبح سبى أورشليم في بابل منذ فترة ليست قليلة. والسبى قد تم على عدة مراحل. وهذا يتضح مما يلي:

1 المرحلة الأولى:

في السنة الأولى من حكم نبوخذ نصر، وهي الثالثة أو الرابعة من حكم يهوياقيم ملك يهوذا، هجم نبوخذ نصر على يهوذا ولكنه أخذ عدداً من الرهائن منهم دانيال، حنانيا ميشائيل، عزريا (دا 1:1-6)، وبعضاً من أوانى الهيكل وهذا ما يعلل وجود دانيال في السنة الثانية من حكم نبوخذ نصر في بابل (دا 1:2-13) ومن هنا تحسب بداية السبى.

وفى السنة الرابعة من حكم نبوخذ نصر، وهي الثامنة من حكم يهوياقيم ملك يهوذا، هجم مرة أخرى على يهوذا، وأدخل يهوذا تحت الجزية (2مل 1:24).

وفى السنة السابعة من حكم نبوخذ نصر، وهي الحادية عشر من حكم يهوياقيم تمرد يهوياقيم، فهجم عليه نبوخذ نصر، وأخذه مع بعض الآنية التى كانت موجودة في بيت الرب إلى بابل (2أي 5:36-7). ولكن يهوياقيم مات قبل أن يدخلها، وملك يهوياكين ابنه عوضاً عنه.

فتمرد يهوياكين بعد ثلاثة أشهر وعشرة أيام من حكمه. فهاجم نبوخذ نصر المدينة مرة أخرى في نفس السنة، فاستسلم له يهوياكين، والنسل الملكى هذه هي أول مرحلة من السبى التى تمت على أربع دفعات (2مل 8:24-16، 2أي 9:36-11، أر 28:52)

2 المرحلة الثانية:

وملك نبوخذ نصر متنيا عم يهوياكين وغير اسمه إلى صدقيا، فتمرد صدقيا في السنة الثامنة من ملكه. فهجم عليه نبوخذ نصر وأدخله في الحصار لمدة ثمانية عشر شهراً فثغرت المدينة، وتم القبض عليه وأحرق أورشليم والهيكل، وسبى أورشليم. وبهذا تمت المرحلة الثانية من السبى. في السنة الثامنة عشر من ملك نبوخذ نصر أو التاسعة عشر من ملكه (2مل 3:25-7، 2أى 11:36-20، أر 1:39-9، 29:52).

3 المرحلة الثالثة:

وفى السنة الثالثة والعشرين من حكم نبوخذ نصر قام نبوزرادان بالمرحلة الثالثة من السبى (أر 30:52).

وبهذا يكون قد تم سبى يهوذا بالكامل ونلاحظ أن السبى قد تم خلال ثلاثة وعشرين عاماً، وهي تقريباً ثلث مدة السبى فهى مدة لا يستهان بها.

فإن تكلم باروخ عن سبى نبوزرادان لليهود في المرحلة الثالثة من السبى فهى الحادثة حلاً لأن سفر نبوة باروخ كتب في هذه السنة وهي الخامسة بعد إحراق أورشليم وسبى شعبها. وإن تكلمنا عن السبى بصفة عامة من أسر دانيال والشرفاء، فهى تكون في حدود الثلاثة والعشرين عاماً إلى وقت كتابة سفر نبوة باروخ.

فبذلك يكون باروخ قد تكلم في (با 10:3) عن بداية السبى منذ ثلاثة وعشرين عاماً، وفى (با 1:1- 8:3، 11:4-25) عن السبى الحادث منذ فترة وجيزة.

 

الاعتراض الخامس:

يقول المعترض أن بليشاصر هو ابن نبونيدس آخر ملوك تلك الفترة وليس ابن نبوخذ نصر.

 

الرد:

يوجد دليل إيجابى واحد يعتمد عليه المعترضون، أن بليشاصر ليس ابن نبوخذ نصر ولكنه ذُكر في سفر دانيال على أساس أنه ابنه، فيذُكر.

” وإذ كان بليشاصر يذوق الخمر، أمر بإحضار آنية الذهب والفضة التى أخرجها نبوخذ نصر أبوه من الهيكل الذي في أورشليم ليشرب بها الملك، وعظماؤه، وزوجاته وسراريه ” (دا 2:5).

وأيضاً: “يوجد في مملكتك رجل فيه روح الآلهة القدوسين، وفى أيام أبيك وجدت فيه نيرة وفطنة وحكمة كحكمة الآلهة، والملك نبوخذ نصر أبوك جعله كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين، أبوك الملك ” (دا 11:5).

وأيضاً: ” فأجاب الملك وقال لدانيال أأنت هو دانيال من بنى سبى يهوذا الذي جلبه أبى الملك من يهوذا ” (دا 13:5).

وأيضاً: ” أنت أيها الملك فالله العلى أعطى أباك نبوخذ نصر ملكوتاً وعظمة وجلالاً وبهاءاً ” (دا 18:5).

فهنا لقب أبنه أى نبوخذ نصر أبوه ذُكرت على لسان كل من الملكة وبليشاصر نفسه ودانيال.

وإن كان العالم والعلم قد اكتشف الكثير من أثار مملكة بابل في خلال الخمس والسبعين سنة الماضية، فما زال يوجد الكثير الذي يحتاج إلى بحث وتنقيب. وسيظل كتابنا المقدس هو الصخرة التى تتحطم عليها كل شكوك وعلوم، واقتراحات العلماء التى لا تتفق مع كتابنا المقدس.

ونلاحظ أيضاً أن كلمة ابن تستخدم بمعناها الحرفى في الكتاب المقدس، كما تستخدم بمعنى حفيد مباشر أو غير مباشر مثل ما قيل عن:

  • يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم (مت1:1)، مع العلم بأن بينهم أجيالاًَ كثيرة.
  • ويوشيا ولد يكينيا (مت11:1)، مع العلم أن يكنيا حفيد يوشيا من يهوياقيم (ألياقيم) (2مل34:23، 6:24).
  • وأيضاً ما قيل عن أبيا بن رحبعام أنه سار في جميع خطايا أبيه التى عملها قبله ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كلقب داود أبيه (1مل3:15). مع العلم أن داود جد رحبعام عن طريق سليمان. وهكذا…

فبيلشاصر ابن ابنة نبوخذ نصر من نبونيدس آخر ملوك تلك الفترة، فهو حفيده عن طريق أمه. ولكن يوجد رأى آخر يقول إن نبوخذ نصر تبناه 0

فبيلشاصر هو ابن ابنته حفيده عن طريق أمه، أو ابنه بالتبنى وبذلك لا نجد أى تعارض بين سفر باروخ والتاريخ أيضاً…..

 

الاعتراض السادس:

يعترض البعض بأن أسلوب الرسالة (با1:6-72)، ليس أسلوب أرميا. فأسلوبه في الرسالة شديد ولاذع في تهكمه، بينما أسلوبه في سفره ومراثيه أسلوب لطيف وذو مشاعر وأحاسيس رقيقة للغاية، حتى وصف أرميا بالنبى الباكى…

الرد:

ولكن كيف لا يكون أسلوبه لاذعاً وشديداً، وهو يرى أن هذه الأوثان هي السبب الأساسى والمباشر في خراب أورشليم؟! وأرميا في الإصحاح الرابع والأربعين يعاتب الشعب ويصرح لهم بقوله: ” لماذا أنتم فاعلون شراً عظيماً ضد أنفسكم، لانقراضكم رجالاً ونساءً، أطفالاً ورضعاً، من وسط يهوذا، ولا تبقى لكم بقية، لإغاظتى بأعمال أياديكم إذ تبخرون لآلهة أخرى في أرض مصر التى أتيتم إليها لتتغربوا فيها، لكي تنقرضوا ولكى تصيرا لعنة وعاراً بين كل أمم الأرض… ”

ويكمل ” أليس البخور الذي بخرتموه في مدن يهوذا وفى شوارع أورشليم، أنت وآباؤكم، وملوككم ورؤسائك، وشعب الأرض، هو الذي ذكره الرب وصعد على قلبه؟ ولم يستطع الرب أن يحتمل بعد، من أجل شر أعمالكم ومن أجل الرجاسات التى فعلتم، فصارت أرضكم خربة ودهشاً، ولعنة بلا ساكن كهذا اليوم. من أجل أنكم قد بخرتم وأخطأتم إلى الرب ولم تسمعوا لصوت الرب ولم تسلكوا في شريعته وفرائضه وشهاداته، من أجل ذلك قد أصابكم هذا الشر كهذا اليوم ” (أر7:44، 8، 21-24).

أليس هذا هو نفس أسلوبه في رسالته في الإصحاح العاشر: ” هكذا تقولون لهم: الآلهة التى لم تصنع السموات والأرض تبيد من الأرض، ومن تحت السموات… ” (أر11:10)

وأليس هذا هو النبى الذي كان يطلب منه الرب أن لا يصلى من أجلهم لكي يرحمهم (أر16:7، 14:11، 11:14) وهو هو بنفسه الذي يطلب من الله لكي يعاقبهم على معاملتهم السيئة معه (أر12:20).

ويلزم أن نوضح شيئاً هاماً. وهو أن أسلوب أى كاتب يرتبط بمجموعة عوامل مثل:

  1. الدافع النفسى.
  2. البيئة المحيطة.
  3. الخلفية الثقافية.
  4. الحالة الانفعالية والعاطفية.

ونلاحظ اختلاف الدافع النفسى في مراحل مختلفة في حياة أرميا، فهو في فترة كان ولداً يتهرب من عبء النبوة (أر6:6)، ثم شخصاً يدافع ويتشفع عن شعبه أمام الله (أر19:4، 18:8 1:9، 19:10-25، 17:13، 7:14-9، 17-22، 20:18، 16:32-25… إلخ). ثم يطلب النقمة بنفسه من هذا الشعب بسبب إساءتهم إليه (أر18:11-20، 15:15، 19:18-23، 7:20-13… إلخ).

ونلاحظ التغيير العظيم في الخلفية الثقافية المرتبطة بنمو عمره ومقدار معرفته.

وبذلك لا يكون تنوع الأسلوب من أسباب الاعتراض التى يمكن الارتكاز عليها، خاصة بأن مقارنة أفكار الرسالة في (با 1:6-72) مع رسالته في (أر 1:10-16)، تكشف عن تشابه بل تطابق في الفكرة وفى الدافع في كل الأحوال.

 

الاعتراض السابع:

والبعض يعترض على رسالة أرميا لأنها ذكرت مدة السبى بسبعة أجيال (با 2:6) معتبرين أن الجيل مدته 40 سنة، مستنتجين ذلك من سفر العدد (عدد 13:32)، وهو ما يتعارض مع أرميا حيث أنه ذكر مدة السبى بسبعين سنة (أر 12:25، 10:29)…

الرد:

إن كلمة جيل اصطلاح لعدة معان منها:

  • جيل من الناس قصر أم طال في الزمن فعند مقارنة (تك 13:15 مع 16:15) ينتج أن مدة الجيل مائة عام، وعند مقارنة (عد 29:14-39 مع تث 14:2) ينتج أن مدة الجيل ستون عاماً، أما في سفر العدد (عد 13:32) فيذكر أن الجيل الذي خرج من أرض مصر (ويحسب هنا من ابن عشرين سنة فصاعداً قارن عد 11:32 مع 13)، وأتاهه الرب في البرية 40 سنة هو الذي فنى (ولا تدل هذه الآية على أن مدة الجيل أربعين سنة أنما ستين سنة أيضاً).
  • حلقة في سلسلة تعاقب الإنسان من جد مشترك (تك 23:50، خر 5:20 وتث 2:23)
  • فترة من الزمن غير محددة (تث 7:32، جا 4:1، لو 50:1)
  • عصر يعيش فيه الناس في وقت واحد (تك 1:7، خر 6:1، عد 13:32 تث 13:2)
  • غالبية من الناس يتميزون بصفة معينة (تث 5:32، مت 39:12، مر 38:8 في 5:2).

فمما سبق يتضح أن الجيل لا علاقة له بمدة أربعين سنة فقط، ولقد استعملت كلمة جيل لتدل على كم من السنين يتفاوت في القيمة. وقد ذكر ديوجينوس اليونانى أن مدرسة فيثاغورس عمرت تسعة عشر جيلاً ويقصد مائة وتسعين سنة. فالأجيال التى ذكرها أرميا في رسالته (با 2:6) يقصد بها عشر سنين لكل جيل أى مدة السبى سبعين سنة وبذلك يسقط الاعتراض على رسالة أرميا (با 1:6-72) أيضاً.

وهذه هي النبوة الخامسة في سفر باروخ، وقد تحققت عندما أعلن كورش ملك مادى وفارس عودة المسبيين إلى أوطانهم وعبادتهم.

 

المراجع:

1 باروخ إعداد راهب من دير البراموس

2 مقدمات في أسفار الكتاب المقدس كنيسة مارجرجس سبورتنج

3 باروخ القمص / بيشوى عبد المسيح

4 باروخ الراهب يوانس الانبا بولا.

إقرأ أيضًا:

قانونية الأسفار القانونية الثانية

المقدمة والفهرس – الأسفار القانونية الثانية Arabic Deuterocanon

ما هي الأسفار القانونية الثانية؟ – الفصل الأول

نظرة البروتستانت للاسفار القانونية – الفصل الثاني

لماذا لا يؤمن البروتستانت بالأسفار القانونية الثانية؟ – الفصل الثالث

الرد على اعتراضات البروتستانت على الأسفار القانونية الثانية – الفصل الرابع

سفر طوبيا (طوبيت) – بحث شامل عن سفر طوبيا (طوبيت) وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر يهوديت – بحث شامل عن سفر يهوديت وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر مكابيين الأول – بحث شامل عن سفر مكابيين الأول وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر المكابيين الثاني – بحث شامل عن سفر المكابيين الثاني وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

صلاة منسى – بحث شامل عن صلاة منسى وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

تتمة سفر دانيال – بحث شامل عن تتمة سفر دانيال وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

تتمة استير – بحث شامل عن تتمة استير   وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

تتمة سفر دانيال – بحث شامل عن تتمة سفر دانيال وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

صلاة منسى – بحث شامل عن صلاة منسى وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر المكابيين الثاني – بحث شامل عن سفر المكابيين الثاني وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر يشوع بن سيراخ – بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر حكمة سليمان – بحث شامل عن سفر حكمة سليمان وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)